قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ:«لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ» قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ» (يوحنا 4: 16- 20)

 

لنرجع إلى أعداء التغيير الذين يريدون منع هذا الاعتصام بشتى الطرق، و الفكرة القديمة الجديدة هي صرف الذهن عن تلك الأخطاء التي تحتاج إلى تغيير، و ذلك بوضع مشكلة شخصية في شكلها أكبر بكثير من الموضوع المطلوب تغييره، فيحدث إلهاء عن الموضوع الأصلي و يكثر النقاش حول الموضوع الآخر.

 

بعدها تبدأ التصريحات الخاصة بالموضوع الآخر تملأ الصحف، و يتم نسيان الموضوع الأصلي.

لنشرح الفكرة عمليًا

في مصر كان هناك الكثير من الفاسدين و من الفساد الواضح الذي لابد من تغييره، بدءًا من هيئة المرور و حجز تذاكر القطار إلى غيرها من الخدمات التي ترعاها الحكومة وصولًا بأعلى الطبقات حتى نصل إلى رئيس الجمهورية، كما اتضح ذلك فيما بعد. و لكن لكي يبتعد ذهن الشعب عن هذا نبدأ في تفجير مشاكل بين المسلمين و المسيحيين، وإلهائهم في فكرة من هو الكافر و من هو الملحد، و من هو الذي يرضى الله عنه.

إذا أراد محامٍ مسيحي أن يرشح نفسه للانتخابات، يختلقون قضية في دائرته يهيجون فيها المسيحيين والمسلمين فتحدث كارثة، لا يرى خلالها الشعب أي كارثة أخرى، بل مجرد تلك الكارثة التي تكاد تودي بحياتهم و تهدد أمنهم، وهذا يمنع أي تفكير في تغيير آخر.

تأتي المشاكل الطائفية على قمة هذه المشاكل التي يستخدمها أعداء التغيير لإلهاء الشعب عن التغيير، لتنتهي أخيرًا بحادثة كنيسة القديسين الشهيرة، و التي أودت بحياة الكثيرين في سبيل أن ينشغل الشعب بكل هذا و يبتعدوا عنهم وعن أخطائهم.

أيضاً سمعنا عن مشاكل السيدات التي انتشرت إشاعات أنهن أشهرن إسلامهن، وفي الواقع هن لم يفعلن أو فعلن وما أهمية أن تنشغل الأخبار والصحف و كل طبقات الشعب– هل أشهرت إسلامها أم لا– وهذا أدى إلى مشاكل داخل الكنائس، و عداء على مآذن الجوامع، و ابتعد الناس عن المشاكل الحقيقية، ابتعدوا عن السعي وراء الفساد الحقيقي الذي يتغلغل داخل المجتمع. هذا ما يحدث قبل الثورة.

و على المستوي الشخصي يحدث نفس الشيء، فقبل أن تبدأ لتثور على نفسك و تسعى وراء التغيير يشغلك الشيطان بالكثير و الكثير من الأفكار الصعبة.

لنأخذ مثلًا في هذا الأمر، المرأة السامرية التي التقت بالسيد المسيح، تقابلت معه، و هو كان يهدف لعلاج الفساد الذي داخلها، و هي تحاول أن تهرب من ذلك الإصلاح، لقد كانت ممتلئة من الأخطاء و الخطايا، و حاورها المسيح، لنقرأ هذا الحوار ولنتعلم.

قال

<!--لَهَا يَسُوعُ:«اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا»

 أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ:

<!--«لَيْسَ لِي زَوْجٌ».

قَالَ لَهَا يَسُوعُ:

<!--«حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ»

قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:

<!--«يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ».

فكر معي في الذي حدث، هل ترى أسلوب الحوار؟ المسيح يضع يده على الداء، و لكن السيدة هربت من هذه المشكلة، بأنها اختلقت مشكلة لاهوتية، أيهما أصح؟ هل نعبد في أورشليم أم على جبل جرزيم؟!! ... هل هذه هي المشكلة؟ و هل أنت أيتها السامرية تعبدين بالفعل؟ هل هذه المشكلة تؤرقك؟ أم أنه من الأفضل هو معالجة الخطأ الداخلي الكامن فيك، ثم بعد ذلك ندخل على المرحلة الأخرى. لابد أن نتصالح مع الله، ثم نبدأ في البحث عن طرق العبادة الصحيحة. أليس هذا هو المنطقي؟

و لكن لكي يحرمنا الشيطان من الثورة على الذات و اللجوء إلى الله لينظف ما بداخلنا من أوساخ يبدأ في طرح قضايا ثانوية، تخص العبادة الشكلية و المشاكل الطائفية، فننسى العلاقة الحقيقية مع الله.

صديقي:

هل تود أن تنجح ثورتك الداخلية، ركز على الفساد الحقيقي داخل النفس، و ثق أن الله يستطيع أن يغيرك بالكامل، فإن حدث هذا سوف تعلن أمام الجمع عن التطهير الذي حدث بداخلك، لن تبالِ بالمشاكل الجانبية.

في ثورتنا المصرية عندما التفتوا إلى الفساد و المشكلة الحقيقية، لم تعد المشكلة هي مشكلة مسلم و مسيحي، لقد أصبح الكلام عن المواطن المصري، و معالجة المواطن المصري، وتدمير الفساد الذي يؤذي المواطن المصري، و هي خطوة حقيقية نحو الإصلاح.

لنبتعد عن إلهاء أنفسنا بتفاصيل ليس لها نفس الأهمية، لنركع أمام الله و لنطلب منه إصلاح الفساد الموجود في حياتنا، و هذا لن يتم إلا من خلال روح الله الذي يسيطر على الإنسان بالكامل. فيغير ما به. هل نجرب؟

صلاة:

إلهي.. أضع نفسي الآن بين يديك

معترفًا بأخطائي وخطاياي

لن أدع أي شيء يلهيني عن حقيقة كوني فاسدًا

وأحتاج إلى أن تأتي وتصلح ما بي من فساد

أنت تريد أن تعالج ما بي من فساد

وها أنا أستودع نفسي بين يديك

استلم قلبي و حياتي

و صالحني معك و مع نفسي

فأكون لك بالكامل فتغير

و تصلح ما قد فسد

يا رب

 

تابعني

عماد حنا

المصدر: بقلم: عماد حنا Emad Hanna
  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 15 إبريل 2011 بواسطة emadhanna

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,392