أَرَأَيْتَ الذّي يكذّبُ بالدّين.
طرقتْ بابي بكفٍّ طرْقَ منْ خافَ العيونْ
قلتُ منْ كانَ يدقُّ فلْيَعُدْ بعد سنينْ
نعْمَ قَالَتْ ما نريدُ, أَتَرُدُّ السَّائلينْ
ثمَّ لانتْ في السُّؤَال وادَّعتْ خوفًا تقُول:
"أَرَأَيْتَ الذّي يكذّبُ بالدّين..."
قلتُ :"صبْرَك الصًّبْرَ الجميل
ما أَدعُّ,و أَحُضُّ,لسْتُ باب الكافرين"
و فتحتُ الباب كفّي فيه شيْءٌ للسُّرُور
"ويلَك,و الوَيلُ فيك,يا لَريح الياسمين
فأَطاحتْ رمشَهَا يدْنو لرمْشٍ في ذُبُول
ثمَّ قالتْ:"ويْلَتي...
لمْ أَكُنْ أعْلَمُ أمْرًا ...أَنَّكَ أَنْتَ البخيلْ
قدْ رأيْتُ في المُصلَّى ذَلكَ اليومَ المطير
قد رأيْتُ عند باب "الفتْح" فجْرًا
يَدَكَ اليمنى برفْقٍ تمسحُ رأْسَ الصَّغير"
"ما ببيتي أَيُّ شيْءٍ قُلْتُ يا حلْوَ العيونْ
غيْرَ تُفّاحٍ تبقَّى في صحون الشَّاربين
فإذَا شئِت خذيه
أوْ إذَا شئْت خذيني,و لك الرَّأْيَ السَّدَدْ
قالتْ التُّفاحَ أَبْغي"نعْمَ أَجْر المحسنين
ذَاك تفَّاح أُريدُ لوْ نجَا أوْ ما فسدْ
قلْتُ فيه بعضَ رََضٍّ قدْ تركْنَاهُ عمَدْ
" أَيُّ تفَّاحٍ برضٍّ, وهيَ تدني خَدَّهَا,قالتْ ترُدُّ
"يُصلحُ حالَ المَريض الواحد الفرْد الأَحَدْ؟"
فضَحكتُ و قَرَاْتُ منْ دُعاء الفَاتحهْ
ثُمَّ قُلْتُ
إنّنا أَشْيَاخُ دَهْرٍو نعْرفُ ما الصَّالحَهْ
فيه خيْرٌ,لو شكَوْنا مرَّةً فقرَ الكؤُوس
نَشْربُ ماءَ الخَمير ما عصرناه بأمْس"
فاسْتَباحتْ قبلةً منّي
"لوْ أَرَدْتمْ أَنْ يحُولَ الخَلُّ خمرًا سلسبيل
و تكونُ فيه أَذواقٌ كثيرهْ
فامْسَحُوا التّفّاحَ مسْحا" ثُمّ سَلَّتْ
منْ ثنَى نهْدَيْهَا طرْفًا,ثُمَّ شَمَّتْ
"ريحُ بستانٍ" و غَنَّتْ
"و إذا التُّفَّاحُ منْ عضّي ارْتشافًا
يَسْلُكُ منهُ العصيرُ....
غَلَّتان منهما الماءُ انْتصافًا" ثُمَّ ولَّتْ
فشَربْتُ قبْلَ أَنْ تَمْضي رحيقًا
و تركْتُ الخَلَّ خَلاًّ لشراب القادمينْ
شعر :أحمد بو قرّاعه 20/03/2015