الذكور اكثر عرضة لمهاجمة الحيوانات يتعرض كثير من الاطفال للاصابة من قبل الحيوانات عند الاطفال بعمر 6- 11عاما، والاطفال الذكور اكثر عرضة للمهاجمة من الفتيات ( 1.51ويعرف الطفل الحيوان الذي قام بمهاجمته في 75% من الحالات، ويبدو ان الاطفال في سن المدرسة وما قبلها يشكلون المجموعة العمرية الاكثر تعرضا للاذية الناجمة عن عضات البشر.
الاعراض السريرية:
يمكن تصنيف الاصابات ذات الصلة بعضة الكلب، ضمن ثلاثة اقسام على نحو متساو تقريبا: السجحات، والجروح النافذة (الثاقبة)، والتهتكات مع او بدون تاكل مرافق في النسيج، فيما تشكل الجروح النافذة النموذج الاكثر شيوعاً للاصابة المحدثة بعضة الجرذ او القطة . تتخذ الاصابات الناجمة عن عضة البشر احد نموذجين اثنين، اولهما اصابة الإطباق التي تحدث عندما تتلافي الاسنان العلوية مع السفلية على جزء ما من الجسم، والآخر وهو اصابة القبضة الملوية وتحدث نتيجة تماس بين قبضة اليد المسيطرة غالبا مع اسنان شخص آخر، وهو النموذج المشاهد عند الاطفال الاكبر سنا والكبار البالغين.
يتصدر اخذ قصة مرضية شاملة وإجراء الفحص الفيزيائي، خطة معالجة العضة، ولا بد من إيلاء الظروف المحيطة بها العناية اللازمة (طبيعة الحيوان المهاجم، اي كونه اليفا، ، وموقع الهجوم)، وكذلك الحالة التمنيعية عند الطفل والحيوان، وقصة وجود حالات تحسس تجاه الادوية. تبذل عناية فائقة خلال الفحص لنمط وعمق وحجم الاصابة الحادثة، ولوجود مواد غريبة ضمن الجرح، وحالة البنى التشريحية الواقعة تحتها، وتحري مجال الحركة للطرف المصاب في حال احتوائه على الاصابة. ويتم إثر ذلك رسم شكل يوضح الاصابة عند المصاب في سجله الطبي وتجرى صور شعاعية لمنطقة الإصابة، إذا ما وجد شك بتعرض العظم او المفصل للاذى نتيجة اصابة نافذة او باحتباس جسم غريب فيه، وعند تعرض طفل، وبصورة خاصة إذا كان رضيعا، لاصابات ناجمة عن عضة كلب في الوجه والراس، يؤخذ في الاعتبار احتمال تعرض الجمجمة للكسر او لاصابة نافذة.
يشكل الالتهاب الاختلاط الاكثر شيوعا لاصابات العض، بصرف النظر عن نوع الحيوان المهاجم، ويعتمد اتخاذ القرار باخذ مادة للزرع من الجرح على نوع الحيوان والفترة الزمنية المنقضية على حدوث الاصابة وعمق الجرح الحادث ووجود او غياب اجسام غريبة ملوثة وفيما إذا كان هنالك ما يدل على وجود التهاب. وبالرغم من عزل الجراثيم الممرضة فيما يصل إلى 80% من حالات عضات الكلب التي استدعت رعاية طبية، لا تتعدى نسبة حدوث الالتهاب في تلك العضات ال 20- 2.5% في غضون الساعات الثماني الاولى من الحادث. وبناء على ذلك، لا توجد ضرورة لإجراء الزروع في الجروح الناجمة عن عضات الكلب خلال الساعات ال 8الاولى ما لم تكن تلك الجروح عميقة وواسعة او وجد ما يدل على تلوثها او إصابتها بالالتهاب. وعلى سبيل المقارنة، لا تقل نسبة الالتهاب في عضات القطط التي يلتمس العون الطبي لها مبكرا، عن 50%، ويمكن القول انه من الحكمة اللجوء لإجراء الزرع من جروح العضات ومن كل الجروح الاخرى بصرف النظر عن نوع الحيوان إذا مات شوهدت الحالة بعد مرور 8ساعات على الحادث.
ينظر إلى عضات البشر بغض النظر عن آلية حدوثها على انها تحمل خطرا عاليا لحدوث الالتهاب، وإجراء الزرع فيها امر ضروري . ويجب ان تؤخذ مواد لإجراء الزرع الهوائي واللاهوائي عليها، لارتفاع احتمال حدوث الشكل الاخير من الالتهاب فيها.
يكتنف الغموض، نسبة حدوث الالتهاب الناجم عن عضة الجرذ، الذي يشابه ما هو موجود لدى باقي الثدييات، كما يلحظ ان المتعضيين الممرضين المسببين لشكلين من الحمى
ذات الصلة بعضة الجرذ وهما السلسلية الطوقية الشكل يوجدان في البلعوم الفمي
بنسبة 50% و25% على التوالي.
المعالجة:
بعد الحصول على المادة الملائمة من الجرح او المسحة من اجل الزرع الجرثومي، لا بد من تخديره وتنظيفه وغسله بكميات وفيرة من المصل الملحي، وتبين ان سقاية الجرح بالمحاليل الحاوية على المضادات لا يقدم اية ميزة إضافية على غسله بالمحلول الملحي لوحدة، عدا عن إمكانية ان يسبب ذلك تهيجا لاطائل منه في الانسجة ولا بد من تنظيف الجروح النافذة بعناية وغسلها بلطف وباستخدام قطرة او إبره، مع تحاشي تطبيق الضغط عند إجراء ذلك الغسل. ويتم فحص الاجزاء الميتة في الجرح، وإجراء شق على المناطق التي يوجد فيها تموج ونزحها.
يجب منع تحريك اليد في معظم الجروح الحادثة فيها، ما عدا تلك البسيطة جدا منها، لمدة 3- 5ايام، كما ينصح الشخص المصاب بجروح ناجمة عن العض في احد الاطراف برفعه لمدة ( 24- 36) ساعة او حتى تتلاشى الوذمة الموجودة، ولا بد من تقييم كل ضحايا العض ثانية بعد 24- 30ساعة من حدوث الاصابة.
إغلاق الجرح: يحتدم الجدل حول اختيار طريق الإغلاق المبدئي للجرح او تاخير ذلك لمدة ( 3- 5) ايام (الإغلاق المبدئي المتاخر)، او تركه للاندمال بالمقصد الثاني، وتتضمن العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار في هذا السياق نمط الجرح وحجمه وعمقه، وموقعه التشريحي، ووجود التهاب مترسخ فيه، والفترة المنقضية على حدوث الاصابة، والعوامل التجميلية فيه.
وتطلب الاستشارة الجراحية في كل الجروح العميقة او الواسعة، وتلك التي تشتمل على إصابة العظم او المفصل، وتلك المصابة بالالتهاب وتستدعي إجراء نزح مفتوح لها. وعلى الرغم من وجود اتفاق عام على الابتعاد عن خياطة الجروح التي مضى على حدوثها اكثر من 24ساعة وتلك التي اصيبت بالالتهاب، يسود عدم الاتفاق وتتباين الخبرات السريرية بشان مدى نجاعة وسلامة اللجوء لإغلاق الجروح غير الملتهبة والتي لم تتجاوز الفترة الزمنية المنقضية على حدوثها ال 8ساعات.
يجب النظر إلى كافة جروح اليد على انها عرضة للالتهاب بصورة مرتفعة، وبصورة خاصة عند حدوث اصابات نافذة للعظم او تفرق اتصال في اوتارها، وبناء على ذلك يوصى باللجوء للإغلاق المبدئي المتاخر لكل جروح اليد الناجمة عن العض، باستثناء السطحية منها.. وفيما يخص التهتكات الحادثة في الوجه، يكون خطر تعرضها للالتهاب مقارنة مع اليد اقل توارداً بالنظر لغزازة التروية الدموية فيه، ويوصي جراحو التجميل بالإغلاق المبدئي لكل الجروح الناجمة عن العض في الوجه والتي لم يمض على حدوثها اكثر من 5ساعات بعد ان يتم تنظيفها وسقايتها وفحصها جيدا.
المعالجة بالمضادات:
قليلة هي الدراسات التي توضح بشكل بين كفاءة إعطاء المضادات على سبيل الوقاية، في اصابات العض التي لا تبدي علامات وجود الالتهاب . ومن ناحية اخرى، هنالك اتفاق على ضرورة إعطاء المضادات بعد كل العضات البشرية وعضات الكلب والقطة والجرذ فيما عدا تلك الخفيفة منها، وذلك بصرف النظر عن وجود علامات الالتهاب فيها او غيابها.
الوقاية:
إن الوقاية التامة من اصابات عضة الثدييات امر غير ممكن عمليا، لكن من شان إتباع الإجراءات الاحترازية الإقلال من حدوثها وخطرها، حيث يجب التباحث مع الوالدين بصورة روتينية خلال الزيارات وفحوصات الرعاية الصحية الروتينية حول خطر وجود حيوانات يمكن لها ان تقوم بالعض في المنزل، وتحذيرهما من مخاطر وجود حيوانات اخرى. وتثقيف الاطفال ومنذ سن مبكرة حول التنبيه بإمكان إحداث تلك الحيوانات لاصابات لهم، امور هامة. ويمكن الحد من اصابات العضات البشرية وبصورة خاصة في مراكز رعاية الطفل وفي المدرسة بالمراقبة اللصيقة للطفل ورفع كفاءة الإشراف الشخصي على الاطفال من قبل الطاقم العامل فيها.
ساحة النقاش