إن غابَ طيفُك
سكنت قلبي هَوى يَزدادُ يَحتَرِقُ
وفي ضُلُوعي نَبضُ العِشقِ يَنطَلِقُ
لَو لم أَجِدْ في هَواك الرُّوحَ مُرتَحِلًا
ما كانَ لِلعُمرِ بَينَ الناسِ مُتَّفِقُ
أنتَ الحَياةُ الَّتي أَحيا بِبَسمَتِها
وأنتَ في مَهجَتي شَمسٌ لَهَا أُفُقُ
إن غابَ طيفُك يا مَعشوقَتي وَهَنتْ
قوى الفُؤادِ وفي الأَحشاءِ يَنخَنِقُ
أَهوى الجَمالَ الَّذي في وَجهِك انعَكَسَ
فيهِ الكَواكِبُ والأَضواءُ تَتَشابَكُ
ما زِلتُ أَرْجوكَ يا أَحلامُ مُبتَكِر
أَنْ تَرحَمِي قَلْبًا مَن في حُبِّك أَحرَقُوا
لَو جاءَ بَعْضُ الوِصالِ العَذبِ يَجمَعُنا
لأَنَّهارَ بَعدَ فَواحِ الوَردِ وانفَلَقُوا
هَذا الغَرامُ الَّذي في رُوحي ازدَحَمَتْ
موجاتُهُ فَهُوَ طوفانٌ ومُحْتَرِقُ
كَيْفَ السَّبيلُ إلى عَينيك أَعْبُرُهُ
والدَّرْبُ يَحتَجِبُ الأَسرارَ والطُّرُقُ
أنتَ الحَنِينُ وأنتَ الوَعْدُ مُنبَثِقٌ
وأنتَ في مَهجَتي قافٌ ومَطرُقُ
إني رَأيتُك في حُلْمِي صِرتُ أَنا
كَمَن يُراقِصُ فَوقَ النَّجمِ ما خُلِقُوا
يا نَبضَ قَلبي ويا أَحلامَ مُنْتَهَجِي
فَأنتَ في رُوحي المِسكُ الَّذي عَبَقُوا
أنتَ الَّتي جَعَلَتْنِي أَرحَبَ الكَونَ لي
فصِرتُ أَسبَحُ في عَينيك أَنطَلِقُ
لَو كانَ لي عُمرُ نُوحٍ كُنْتُ أَقْضِيهِ في
عَينيك لا السَّاعَةُ الغَرَّاءُ تَنفَلِقُ
ما زِلتُ أَحْمِلُ في الأَحلامِ صُورَتَهُ
كانَها بَدْرٌ تَمَّ فَوقَهُ الأُفُقُ
أَرْجوكَ صُونِي فَإني عاشِقٌ غَرِقَ
وكُلُّ ما دُونَ عَينيك ارحَلَ غَسَقُ
إني تَعَلَّمْتُ من حُبِّي لَكُم أَدَبًا
فَكَيْفَ أَصرِفُ عنكُم وَجهي وأَنْفَارِقُ
أنتَ المُقدَّرُ في لُغزي ومُلْتَحِدِي
وفي دَمي نَبْضٌ يَسعى ويَتَّفِقُ
ما زِلتُ أَحلمُ أَنْ تَجمَعَنا مَواعِيدُها
ويَغسِلُ العُمرَ من أَحزَانِه غَدَقُ
أنتَ الغَرامُ وأنتَ الشِّعرُ أَكتُبُهُ
فَيَزْهَرُ القافُ والأَوراقُ تَتَسَقُ
إن كانَ لي في هَواك العُمرُ مُنصَرِفًا
فَإِنَّهُ بَعدَ حُبِّك ليسَ يَنطَبِقُ
هَذا الهَوى كَوْكَبٌ في اللَّيلِ مُشتَعِلٌ
وفي جَناحِ المَنى يَحلو ويَنبَعِقُ
أَهْدِيكَ قَلبي فَهُوَ الحُبُّ مُنفَرِدٌ
وكُلُّ مَن جاءَ بَعْدَ الحُبِّ قَد سَبَقُوا
إن قيلَ من تَسْكُنُ الأحلامُ مُبْتَهِجًا
قُلتُ الهَوى بُشرى والعُمُرُ يَتَّفِقُ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل



ساحة النقاش