د حافظ زينهم حافظ ( عيادة اسلام البيطرية )


لحوم ملوثة                                                                 تعتبر الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) من الأمراض التي يثير مجرد اسمها الرعب في السامعين، ربما لا ستعمالها في كثير من الأفلام الأجنبية كمثال على الأسلحة البيولوجية والإرهابية الخطيرة التي تهدد حياة الملايين ولكن بعيدا عن الإثارة وتضخيم الأمور يبقى ككثير من الأمراض الأخرى له من الطرق الوقائية والعلاجية مما يساعد في التقليل من خطورته بشكل واضح.

الجمرة الخبيثة هي أحد الامراض البكتيرية الحادة التي تصيب كلا من الإنسان والثدييات الأخرى مثل الغنم والبقر والحمير والبغال والجمال وفي بعض الحالات النادرة قد يصيب بعض الطيور، نوعية الحيوانات التي يصيبها المرض بشكل عام من الأنواع التي يربيها الإنسان ويختلط معها مسببة إصابته بالمرض بعدة طرق من الحيوان المصاب أو الميت مثل المخالطة المباشرة عن طريق اللمس أو أكل اللحوم الملوثة أو حتى عن طريق الاستنشاق لبذور الميكروب وفي بعض الحالات من التربة الملوثة من الحيوانات المصابة أو حتى الميتة من فترة طويلة لتميز بذور هذا المرض بمقاومة عالية لعوامل البيئة ومحاولات التطهير لتبقى موجودة لفترة تصل إلى عدة سنوات مما ساعد في استعماله في بعض محاولات الاعتداء على بعض الأشخاص كإرسال رسائل تحتوي على مسحوق يحتوي بذور المرض تنشر في مكان فتح الرسالة ولكن من النادر أن ينتقل المرض من شخص مصاب إلى شخص آخر سليم بمجرد المخالطة العادية، ولذلك من غير المتوقع أن تؤدي هذه النوعية من الرسائل إلى حدوث أوبئة أو حالات كثيرة وتكون عادة محدودة جداً، وخاصة مع ازدياد الحذر من استقبال أو فتح الرسائل أو الطرود مجهولة المصدر أو التي ترسل إلى أماكن مهمة.

تظهر أعراض المرض عادة خلال أسبوع من تاريخ الإصابة ولكن قد تكون سريعة بحيث تظهر خلال يوم واحد فقط مما يستدعي التدخل الوقائي والعلاجي بشكل طارئ حيث تنقسم شدة وأعراض الحالة إلى ثلاثة أنواع مختلفة أولها وأشهرها ما يطلق عليه الجمرة الخبيثة حيث تبدأ بحكة في سطح الجلد المعرض للعدوى كاليدين والوجه ومن ثم تتحول إلى بثرة مرتفعة ومحمرة الجوانب وذات مركز أسود اللون بينما النوع الثاني هو الجمرة الرئوية التي تحدث بسبب استنشاق بذور الميكروب حيث تتشابه الأعراض مع أعراض الالتهابات الرئوية الأخرى بينما النوع الثالث هو الجمرة المعدية المعوية والتي تحصل بعد تناول اللحوم المصابة مؤدية إلى ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في منطقة البطن.

معظم أعراض الأنثراكس بأنواعه الثلاثة تحدث بشكل سريع خلال أيام قليلة وتبدأ بأعراض تتشابه مع الكثير من أعراض الأمراض الأخرى ولكن تتميز بتسارع الأعراض بوقت قصير مؤدياً إلى تسمم دموي ووفاة، ولكن هذه المضاعفات تحدث في أقل من 20% من الحالات التي يتم علاجها ولكن نسبة الوفاة عالية جداً في حالة عدم توفر العلاج المناسب السريع للحالات.

تحتاج الإجراءات الوقائية إلى مرونة وسرعة من النظام الصحي من حيث التبليغ عن الحالة ومصدر العدوى المشتبه ومحاولة اكتشاف الحالات غير الظاهرة ومتابعتها لمدة عشرة أيام على الأقل تحسباً لظهور حالات جديدة.

ومن ثم متابعة المريض وتطهير مكان ومصدر العدوى حيث يفضل الحرق الكامل لضمادات وغيارات المريض ومفروشاته بسبب المقاومة الشديدة لبذور البكتيريا للمطهرات العادية كما يتم تطهير كامل مكان العدوى كالمنازل والمزارع بشكل جيد.

بالرغم من توفر تطعيم للجمرة الخبيثة إلا أنه يعطى فقط لأعداد قليلة كالأشخاص المعرضين للعدوى وتحت شروط معينة لأسباب اقتصادية وطبية، كما أن بعض المضادات الحيوية قد تستعمل كعلاج أو وقاية للحالات التي تعرضت للعدوى.

تتميز دول الخليج العربي ومن ضمنها المملكة العربية السعودية بأنه ليست من المناطق المعروفة بالإصابات أو الموبوءة بالجمرة الخبيثة حيث من النادر أن يتم اكتشاف حالة مشتبه بها أو مؤكدة بالرغم من ظهور حالات عديدة من أنواع الجمرة الخبيثة في مناطق آسيا الأخرى وأفريقيا. 

المصدر: نقلها لكم عن جريدة الرياض السعودية د حافظ زينهم حافظ مدير عيادة اسلام البيطرية 0114040202 _ 0101458648
eslamclinic

د.حافظ زينهم

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 343 مشاهدة
نشرت فى 8 يوليو 2011 بواسطة eslamclinic

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

485,810