بشهادات العميد والتابعى والحمامصى والشناوى وأمين
الإخوان.. جماعة تصنع الموت للناس
تقرير: أشرف التعلبى
قراءة التاريخ مفيدة للغاية.. ليتأكد المرء أن التاريخ يعيد نفسه.. فمن يقرأ بعض الأجزاء من المقالات التالية سيكتشف أن تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية لا يتغير، لكنه يتكرر، كأن جرائمهم دستور تربوا عليه منذ نشأة هذه الجماعة المتطرفة.
ومن أهم الجمل التي توقف عندها الزمن ما قاله الكاتب الكبير محمد التابعي: «إن نظام الجماعة- الإخوان الإرهابية- قام على أسس مقتبسة من نظم البوليس السري في روسيا(الأجبو) و الجستابو في ألمانيا و (الأوفرا) في إيطاليا الفاشية.. ففي كل من هذه الأنظمة كان يوجد جواسيس وراء الجواسيس! و إرهابيون وراء الإرهابيين». والشهادة الأخرى في مقالة لعميد الأدب العربي طه حسين الذي تحدث عن رخص الحياة، وكيف حاول الإخوان استباحة دماء الأبرياء.. أو كما قال الكاتب الكبير كامل الشناوي: إن الإسلام الذي يقول كتابه الكريم (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والمتفجرات، إننى حزين أن يوجد إنسان واحد، لا جماعة منظمة، يصنع الموت للناس، ويحترف التخريب والتدمير.
لم يختلف معهم في الرأي الكاتب الكبير علي أمين، الذي وصف جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، قائلا: فلم يعد- هذا الإرهاب- فكرة للخلاص من حاكم، و إنما أصبح و سيلة سياسية للخلاص من كل إنسان يختلف مع أعضاء الجهاز السري.. لكن الشاهد الأهم ما قاله أمير الصحافة الكاتب جلال الدين الحمامصي: لهذا نرى أن هذه الفترة التي تمر بها مصر- و هي أخطر فترات تاريخها الحديث- يجب أن تكون فترة تطهير من التعصب.. بل يجب أن تكون فترة تطهير من كل الآراء التي يراد فرضها بالدم، حتى نظهر في عهد الاستقلال في الرأي، و الفكرة.. و المبدأ.. و الحكم على الأشياء بحقائقها الكاملة.
لقد كانت هذه الآراء في الخمسينيات والستينيات.. والآن وبعد عقود مضت مازالت هذه الآراء حاضرة وكأن أصحابها يكتبونها في هذا التوقيت لتوثق جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، في محاولة لفرض رأيها بالدم.
التابعى يفضح أخ فى الله
كان للكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي مجموعة من المقالات التي تفضح جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، ومن ضمنها مقال بعنوان أخٌ.. في الله!
يقول فيها: معظم الرسائل التي وصلت في الأسابيع الأخيرة عن(الإخوان)..بينها رسائل التأييد.. و رسائل التهديد!.
و من هذا النوع الأخير رسالة ممضاة(أخ في الله).. و يقول(أخويا في الله)أنه صبر طويلاً على مقالاتي (المأجورة)،ضد جماعة الإخوان و كظم غيظه من التهم السخيفة(كذا) التي رميت فيه هؤلاء الإخوان بالخسة و الجبن والنذالة..
و مضى (أخويا) في الله يقول.. أنني-محمد التابعي- أمر به كل يوم في طريقي و أنه سوف ينفذ فيه حكم الله!!
يعني..طاخ طوخ!
و أمضى خطابه(أخ في الله).. أقول لصاحب الخطاب المذكور أنه ليس في الله أخ جبان أو غادر أو قاتل لئيم!
و يستكمل التابعي حديثه: هل قرأ حديث الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر المنشور في الأهرام.. لقد قال فضيلة الشيخ بين ما قاله.. و شر أنواع القتل الغيلة و هو اغتيال البريء الآمن و أخذه على غرة فإنه يمثل الدناءة والخسة و الوحشية!. ثم يقول التابعي: و لكنك مسكين وضحية من ضحايا عصابة الخداع و التضليل.
ويستمر التابعي تحت مقال بعنوان حسن!: قرأت لأديب معروف مقالاً قيماً عن جماعة (الحشاشين)، و هذا هو الاسم الذي عرفت به في التاريخ.. و لكنها كانت جماعة دينية أو هكذا كانت تزعم. و كانت تتوسل بالاغتيال و القتل إلى تحقيق مآربها.. و كانت تستعين(بالحشيش)على تهيئة أعضائها المكلفين بالقتل و جعلهم آلات صماء لا إرادة لهم و من هنا أطلق التاريخ على الجماعة اسم (الحشاشين)، ومن عجب أن الذين توالوا على رئاسة أو زعامة هذة الجماعة كان كل منهم اسمه حسن..
حسن بن الصباح ثم حسن بن محمد...و من بعدهما الحسن جلال الدين...
و جماعة الإخوان تستعين بالاغتيال على تحقيق مآربها السياسية.
و كانت الجماعة الأولى _جماعة الحشاشين_تخدر أعصاب آلتها بالحشيش.. أما الجماعة الأخرى_الإخوان_فكانت تخدرهم بالدين و تبشرهم بدخول الجنة من غير حساب!.
و يستمر التابعي في فضخ الجماعة الإرهابية: أما المتعلمون فقد علمهم العلم كيف يلفون و يراوغون و يداورون.. جاء في الأنباء- أن بوليس الإسكندرية ضبط في مسكن قطب كبير من أقطاب جماعة الإخوان صندوقا من الويسكي.. و أسفر تحقيق البوليس عن أن الأخ المسلم الكبير المذكور كان يعاشر سيدة يونانية معاشرة الأزواج ..من غير زواج!
و يعود التابعي لإلقاء الضوء على العنف الممتد بجذوره في عقل الجماعة الإرهابية منذ تكوينها فيقول: تبين من التحقيقات و أقوال الشهود أن نظام الجماعة قام على أسس مقتبسة من نظم البوليس السري في روسيا(الأجبو) و الجستابو في ألمانيا و (الأوفرا) في إيطاليا الفاشية.. ففي كل من هذه الأنظمة كان يوجد جواسيس وراء الجواسيس! و إرهابيون وراء الإرهابيين.. فكان بريا في روسيا و هلمر في ألمانيا النازية يعهد إلى بعض رجاله بمراقبة البعض الآخر من رجاله.. كما كان يأمر بعض إرهابيين باغتيال الإرهابيين الذين لم تعد لهم فائدة أو الذين يخشى من ثرثرتهم أو افتضاح أمرهم.
وقد تبين أن الجهاز السري في جماعة الإخوان كان يسير على هذه النظم.. ومن هنا اغتال إخوان إرهابيون زميلاً لهم هو المهندس السيد فايز لأنه (ثرثر) تحدث بما لا ينبغي أن يتحدث عنه...
ومن هنا كذلك اعترف يوسف طلعت أنه كان هناك وراءه من يهدده بالقتل إذا حاد عن الطريق!....الطريق الذي رسمه سلاح الغدر والإرهاب!.
العميد
وكان لطه حسين عميد الأدب العربي، رأي واضح في مقاله الذي حمل عنوان(رخص الحياة): الشاهد على الأفكار الهامدة التي ظهرت مع هؤلاء الإخوان، فيقول:
لم تهن حياة الناس على الناس كما تهون عليهم في هذه الأيام، فقديماً عرف الناس الحرب وأجروا دماءهم غزاراً في سبيل الحق حيناً، وفي سبيل الباطل أحياناً، وقديماً عرف الناس المكر والكيد كما عرفوا البغي والعدوان، وقتل بعضهم بعضاً جهراً مرة وغيلة مراراً، ولكنهم كانوا يقدمون على ما كانوا يقدمون عليه من ذلك في كثير من التحرج قبل أن يقدموا، وفي كثير من الندم والروع بعد أن يتموا ما أقدموا عليه. كانت الحياة الإنسانية شيئاً له خطره فقدستها الديانات، وعرفت حرمتها القوانين، ورعتها الأخلاق، وعظم أمرها المعتدون عليهم أنفسهم، فكانوا يرون أنهم حين يجترئون عليها، إنما يقترفون إثماً عظيماً.. لأنه من الآثام التي لا سبيل إلى تداركها....
وقد قرأت في إحدى الصحف الفرنسية التي وصلت إلىَّ من باريس في هذه الأيام الأخيرة أن الفرنسيين قتلوا من أهل الجزائر سنة ١٩٤٥ بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها عدداً ضخماً يبلغ المقللون له خمسة عشر ألفاً، ويبلغ المكثرون له أربعين ألفاً.
والله يعلم كم يقتل الفرنسيون من الجزائريين في ثورتهم هذه القائمة، وكم قتلوا من التونسيين والمراكشيين، وكم يقتلون منهم أثناء هذا الصراع المتصل بين قوم يريدون أن يعيشوا كراماً وآخرين يريدون أن يستذلوهم ويتخذوهم رقيقاً، بعد أن ألغت الحضارة الحديثة الرق فيما يقول أصحابها، وضحايا الاستعمار في الهند الصينية من المستعمرين المناهضين لهم لا يحصون بعشرات الألوف، وإنما يحصون بمئاتها، ومن يدري كم كان عدد الذين ضحى بهم الاستعمار الإنجليزي في شرق الأرض وغربها منذ انقضت الحرب العالمية الثانية إلى الآن؟
وكنت أفكر في هذا كله منذ وقت طويل، وأحمد الله الذي لا يحمد على المكروه سواه، وأقول لنفسي ولكثير من الناس، إننا ما زلنا في عافية مما يمتحن به غيرنا من رخص الحياة الإنسانية، وغلاء المال والمنافع والمطامع على حقارتها.
مصر لا تحب العنف.. ونحن نصبح ذات يوم فإذا الهول يتكشف لنا كأشنع ما يكون الهول، وإذا بعض المصريين يمكرون ببعض، وإذا الموت يريد أن يتسلط على مصر كما تسلط على كثير غيرها من أٌقطار الأرض....
يقال إن حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام الذي لم يحرم شيئاً كما حرم القتل، ولم يأمر بشيء كما أمر بالتعاون على البر والتقوى، ولم ينه عن شيء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ولم يرغب في شيء كما رغب العدل والإحسان والبر، ولم ينفر من شيء كما نفر من الفحشاء والمنكر والبغي.
هيهات إن الإسلام لا يأمر بادخار الموت للمسلمين، وإنما يعصم دماء المسلمين، متى شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ويرى قتل النفس البريئة من أكبر الإثم وأبشع الجرم، وإنما هي العدوى النكرة جاء بعضها من أعماق التاريخ وأقبل بعضها الآخر من جهات الأرض الأربع التي تستحل فيها المحارم وتسفك فيها الدماء بغير الحق، ويستحب فيها الموت لأيسر الأمر.
جاء بعضها من أعماق التاريخ. من أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله وعليه وسلم، إنهم يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، والذين كان أيسر شيء عليهم أن يستبيحوا دماء المسلمين مهما تكن منازلهم في الإسلام، وأن يتحرجوا فيما عدا ذلك تحرج الحمقى لا تحرج الذين يتدبرون ويتفكرون ويعرفون ما يأتون وما يدعون!! وجاءهم بعضها الآخر من هذا الشر المحيط الذي ملأ الأرض ظلماً وفساداً. من هذا القتل المتصل في الحروب يثيرها بعض الأقوياء على بعض، وفي البطش يصبه الأقوياء على الضعفاء في البلاد المستعمرة التي يريد أهلها الحرية ويأبى المتسلطون عليها إلا الخضوع والإذعان والسمع والطاعة يفرضون ذلك عليها بالحديد والنار.
ليس من الإسلام ولا من طبيعة المصريين.. وأنباء هذا الشر المحيط تملأ الجو من طريق الراديو، وتملأ القلوب والعقول من طريق الصحف، وتثير في نفوس الأخيار حزناً ولوعة، وفي نفوس غيرهم ميلاً إلى الشر ورغبة فيه وتهالكاً عليه.
ولم يأت هذا الشر الذي تشقى به مصر الآن من طبيعة المصريين لأنها في نفسها خيرة، ولا من طبيعة الإسلام لأنه أسمح وأطهر من ذلك، وإنما جاء من هذه العدوى.
والخير كل الخير هو أن نطب لهذا الوباء كما نطب لغيره من الأوبئة التي تجتاح الشعوب بين حين وحين. وقد تعلم الناس كيف يطبون للأوبئة التي تجتاح الأجسام وتدفعها إلى الموت دفعا، فمتى يتعلمون الطب لهذا الوباء الذي يجتاح النفوس والقلوب والعقول فيغريها بالشر ويدفعها إلى نشره وإذاعته ويملأ الأرض بها فسادا وجورا؟
بهذا يأمر الله عز وجل في القرآن العزيز حين يقول في الآية الكريمة: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).
كامل الشناوى.. لمن كل هذا
أما الكاتب الصحفى كامل الشناوى فقال عن إرهاب الإخوان: أحق هذا أم خيال؟
ديناميت.. مدافع.. مسدسات.. ألغام.. بنادق.. رشاشات.. قنابل.. أجهزة سرية تصنع الإرهاب والخراب.
لمن هذه الاستعدادات كلها.. إن كانت موجهة ضد العدو فلماذا هي سرية؟ إنها لنا نحن.. لحريتنا.. لأفكارنا.. لآرائنا.. لعقائدنا.. لأعمارنا.. إنها تهديد للحاكم والمحكوم معا، بل هي أخطر على المحكوم، لأن الحاكم يستطيع أن يواجه الحديد والنار بالحديد والنار.
أما المحكومون العزل من السلاح فكيف يحمون أنفسهم من السلاح، كيف يغمضون أعينهم وفى كل جدار احتمال لوجود مخزن ذخائر.
كيف يقفون أو يقعدون وتحت كل أرض احتمال لوجود قنابل مخبأة، كيف يمشون والطريق نار ملغم؟ وكيف نمارس أعمالنا والإرهاب والدمار يكمن في كل مكتب وكل مدرسة وكل مستشفى وبيت، وكل مكان حتى حقول الزراعة أصبحت هي الأخرى ملغمة.
إن الإرهاب هو حكم بالشلل والتأخر والفزع وفوقهم الخراب والدمار.
أنا لا أعجب كيف استطاعت السلطات أن تضع يدها على كل هذه الأهوال والمصائب، ولكنى أتعجب كيف استطاع هؤلاء الإرهابيون أن يصنعوا كل هؤلاء وهم آمنون مطمئنون؟
إننى حزين أن يوجد إنسان واحد، لا جماعة منظمة، يصنع الموت للناس، ويحترف التخريب والتدمير.
وإن قلبى ليقطر حزنا ودما إذ كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام، وتجد من يصدقون دعواها.
إن الإسلام الذي يدعو إلى المحبة والسلام بريء من أسلحة المقت والقتل والاغتيال والهدم وإسالة الدماء.
إن الإسلام الذي يقول كتابه الكريم (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والمتفجرات.
على أمين.. قانون الجهاز السرى
لم يختلف معهم في الراي الكاتب الكبير علي أمين، الذي وصف جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، فلم يعد- هذا الإرهاب- فكرة للخلاص من حاكم، و إنما أصبح و سيلة سياسية للخلاص من كل إنسان يختلف مع أعضاء الجهاز السري.. ومن أهم مقالاته «إرهاب بالجملة».
يقول فيه: اعترف الإخوان أنهم هم الذين قتلوا النقراشي رئيس الوزراء والخازندار رئيس المحكمة حاولوا نسف محكمة الاستئناف و دور السينما و المنشآت العامة، و اعترف الهضيبي أن رئيس الجهاز السري استأذنه أخيراً في عمل مظاهرات مسلحة، و أنكر الهضيبي أنه أستؤذن في اغتيال جمال عبد الناصر، فإذا كان هذا صحيحاً فمعنى ذلك أن الجهاز السري اعتبر أن اغتيال رئيس وزراء مصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة و ١٦٠ ضابطاً وعشرات من المدنيين المصريين من المظاهر البسيطة للمظاهرات المسلحة و أن لا داعي لاستئذان المرشد العام في هذه المسائل الصغيرة!.
وهذا الاعتراف من أخطر الاعترافات التي أذيعت في تاريخ الجماعات
والأفراد، فقد تعودنا أن يتبرأ الزعماء من أعمال الإرهاب التي أشترك فيها بعض أنصارهم، بل يتبرأون من هؤلاء الأنصار ويقسمون أنهم اندسوا خلسة في صفوفهم، و لكن الهضيبي اعترف هذا الأسبوع بأن كل جرائم الاغتيالات و النسف التي حدثت في تاريخ مصر الحديث كانت من تدبير الإخوان
و تنفيذهم.
و خطورة هذا الاعتراف أن الاغتيال السياسي عادة هو حماقة يرتكبها شاب مجنون.. و لكن حين يصبح هذا الاغتيال سياسة مرسومة لجماعة من الناس، يختلف الوضع، و يتطلب الأمر علاجاً سريعاً حاسماً.
فهذا الإرهاب لم يعد فكرةً للخلاص من حاكمٍ،و إنما أصبح و سيلة سياسية للخلاص من كل إنسان يختلف مع أعضاء الجهاز السري!.
فإذا رأى أعضاء الجهاز السري أن دخول السينما حرام، فسينسفون دور السينما بمن فيها من سيدات و أطفال. و قد حدث هذا فعلا فنسفت سينما مترو و نسفت سينما ميامي!
و إذا رأى أعضاء الجهاز السري أن محكمة الاستئناف تطبق القانون المدني و لا تطبق قانون الجهاز السري، فمن حق هذا الجهاز أن ينسف المحكمة بمن فيها من مستشارين و قضاة ووكلاء نيابة و متقاضين و كتبة و شهود...وقد حاولوا فعلاً نسف المحكمة منذ سنوات.
وإذا اختلف أعضاء الجهاز السري مع عضو من أعضائه القدماء فمن حقهم أن يقتلوه نسفاً كما قتلوا السيد فايز ونسفوا معه شقيقه الصغير الذي لم يزد عمره على ثلاث سنوات!
وإذا اختلف أعضاء الجهاز السري مع رئيس محكمة في طريقة تنفيذ قانون العقوبات، فمن حق أعضاء الجهاز السري أن يقتلوا رئيس المحكمة غدراً..وقد حدث هذا وقُتل الخازندار!
و إذا اختلف أعضاء الجهاز السري مع رئيس الحكومة فمن حقهم أن يقتلوه...كما قتلوا أحمد ماهر والنقراشي وحاولوا قتل عبد الناصر!
وإذا رأى الجهاز السري أن التعليم في جامعة القاهرة يعتمد على الأبحاث العلمية غير العربية، فمن حقهم أن ينسفوا جامعة القاهرة بمن فيها من طلبة و طالبات و أساتذة!
و إذا رأى الجهاز السري أن سيدات البيوت يخرجن في الشوارع سافرات
وهذا لا يتفق مع تقاليد الجهاز، فمن حقهم أن يقتلوا كل سيدة سافرة في الطريق العام!،و أن ينسفوا دار كل فتاة تطل من النافذة أو تحلق شعرها على طريقة مارلين مونرو!.
فالإرهاب لم يعد موجهاً ضد زعيم أو رئيس حكومة؛ وإنما أصبح موجهاً ضد جميع طبقات الشعب. و كميات الديناميت التي كانت مخبأةً، لم تكن معدة لقتل جمال عبد الناصر وحده ولا لقتل زملائه التسعة و لا لقتل ١٦٠ ضابطاً من الضباط الأحرار.. إنها كانت معدة لقتل عشرات الألوف من أفراد الشعب.. معدة لقتلي و قتلك! معدة لقتل ابنك و هو في السينما، و زوجتك و هي تشتري من المحل التجاري و أخيك و هو يعمل في المؤسسة، والدك و هو يشهد في المحكمة».
والعجب أن الناس تنسي التاريخ، فلقد وضح الكاتب علي أمين في الخمسينات والستينات، سيناريوهات الجماعة الإرهابية اذا حكمت مصر، كأنه كان يقرأ ما سيحدث في عام ٢٠١٢.
فقال بذات المقال..: فماذا كان يحدث لو تولى الإخوان الحكم؟ سيملأ الهضيبي ١٢ وزارة خالية باثني عشر عضواً من مكتب الإرشاد...
و سيغضب مائة عضو لم يجد لهم وزارات! و سيقول السمكري محمود عبد اللطيف أنه صاحب الانقلاب و سيطالب بوزارة! و سيقول المحامي هنداوي دوير أنه العقل وراء الانقلاب لأنه اختار السمكري ويطالب بوزارة! و سيقول عبد القادر عوده أنه هو الذي اختار المحامي الذي اختار السمكري و سيطالب بوزارة لنفسه ايضاً!.
و سيقبض الهضيبي على السمكري و محامي السمكري و محامي محامي السمكري و يضعهم في السجن....
وستغلق كل الشركات الأجنبية أبوابها وتسرح عمالها وموظفيها، لأنها لا يمكن أن تتعامل إلا على أساس القانون المدني الحديث، وحكومة الإخوان ستطبق القانون الذي كان متبعاً منذ ألف عام!
و ستمتليء الشوارع بالعمال العاطلين، و البطالة ستشجع الإجرام، فتتألف عصابات لقطع الطريق و سلب المارة، و ستغلق حكومة الإخوان المسارح و الملاهي و تمنع بيع الخمور، وسينقطع على الفور مورد السياحة، فالسائح لايمكن يجيء بلداً لا مسارح فيه و لا ملاه، و ستتألف عصابات لتهريب الخمور إلى داخل القطر فتضيع من الدولة ملايين الجنيهات الجمركية لتدخل في جيوب المهربين!.
و ستلزم حكومة الإخوان المرأة المصرية بأن تلتزم بيتها و إذا خرجت منه فلن تخرج إلا و على وجهها برقع كثيف! و ستمنع دخول أدوات الزينة و التواليت لأنها تزيف الملامح التي خلقها الله! و ستغلق المحال التجارية أبوابها، و ستضيع من الدول ملايين أخرى كانت تتقاضاها من رسوم الجمارك على أدوات الزينة.
و ستواجه الدولة بسبب هذه الإجراءات بنقص ضخم في ميزانيتها يصل حوالي المائة مليون جنيه في العام، .فتبدأ في فصل الموظفين وتخفيض عددهم إلى النصف ثم تضطر إلى تخفيض مرتبات الباقين إلى النصف!.
و ستلغى اللغات الأجنبية، و تفرض الكتب العربية القديمة على المدارس و الجامعات فلا يدرس طلبة الطب إلا كتاب( ابن سينا)، و لا يدرس طلبة الطيران إلا مخاطرات (ابن فرناس) الذي حاول أن يطير منذ ألف سنة في الجو بجناحى طائر فسقط قتيلاً!، و سيغلق الحلاقون محالهم لأنه سيصدر قانون يلزم كل الرجال بإطلاق ذقونهم!
و ستختفى السيارات و تحل محلها العربات الكارو! و ستختفي البنطلونات و تحل محلها الجلابيب و القفاطين.. و سيُغلق أطباء العيون والأذن عياداتهم لأن السعداء في عهد الإخوان هم الذين لا يبصرون لا يسمعون.
التابعى.. الإخوان جميعا سواء
وفند الكاتب الكبير محمد التابعي جرائم الإخوان في مقاله بعنوان ليس هناك إخوان ....و إخوان!
و كان نصه: أغلب العقل والمنطق لكي أحسن الظن بهذا النفر من كبار جماعة الإخوان الذين وقفوا أمام محكمة الشعب يعلنون استنكارهم لجرائم القتل و الغدر.. و يؤكدون إيمانهم بأن دين الإسلام ينهي عن القتل و الغدر...و يبدون سخطهم على حسن الهضيبي وماجرته سياسته على جماعة الإخوان ... و يفخرون بأنهم تركوا الجماعة أو استقالوا منها بعد أن أنحرفت (الدعوة) عن سيرتها الأولى كما رسمها المرحوم حسن البنا.. وقد انحرفت كما أكدوا أمام محكمة الشعب لدواعٍ شخصية وأغراض ذاتية كما تساور نفس حسن الهضيبي بطانته التي اصطفاها و قربها إليه دون سائر الإخوان.
أغالب العقل والمنطق لكي أحسن الظن بالسادة الأفاضل عبد الرحمن البنا و عبد المعز و البهي الخولي و الكثيرين غيرهم من جماعة الإخوان الذين ينكرون علمهم بوجود جهاز سري أو أسلحة و ذخائر أو تنظيمات سرية أو سياسية و خطط مرسومة للقيام بعمليات اغتيال و نسف و إرهاب.
أغالب العقل و المنطق لكي أصدقهم و أحسن الظن بهم،ولكن العقل يأبى
ويتمرد .والمنطق قاسٍ لا يلين..وكلاهما_العقل والمنطق_ لا يؤمنان إلا بالوقائع الثابتة المؤيدة بألف دليل و دليل..وكلاهما _العقل والمنطق_لا يؤخذان بالزيف والتشويه،و لا بهز الرءوس إنكاراً واستنكاراً..و لا باللحى التي تهتز أسى وغضبا..إلا بعد وقوع الفأس في الرأس...ولا بالدموع التي تجري على الوجنات حسرةً على ما أصاب (الدعوة) من انحراف..!
كأن الدعوة لم تنحرف إلا في عهد حسن الهضيبي وحده.. أما في عهد (الإمام الشهيد)فإنها كانت تسير على الصراط المستقيم؟!
و هذا هو الخطر الذي توشك أن تتأثر به طوائف السذج و ما أكثرهم في هذا البلد!.
و هذة هي الغلطة التي توشك أن نتعثر في حبالها حتى لتضطرب في يدنا موازين القانون و العدل و الإنصاف.. فنفرق بين إخوان ..و إخوان.
و عندي أن الإخوان جميعا سواء.. سواء في المسئولية..و أن تكن مسئولية كل منهم بقدر معلوم. ..و سواء في المبدأ و الغاية و تحقيقها والوصول إليها بوسائل الإغتيال و الإرهاب.
و سواء في العلم بوجود جهاز سري مسلح مدرب على فنون حرب العصابات.
و سواء في شهوة الحكم والرغبة في الاستيلاء على سلطات الحكم بالقوة
و الإرهاب.....
هذا ما يجب أن يعرفه الشعب ما أكثر طوائف السذج فيه ،الحقيقة التي يجب أن تعلن هي أنه ليس هناك إخوان...و إخوان.. بل الجميع سواء.. و أن الجميع أقروا الغدر و القتل و الإرهاب.. و الجميع أقروا قيام الجهاز السري، و أقروا سياسة الاستيلاء على الحكم بالقوة المسلحة.
هذة هي الحقيقة أو الحقائق التي يجب أن تعلن حتى لا يخدع البسطاء و السذج بدعوى هذا النفر من كبار الإخوان الذين يزعمون اليوم أنهم خرجوا على الهضيبي لأنه انحرف بالدعوة عن صراطها المستقيم.
جلال الحمامصي.. الانشقاق والألم
وفي الحديث عن جرائم الإخوان خلال العقود الماضية لا يمكن أن ننسي مقالا مهما للكاتب الكبير جلال الدين الحمامصي، الذي كان بعنوان الشعب الذي يقول:لا.
يقول فيها: كلَّما قرأت الاعترافات التي يدلي بها المتهمون في قضايا الجهاز السري للإخوان المسلمين أحسست بالإشفاق و الألم؛ الإشفاق على مصر التي سعت طويلاً نحو الاستقرار، فلمًّا أوشكت أن تحققه أبى فريقٌ من أبنائها إلا أن يحيلوا هذا الاستقرار إلى فوضى، و خراب، و دمار....سعياً وراء حكم، و جرياً وراء سلطان!
أما الألم فمن أجل أولئك الذين اعترفوا بأنهم كانوا ضحيةً لعملية من أخطر عمليات الخداع و التخدير السياسي، و بأن فهمهم لاتفاقية الجلاء كان من زاوية عكسية، صنعها المتآمرون و حاولوا بها أن يثيروا الناحية الوطنية في قلوب بعض المساكين من الفئات التي تسمع لنفرٍ من الناس، و لكنها لا تبحث ،و لا تدقق!
و هذا الألم من جانبي، لا يعني العطف على هؤلاء الجهلاء، أو أن يكون مقدمة بمعاملتهم بالرأفة.. بل لعل ما أريده هو العكس، فقد حان الوقت لكي نطالب كل مواطن بألا ينصاع إلا لضميره، و حكمه الشخصي، بل يجب عليه أن يسأل بنفسه و يقرأ بنفسه إن أمكنه أن يقرأ و يواصل الدرس و البحث قبل أن يبدي رأيه.
إن من الخطأ القول بأن الثورة قد قضت تماماً على العقلية القديمة، التي تركع بآرئها للزعامات و القيادات، فما زال الانصياع الأعمى قائماً، و ما زالت هناك زعامات تسعى إلى إذلال الناس، و جبرهم على الإذعان لآرائهم الخاطئة المضللة.. لهذا نرى أن هذه الفترة التي تمر بها مصر- و هي أخطر فترات تاريخها الحديث- يجب أن تكون فترة تطهير من التعصب.. بل يجب أن تكون فترة تطهير من كل الآراء التي يراد فرضها بالدم، حتى نظهر في عهد الاستقلال في الرأي، و الفكرة.. و المبدأ.......و الحكم على الأشياء بحقائقها الكاملة.