أحدث الدراسات أكدت أن النباتات المكتبية تخفف من إجهاد وتعب الموظفين فقد أظهرت هذه الدراسة أن وضع نباتات مزروعة في أوعية داخل المكتب يعود علي الموظفين بالفائدة الصحية فهي تخفف من التعب والإجهاد.وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الباحثين في الجامعة النرويجية لعلوم الحياة وجدوا أن وجود النباتات في المكاتب يخفف من تعب وإجهاد الموظفين ومن تعرضهم لأوجاع الرأس والسعال وجفاف البشرة والحنجرة.
وتبين أنه مع زيادة رؤية الموظفين للنباتات في المكتب ينخفض عدد مرات غيابهم لأسباب مرضية وفسر العلماء ذلك بأن النباتات والميكروبات الموجودة في تربتها جيدة في إزالة المركبات العضوية التي تنتشر في الهواء وقد تؤثر علي الصحة وقالت الطبيبة المسئولة عن الدراسة تينابر نفسليمارك قد يكون هناك تفسير نفسي بأن الناس يعتقدون أن وجود النباتات صحي أكثر وبالتالي فهم علي الأرجح يقيمون صحتهم بشكل أكثر تفاؤلا ووجدت دراسة أمريكية أخري أن النباتات بشكل خاص مفيدة في المكاتب التي لا نوافذ فيها وتبين أن الموظفين يعملون مع وجود النباتات بإنتاجية أكثر وأسرع بـ12%.
- النباتات تنقي الجو
وتعلق علي هذه الدراسة الدكتورة مني حسين سيد بدوي المدرس بقسم الميكروبيولوجيا الزراعية بكلية الزراعة جامعة القاهرة: الفكرة تكمن في أن أي نبات يستخدم ثاني أكسيد الكربون ويحوله إلي مركبات عضوية يتغذي عليها النبات مما يعمل علي تنقية الجو الموجود به النبات وبالتالي يفيد الإنسان وكذلك الميكروبات الموجودة في التربة تقوم بتحويل بعض العناصر غير الميسرة إلي صورة ميسرة سهلة الامتصاص بواسطة النبات وتزيد من خصوبة التربة.
وتضيف إن تحول النيتروجين الغازي إلي نيتروجين عضوي يستفيد منه الميكروب أولا ثم النبات كما أن هذه الميكروبات تحمي جذور النبات من بعض الميكروبات الممرضة كما أن بعض الميكروبات لها القدرة علي استخدام ثاني أكسيد الكربون كمصدر للكربون ويطلق عليها ذاتية التغذية وتحوله إلي مركبات كربوهيدراتية (مواد عضوية + أكسجين) إذ تحتاجه معظم الكائنات في نموها وتؤكد الدكتورة مني حسين أن الميكروبات الموجودة في التربة لها دور في تحويل المواد السامة إلي مواد غير سامة (مثل مبيدات الآفات) وتحويلها إلي صورة غير سامة.
ومن جانبه يحدثنا الدكتور السعد محمد البدوي أستاذ الزينة وتنسيق الحدائق بكلية الزراعة جامعة القاهرة عن مواصفات النباتات المكتبية وطرق العناية بها فيقول:
بالنسبة للنباتات التي يجب أن تختار لتنسيق المكاتب أو المنازل أو النباتات الداخلية فيفضل أن تكون نباتات كثيرة التفريع وأوراقها صغيرة الحجم لأنه كلما كان مسطح الورقة صغيرا وعدد الأوراق كبيرا يعطي مسافة أكبر لتبادل الغازات لأنها تمتص ثاني أكسيد الكربون وتخرج الأكسجين وهي عملية في حد ذاتها فلترة للجو فإذا كانت النباتات ذات أوراق كبيرة الحجم أو كان مسطح الورقة كبير فهي لا تقارن بالنباتات عديدة الأوراق بالإضافة إلي أن أي تلف لجزء من الأوراق الكبيرة المسطح يشوه المنظر أما إذا كان العكس في الأوراق الصغيرة الحجم فإنه نظرا لكثرة الأوراق لن تظهر أي إصابة أو أي تلف في جزء من الورقة وهي عملية مهمة في المنظر الجمالي.
وينصح الدكتور السعدي محمد من يقتنون هذه النباتات بعدم زيادة كمية المياه لري النبات لأنه يفضل إعطاء النبات كمية المياه الضرورية فقط ويتعرف علي ذلك بمجرد لمس التربة وملاحظة أنها جافة ويقول في هذه الحالة يفضل إعطاؤها رية كاملة ويباعد الفترة بين الريات.
ـ كما يجب الاهتمام بعملية التسميد ويفضل استخدام السماد المركب البطيء الذوبان وبالتالي يعطي النبات احتياجاته لفترة طويلة وتوضع الكمية المناسبة لحجم كل اصيص فإذا كان حجم الاصيص مثلا 20سم يوضع له عدد 2 من هذه الأصابع السمادية وكلما زاد قطر الأصيص يتم زيادة عدد الأصابع السمادية.
ـ عملية تقليب التربة للتهوية علي فترات تتراوح ما بين أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع حسب نوع التربة بما يسمح بدخول الهواء بين مساحة التربة فلا يسمح بنمو البكتريا اللاهوائية والفطريات التي تضر النبات.
- النباتات المزهرة الأفضل
وعن أنواع النباتات التي ينصح الدكتور السعدي باستخدامها داخل المنازل والمكاتب يقول: يفضل النباتات المزهرة مثل الجاردينيا والهبسكس بألوانه المختلفة حيث إنها تعطي أزهارا بالإضافة إلي نبات سباثيفيلم ويعطي أزهارا بيضاء وهو داخلي أيضا.
ويضيف أما في حالة استخدام الأزهار المقطوفة في الفازات داخل المنازل والمكاتب فيراعي أن هذه الأزهار تتنفس بدرجة عالية وينتج عنها ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر أحد ملوثات الجو, وبالتالي يراعي إبعاد هذه الأزهار المقطوفة عن غرف النوم خصوصا ليلا لأنها تزيد نسبة ثاني أكسيد الكربون في هذه الغرف علي حساب الأكسجين ويجب إخراج هذه الأزهار خارج غرف المرضي في المستشفيات خصوصا ليلا.
كما يراعي في حالة النباتات المكتبية تنظيف الأوراق علي فترات ويمكن استخدام المياه للتخلص من الأتربة ويمكن رش هذه النباتات ببعض المواد الطبيعية لإعطائها اللمعان مثل الفلوراسبراي ولابد أن يكون مصدرها طبيعيا ولابد من تنظيف الأصيص من الخارج مع وضع وعاء لاستقبال الماء الزائد تحت الأصيص لأنها إذا وضعت علي خشب أو رخام سوف تتلفه وللحفاظ علي الأزهار المقطوفة لأطول فترة ممكنة يقول الدكتور السعدي محمد كل نوع من الأزهار له درجة تفتح يفضل أن يقطف عندها فمثلا الورد يتم قطف الأزهار عند ظهور لون البتلات وانفراج الكأس عن البتلات نسبيا ويتم قطف الزهرة بحامل زهري حوالي 80 أو 90سم وبعد القطف توضع في ماء في مكان بارد علي درجة حرارة 5 درجات مئوية لمدة ساعتين حتي لا يحدث لها ذبول ويمكن أن تلف في بعض الأعشاب المرطبة لحفظ الرطوبة داخل ساق الزهرة لحين الاستخدام.
بعد ذلك حسب حجم الفازة يقص ساق الزهرة بما يتناسب مع طول الفازة ويتم القطع بشكل مائل بآلة حادة مع إزالة الأوراق القاعدية ويوضع الماء بحجم مناسب بحيث تكون قواعد الساق وجزء من الساق مغمورة ويراعي أن يكون سطح الفازة أملس من الداخل حتي لا تنمو الفطريات والبكتريا ويضيف: يفضل تجديد القطع كل يومين وإضافة قرص اسبرين مع جزء من الفحم النباتي إلي الماء والاسبرين من أجل البكتريا والفحم النباتي لتنقية المياه من الفازات مع مراعاة تغيير الماء كل يومين وليكن إضافة السكر كمصدر للطاقة ولكن يمكن أن تتكاثر البكتريا عليه بدرجة كبيرة في الماء كما أن التربة يجب أن تغير كل 6 أشهر.
وللقضاء علي الحشرات أو منع تكونها في تربة النبات ينصح الدكتور السعدي محمد باستخدام حبات حشيشة الليمون ويحضر من عند العطار وله رائحة عطرية تقضي علي الحشرات حول الأصيص وتفرك علي تربة الأصيص كذلك يستخدم ورق الريحان ونبات النيم ويمكن أيضا استخدام طفي السجائر ورشه علي تربة النبات ليقضي علي الحشرات.
وينصح بضرورة الاهتمام بالنظافة حول الأصيص فهذا كفيل بمنع أي حشرات من الوصول للنبات.
ساحة النقاش