دكتور السيد إبراهيم أحمد

 

      منذ حط القدر ذلك المأفون على سدة الحكم فى ذلك البلد الأخضر الطيب الهادىء ( ليبيا ) والبلاد لم تنعم قط بأى هدوء فذلك ( القذافى ) شخصية انقلابية مجنونة لا تكاد تتكهن بما سيفعله فى اللحظة التالية ، ولكى لا أطيل سأحكى عن مجموعة من النوادر يتندرون عنه بها داخل ليبيا حتى صارت تراثاً للأجيال ، فالرجل قارب على النصف قرن حاكماً ، ومن كثرة نوادره تكاد تنسى أولها من هول ما سمعت ورأيت من آخرها.


هذا الجحا دوخ الشعب الليبى فقد حقن الأطفال بالثورة المزعومة ،ولم تعرف للأمة هوية هل هى إسلامية أم اشتراكية أم ثورية ، ومن ضمن ما يحكون أنه لما خرج على الشعب زعيماً كان مفتوناً بالزعيم الراحل عبد الناصر ومفتوناً أكثر بهذا التصفيق والترحيب الحار من الجماهير ، ولكنه لما خرج يخطب فى الناس لم يصفق له الليبيون فكان يصرخ فيهم فى نهاية كل فقرة ثورية حراقة ( صجفوا يا بجر ) ، ويقولون أنه استشار فيدل كاسترو الزعيم الكوبى عن فتور لقاء الجماهير له فاصطحبه كاسترو إلى مزرعة للدواجن ولما دخلا على الدواجن لم تحرك واحدة منهن ساكناً ، فأمر كاسترو العمال بمنع الطعام عنها لأيام ، ثم عاودا الكرة زائرين فإذا بالدواجن مع أول حركة لفتح الباب يطيرون عليهما ، فضحك كاسترو ناصحاً للقذافى : أرأيت .. جوع شعبك يعبدك .


وذات مرة قام أخ ليبى يسأله : الأخ العقيد .. كيف تحكمنا ؟!
فأجابه القذافى : تعرف الجرذ (الفأر) وهو داخل شيكارة لو تركته لحاله سيقرض الشيكارة ، لكن لو حركت الشيكارة سيدوخ الفأر .
ومرة دخل القذافى لحضور مباراة لكرة القدم بوصفه رئيساً للدولة ، فإذا به يترك المقصورة الرئيسية ليتجه مباشرةً إلى مرجات المتفرجين رافعاً عصاه وهو يجرى وراءهم صارخاً : كلوا ينزل يمارس ( الرياظة) أى الرياضة ، ونزل الناس وفشل اللقاء .


أما عن نوادر الكتاب الأخضر الذى جنن الدنيا به وطبعاً ليبيا معهم ، فقد وصفه مرة الرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى بأنه (كتاب مثل البطيخة أخضر من بره أحمر من جوه) وذلك لأفكاره المسروقة من الإشتراكية .


هذا الكتاب ( الكتيب) كان ممنوعاً من الدخول إلى مصر أيام مبارك ولما تم الصلح أصبح له مكان بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ، كما بنى القذافى للكتاب مراكز فى بنغازى وطرابلس باسم : مركز دراسات الكتاب الأخضر ، ويمكنك أن تشترى الكتاب منه مسموعاً بصوت الزعيم فى شرائط ، كما كان هناك مؤتمراً سنوياً يستقدم إليه جمهرة من مفكرى العالم الذين يأتون ليملأوا جيوبهم بالدولارات من دم الشعب الغلبان نظير أبحاث وكلمات يلقونها حول ذلك الكتاب والإشادة بالزعيم المفكر وأهو رزق ... على المجانين .


وكان عم أحمد ... وهو رجل ليبى من الذين شاركوا فى لجان اتحاد الجمهوريات أيام السادات والأسد والقذافى يتندر على الشعارات الكثيرة التى جثمت على صدور وعيون الناس ومنها شعار (عصر الجماهير) أى زمن الجماهير فكان الرجل وهو ينطقها يلف يديه على هيئة عصر الملابس ، وكنت كلما سألته عن الحال فى ليبيا يقول لك : رائع .. رائع بينما يشير بأصبعه إلى أسفل .. وذلك على سبيل الكناية من خوف الوشاة .


وأما ماحدث من نوادر القذافى مع السادات فيعرفها أهل البلدين جيداً ، وذلك مما حكاه السادات عنه حين اعتمرا معاً ووجده يسابقه فى الهرولة والسعى ، ليؤكد بأنه الأصغر والأقوى والأحق بحكم البلدين بوصفه : الأمين على القومية العربية .


وهو الذى أنكر معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشجع القرآنيين فى مصر ، وأشار إلى محو كلمة ( قل) من سورة الإخلاص بالقرآن الكريم ، وذلك أن الله قالها للنبى صلى الله عليه وسلم ، والنبى قالها ، ونحن نقولها فلاداعى ـ بزعمه ـ لأن نقولها .


وهو الذى اخترع ( اسراطين ) اختصاراً لضم إسرائيل فى فلسطين كما جاء فى الكتاب الأبيض ، وهو غاوى ألوان ، والفكرة مسروقة من فلسطينى ، ولذلك فقد طرد كل فلسطينى يعمل فى ليبيا وألقى بهم على حدود مصر ، خدمة منه للقضية الفلسطينية ومناصرتها ضد التوطين خارج بلادهم ، ولما رأى أن النزاع بين العرب وإسرائيل يدور حول المسجد الأقصى إقترح بناء مسجداً شبيه بالأقصى فى الصحراء الليبية .


وهو من أطلق على دولته أطول أسم تطلقه دولة على نفسها ـ بظنى ـ وهو الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ، ولما لا فهو من هزم أمريكا وهى أعظم دولة فنصبح نحن العظمى .


والنوادر كثيرة .. وكثيرة ، ولكن عندما تنتصر الثورة وتبيد هذا الطاغية وابنه ، سنحكى نوادرأكثر .. ولكن بخلعه سنحرم من القذافى ونوادره .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 254 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2012 بواسطة elsayedebrahim

ساحة النقاش

السيد إبراهيم أحمد

elsayedebrahim
الموقع يختص بأعمال الكاتب الشاعر / السيد إبراهيم أحمد ، من كتب ، ومقالات ، وقصائد بالفصحى عمودية ونثرية ، وكذلك بالعامية المصرية ، وخواطر وقصص و... »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

70,033