حوار: أشرف التعلبى
عندما تتعامل مع اللواء عبد الحميد الهجان فلا تقف عند حدود منصبه كمحافظ لقنا إحدى محافظات الصعيد التى عانت لعقود طويلة من الإهمال، فالرجل قضى حياته محارباً للفساد.. ويعرف كيف يحافظ على المال العام وكيف يستغل كل مليم فى مكانه دون تقصير أو إسراف.
اللواء الهجان يعرف أيضا خلطة التنمية التى يريدها الرئيس السيسى للصعيد عموماً، وقنا خصوصاً . ويعمل جاهداً على تحقيقها ويقول «قنا فى عقل الرئيس».. ويدلل على الأمر بحجم الإنجازات والمشروعات التى يتم تنفيذها على أرض قنا خلال السنوات الأربع الماضية والتى يؤكد أنها لم تحدث خلال ٤٠ عاماً، ما بين مشروعات جديدة جار العمل فيها، ومشروعات أخرى تم تذليل العقبات التى تواجهها لتنضم إلى مسيرة التنمية التى بدأت خلال السنوات الأربع الماضية، الهجان يتعهد بأن تصبح قنا «عروس الصعيد» .
على طاولة الحوار مع اللواء «الهجان» فتحت «المصور» جميع الملفات، لم يتوقف الحوار عند حد الإنجاز الذى تم تحقيقه على أرض قنا، بل كانت المشكلات والأزمات هى الأخرى حاضرة، حيث تحدثنا معه عن العقبات التى تواجه الاستثمار فى المحافظة، وسوء الخدمات الصحية والتعليمية ليرد المحافظ بـ«الأرقام» على ما تم تحقيقه فى هذه الملفات، وما ينتظر أن تشهده الأيام المقبلة.. وإلى نص الحوار:
دائما نسمع عن ملايين الدولارات سواء كمنح أو قروض أو مشروعات استثمارية وتنموية.. رغم كل هذا مازال المواطن البسيط لا يشعر بأى تحسن؟
أولاً قنا فى عقل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ثانيا لا بد من الفصل بين قرض البنك الدولى عن المشروعات التى تقوم الدولة بتنفيذها، وهنا أتحدث بالورقة والقلم عن مشروعات انتهت أو مشروعات أخرى لا تزال قيد العمل على أرض الواقع ليعرف المواطن حجم الأعمال، بإجمالى ١٤ مليار جنيه، كل هذه المليارات على أرض قنا، هذه المشروعات بدأت منذ أربع سنوات فقط، وما تم تنفيذه خلال هذه السنوات على أرض المحافظة لم يتم تنفيذه من قبل على مدار أربعين سنة ماضية.
وعندما أزور كثيرا من القرى، يردد المواطنون أنه لأول مرة يقوم محافظ بزيارتهم، بالفعل هناك اهتمام كبير بتنمية الصعيد، وإلى جانب زيارة الرئيس للمحافظة، فقد زارنا أيضا المهندس إبراهيم محلب والمهندس شريف إسماعيل وعدد كبير من الوزراء، زيارات الوزراء تكررت كثيرا فى فترة قصيرة، وكل هذا يدل على مدى الاهتمام من جانب القيادة السياسية بقنا، كما أنها زيارات لا تأتى تحت بند الـ”شو إعلامى”، لكنها زيارات واقعية غرضها التنمية، أما فيما يخص قرض البنك الدولى الـ٥٠٠ مليون دولار، جارٍ انهاء كافة الإجراءات، وسوف نبدأ قريبا.
ماذا عن الخدمات الصحية.. خاصة أنه ما زال يتم تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات محافظتى سوهاج وأسيوط؟
هناك ٩ مستشفيات رئيسية على مستوى كل مراكز قنا ، منهم مستشفيان عام أحدهما فى مدينة قنا والآخر فى نجع حمادي، و٧ مستشفيات مركزية، ومنذ إنشاء هذه المستشفيات لم يتم تطويرها، والخدمات الصحية بها ساءت جدا جدا، لكننا بدأنا من مستشفى مركز قفط، وكان بها مشكلات كثيرة، وتم استكمال الأعمال والمبانى والأجهزة على أعلى مستوى، لكن المستشفى يعانى من نقص فى عدد الأطباء ونسعى فى الوقت الحالى لإيجاد حل لهذه المشكلة، مع الأخذ فى الاعتبار أن المستشفى أصبح تابعًا لهيئة المستشفيات التعليمية.
إضافة إلى ما سبق هناك ثلاثة مستشفيات تم هدمها بالكامل وجار إنشاؤها من جديد، مستشفى دشنا ونجع حمادى وأبوتشت، وبتوفيق من الله استطعنا تحويل مستشفى أبوتشت من مستشفى مركزى إلى مستشفى عام، وتم رفع حد التكلفة حيث كانت عند بدء الأعمال ما يقرب من ٤٦٠ مليونا، ثم تم رفعها إلى ما يقرب من ٧٠٠ مليون جنيه، وبالتالى أصبحنا نتحدث بالمليارات عن مشروعات تنموية بالمحافظة.
وقريبا سيتم الانتهاء من مستشفى دشنا، وموقعها متميز جدا على النيل مباشرة، ونحاول مع وزارة الصحة زيادة التدفقات المالية لإنهاء الأعمال المطلوبة بهذه المستشفيات سريعا. وتم توفير ٥٠ مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لمستشفى قوص لتطويرها.
وفى مستشفى قنا العام تم تطويرها، والآن متوافر به وحدة “قسطرة” على أعلى مستوى، إضافة إلى وحدة رنين مغناطيسي، والمستشفى يقدم خدمات الوحدة بالمجان للمرضى، كما تم إنشاء غرفة عناية مركزة سعة ١١ سريرا وهذا أيضا لم يكن موجودا من قبل فى مستشفى قنا العام، وتم إنشاء غرفة عناية مركزة للأطفال.
فى سياق عملنا لتطوير المنظومة الصحية داخل المحافظة، فإن مستشفى اليوم الواحد الذى أُهمل، تحول إلى مركز لعلاج الأورام، وبداخله أحدث الأجهزة، المموجرام والجاما كاميرا، والأشعة المقطعية وغيرها، وقد حفظت أسماء الأجهزة من كثرة الزيارات والمتابعة، وهناك جهاز مهم جدا ننتظره خاص بعلاج الأورام وله مبنى مخصص، وسوف يأتى أيضا جهاز “معجل خطى للعلاج الإشعاعي” حتى يكون هناك علاج كيماوى وإشعاعى بالمحافظة لخدمة أهلها، كما أن هناك تطور كبير فى المعمل المشترك للتحاليل، وبالتالى لن يحتاج المريض لعمل تحاليل بالمعامل المركزية بالقاهرة، ونستقبل حالات من أسوان والأقصر وغيرهما من المحافظات.
ولا يمكن أن نغفل المجهود الكبير الذى تقوم به المستشفيات الجامعية.
جميع ما سبق يؤكد أن هناك طفرة فى منظومة الصحة خلال أربع سنوات فقط، كما أننا نجتمع بشكل مستمر فى مجلس الصحة الإقليمى ويحضر رئيس الجامعة ووكيل وزارة الصحة والتأمين الصحى وغيرهم، لبحث كل ما يتعلق بملف الصحة والتحاور لسد أى عجز فى أى مستشفى على مستوى المحافظة.
الخطوات التنموية التى تحدثت عنها.. تدفعنا لسؤالك.. هل القيادة السياسية تعتبر محافظة قنا خطوة أولى فى مخططها لتنمية محافظات الصعيد؟
حقيقة الرئيس مهتم جداً بالصعيد ويتحدث دائماً عن ضرورة العمل بضعف طاقتنا من أجل رفع مستوى الصعيد وتوفير حياة كريمة لأهله، والحكومة مهتمة بالصعيد بصفة عامة فى كل المجالات، وهناك تنمية فى كل محافظاته، والحمد لله هناك مشروعات كثيرة فى المحافظة تجعلك تشعر بذلك.
هناك طموح وحلم من أبناء قنا على وجه التحديد ببدء العمل فى المشروع الأضخم بالصعيد وهو مشروع “المثلث الذهبى” الذى يشبه المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. هل هناك جديد فيما يتعلق بهذا المشروع؟
مشروع المثلث الذهبى صدر له قرار إنشاء الهيئة أو المنطقة الاقتصادية مثل منطقة قناة السويس، وحاليا يتم تشكيل مجلس الإدارة وترشيح الوظائف التى ستدير المنطقة.
هل تم الانتهاء من المخطط العام للمشروع؟
بالفعل... تم الانتهاء من الدراسة والمخطط من قبل مكتب الاستشارات الإيطالي، وخلال أشهر قليلة ستبدأ مشروعات المثلث الذهبي.
هل هناك مشروعات آخرى لا تزال قيد الدراسة أو التنفيذ داخل المحافظة؟
هناك مشروعان آخران من المشروعات المهمة جدا، ضمن المشروع القومى للطرق، مشروع محور نقادة - قوص، وبدأنا بالفعل فى المشروع، وسيربط الطريق الصحراوى الغربى من نقادة للطريق الصحراوى الشرقى فى قوص، طوله حوالى ١٩كم، فيهم ١٤ كوبرى و٥ أنفاق، وهذا المشروع سيتكلف أكثر من مليار جنيه، وسوف يتم إنشاء كوبرى أعلى النيل كمرحلة أولى، وكانت هناك مشكلة فى الأرض واستطعنا تذليل العقبات وبدأ العمل بالفعل، بصراحة شىء يفرح، لازم الناس تروح تزور هذه المشروعات لترى حجم الأعمال الجارى تحقيقها، وتم الاتفاق مع الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى لعمل زيارات ميدانية للطلاب لهذه المشروعات، ووكيل وزارة الصحة الدكتور أيمن خضارى قام برفقة مجموعة من الأطباء بزيارات متعددة للمشروعات، والناس التى تزور مدينة قنا الجديدة لا تصدق ما يتم على أرض الواقع.
كما أن المحور ذاته سوف يحقق رواجا تجاريا وسياحيا، إلى جانب تقصير المسافات بين المدن، والقضاء نهائيا على مخاطر معديات النيل التى تتسبب فى حوادث كثيرة.
إضافة إلى الطريق الذى كان يمثل الحلم لنا بسبب ارتفاع معدلات الحوادث فيه، الطريق الصحراوى الغربى قنا- سوهاج، وفى الحقيقة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء له دور كبير فى ظل اهتمام القيادة السياسية بالتنمية، وتم تنفيذه سريعا، وكنا نتحاور فى إحدى الجلسات وعرضت عليه إحصائية بالحوادث وعدد الوفيات بشكل يومي، وسريعا تم اتخاذ القرارات وانتهى المشروع فى عام واحد فقط، والآن انخفضت تماما نسبة الحوادث، وتم الاتفاق مع وزير النقل على استكمال ازدواج الطريق الصحراوى الغربى ليصل إلى مدينتى نقادة والأقصر، بالإضافة إلى ازدواج الطريق الصحراوى الشرقى طريق طبية كما تم إنشاء وتطوير عدد من الكبارى.
وهناك أيضا مشروع إنشاء مدينة قنا الجديدة باستثمارات بلغت مليارى جنيه، على مساحة٢٤ ألف فدان منها ٧ آلاف فدان (مناطق سكنية- خدمية – صناعية – سياحية وترفيهية).
التعليم أزمة الصعيد.. المستوى التعليمى لا يليق بطموحاتنا الصعيد، هل هناك مخطط لتطويره ومواجهة الأزمات التى تعانى منها المدراس والتى تأتى فى مقدمتها مشكلة “تكدس الفصول”؟
هذا واحد من الملفات التى تشغل بال الدولة، وهناك إجراء على نقله حقيقة فى مستوى التعليم والأرقام تؤكد هذا فقد بلغ حجم الاستثمارات التى تم إنفاقها ٢٦٥ مليونا منها مدرسة المتفوقين المقامة على مساحة ٨٦٠٠ متر، وكذا مدرستا تحيا مصر الرسمية المتميزة للغات رقم ١و٢ بمدينة قنا الجديدة وتشملان كافة مراحل التعليم ما قبل الجامعي، كما تم تخصيص ٩ آلاف متر لمركز الموهوبين ومدارس النيل المصرية المقامة على مساحه ٢٠ ألف متر، وتشتمل على البنية التكنولوجية والفصول الدراسية والملاعب والمساحات الخضراء، وكل ذلك يأتى ضمن المشروع المقدم من صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء.
كما تم إنشاء مصنع الوجبة المدرسية، إلى جانب افتتاح ٣٩مدرسة جديدة بتكلفة وصلت إلى ١٦١ مليون جنيه، بجانب إحلال وتجديد ١٠١ مدرسة جديدة بتكلفة تزيد على ٢٢٧مليون جنيه وإجراء أعمال الصيانة الشاملة لعدد ١٣٧مدرسة بتكلفة تزيد على ١١٠ ملايين جنيه .
هل هناك مشروعات من المقرر افتتاحها بالتزامن مع احتفالات المحافظة بعيدها القومى فى الأول من مارس؟
الرئيس افتتح الطريق الصحراوي، إضافة إلى عدد من الصوامع وغيرها من المشروعات، وهناك العديد من المشروعات فى مراحلها الأخيرة، ويمكن القول أنها شبه منتهية، منها شبكة الصرف الصحى بدشنا، والتى تشمل مدينة دشنا وثلاث قرى، وفى المرحلة الثانية سيتم توصيل الصرف إلى ما يقرب من ١٧ قرية، وللعلم مشروعات الصرف الصحى مكلفة جدا، والصرف الصحى بمركز فرشوط سوف ينتهى خلال أسبوع، كما أن الصرف الصحى منتهى فى مدينة أبو تشت ونطمح فى توصيل القرى، فلا يعقل أن نكون فى القرن الواحد والعشرين ولا يوجد صرف صحى بالمدن، وسوف نكمل فى الصرف الصحى فى القرى بالتعاون مع البنك الدولي.
اذا كنا نتحدث عن الصرف الصحي.. ماذا عن مياه الشرب التى دائما ما يشكو منها المواطنون ؟
تم افتتاح محطة المخادمة بتكلفة وصلت إلى ١٢٥ مليون جنيه، إلى جانب رفع قدرة محطة مياه الترامسة من ٢٥ إلى ٥٠ لتر /ث وإنشاء محطة فرشوط على مساحة ٤أفدنة بتكلفة تصل إلى ١٣٠ مليون جنيه، ويجرى رفع قدرة محطة مياه دشنا مع استكمال وإحلال وتجديد وتطوير محطات مياه نجع حمادى والصالحية بقنا، وافتتاح محطة مياه السمطا، وتم إدراج المرحلة الأولى من محطة مياه الرحمانية بقدرة ١٢٠ لتر /ث بتكلفه ١٦٠ مليون جنيه.
وفى ذات السياق تم رفع قدرة محطة مياه حجازة فى مركز قوص و محطة مياه أخرى بنقادة، إلى جانب الانتهاء من توسعات محطة صرف صحى قنا بتكلفة ٣٥٧ مليون جنيه، وتوصيل شبكات الصرف الصحى بمدن أبو تشت وفرشوط ونجع حمادى وقنا وقوص، يجرى استكمال مشروعات الصرف الصحى بنقادة وقفط.
ومن جانبى أعتز بمحطة مياه فرشوط، وإن شاء الله سنفتتحها فى العيد القومي، وهذه المحطة بمواصفات الأكثر نقاء، ونفس المواصفات موجودة فى محطة حجازة قبلى التى سيتم تركيب المعدات خلال أيام، ومحطة فرشوط ستكفى بالكامل وستؤثر بالإيجاب على أبوتشت ونجع حمادي، وهناك محطة بالمحروسة على وشك الانتهاء منها، وهى محطة متميزة لأننا تعاونا فيها مع جميعات المجتمع المدنى التى تبرعت بالأرض المقام عليها المحطة.
كما أنشأنا إدارة المرور بقفط فى وقت قياسي، طبقا للمواصفات إضافة إلى أنه تم إنشاء مبنى للحماية المدنية والمطافي، وتوفير خزانات ضخمة.
ننتقل إلى ملف المدن الصناعية.. لا يوجد فى قنا إلا مدينتان رغم وجود ٩ مراكز كبيرة بالمحافظة، كما أن سكان نجع حمادى يستغيثون من الورش المنتشرة داخل الحيز السكنى.. فمتى يتم نقل هذه الورش إلى المدينة الصناعية؟
بالفعل نحن نعمل فى مجمع الحرفين لنجع حمادى فى المدينة الصناعية بـ”هِو”، و تم توصيل “المياه الحلوة” للمدينة من أجل الصناعات الغذائية، ونحاول مع الشركة القابضة للغازات لتوصيل الغاز للمنطقة، إضافة إلى المنطقة الصناعية بقفط.
وعندما بدأنا منذ ٤سنوات لم يكن موجودا بالمنطقة الصناعية فى “هِو” سوى مشروعين فقط، مصنع إسفنج ومصنع مياه غازية ومغلق، الآن يوجد فى المنطقة ١٩ مشروعا “شغالة” بالفعل، بالإضافة إلى عدد من المصانع جار تنفيذها، كما تم توزيع خطابات التخصيص لمشروعات أخرى، وهناك إقبال كبير على منطقة “هِو”، وأيضا المنطقة الصناعية بقفط بها مشروعات كبيرة.
رغم حديثك هذا.. لكن المستثمرين يشتكون من سوء المرافق فى هذه المناطق؟
كما ذكرت نعمل بكل طاقتنا لتوفير المناخ المناسب للاستثمار، وكانت هناك مشكلة بالمياه بالمدينة الصناعية بقفط، وتم صيانة خطوط المياه، وزاد عدد المشروعات التى تعمل سواء التى تعمل فى مجال الرخام أو مشروعات المواد الغذائية.
ماذا عن مشروع إنتاج ألواح الخلايا الشمسية بقفط الذى واجه عدة مشكلات ساهمت فى تعثره خلال الفترة الماضية؟
سوف يعمل المشروع، المستثمر كان يريد إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء بعيدا عن المصانع، وكان هناك خلاف على سعر توريد الكهرباء من الطاقة الشمسية، لكن الموضوع انتهى، وجار استكمال بناء مصانع (الألواح الزجاجية، والسخانات الشمسية والخلايا الشمسية) وهو مهم جدا، وتم تذليل العقبات، وقريبا سيعمل المشروع، وإلى جانب هذا شركة كريازى تنشئ مركز صيانة كبير لخدمة الصعيد.
تحدثت من قبل عن رغبتك فى إنشاء مدينة صناعية لكل مركز.. أين هذه الرغبة على أرض الواقع؟
توجد أراض جار تخصيصها، وسنحاول التعاون مع البنك الدولي، فيما يخص مدينة صناعية بأبوتشت وفرشوط، حتى يكون هناك نوع من التوازن بين مراكز المحافظة.
هل لديكم طرق ابتكارية فى المحافظة لجذب الاستثمارات بعيدا عن “البيروقراطية”؟
فى السابق كانت الطلبات الخاصة بالاستثمار تقدم بمكتب الاستثمار، وطبقا لقانون الاستثمار الجديد أصبحت المدن الصناعية تابعة لهيئة التنمية الصناعية، فى الفترة التى كنا مسئولين عن المدن الصناعية كنا نعقد اللجنة الخاصة بالمنطقة الصناعية وننهى الاتفاق بشكل سريع، وأذكر هنا أن أحد المستثمرين تسلم الأرض بعد الموافقة مباشرة على الطلب دون الانتظار لإنهاء الإجراءات.
ومن ضمن الإيجابيات أنه بالتعاون مع وزيرة الاستثمار تم تخصيص قطعة أرض بقنا وتم إنشاء مجمع للاستثمار عليها، وهذا يحدث لأول مرة فى قنا، بعدما كانوا يكتفون باستئجار مكتب، وهذا يدل على مدى الاهتمام بجذب الاستثمار للصعيد، كما أن المنطقة الحرة بقفط تم ضمها لهيئة الاستثمار لإدارتها.
من واقع خبرتك لسنوات طويلة داخل هيئة الرقابة الإدارية.. كيف ترى حجم الفساد المستشرى فى المحليات؟.. وهل تمتلك خططا واضحة لمواجهته؟
فى البداية.. أريد التأكيد أنه لا بد أن يكون هناك ولاء للبلد، وأن نعمل دون انتظار مرتب أو حتى شكر، نعمل من أجل مصر، وربنا يقدرنا حتى نستكمل مسيرة التنمية، وبالتالى لابد من اتخاذ موقف جاد وصارم مع أى انحراف أو أى خلل، ويتم بحث كل خطأ يحدث، ولا نسكت عن أى تجاوز وهناك نيابة إدارية ونيابة عامة.
وفيما يتعلق بمكافحة الفساد، فهى تحتاج متابعة دورية وزيارات ميدانية على أرض الواقع، فى المشروعات والمواقع، وهذه السياسة تعمل على الحد من الفساد، وتجعل من كان يفكر يراجع نفسه.
هل قمت بتشكيل لجنة أو إدارة لمكافحة الفساد؟
هناك رقابة داخلية وخارجية، الرقابة الخارجية تتمثل فى هيئة الرقابة الإدارية، والجهاز المركزى للمحاسبات ومباحث الأموال العامة وغيرها من الأجهزة، وفيما يخص الجهات الداخلية فتوجد وحدة لمكافحة الفساد بديوان عام المحافظة ولها فروع بالمراكز، ويمكن القول أن الوضع اختلف كثيرا عن السابق، وفى قنا لا أتخاذل أبدا عن معاقبة المخطئ، والكمال لله وبالطبع ستجد نسبة فساد، لكن المهم عندما تكتشف تتخذ إجراءات رادعة.
هناك مئات بل آلاف من حالات التعدى على أراضى الدولة،خاصة بالطريق الصحراوى الغربي.. ما حجم الإزالات التى تم تنفيذها والأراضى التى تم استردادها فى قنا؟
التعديات على الأراضى كثيرة، ونحتاج مجهودا وعمل أضعاف ما نقوم به عشر مرات لإزالة كل هذه التعديات، ونحن لا نتوقف، وأشارك بنفسى فى الإزالات، ولا نفرق فى تطبيق القانون، ننفذه على الجميع، ومنذ فترة أزلنا برجا جديدا بالكامل غرب النيل، لكن القانون يحتاج لتغليظ العقوبات، ويمكننى القول أننا فيما يتعلق بالإزالات حقننا نسبة جيدة.
أما التعديات على الطريق الصحراوى الغربى فقد كانت على الطريق كله، واستطعنا استرداد كل الأراضى، وخصصنا ٩ آلاف فدان بقرار من رئيس الجمهورية،لإنشاء مدينة غرب قنا، بعد أن كانت أرضا متعدى عليها، فليست الفكرة فى الإزالة فقط، لكن أيضا فى استغلال الأراضى بشكل أمثل، وإحدى شركات المقاولات الكبرى بدأت فى تخطيط ١٤٠٠ فدان بالمدينة الجديدة، كما تم بيع ١٧٠٠ فدان بالمزاد العلنى من خلال لجنة استرداد الأراضي، إضافة إلى الأراضى المخصصة فى مشروع المليون ونصف المليون فدان بالمراشدة.
ونعمل حاليا فى ملف تقنين الأراضى، والناس تقدم طلباتها، ونعمل طبقا للمنظومة الجديدة قانون ١٤٤، وتم تشكيل اللجان وسيكون هناك فرع بالمحافظة لاستقبال الطلبات، من خلال نظام ربط مع لجنة استرداد أراضى الدولة والجهات المعنية.
مدينة غرب قنا الجديدةكثيرون يسألون عن تفاصيلها؟
تعد مدينة غرب قنا الجديدة مشروعا قوميا فى المحافظة، على مساحة ٩ آلاف فدان، وبدأ العمل فيها، وتضم المرحله الأولى من المدينة والواقعة على مساحة ١٤٠٠ فدان فيللات الحى السكنى المميز وعمارات الإسكان الاجتماعى، كما تم إعداد مخطط لإقامة محطة مياه شرب وصرف صحى لخدمة التجمع السكنى الجديد.
هل هناك تنسيق فيما يخص تطوير مصانع السكر أو مصنع الألومنيوم؟
هذا الملف تابع لوزارتى قطاع الأعمال والتموين، ومن جانبنا نتابع، وفعليًا هناك مخطط لتطوير مصنع الألومنيوم لمضاعفة الطاقة الإنتاجية للمصنع.
وبالنسبة لمصانع السكر تنتج بشكل منتظم، وهناك صناعتان قائمتان على مصنع السكر، فمصنع سكر قوص قائم عليه مصنع الورق، ومصنع دشنا قائم عليه مصنع الخشب الحبيبي، وحاليا نفكر بشكل جاد فى إنشاء مصنع ورق يعتمد على مصنع سكر نجع حمادى يستوعب المخلفات.
تخوض مصر خلال الفترة الحالية معركتها ضد “الإرهاب الأسود” الذى يهدف لـ”إسقاط الدولة”.. ما خطتك لمجابهة الفكر المتطرف بالمحافظة، مع الأخذ فى الاعتبار أن بعض المتطرفين الذين يقيمون بقنا تورطوا فى تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية؟
نحن نحارب هذه الأفكار بالعلم والتنمية، وجامعة جنوب الوادى كانت فى السابق بضعة كليات الآن تضم ٢٣ كلية، وهناك تعاون وتنسيق دائم مع الجامعة فى مجالات عديدة، والحمد لله استطعنا تقليل هذه العمليات، وهذه حوادث فردية، وللعلم محافظة قنا محافظة هادئة جدا، لكن هؤلاء الإرهابيين ظهروا على السطح، ونتواصل مباشرة مع الشباب كما نتواجد معهم فى كافة الأنشطة، وخلال كافة الزيارات والمتابعات نشارك الشباب فيها.
ولا أعتمد على التقارير المكتبية وهناك عدة آليات أتبعها لمعرفة ما يجرى على أرض الواقع، وأكثر من نصف الأسبوع زيارات ميدانية للمواقع، حتى إننى أقوم بزيارة مراكز الشباب، نحن لا نقوم بهذه الزيارات من أجل الإعلام أو الترويج لكننى أتابع عمليات تنفيذ المشروعات على أرض الواقع.
قبل بدء الحوار بعشر دقائق وصلنا خبر إطلاق أعيرة نارية بنجع كوم هتيم بأبوتشت بقنا، وقتل مواطن وبذلك يصل عدد الضحايا إلى ١٤ شخصا.. لماذا المسئولون عاجزون عن مواجهة خطر الثأر الذى يطرق أبواب كل القرى والنجوع، وهناك قرى تسمى قرى الدم مثل أبوحزام وحمرة دوم، وانتشار السلاح.. وكيف تتعامل مع هذا الملف المعقد؟
الواقعة التى تتحدث عنها تمت السيطرة عليها، وقوات الأمن هناك، هذا الملف يديره الأمن ومن جانبى أتابعه بشكل دائم، كما أننا نحارب ظاهرة الثأر بكل قوة، والحمد لله ربنا وفقنا وعقدنا ٨٠ صلحا بين العائلات المتخاصمة خلال أربع سنوات، وهذا لم يحدث خلال السنوات الماضية، لدرجة أن الناس أصبحت هى التى تسعى للتصالح، والشرطة تعمل بشكل جيد والقوات المسلحة تساعد فى قطع الطرق على مهربى الأسلحة، والحالة الأمنية تقدمت كثيرا، ولكن الثأر ثقافة نحاول محاربتها بالفكر والتوعية، من خلال الجامعة والإعلام، وبنفسى أساهم وأدير جلسات للصلح، ولا أكتفى بما تفعله لجنة المصالحات، وكنت أسهر حتى الثالثة صباحا لإنهاء صلح عائلتى المخالفة والسحالوة بفرشوط.
الأسعار .. أزمة فى كل المحافظات وأنت تحدثت من قبل عن تطبيق منظومة الأمن الغذائي.. هل استطاعت هذه المنظومة الحد من ارتفاع الأسعار؟
قمنا بأمور كثيرة تخدم المواطن، لكن فى الحقيقة المشكلة الاقتصادية وتعويم الجنيه كان دواء مر ا لكنه ضرورى جدا، فلم نرفع الأسعار منذ عقود مضت، وفى قنا نحارب غلاء الأسعار بتحقيق الأمن الغذائي، وقد انخفضت أسعار اللحوم، وكل مشروعات الأمن الغذائى بالمحافظة كانت شبه متوقفة، اليوم محطة ألبان ١ تم تطويرها، وبدأنا تشغيل مصنع الجبنة، وإنتاج الجبنة الرومي، وتم تشغيل مجزر الدواجن، وبدأ إنتاج البيض، كل هذا يساهم فى خفض الأسعار ويساهم فى توفير السلع، بالإضافة إلى زراعة ٤٠ صوبة لزراعة الخضراوات، وسوف يتم زراعة ٤ آلاف نخلة لتكون موردا ماليا جيدا، ومحطة تسمين المراشدة تعمل بشكل جيد، وبدأنا فى تربية الغنم، إضافة لتطبيق برنامج تكافل وكرامة، وكانت وزارة التضامن حددت بعض القرى، ثم تناقشنا مع الوزيرة غادة والى وتم تحديد المحافظة بالكامل.
كما أنهينا تماما أزمة الغاز، وانتهت طوابير البوتاجاز والغاز داخل كل المراكز، وهذا إنجاز كبير.
أخيرًا.. ما الخبر الذى تبشر به أهالى قنا خلال العام الجارى؟
أعدهم أننا سنكمل التنمية الحقيقية على أرض المحافظة، وأن يشعر كل مواطن بهذه الخدمات، وهم بالفعل بدأوا يشعرون بذلك، فمنذ أن تم تشغيل عدد من محطات الشرب أصبحوا يشعرون أنهم يشربون مياها معدينة، وجار العمل فى مراكز الشباب وفى ٣ حمامات سباحة، وتم تشغيل نادى نقادة، ومركز شباب نجع حمادى وصالة الألعاب المغطاة وحمام السباحة. وهناك خطة رصف للطرق الداخلية الفرعية على أعلى مستوى فى كل المراكز، وإن شاء الله ستصبح قنا عروس الصعيد، و”بنموت نفسنا لنحقق كل شىء يرضى المواطن”، ولابد أن تشارك الجمعيات الأهلية معنا، فليس كل شيء تقوم به الحكومة بمفردها، وسيكون عام ٢٠١٨ عام جنى ثمار التنمية الحقيقية فى قنا فهو يحمل الخير الكثير لأبناء المحافظة.