بناء الانسان أولوية كبرى
إن أعظم انجاز لأمة من الامم يمكن أن تنجزه هو أن تبنى أجيالها وتصنعهم لغد مشرق ومستقبل باهروهو مما لاشك ولاريب أنه أقصر طريق لبناء الحضارة بشتى مجالاتها ،الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والابتكارات العلمية لأن كل هذا لايبني إنساناً ، ولكن الإنسان يمكن أن يشيد هذه الأشياء ، إن الأمم الواعية هى التي تستثمر في أبنائها وبالتالي يعود ذلك على كافة مناحي الحياة ، فالانسان هوالذي بيده آلة البناء أو معول الهدم، إن الأمم المتخلفة هى التي تلهث خلف علوم الحياة دون أن يكون للانسان فيها وزن وقدر فهى تسوقه سوقاً الى حتفه وهى لا تدري أن ذلك يقودها الى الهاوية
هناك نوعان من الامم المتخلفة التي تركض خلف هذا سراب الحضارة المادية
ومتعة الدنيا الزائلة الفانية
النوع الاول : ضاق فهمه وزينت له الحضارة الغربية على أنها التقدم العلمي والرقي والمثل الذي يحتذى وذلك من التبعية التي أريدت لهم ومن الغزو الفكري الذي دس في العسل
والنوع الثاني : يفهم ويعي أن البناء الانساني هو الاولى بالرعاية والاهتمام إلا أنه لايريد ذلك عن قصد لأنه يوقن تمام اليقين أن توعية الشعوب صعبة وتكلفتها غالية ، فقيادة شعب واع يملك إرادته يأخذ على يد قيادته أصعب بكثير من قيادة شعب ضعيف العقل بليد الفهم ينعق لكل داع فإن وجدت شعباً متخلفاً فاعلم أن قيادته ضعيفة وهشه لا تملك من مقومات الزعامة والريادة شيئاً وإن وسدت هذا الأمر واعتلته ، فالقائد الضعيف لايحب أن يرى حوله أقوياء لأنهم يحسسونه ويذكرونه بضعفه ، كما يخشاهم على نفسه وملكه ويحب أن يغرق في شهواته وملذاته علها تنسيه هذا الضعف ثم يركن الى الدعة والسكون ....فهويحب أن يعيش عيشة عادية ويموت ميتة عادية ويكتب على قبره هذا قبر الرجل العادي ولو فتشت في زعاماتنا لوجدت هذا الرجل فينا ، والقائد القوي يجمع حوله الأقوياء فثمرة الزرع تدل على الزارع ومهارته وحنكته ، فالكد والتعب والتضحية وبناء الرجال لها لذه ومتعه لاتضاهيها لذة ، وما أصعبها من مهمة وهذا ينطبق على كل صاحب همة طموح ، صاحب أهداف سامية تخلد على مر العصور وتكتب في التاريخ ،ونقول دون اسهاب وشرح فكل لبيب بالإشارة يفهم أن من وسائل بناء الانسان الذاتية بناء العقيدة والإيمان ، بناء الاخلاق والقيم ، كذلك بناء الفكر والمعرفة وهذا يحتاج الى عمل متواصل وبناء لبنة لبنة من الشخص والدولة ، ومن وسائل بنائه من خارجه اعطائه حريته والتعبير عن نفسه ، ومشاركته في المسؤولية وبناء وطنه الذي هو جزء منه وهذا من مسؤولية الدولة والقيادة وإن تطلب استعدادا من النفس الإنسانية ، فعلى الجميع أن يدركوا أدوارهم ويتقدموا لحمل أمانة البناء فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته