كَفَى يَا نَفْسُ مشتاقة ***** إِلَى الأَحْزَانِ تواقة
تَقُولِينَ مَتَى أَلْقَى ***** لِشَمْسِ الحُبِّ إِشْرَاقَهْ؟
وَفِي أَمْسِي جِرَاحَاتٌ ***** وَعَيْنُ القَلْبِ رقراقة
وَفِي لَيْلِي كَآبَاتٌ ***** وَعَيْنُ النَّجْمِ حَدَّاقَهْ
وَفِي صُبْحِي مَتَاهَاتٌ ***** وَأَوْجَاعٌ وَإِطْرَاقَهْ
فَكَيْفَ نَعِيشُ فِي أَمْنٍ ***** وَدُنْيَا الحُبِّ فَرَّاقَهْ؟
بَعِيدًا صَارَ مَنْ أَهْوَى ***** وَلا يَدْرِي لَنَا فَاقَهْ
بِقَلْبٍ بَارِدٍ يهني ***** مَعَ الأَطْيَارِ شَقْشَاقَهْ
بِقَلْبٍ لافِحٍ أَسْعَى ***** عَلَى الأَشْوَاقِ حَرَّاقَهْ
فَكَمْ صَادَفْتُ فِي سَعْيِي ***** إِلَى المَحْبُوبِ إِخْفَاقَهْ
يَهُونُ الكَرْبُ إِنْ كُنْتُمْ ***** ذَوِي وَصْلٍ وَإِشْفَاقَهْ
وَجَفَّفْتُمْ مَدَامِعَنَا ***** فَمَا عَادَتْ لَنَا طَاقَهْ
وَقَالَ الهَجْرُ: يَكْفِيهِ ***** مِنَ الحِرْمَانِ مَا ذَاقَهْ
وَقَالَ الحُبُّ: أَرْوِيهِ ***** واطفي اليَوْمَ إِحْرَاقَهْ
فَمَا كَانَ بِذِي شَكْوَى ***** وَشَاءَ الهَجْرُ إِنْطَاقَهْ
دَعِ الأَحْزَانَ يَا هَذَا ***** فَكَفُّ الحُزْنِ خَنَّاقَهْ
سَتَأْتِيكَ الأَمَانِي فِي ***** ثِيَابِ الحُبِّ مشتاقة
تَمُدُّ الكَفَّ مُخْضَبَةً ***** بِهَا وَرْدُ الهَوَى باقة
حَوَتْ مِنْ كُلِّ نَادِيَةٍ ***** بِهَا الأَفْرَاحُ سَبَّاقَهْ
فَقُلْتُ وَلَيْسَ لِي أَمَلٌ ***** وَقَلْبِي وَدَّ إِعْتَاقَهْ:
فَكَيْفَ نَعِيشُ فِي أَمْنٍ ***** وَدُنْيَا الحُبِّ فَرَّاقَهْ؟!