ظاهرة البلطجة من الظواهر التى انتشرت فى مجتمعنا فى الاونة الاخيرة واتخذت هذة الظاهرة صورا واشكالا متنوعة وانتشرت فى العديد من الاماكن والشوارع حتى البيوت وانتشرت بصورة كبيرة بعد ثورة 25 يناير وزاد خوف وزعر الناس من هؤلاء البلطجية ومن المؤسف ان يصل الامر الى خوف الناس من المطالبة بحقوقهم والنزول للتظاهر السلمى خوفا من اعمال البلطجة وانتشارهم فى الميادين والسؤال هنا يطرح نفسه فهل قمنا بتلك الثورة الكبيرة العظيمة التى كان لها العديد من الاهداف وحققت منافع عدة حتى يقضى عليها تلك الطائفة الذين كانوا موجودين قبل الثورة ولكن كانوا ملثمين متخفيون يقومون باعمال البلطجة ولكن فى الخفاء وبعد سقوط راس النظام قام اذيال النظام السابق باماطة اللثام عنهم واطلقوا ايديهم ليعيثوا فى الارض فسادا فهى ليست وافدا جديدا بعد 25 يناير وإنما هى موجودة منذ سنوات وربما يكون الانفلات الأمنى قد ساعد على ظهورها بشكل كثيف ولكن ينبغى العودة إلى الجذور الحقيقية لها حتى يمكن استئصال هذه الجذور اسئصالا كاملا بدلا ,واذا نظرنا نجد جرائم المشهد الراهن التى تهز مشاعرنا وتؤرق ضمائرنا وتثير فى نفوسنا غضبا وقلقا وقتيا سرعان ما تتلاشى أصواته وأصدائه رويدا رويدا ثم يبقى الحال على ماهو عليه! وفى البداية ما هي البلطجة هى فرض الراى بالقوة والسيطرة على الاخرين وارهابهم والتنكيل بهم لاستغلال مواردهم بهدف تحقيق مصلحة خاصة فهؤلاء البلطجية لم يرتقوا في سلم التطور إلى الآدمية -، فهم يتخذوا من عمليات السطو و قطع الطريق و الاعتداء على الضعفاء ، طريقة و سبيلاً للعيش فهم ليسوا من دين معين و لا يتبعون طائفة معينة والبلطجة هى لفظ دارج فى العامية ليس لها معنى فى العربية ويعود اصله للغة التركية وهو مكون من مقطعين هما "بلطة" و"جى " اى حامل البلطة والبلطة كما هو معروف هى اداة للقطع او الزبح من أسباب انتشار هذه الظاهرة، التنشئة الأسرية الخاطئة، فالأب دائماً مشغول بحياته، والأم لا تفتش عن أولادها، ولا تقوم بتقويم سلوكياتهم، مما جعل أبنائنا عرضة لهذه الظواهر تجتذبهم نحوها لذلك فالتنشئة الاسرية السليمة مهمة جدا للقضاء على تلك الظاهرة فما احوجنا فى تلك الايام الى الشباب ولكن الشباب الذين يدركون قيمةو الوطن الذى يعيشون فيه ويعملون على الحفاظ على تلك الثورة العظيمة التى فقدنا من اجلها الاف الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل مصر ومن اجل رفعتها واليوم نسمح لهؤلاء البلطجية ان يضيعوا كل هذا مقابل مبلغ من المال يتخذونه من اعداء الثورة ! لذلك يجب على كل شاب ان يعرف دوره جيدا فى تلك الفترة فمصر فى حاجة الى جهد ابناءها ودفاعهم عنها ومحاربة عناصر الفساد فيها ( فالجالس على الارض لايسقط والالناس لايرفسون الكلب الميت ) لذلك يجب علينا ان ننهض للحفاظ على مصر وعلى ثورتنا من البلطجيين ولنكتب على ثورتنا ممنوع الاقتراب منها او العبث بها فهى تاريخ بلد مكتوب بدماء ابنائها العظماء ليس من السهل ان يعبث به امثالكم . ونقطة البداية تنطلق من القدرة المجتمعية على سرعة استعادة القيم والتقاليد التربوية العظيمة. وهذا هو ميدان الجهاد الأكبر للقوى السياسية ومؤسسات المجتمع