“لا يوجد بلد يمكن أن تتطور حقا ما لم يتم تثقيف مواطنيها”.. مقولة نيلسون مانديلا، تؤكد أن أهمية الثقافة تتضح من خلال وصولها إلى الجذور فى الكفور والنجوع، وليست أن تظهر فى صالونات النخبة الزاعقة.. قصور الثقافة المنابر التنويرية تعانى حاليا الشروخ والقصور.. منذ سنوات ونحن نطالب بان تصل وتعود الثقافة الجماهيرية إلى النجوع لتغسل العقول من أمراض الفكر المتطرف الذى حاول المتطرفين بثه فى عقول الشباب، وظهر هذا خلال السنوات القليلة الماضية.
وكل ذلك نتيجة طبيعية لغياب دور قصور الثقافة، وضعف القوافل الثقافية والتى يفترض أن تجوب القرى والمحافظات لنشر الوعى الثقافى والمفاهيم الحضارية المتعددة.
إن قضية تثقيف الأمة لم تعد من باب الرفاهية، لكنها ضرورة للحفاظ على الأمن القومي، وبناء حضارة وقيم مجتمعية.. فمحاربة الفكر المتطرف تحتاج لعقول وفكر واعى بجانب الأمن والسلاح.
فأى منطق و أى عقل يقبل أن ربع قصور الثقافة فى كل المحافظات مغلقة، والبقية خارج الخدمة، ولم نلحظ أو نلمس أى دور تنويرى لها.
ارتبطت الأسرة المصرية ارتباط كبير بقصور الثقافة خلال الستينيات والسبعينيات، وكان لها الفضل على أغلب المبدعين.. الآن نحتاج إلى رؤية ثقافية جديدة تتناسب مع الدولة الجديدة التى تعمل القيادة السياسية على بناءها، بما يتناسب مع متطلبات العصر وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة أن الرئيس تحدث بوضوح عن الاهتمام بالملف الثقافى فى الفترة المقبلة.
لقد اختلت الموازين التى تساهم فى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى مجالات السينما والمسرح والموسيقى والآداب والفنون الشعبية، وأصبحت مقاليد الفن فى يد بعض المنتجين الطامعين فى الربح دون النظر لقيم المجتمع.. أن الثقافة بكل ألوانها قادرة أن تضع النفس البشرية فى موضعها السليم، وأن تعيدها حال انحرفت عن مسارها.
خلاصة القول.. نريد عودة الحياة لقصور الثقافة على مستوى الجمهورية بشكل عام، وفى الصعيد بشكل خاص وأنه عانى منذ عقود طويلة من التهميش الثقافى.. حلمي بسيط أن يصل التنوير إلى عقول البسطاء لخلق جيل جديد يعى جيدا معنى الثقافة بمختلف ألوانها.. وهذه مهمة ليست صعبة على وزيرة الثقافة.