رِثاء

هـذا أنـا إن غِـبـتٌ عَـنـكٌـم بـالـسـوءِ لاتـَذكـرٌنـى
هـذا أنــا الــيـَومٌ بـيـنَـكٌـم وغَــدا قَــد لا تَـرٌنـى
قـولـو كَـانَ عَاشـِقـاً بـالـبـَاءِ والـَتـاءِ ومـُدمِـنُ للـنـونى
هَــذى حـروفـى قـَد عَـلـَت فـوق الشـراعِ فَكَـفِـنـونـى
حَزِنَ القلم لِفُـراقـى فَفـى التـراب وَضًَعـوه ووضـعونـى
اليَومٌ أقدامـى تعتلى التراب وغدا سأشعر بكم تزورونى
فإن رأيتم بعد موتى قَصيدتى ناظروها وبالخير إدعونى
قد احببتكم فى الله حجم المحبةِ فلا من دُعائِكم تحرمونى
غَمضت عيونى جَفَ قلبى وأبت ان تَرتجِف جِـفُُـونـى
قَد كَتَبتُ مَحَبةَ فى الله وكَلِمَتى قَد تراكم أو تَرونى
إنثرو كَلِماتِ الخَيـر منـى لا تَكسِروها وتـَنثـرونـى
وإلـى المَقَـابِـر أَقبِلـو وأقـرأو سـورةِِ لا تَخـزِلـونـى
يـا مـَن لأحـزَانِـكـم فـى الحـيـاةِ دَمِـعَــت عيونـى
اليـومَ إن رَأيتـم سـوءَ منـى أُمنيتـى أن تُنـزرونـى
لا تَنظوروها لبَرهةِ وتَتركوها إنما بالله دومـا ذَكرونـى
قَد لَفلَفُونى بِعَبائةٍ بَيضاءُ وَمِن الاطرافِ يَربطونى
وَمِـن قَـبـلُـهـا أَنـزَلـو الـمـاءَ فــوقـى فَغـسـلـونـى
غُسـلا ثَلاثَـا عَـلَ اللهُ يـَرحَـمُنـى فَـلا تُـعـذبـونـى
ومـا قَـد ظَـهـرَ منـى بَعدَ مـوتـى بِه لا تُعَيرونى