مسلمون علي النهج القويم

لتصحيح صورة الإسلام في العالم

فنحن إذا مررنا-أخي المسلم-بطريقٍ تتناثرُ فيه القلاقل والأحجار والأشواك أو بُؤر المياه الراكدة فإننا ولا شك نجتهد في تجنب هذه الأشياء وتفاديها خوفاً من أي أذى قد يصيبنا في أبداننا وأثوابنا، ونحن إذا اشتدت علينا حرارة الشمس فإننا نتقيها بالمظلات، أو بحثنا عن مكانٍ ذي ظلال، وإذا اشتدت علينا البرودة اتقيناها بالتماس الدفء، الرؤساء والحكام يرتدون قمصانا لا تخترقها طلقات الرصاص إذا اضطروا للسير في طرقات الناس أو الظهور في مجتمعاتهم اتقاءا للاغتيالات.

 

فالإنسان بصفة عامة مفطورٌ على اتقاء الأخطار إما بالابتعاد عنها وتجنبها أو بأن يجعل بينه وبينها شيئا وقاية له منها.

 

ومما لا شك فيه أنه لا يوجد شيء أشد خطرا ولا ضررا من غضب الجبار Y فهو سريع الحساب وهو شديد العقاب قال تعالي: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة : 40] وقال تعالي: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة : 41] لذا فتقوي الله عز وجل هي أول شيء يجب أن نحرص عليه.

 

وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ التَّقْوَى، فَقَالَ لَهُ: أَمَا سَلَكْتَ طَرِيقًا ذَا شَوْكٍ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ؟ قَالَ: شَمَّرْتُ وَاجْتَهَدْتُ، قَالَ: فَذَلِكَ التَّقْوَى. ([1]) كما ورد على لسان علي بن أبي طالب: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل" ([2])

 

الخوف من الجليل جل وعلا يدفع العبد إلي العمل بما أنزل والرضا بما قسم له من الرزق والاستعداد للموت، والتقوى هي الوصية التي وصي الله بها الأولين والأخرين:

 

  • {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131]

  • {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)} [الشعراء: 106 -108]

  • {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)} [الشعراء: 123 -126]

  • {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)} [الشعراء: 141 -144]

  • {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)} [الشعراء: 160 -163]

 

وقد جاء الأمر بالتقوى في القرآن مضافا إلى يوم القيامة {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] وقال تعالي: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48]، كما ورد مضافا إلى النار: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24]، {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131]

 

ومعلومٌ أن يوم القيامة لا يمكن تجنبه بمعني الابتعاد عنه ولكن الأمر باتقائه يعني اتقاء أهواله وكرباته والمصير السوء في مواقفه، وهو يوم يُبعث فيه الموتى من قبورهم ويحشرون إلي ربهم ويساقون إليه U {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة : 30]، ويوقفون بين يديه للسؤال {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات : 24] في يوم طويل (خمسون ألف سنة) شديد الحرارة كثير الكرب عند الحشر وعند تناول الكتب وعند الوزن وعند السؤال وعند الصراط فمن أراد أن يتقي حر هذا اليوم فليبحث عن الظل وليكن من المستظلين بظل العرش يوم لا ظل إلا ظله أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ l قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "([3])

 

ومن أراد اتقاء العمي يوم الحشر فلا يكن من المُعرضين عن ذكر الله فإن هؤلاء لهم في الدنيا معيشة ضنكا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]

 

ومن أراد أن يتقي خفة الوزن في يوم من خفت فيه موازين حسناته. {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ#  وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ# نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة:9 - 11] فليتزود من اليوم وليغتنم الحياة قبل الممات والعافية قبل السقم والشباب قبل الهرم واتقاء الزلل وهو يعبر الصراط فلا يعصي الله. قَالَ النَّبِيُّ l لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "([4])

 

وبنهاية هذا اليوم – أخي المسلم – تكون مصائر الخلائق قد تحددت إما إلي جنة أو إلي نار .. أمرنا الله أن نتقيها {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131] فهي نار أُعدت خصيصاً لأهل الكفر ومن دخلها من أهل الملة لا يُخلد فيها بإذن الله، عذابها شديد، سقر التي لا تُبقي ولا تذر: لا تُبقي لحما ولا دماءً ولا عظاما ويعاد خلقهم من جديد ليعذبوا من جديد وهذا معني قوله تعالي: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى # الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى # ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى :11- 13]، فهي قعرها بعيد ، حرها شديد، زبانيتها بيدهم مقامع من حديد، قال مالك: صلى بنا عمر بن عبدالعزيز المغرب، فقرأ " والليل إذا يغشى" فلما بلغ " فأنذرتكم نارا تلظى"  وقع عليه البكاء، فلم يقدر يتعداها من البكاء، فتركها وقرأ سورة أخرى([5]).

 

يكفي أن تستمع غلي قول الحق تعالي: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] فكيف لا نتقي عذاب الجبَّار، اللهم إنا نعوذ بعفوك من عقابك.

 

ومما يعين علي التقوي ألا ينسي العبد أن الله U مُطَّلع عليه يري ما يفعل ويسمع ما يقول {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة : 7]وفي وصيته صلوات الله وسلامه لأبي ذر قال: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ "([6]) وفي رواية الامام أحمد: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ ([7]) وفي الأثر: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: قُلْ لِقَوْمِكَ: مَا بَالُكُمْ تَسْتُرُونَ الذُّنُوبَ مِنْ خَلْقِي، وَتُظْهِرُونَهَا لِي؛ إِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي لَا أَرَاكُمْ، فَأَنْتُمْ مُشْرِكُونَ بِي، وَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أَرَاكُمْ فَلِمَ جَعَلْتُمُونِي أَهْوَنَ النَّاظِرِينَ إِلَيْكُمْ؟ ([8])وَقَالَ الْحَارِثُ الْمُحَاسِبِيُّ: الْمُرَاقَبَةُ عِلْمُ الْقَلْبِ بِقُرْبِ الرَّبِّ. ([9]) وَسُئِلَ الْجُنَيْدُ بِمَ يُسْتَعَانُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ، قَالَ بِعِلْمِكَ أَنَّ نَظَرَ اللَّهِ إِلَيْكَ أَسْبَقُ مِنْ نَظَرِكَ إِلَى مَا تَنْظُرُهُ. ([10]) وَكَانَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ يُنْشِدُ:

 

إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ ... خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

 

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ يَغْفُلُ سَاعَةً ... وَلَا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيبُ([11])

 

لَقِيَ رَجُلٌ أَعْرَابِيَّةً فَأَرَادَهَا عَلَى نَفْسِهَا فَأَبَتْ وَقَالَتْ: أَيْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَمَا لَكَ زَاجِرٌ مَنْ كَرَمٍ؟ أَمَا لَكَ نَاهٍ مِنْ دِينٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ إنه لَا يَرَانَا إِلَّا الْكَوَاكِبُ، قَالَتْ: هَا بِأَبِي أَنْتَ، وَأَيْنَ مُكَوْكِبُهَا ([12])

 

روي البيهقي في شعب الايمان عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ فِي بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ أَصْحَابُ لَهُ، وَوَضَعُوا سَفْرَةً لَهُ، فَمَرَّ بِهِمْ رَاعِي غَنَمٍ، قَالَ: فَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " هَلُمَّ يَا رَاعِي، هَلُمَّ "، فَأَصِبْ مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " أَتَصُومُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ شَدِيدٍ سُمُومُهُ وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ تَرْعَى هَذَا الْغَنَمَ؟ " فَقَالَ لَهُ: أَيْ وَاللهِ أُبَادِرُ أَيَّامِي الْخَالِيَةَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ يُرِيدُ يَخْتَبِرُ وَرَعَهُ: " فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنُعْطِيكَ ثَمَنَهَا وَنُعْطِيكَ مِنْ لَحْمِهَا فَتُفْطِرَ عَلَيْهِ؟ " فَقَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي بِغَنَمٍ، إِنَّهَا غَنَمُ سَيِّدِي، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " فَمَا عَسَى سَيِّدُكَ فَاعِلًا إِذَا فَقْدَهَا، فَقُلْتَ: أَكْلَهَا الذِّئْبُ " فَوَلَّى الرَّاعِي عَنْهُ وَهُوَ رَافِعٌ أُصْبُعَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ اللهُ، قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ الرَّاعِي: فَأَيْنَ اللهُ؟ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلَاهُ فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ وَالرَّاعِي فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ، وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ ([13])

 

في صحيح البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " اجْتَمَعَ عِنْدَ البَيْتِ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ -أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ -كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا وَلاَ يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا، وَقَالَ الآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] ([14])

 

نعم أخي الكريم إن جوارحنا ستكون شهود علينا } الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { [يس: 65]

 

هل يستطيع جحود ذنب واحد *** رجل جوارحه عليه شهود

 

وقال تعالي "وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)" [فصلت: 22-23]

 

 

 

 

 

 


[1] . روى البيهقي في ((الزهد الكبير)) من طريق ابن أبي الدنيا نحوه؛ إلا أن المسؤول أبو هريرة رضي الله عنه، والسائل رجل لم يسمَّ. وفي إسناده هشام بن زياد، وهو ضعيف، وفيه سهيل بن أبي صالح، وقد اختلط بآخره. وكذا أورده ابن رجب في ((شرحه للأربعين النووية)) (حديث رقم 18)، ولم يذكر السند. ونسبه لابن أبي الدنيا السيوطي في ((الدر المنثور)). وأورده ابن كثير بنصه في أول سورة البقرة، ولم يَعْزُه لأحد، وجعل المسؤول أبيَّاً رضي الله عنه. وأورده البغوي في ((التفسير)) أيضاً، وجعل المسؤول كعب الأحبار. انظر: ((الزهد الكبير)) (ص367)، ((تفسير البغوي)) (1/60 -طيبة)

[2] . جاء في سبل الهدى والرشاد للصالحي تلميذ السيوطي رحمهما الله 1 / 421: وسئل على رضي الله تعالى عنه عنها قال: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.

[3] . أخرجه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والطبراني والبيهقي وأبو نعيم الاصبهاني

[4] . أخرجه البيهقي وابن أبي شيبة وابن المبارك والبغدادي ووكيع بن الجراح في الزهد.

[5] . الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ) جـ 20 صـ 86

[6] . أخرجه الامام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي والترمذي والبزار في البحر الزخار والطبراني والخرائطي والحاكم في المستدرك وابن حنبل والبيهقي.

[7] . أخرجه الامام أحمد في مسنده والطحاوي في شرح مشكل الآثار

[8] . جاء في جامع العلوم والحكم لابن رجب ما نصه: قال أبو الجاد: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: قُلْ لِقَوْمِكَ: مَا بَالُكُمْ تَسْتُرُونَ الذُّنُوبَ مِنْ خَلْقِي، وَتُظْهِرُونَهَا لِي؛ إِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي لَا أَرَاكُمْ، فَأَنْتُمْ مُشْرِكُونَ بِي، وَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أَرَاكُمْ فَلِمَ جَعَلْتُمُونِي أَهْوَنَ النَّاظِرِينَ إِلَيْكُمْ؟، ونحوه في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/69، والله أعلم.

[9] . جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)

[10] . جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)

[11] . جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)

[12] . شعب الإيمان المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)

[13] . شعب الإيمان للبيهقي رقم 4908 ج 7 ص 223، وفي الزهد لأبي داود رقم 293 ج1 ص262، والأربعون على مذهب المتحققين من الصوفية لأبي نعيم ر140 ج1 ص40، وقصر الأمل لابن أبي الدنيا ر187 ج1 ص 127

[14] . صحيح البخاري رقم: 4816/4817/7521 صحيح مسلم رقم: 2775، مسند أحمد رقم: 3614/ 3875/ 4047/ 4221/ 4238، الترمذي برقم: 3248/ 3249، السنن الكبرى للنسائي: 11404، وابن حبان: 390/ 391، والمعجم الكبير للطبراني برقم: 10132/ 10134/ 10136/ 10138.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 204 مشاهدة
نشرت فى 28 سبتمبر 2015 بواسطة engalaraby2015

ساحة النقاش

أحمد محمد العربي

engalaraby2015
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

5,888