د حافظ زينهم حافظ ( عيادة اسلام البيطرية )

أصبحت الحمى القلاعية حديث الساعة فى كل بيت مصرى لانتشارها بسرعة فائقة أذهلت الجميع، وإصابة الكثير من ثرواتنا الحيوانية بها مما أدى إلى نفوق بعضها، وهذا بالطبع أدى إلى إحجام معظم ربات البيوت عن شراء اللحوم خشية انتقال المرض اللعين إلى أسرهن

 

عبر تناولهم للحوم المصابة ولذلك فنحن نطمئنهن بأن هذه الحمى لا تنتقل للإنسان عبر تناوله اللحوم، وأن اللحوم إذا ما تم شراؤها من جزار موثوق فيه وطهيت بطريقة جيدة بحيث تتعرض لدرجات حرارة عالية ستصبح خالية تماما من جميع الفيروسات ، ونحذرهم من تناول لحوم البسطرمة النيئة لاحتوائها على الفيروس فى حالة تصنيعها من لحوم مصابة بالحمى وكذلك اللبن يجب غليه جيدا للقضاء على جميع الفيروسات الموجودة به .

  • الحمى القلاعية متوطنة فى مصر وتحت السيطرة

فى البداية يقول الدكتور ندى خليفة أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم ومنتجاتها ورئيس قسم الرقابة الصحية على الأغذية بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة إن الحمى القلاعية مرض فيروسى يصيب كل الحيوانات ذات الظلف المشقوق من الأبقار والأغنام والجاموس

والخنازير وهو مرض متوطن فى مصر ولكنه تحت السيطرة ، وكل فترة تحدث له طفرات فتظهر منه سلالة جديدة « عترة » تحتاج إلى اللقاح المناسب لمكافحتها ويحدث ذلك نتيجة انتقال بعض الحيوانات بين البلاد أو المحافظات أو نتيجة عملية استيراد الحيوانات الحية التى قد تكون مصابة بها ولذلك يظهر فيروس جديد يتطلب تحصينا جديدا يتلاءم مع طبيعة المرض، فالأمر لا يختلف كثيرا عن فيروس الأنفلونزا الذى يتحور سنويا .

  • اللعاب أساس العدوى التى ينقلها الهواء لأكثر من 150 كيلو مترا

ينتقل ذلك المرض من حيوان لآخر عن طريق الإفرازات الطبيعية التى يفرزها الحيوان مثل اللعاب والبراز والبول ولكن اللعاب هو أساس انتقال العدوى ، لأنه حتى إذا لم ينتقل فى الحال إلى أى حيوان فيمكن أن ينتقل بطريقة آخرى وهى بعد نزوله من فم الحيوان إلى التربة

ففور جفافه يستطيع الهواء حمله لمسافات طويلة جدا قد تصل إلى أكثر من 150 كيلو مترا وخصوصا فى الأيام المليئة بالعواصف الترابية « شهر أمشير » أو رياح الخماسين ويمكن أن ينتقل أيضا عبر الأشخاص المتعاملين مع الحيوانات

ولو كانوا خارج الدولة فقد يأتى شخص من إحدى الدول المنتشر بها المرض ويركب طائرته ويكون متلامسا مع هذه الحيوانات فيكون الفيروس فى حذائه أو فى ملابسه ويظل الفيروس كامنا حتى يجد العائل الأساسى الذى يعمل عليه وهو الأبقار أو الجاموس فيبدأ الفيروس فى مرحلة النشاط .

  • الحمى القلاعية مميتة فى الأعمار صغيرة السن .

وهذا المرض تصاب به الحيوانات كبيرة السن والصغيرة على حد سواء ولكنه يكون مميتا فى الأعمار الصغيرة « العجول البقرى أو الجاموسى » صغيرة السن لأنه يؤدى إلى إصابتها بالتهاب فى عضلة القلب مما يؤدى إلى الوفاة

أما المشكلة الأساسية بالنسبة للأعمار الكبيرة فتكون فى الأبقار الحلوب فعندما تصاب بالحمى القلاعية فهى تمتنع عن الأكل نتيجة لإصابة فمها بالبثور وكذلك لا تستطيع الوقوف على أقدامها مما ينتج عنه نقص رهيب فى أوزانها ولذلك يجب الإسراع فى علاجها حتى تستعيد نشاطها خلال فترة محدودة لا تزيد عن أسبوع .

  • بطاقة صحية لكل حيوان والخسارة كبيرة

وعن الخسارة الاقتصادية يقول الدكتور ندى خليفة : تكون الخسارة الاقتصادية كبيرة لأن هذا المرض سريع الانتشار ولو طبقنا ذلك الكلام علينا نجد أن نقل الحيوانات من محافظة إلى أخرى نتيجة لعدم الوعى الصحى يساعد على انتشار المرض

فعلى سبيل المثال لو أن حيوانا مصابا نقل من محافظته ليذبح فى مجازر محافظة القاهرة فمعنى هذا أن هذا الحيوان سوف يعدى جميع الحيوانات المخالطة له . ولذلك فنحن نطالب جميع المزارعين بتطعيم جميع المواشى التى فى حوزتهم، فيجب أن يكون لكل حيوان بطاقة صحية لكل يتطعم دوريا ضد الفيروسات المستجدة الموجودة فى تلك الفترة .

  • لا نستطيع إنتاج لقاح مصرى

وعن إمكانية إنتاج لقاح مصرى مضاد لهذا الفيروس يقول الدكتور ندى لا نستطيع إنتاج هذا اللقاح لأنه لابد أن يعتمد عالميا من المنظمات المتخصصة ويأخذ كودا دوليا لأننا لو أنتجنا اللقاح سيكون على حسابنا الخاص واللقاح هنا عبارة عن سلالة ضعيفة تؤخذ من المرض وتحقن بها الحيوانات السليمة التى لا تبدو ظاهريا عليها أعراض مرضية لتحفز جهازها المناعى أما المصل فهو علاج للحالة المرضية .

  • إعدام الرأس والأحشاء للحيوان المصاب والبقع الدموية أساس اكتشاف المرض

ولذلك فالتصرف مع مرض الحمى القلاعية لا يخرج عن أمرين الأول أذا كانت الدولة التى انتشر فيها هذا المرض ذات اقتصاد عال ومرتفع فهى ستعدم جميع ثرواتها الحيوانية وهذا ما لجأت إليه بريطانيا منذ منتصف التسعينيات.


أما البلاد التى تعانى من ضآلة اقتصادها مثل مصر فنأخذ الحيوان الذى ظهرت عليه الأعراض ونذبحه ونوقع الكشف الطبى البيطرى على لحمه فإذا وجدنا أعراض المرض ظاهرة على اللحوم كوجود بقع دموية عليها أو لاحظنا احتقان أوعيتها الدموية أو وجدنا دماء فى تجويف الإبط على الأجزاء العضلية أو وجدنا بقعا نزفية فهذا معناه أن اللحوم بها حمى أى « محمومة »

فيجب إعدامها فورا وهنا تعدم الذبيحة كليا ويتم التخلص منها صحيا، أما إذا كانت الإصابة موضعية ولكن أعراض المرض لم تظهر على لحومها فهنا ينصح بتناول تلك اللحوم الصالحة للاستخدام الآدمى و نعدم الأجزاء المصابة فقط مثل اللسان والعقد الليمفاوية والرأس والأحشاء الداخلية والكوارع والإعدام هنا يكون إعداما جزئيا وهذا الكلام ينطبق فقط على اللحوم التى تذبح فى المجازر الحكومية .

  • المرض لا ينتقل إلى الإنسان بتناول اللحوم

ينصح بعدم خروج اللحوم من المجازر إلا بعد أن يمر عليها 24 ساعة فى الثلاجة حتى تتكون الأحماض التى يمكن أن تقضى على الفيروس مع العلم أن هذا المرض لا ينتقل للإنسان عن طريق تناوله اللحوم ولكن هذا إجراء احترازي .

  • اللحوم من جزار موثوق فيه

وعن كيفية معرفة ربة المنزل للحوم المصابة يقول الدكتور ندى خليفة من السهل معرفة اللحوم المصابة بالحمى القلاعية فعلى ربة المنزل أن تتأكد من أن لون اللحوم طبيعى لا يميل إلى اللون الأحمر الداكن وتحرص على قطع شرائح رقيقة منها لتتأكد من خلوها من البقع الدموية

وكذلك تتأكد من أن الدهون لا يوجد بها بقع نزفية والأهم من ذلك كله أن تشترى اللحوم من جزار موثوق به فلا تشتريها من أى بائع فى الشارع حتى تضمن سلامة المصدر الذى أتت منه تلك اللحوم وعليها أن تتأكد من أن تلك اللحوم مذبوحة فى المجزر وعليها الختم الحكومي .

  • والألبان من السوبر ماركت

أما بالنسبة إلى الألبان فلابد من شرائها من السوبر ماركت فنحن ننصح منذ سنوات طويلة بعدم شراء اللبن من الباعة الجائلين لأنهم يضعون عليها المواد الحافظة مثل المضادات الحيوية والكيميائية التى تحافظ على اللبن من الفساد وليس معنى كلامى أن المرض ينتقل عن طريق اللبن فهو غالبا لا ينتقل عن طريق الطعام ولكن هذا زيادة فى الاحتياط ولذلك ننصح ربة المنزل بطهى اللحوم طهيا جيدا للغاية وغلى اللبن جيدا فالحمى القلاعية فى الغالب لا تصيب الإنسان ولكن قد تكون هناك حالات استثنائية .

ويؤكد الدكتور صلاح أبو ريه أستاذ علوم الأغذية بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن مرض الحمى القلاعية عندما يصيب الأبقار يؤدى إلى ظهور البثور على الوجه والقدمين وهو مرض سريع الانتشار بين الحيوانات ولكنه غير معد للإنسان ومن المفترض أن لا تذبح الحيوانات المصابة بهذا المرض فى « السلخانة » حرصا على صحة الإنسان والحيوان معا ، فيجب إعدامها فورا .

  • ممنوع شراء اللحوم من مصادر مجهولة

وتكمن الخطورة هنا فى الناس الذين يشترون اللحوم من مصادر مجهولة أو من أشخاص يذبحون أبقارهم وأغنامهم خارج المجازر، لأن هناك بعض المربيين معدومى الضمير يذبحون الحيوانات المصابة بالمرض خشية نفوقها ويبيعونها للمستهلك ففى هذه الحالة لا يحدث إدماء كامل للذبيحة ولذلك يكون هذا الدم مصدر عدوى للإنسان أو يبيعونها لأصحاب المصانع ليتم تصنيعها فإذا ما استخدمت فى مواد مصنعة تخضع لدرجات عالية من الحرارة فلا توجد مشكلة، لأن درجة الحرارة المرتفعة ستقضى على الفيروس .

  • البسطرمة النيئة فيها سم قاتل

أما إذا صنعت على البارد كالبسطرمة ستحتفظ اللحوم به داخل أنسجتها فإذا ما تناولها الإنسان نيئة سيصاب بالحمي، التى من أعراضها ارتفاع فى درجة الحرارة وظهور دمامل على الوجه والصدر ولذلك يجب عليه أن يتجه إلى أقرب مستشفى للحميات لتناول العقاقير المناسبة ونفس الشيء ينطبق على شرب اللبن غير المغلى وغير المبستر خصوصا إذا كان الحيوان الذى أنتج تلك الألبان مصابا بالحمى ولذلك ننصح بغلى اللبن الذى يباع فى المحلات « السائب » لمدة لا تقل عن 5 دقائق حتى نضمن القضاء على الفيروسات .

  • تأكدى من وصول الحرارة إلى منتصف قطعة الهامبرجر

وأود أن أوضح وأؤكد أن إصابة الإنسان بهذا المرض نادرة الحدوث لأننا غالبا ما نعرض اللحوم والألبان لدرجات حرارة عالية من شأنها أن تقضى على جميع الفيروسات ولذلك يجب على ربة المنزل أن تعرض جميع اللحوم سواء المطبوخة أو المصنعة لدرجات حرارة عالية وتتأكد من وصول الحرارة إلى منتصف قطعة اللحم خصوصا فى الهامبرجر للقضاء على الفيروسات .

المصدر: بواسطه د.حافظ زينهم حافظ مدير عيادة اسلام البيطرية عن مجله نصف الدنيا
eslamclinic

د.حافظ زينهم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 288 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2012 بواسطة eslamclinic

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

485,753