السحاب
ماأجمله ، أبيض ، ناصع ، لم تدنسه خطايا البشر ... صاف لايعرف الحقد والكره إليه طريقا ،... يسمو بالنفس .... يرتفع بها حيث هو ، يذكرها ، يحثها لتكون مثله ...
طارت النفس معه كثيراً ، أطلت من نافذتها الصغيرة ، رددت كعادتها
" ...ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار "
تتوب ، ترجع....، تستغفر ...، تعد ربها أن تكون مثل السحاب ، أن تظل في علوها ، وشموخها بطاعته ...
فإذا مالامست الأرض بقدميها ، وتدنست بخطايا أهلها ، قارفت الذنوب والمعاصي ، خالج البياض سواد ،... ذهب بعض صفائها ، ... هفت إلى السحاب ، علت بطرفها وتساءلت :
ألا يمكنني الطيران معك ؟!!! ألا ...ألا ...
تبسم السحاب قائلاً: عجباً لك ياابن آدم ، باستطاعتك الطيران والتحليق إلى ماهو أعلى وأعلى ... العلو إلى السماء ... لكنك تتثاقل إلى الأرض ، تحمل أثقالاً وأثقالاً ، ترصف في قيود الذنوب والمعاصي ، ثم تتساءل كيف السبيل إلى السمو