جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حوار إفتراضي لم يحدث أبدآ بيني وبين الشاعر الكبير الراحل : نزار قباني رحمه الله وغفر له وأسكنه جنات النعيم من نظمي حوار بين المعلم وتلميذه .
نزار و أنا
نزار قباني:
يا صائغَ الحرفِ، إنَّ الحُبَّ مَملكةٌ
فيها القلوبُ عروشٌ، والهوى قَدَرُ
أنا الذي صغتُ من عينيكِ أسطُرَهُ
حتى غدَا الحرفُ في أوراقِنا زَهَرُ
صائغ القوافي:
يا شاعرَ العشقِ، إنَّ الحُبَّ مَهبطُهُ
قلبُ الأبيِّ، فإن هانَ الهوى هَجَرُوا
أنا أُقِيمُ له في الروحِ مَحرابَهُ
لكنْ بظِلِّ وقاري يَنثني القَمَرُ
نزار قباني:
أُريدُ حُبًّا إذا مرَّ النسيمُ بهِ
فاحَ العبيرُ، وعانَ القلبَ والسَّحَرُ
أريدُ أنثى إذا مشتِ الطُّرُقَ انحنتْ
لجَمالها الأرضُ، أو مالَتْ لها الشُّجُرُ
صائغ القوافي:
وأنا أريدُ هوىً يَحيا المدى شَرَفًا
لا يَنحني للهوى مهما غوى البَشَرُ
إنَّ العيونَ وإن أغوتْ فَتنتَها
تبقى المهابةُ تاجًا فوقها يُزَرُ
نزار قباني:
الحبُّ نارٌ، ومَن في القلبِ يشعلُها
يبقى رهينَ اللظى إن فاضَتِ الشُّعَرُ
ولستُ أرضى هوىً مَكسورَ أجنحَةٍ
بل أرتضي صَخَبًا، والعُمرُ مُعتَصَرُ
صائغ القوافي:
الحبُّ عندي إذا ما قامَ طاهِرَهُ
أبقى له سِدرَةً، والروحُ مُستَبَرُ
لا أرتضي عَصفَةً تأتي بلا قَصَدٍ
فالريحُ إن جَنَّحتْ أودَتْ بمن سَفَروا
نزار قباني:
يا صائغَ الحرفِ، إنَّ الحُبَّ أغنيةٌ
فيها الحروفُ ندىً، والأحرفُ السُّوَرُ
والقلبُ طفلٌ إذا لم تُعطه قبلةً
ماتَ الحنينُ به، وارتدَّ وانكَسَرُ
صائغ القوافي:
يا شاعرَ الحسنِ، إنَّ الحُبَّ مدرسةٌ
والعشقُ دَربُ فتىً بالحِلمِ مُفتَخَرُ
إنِّي أراهُ جلالًا قبلَ أُنشُدَهُ
فالعينُ لا تنحني، والروحُ لا تُؤجَرُ
نزار قباني:
الحبُّ عندي شُجُونٌ لا أُقيِّدُها
يمشي بنا حيثُ شاءَ الموجُ والوترُ
أكسرُ القوالبَ إنْ ضاقَتْ مسارحُنا
فالروحُ أوسعُ من أشعارِنا والصُّوَرُ
صائغ القوافي:
وأنا أرى البحرَ إن زادتْ أمواجُهُ
قد أغرقَ السابحينَ الحُرَّ إن جَسَروا
إنَّ الجموحَ بلا وعيٍ يُدمِّرُنا
والحزمُ للروحِ حبلٌ ما به عَثَرُ
نزار قباني:
أهفو إلى قُبلةٍ تُنسي معاركَنا
وتُسكتُ الجرحَ إنْ طالتْ به العُمُرُ
إنّي أرى في الهوى طفلًا إذا ضحِكَتْ
عينا حبيبتِه، انجابَ الأسى وغَفَرُ
صائغ القوافي:
وأنا أرى في الهوى عهدًا إذا انكسرتْ
أوتارُهُ لم يعد يَغني به الوَتَرُ
الحبُّ عندي وميضٌ لا يُدنِّسُهُ
لهوُ القلوبِ، ولا ما في الخفا استَتَرُ
نزار قباني:
لكنْ، أما تعلَمُ أنَّ الهوى خطرٌ
وأنَّنا حينَ نعشَقْ قد نَهوى الحَفَرُ؟
صائغ القوافي:
بلى، ولكنيَ المختارُ في خَطَري
أمشِي على الجَمرِ لكنْ تُتْبِعُهُ الفِكَرُ
نزار قباني:
أحببتُ فيك وقارَ الحرفِ إذ نطقتْ
شفتاكَ، فازدانَ بالهيباء ما سطَروا
صائغ القوافي:
وأعجبَتني ورودُ الحبِّ في فمِكَ الـ
حرِّيفِ، إذْ مزجَ الإعصارَ بالمَطَرُ
نزار قباني:
إذًا فلنلتقِ في سَطْرٍ يُجمِّعُنا
فيهِ الهوى سيِّدٌ، والنهجُ مُعتَصَرُ
صائغ القوافي :
نعم، على العشقِ إنْ ظلَّ المهابةَ، لا
يضيعُ فيهِ شُموخُ الحرفِ والفِكَرُ
فالحبُّ زَهرٌ، ولكنْ دونَ هيبَتِهِ
يبقى شريدًا، وتبقى الروحُ تنتَحِرُ
نزار قباني :
سأكتفي أنَّنا في الحُبِّ قد جمعَتْ
قلبَينِ سطرٌ بهِ للشمسِ مُفتَخَرُ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل
مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية
Bouchra Electronic
Literary Magazine
ساحة النقاش