أيا زهرةً في الروحِ
أيا زهرةً في الروحِ كم بتُّ أستطِرُ
قصائدَ الشوقِ علّ القلبَ يعتذرُ
أأنتِ لا تدرينَ أنّي في محبتِكِ
قد بتُّ لا أرتضي صبرًا ولا وَزرُ؟
قد كنتُ أبني على عينيكِ مملكتي
فأينَ راحتْ عهودُ الوصلِ والظفرُ؟
يا جنةَ القلبِ، ما بالُ الهوى قسَتِ
فيكِ الجفونُ، وفي الأهدابِ يستعرُ؟
كم بتُّ أرجوكِ: صوني العهدَ يا أملي
فالدهرُ يمحو إذا ما خانَهُ البشرُ
إنّي وقفتُ على أبوابِ مبسمِكِ الـ
ساحرِ، أرجو رضاكِ اليومَ أنتظرُ
أهفو إذا ابتسمتْ عيناكِ مبتهجًا
كأنّني طفلُ حبٍّ ما له وَطرُ
فامنحي قلبيَ الملهوفَ رحمتَهُ
إنّ المحبَّ إذا لم يُنصفِ انكسَرُ
لا تُغلقي بابَ قلبٍ أنتِ صاحبةٌ
لمفتَحِ الوصلِ، لا يُجدي له حذرُ
أيا مليكةَ وجدٍ، إنني رجلٌ
أبكى العذابَ، وفي عينيهِ يستمرُ
قد كنتُ أحيا على وعدٍ تبسمُهُ
لكنّه اليومَ في صمتٍ به انحسرُ
لو تعلمينَ الذي أخفيه من لهفٍ
لما توانيتِ عن وصلي ولا اعتذرُ
قلبي إليكِ، وإن أبعدتِ، مُعتمدٌ
كأنّه الطيرُ لا يرضى سوى الشجرُ
يا من جعلتِ ليَ الآهاتِ زادَ هوىً
هل يثمرُ الصبرُ بعدَ الصبرِ والثمرُ؟
أهديتُكِ العمرَ لا أبغي به بَدَلًا
فكيفَ ضنّتْ يداكِ الحبَّ والقدرُ؟
ما زلتُ أرجو من الأيامِ طلعتَها
فالفجرُ يأتي وإن طالت به السُّورُ
يا فتنةَ الروحِ، لا تقسي على أملٍ
قد كانَ فيكِ، ولا زالَ به يُسَرُ
إنّي على بابِ عينيكِ التي سكنتْ
قلبي، أطوفُ، فهل لي منكِ مُعتَبَرُ؟
أحيا على نظرةٍ منكِ الرضا، فهلا
أسعَدتِ قلبًا غريبًا طافَ ينتظرُ؟
أيا ملاكًا تغنّى الحسنُ في دمِها
أما ترقّينَ إن ضاقَت بيَ العُصُرُ؟
أيا سنا البدرِ، ما بالُ المنى عطِشَتْ
والغيثُ عندكِ، هل يظمى له الزهرُ؟
قد جرّدتني الليالي من مسرّتها
إلّا هواكِ، ففيه الصبرُ والظفرُ
يا زهرةً بين أشواقي مُعلَّقةً
إني لجئتُ إلى عينيكِ أعتذرُ
إني على بابكِ السامي أقدّمُ ما
تبقى فؤاديَ، لا مالٌ ولا وَفرُ
هل يرحمُ الحسنُ قلبًا باتَ مكتئبًا
يجفو الوصالَ، ويغشاهُ الأسى العسِرُ؟
ألا ترينَ دموعي، كيفَ أُطلِقُها
كي يستفيقَ بها قلبٌ به حجرُ؟
أما سئمتِ التجلّي دونَ مبسمِكِ الـ
باسمِ؟ أما ضاقَ بيَ الدهرُ والسفرُ؟
عودي إلى مهجةٍ ما فارقَتْكَ سوى
قسرٍ، وما خانَ عهدًا لا، وما غدروا
ما زلتُ أذكركِ، الآهاتُ تشهدُ لي
والشعرُ منّي شهيدٌ والهوى سِفرُ
يا من غدوتِ بقلبي سيّدةً ولهًا
هل يرقُ قلبُكِ يومًا بعدما استعروا؟
أيا مليكةَ وجدٍ، هانَ ذلِّي إذا
ما عدتِ، فالعزُّ أن يُستامَكِ النظرُ
إن جفَّ عنكِ لساني من تبتّلهِ
فالعينُ تُبدي الذي في القلبِ يستترُ
أدعو الإلهَ ليلقاني بطلعتكِ الـ
غنّاء، كي ينهزمَ الحزنُ ويندحرُ
فإن رضيتِ ففي عينيكِ بهجتي
وإن صدَدتِ فصبري اليومَ قد خَسِرُ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل



ساحة النقاش