استثمار المرض
هل يمكن ان يكون المرض فعلا فرصة للاستثمار ؟
هل منا من يحب المرض ؟
هل المرض ابتلاء ام هو من انفسنا ؟
و أسئلة أخرى عن المرض آثرت ان اجيب عنها لسبب واحد كثرة استهلاك الدواء و انتظار الدور في المستشفيات و عيش بأسلوب حياة الضحية . كل هذا دفعني للبحث منذ زمن طويل كيف يمكنني اجعل من المرض فرصة للاستثمار في الذات . دامت هذه الأبحاث و القراءة ازيد من عشرين سنة كنت دائما أحاول ان اجد جوابا لسؤالي هل الله فعلا هو من يكتب المرض على العباد؟
كنت دائما اعتقد ان الله خلقنا و هو اللطيف الخبير و استبعد بالمرة ان ينزل المرض على مخلوقاته و كل مرة وجدت فيها دليل على ذلك سواء كان علميا او عمليا دليلا شرعيا زاد حبي لله و زاد يقيني ان الله جميل و حنان و لطيف و يحب عباده.
يوما عن يوم تزداد قناعاتي عن هذا الرب الجميل الجليل و ما زادني تأكدا هو الكم الهائل من الأدلة العملية التي أثبتت ان المرض ليس منشأه خارجي بل الانسان نفسه هو المسؤول عن ان يمرض نفسه او ان يكسب صحة جيدة .
أولا ماهو المرض ؟
لمعرفة ماهو المرض نتعرف على نقيضه و هو الصحة .
في تعريف للصحة من طرف منظمة الصحة العالمية انها هي التوازن بين الجوانب الأربعة المشكلة للإنسان و هي الجسد و القلب و العقل و الروح . اذا هذا التعريف يبن ان الصحة ليست خلو الجسد من المرض . و من خلال هذا التعريف يتبين ان المرض هو اختلال التوازن بين هذه المكونات الأربعة للإنسان
و لتقريب المفهوم اكثر: اقترح عليكم الاطلاع على ما يسمى في الطب الحديث لدى العالم الشهير الذي اجرى ابحاثه عن استجابة الخلايا للبيئة الخارجية و هي الأفكار و المعتقدات و التي سماها اي هذا العالم بروس ليبتون : بيولوجيا المعتقد او بيولوجيا الايمان . حيث بين العالم ان أفكار المرء هي الدافع وراء اختيار نوع البروتينات التي سيتم انتاجها داخل الخلية .
ففي حالة الأفكار السلبية فان الخلايا تفرز بروتينات تجعل الخلايا فيما بينها اكثر عداوة و تباعدا مما يسبب خللا في وظائف الأعضاء بسبب انقطاع التواصل الكهربي بين الخلايا .
و بالتالي فان تعريف المرض على المستوى البيولوجي هو حدوث خلل في كهرباء الخلية يمنع الأعضاء الوظيفية عن أداء دورها الحقيقي .
و من هنا يتبين ان المرض سببه غياب الانسجام بين خلايا العضو الواحد.
اذن لكي يعود الجسد الى صحته بشكل صحيح و ذاتي دون تدخل عوامل خارجية( و التي تتمثل في الدواء و الذي غالبا ما يدمر وظائف أخرى ليحدث الشفاء في الوظائف المقصود بها) .
يتوجب على الانسان ان يكون منسجما بين أفكاره و مشاعره و روحه . اذ ان الأفكار هي المنشأ الحقيقي للامراض.
فظهور المرض هي فرصة حقيقية تستثمر لاكتشاف ماهو نوع الصراع الفكري الذي أدى بظهور هذا الخلل او هذا الوضع من اللا انسجام بين الخلايا .
اذن اول خطوة من خطوات الشفاء او الانسجام الداخلي هو هذا الادراك أي ادراك الذات و سبر أغوارها و معرفة حقيقتها و ماهية القيم التي تحرك الفرد لمواجهة التحديات .
فمعرفة الفرد للقيم المحركة له و ترتيب مصفوفة القيم لديه و إعطاء الأولوية للسلام الداخلي و الحب المطلق كفيل بأن يحدث عملية الشفاء الذاتي . اذ تبين من خلال التجارب العلمية ان الانسان عندما يفكر بحب يحدث بين الخليا حالة من الانسجام و التقارب و التواصل الكهربي النشط مما يساعد الأعضاء على القيام بوظيفتها على اكمل وجه.
و هذا يعني ان ظهور المرض هي فرصة حقيقية لمعرفة نوعية الصراع الفكري الذي أدى بظهور الخلل و من ثم العمل على تقبل و ادراك الذات و استثمار الفرصة للعودة الى الذات و ترتيب مصفوفة القيم و التفكير بجدية في العيش بمسؤولية و تحملها للوصول الى حالة الانسجام الداخلي ,و استغلال الطاقة و الجهد في الإنتاج بذل العيش بسلوك الضحية و تبذير الأموال في صرفها على الامراض دون العودة الى منشئها الحقيقي.
لأن الإنتاج هو الدليل على كونك انسان متحضر او هو اول خطوة للدخول في صرح الحضارة و بالتالي الانسجام مع مكونات هذا الكون الفسيح و جعله مكانا افضل للعيش. في حين ان المرض يعيق عملية الإنتاج و يبعد الانسان عن العيش الممتع الذي خلق لأجله.
ادراك الذات يبدأ من هذه اللحظة . خذ نفسا عميقا و تحمل مسؤولية ما يحدث لك و كن انت المحفز لهرمونات جسدك بتغيير أسلوب تفكيرك فعقلك و قلبك جنتك او نارك .
فتيحة سبط