جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الحمد لله الذى منَّ علينا بالإسلام، وجعلنا من أمة خير الآنام صلى الله عليه وسلم، وأمرنا عز وجل باتباعه، وحبه وحب آله، وأزواجه، وذريته، وأرشدنا أن طاعة الله فى طاعة رسوله، ومن دلائل الطاعة، وعلامات المحبة، الاتباع، ومن مظاهر الاتباع، عدم المخالفة؛ وذلك بأن نحب ما يحب الله ورسوله، ونبغض فى الله ما يبغض الله ورسوله.
ولقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم، وأمرنا بالاقتداء بهم، في أحاديث كثيرة، قال الإمام الطحاوي في شرحه بعد أن استعرض تلك الأحاديث، مبينًا ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ونحن نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان".
ويستتبع حبه صلى الله عليه وسلم وتوقيره توقير وَبِر آله وذريته وأمهات المؤمنين أزواجه الطاهرات، وأمهات المؤمنين: كنية كرَّم بها القرآن الكريم أزواج النبي صلَّى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (الأحزاب: 6)، بهدف تقرير حرمة الزواج بهن بعد مفارقته صلَّى الله عليه وسلم وهو الحكم الوارد في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُواْ رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: 53).
قال ابن كثير في تفسير الآية: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ أي أمهاتهم في الحرمة والاحترام والتوقير والإكرام والإعظام. ولكن لا تجوز الخلوة بهن. ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وإخواتهن بالإجماع.
وقد أجمع العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم تزوج ودخل بإحدى عشرة امرأة، ماتت اثنتان منهن في حياته صلى الله عليه وسلم وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع، وهن: سودةُ بنتُ زمعة، وعائشةُ بنت أبي بكر الصديق، وحفصةُ بنت عمر الفاروق، وأمُ سلمة هندُ بنتُ أبي أمية، وزينبُ بنتُ جحش، وجويريّةُ بنتُ الحارث، وأمُ حبيبة رملةُ بنتُ أبي سفيان، وصفيةُ بنتُ حييٍ بنِ أخطب، وميمونةُ بنتُ الحارث الهلالية رضي الله عنهن وأرضاهن، وهن أفضل النساء وأزكاهن وأطهرهن، وكيف لا يَكُنَّ كذلك وَهنَّ زوجات أفضل الخلق وأطهرهم صلى الله عليه وسلم والله تعالى!
وقد أعانني الله فكتبت عن سيرة أمهاتنا أمهات المؤمنين ضمن كتابي: "نساء فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم"، ولذا فلن أتناول سيرتهن العطرة في هذا الكتاب؛ بينما يكون الحديث فيه قاصر على سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها؛ إذ تجمع عندي ثلاثة فصول من ثلاثة كتب كتبتها بحمد الله فى سيرة المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وسيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، تمحورت المادة العلمية فى هذه الفصول عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وجاء هذا وفقًا لمراد الله، ومن ثم لمجريات البحث العلمي.
ولما اقتضت مشيئة الله فخرج كتاب من هذه الكتب في طبعة ورقية، وهو كتاب: "محمد .. صلى الله عليه وسلم كما لم تعرفوه"، وأنشأتُ مقالات مأخوذة من فصول كتابي: "نساء في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم" والتي نشرتها الكثير من الصحف الالكترونية النسائية، ومازال هناك كتابًا ينتظر الخروج إلى عجلات المطابع وبين طياته فصل طويل عن سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها، آثرتُ أن أجمعهم في كتاب واحد لِما وجدته من فائدة سبقت حين استخدم الأحبة كتابي: "المعجزة المحمدية" في الرد على الشيعة والنصارى ضمن حملة الدفاع عن أمنا رضي الله عنها.
لعل قارئي سيسامحني إذا ما صادف تكرارًا في بعض المواقف ـ وهو قليل ـ بين الفصول الثلاثة؛ فقد بينتُ سبب ذلك، غير أن هناك زيادات أضيفت فكأنما هو كتابٌ جديد. أرجو الله أن ينتفع به كل مسلم، محب، متبع، غير مبتدع، وغير مجافٍ، وغير قالٍ، فيزيد المقتنع اقتناعًا، ويقرأه صاحب الهوى، فيرده إلى الحق إن لزمته الحجة، وغلبه الصواب.
ولقد سألني أحدهم عن سر كتاباتي الكثيرة عن السيدة عائشة، وتعجلي نشر هذا الكتاب قبل صدور كتبي الأخرى؟! فأجبته: إنه الحب يا أخي، كتبت كل هذا، وسأكتب أكثر منه، حبــًا في أمي عائشة.
حبًا فى أمى عائشة ــــــــــ الفهرس ـــــــ السيد إبراهيم أحمد
ــ الإهداء.....................................................2
ــ المقدمة ....................................................5
ــ الفصل الأول ..............................................8
ــ الفصل الثانى.............................................19
ــ الفصل الثالث ............................................27
ــ الخاتمة....................................................61
ــ الهوامش .... ............................................82
ــ المراجع .................................................92
ــ الفهرس ..................................................95
ــ سيرة تعريفية بالكاتب ...................................97
ساحة النقاش