<!--

<!--<!--

اعد الملف:محمودابوالسعود

"مصر هبة النيل" ...ثلاث كلمات تتردد كثيرا على السنة المصريين منذ أن قالهاهيرودوت لقد أعطى النيل لمصر الكثير علم أهلها الكثير من معارف وعلوم الحياة والزراعةعرفوه فياض يحيى الأنفس و الثمرات رأوه جنات خضراء على الضفتين و وراوه ذهبا براقا فى حقولهم لقد علمهم النيل الدين فأحبوه وقدسوه فلم يقطع المصري القديم يوم قناة أو يلوث نهرا ولم يخالف نظام الرى ولم يتلف أرضا فكانت صلاة إخناتون حمدا عميقا لله بنعمه النيل لقد احب المصريون حياتهم مع النيل 00وكرهوا الموت فأمنوا بالبعث و الخلود ورسخت هذه العقيدة فى نفوسهم فراحوا ينقشون على جدرانمقابرهم صور الحياة فى وادية الظليل .

"أقسم بالله ألا ألوث نهر النيل ولن أسمح لأحد بتلويثه" كان هذا القسم هو الأهم للفرعون أمام الرب فى مصر القديمة وبعد آلاف السنين سمحنا لكل أشكال التلوث لتنال من نهر النيل ومن البحاروالمحيطات بل لينال التلوث من صحتنا واقتصادنا ولنغمض أعيننا حاكمين ومحكومين دون رادع من قانون أو وازع من دين أو ضمير..

تقاريرالأجهزة الرقابية المختومة بعبارة سرى للغاية عندما يتطلع عليها المسئولون تتحجر الأعين وترتفع الشهقات من هول المصائب والفساد ولكنهم يصدرون الاوامربإغلاق الفم وتمزيق التقارير فى مفرمة القمامة والحجة الدائمة هى أن هذه المسائل هى أمن قومى ولا داعى لنشر الذعر والبلبلة بين الناس ثم ينسى الجميع الأمر وكأنه لم يكن حتى بعد الحرب التى تخوضها مصرالان من اجل قطرة مياه وبعد انشاء سدالنهضة يحارب المصريون مصادرالمياه الذين يعيشون عليها دون وعى للحفاظ على المياه .

والبحرى اليوم من جانبها تفتح ملف تلوث المياه فى مصر لتضع الكارثة برمتها امام اعين المسئولين لوقف نزيف الخسائروالارواح.....

المياه فى محافظات مصرتحت حصارالتلوث

تفاقمت ازمة تلوث المياه فى جميع المحافظات والتى كان أبرزها الغربية وكفر الشيخ والبحيرة بسبب نفوق كميات كبيرة من الأسماك فى نهر النيل ففى فرع رشيد نفقت كميات كبيرة من الأسماك بمركزى كفر الزيات وبسيون والقرى التابعة لها وقد تسبب تلوث المياه الناتج عن نفوق الأسماك إلى انقطاع مياه الشرب فى بعض المحافظات التى تعانى من التلوث حيث أصبحت زجاجات المياه المعدنية هى المصدر الوحيد للحصول على مياه الشرب وأصبح الحصول على زجاجة المياه يستوجب الوقوف فى طوابير أشد ضراوة من طوابير العيش وأنابيب الغاز.

 

 

الغربية الموت اعداما بالتلوث

الواقع المؤلم الذى يعيشه الملايين من مواطنى محافظة الغربية بسبب تلوث مياه النهر حيث أكدت تقارير رقابية بعد تسليم 9 عينات الى معامل جهة رقابية حكومية رسمية وجود9 مصارف تلقى مخلفاتها من صرف صحى وصناعى فى فرعى نهر النيل رشيد ودمياط مباشرة كما كشفت عن عدم مطابقة التحليل النهائى لمحطات المعالجة الموجودة على هذه المصارف لمعايير وزارة الصحة مما يجعل هذه المياه غير صالحة لرى الزراعات فى الوقت الذى يلجأ إليها الفلاحون لرى أراضيهم الزراعية خاصة فى المناطق التى تعانى عدم وصول مياه الرى إليها مما يمثل كارثة حقيقية وخطرا داهما على صحة المواطنين لما تحمله مياه هذه المصارف من أملاح ومعادن ثقيلة نتيجة الصرف الصناعى إضافة إلى التلوث البيولوجى الناتج عن الصرف الصحى ومن ثم فإن مياه النيل المختلطة بمياه هذه المصارف غير مطابقة للمعايير أيضا ولا تصلح للاستخدام الآدمى علما بأن التقارير تؤكد أن محطات المعالجة بمحافظة الغربية لا تعمل رغم إسناد صيانتها لشركات بملايين الجنيهات سنويا وقد تم أخذ عينات من مصارف زفتى أسفل تيار محطة صرف صحى الدواخلية وأسفل تيار محطة صرف صحى محلة زياد وتبين أن مكان الصرف النهائى لهذه المصارف جميعا هو نهر النيل بفرعيه رشيد ودمياط وأن جميع هذه العينات غير مطابقة بسبب زيادة المواد الصلبة والأكسجين الحيوى الممتص والأكسجين المستهلك كيماويا والنشادر وانخفاض نسبة الأكسجين الذائب.

وبحسب تصريحات الدكتور على الشاهد مدير الطب الوقائى بالغربية أن رى الأراضى الزراعية من مياه المصارف يؤدى إلى كارثة بيئية وصحية بسبب عدم صلاحية هذه المياه نهائيا للرى إلا بعد معالجتها بالإضافة إلى أن بعض المصانع والشركات تلقى بمخلفاتها فى النيل مباشر لافتا إلى أن العقوبات ليست رادعة.

 

السالمونيلا المائية تنهش أجساد الأهالى فى كفرالشيخ

انخفضت جودة مياه نهر النيل شريان الحياة نتيجة الصرف الصناعى للمصانع والصرف الصحى لآلاف المنازل والسلوكيات الرديئة لبعض المواطنين بالقاء المخلفات والحيوانات النافقة واستحمام الحيوانات وقد أثبتت جميع التقارير والتحاليل تلوث مياه نهر النيل و أثبت تقرير منظمة الصحة العالمية تلوث منطقة مأخذ محطة مياه الكشلة بدسوق وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدامى فقد دخلت مشكلة المياه النفق المظلم ومدنها وقراها بعد أن وصلت الأمور إلى ذروتها فلا يعقل أبدا أن يعيش أكثر من مليون ونصف مليون مواطن فى رحلة بحث يومية عن كوب مياه نظيف يروى ظمأهم الذى طال ويحيى أجسادهم التى ذبلت بسبب الأمراض الفتاكة التى يعد مصدرها هو المياه التى بدلا من ان تحييهم أصبحت خطرا يهدد حياتهم ولكن علي الرغم من ذلك فان الأهالى فى واد والمسئولين فى واد آخر فبسبب مياه الشرب الملوثة ينتشر مرض التيفود والفشل الكلوى والكبد الوبائى والأمراض الباطنية عموما بشكل ملحوظ فى محافظة كفرالشيخ نتيجة وقوعها فى نهايات الترع والمصارف مما يلوث مياه الترع التى تمد شبكات ومحطات مياه الشرب بالمياه الملوثة وأكد العديد من المواطنين بأنهم قاموا بالشكوى مرارا وتكرارا لجميع المسئولين من تلوث مياه الشرب ولكن لا حياة لمن تنادى واكد الاهالى أن لون المياه بنى ولها رائحة كريهة ومن المعروف ان مياه الشرب فى كفرالشيخ عندما تختلط بها مياه المجارى ومياه الصرف الصحى والزراعى ومياه الصرف الصناعى الناتجة عن مصانع كفرالزيات بالغربية ومصانع المحلة الكبرى بكتشنر لتصل إلى المنازل تكون قاتلة ولكن المواطنين لا يجدون مفرا من استخدامها فيتعرضون لخطر الأمراض الفتاكة فمن خلال تحليل عينات من المياه أخذت من احدى قرى كفرالشيخ وجد أن هذه العينة تحتوى على كميات كبيرة جدا من بكتيريا السالمونيلا التى تؤدى إلى الإصابة بمرض حمى التيفود والنزلات المعوية وعند التحليل العشوائى لعينات صرف صحى وجد أن الجرام الواحد يحتوى على10 ملايين فيرس وما يزيد على المليون نوع من أنواع البكتيريا أشهرها بكتيريا السالمونيلا المسبب الرئيسى لمرض التيفود والعديد من البكتيريا الأخرى التى تهدد صحة الإنسان وغيرها من الأمراض المختلفة نتيجة للتعامل مع المياه الملوثة بالصرف الصحى سواء بالشرب أو الاستحمام أو حتى تناول الأسماك التى تم اصطيادها من هذه المياه ومن هنا تصاعدت أزمة عدم صلاحية مياه الشرب للاستهلاك الآدمى بقرى ومدن محافظة كفرالشيخ وارتفعت حدة الانتقادات الموجهة للمسئولين وطالب الاهالى بضرورة تدخل المسئولين بالدولة ووزارة الإسكان لانقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء  قام بزيارة المحافظة اثناء منصبه فى وزارة الاسكان ويعلم تماما خطورة تلوث مياه النيل بالصرف الصحى والصناعى كما هو الحال فى محطة الكشلة بدسوق التى تحتاج إلى330 مليون جنيه لعمل مأخذ مياه جديد للمحطة التى تكلفت350 مليون جنيه ولا تعمل حتى الآن.

الموت في شربة مياه

850 ألف منياوي يشربون مياه غير صالحة .. و76٪ من مياه القري مخلوطة بالصرف الصحي

 

يعانى 5 ملايين منياوى من تلوث مياه الشرب لا سيما بمراكز المنيا وسمالوط وملوى وبنى مزار ومطاى حيث احتوت مياه الشرب على شوائب كثيفة وزيادة في نسبة الأملاح والرصاص مما تسبب فى تفشى الأمراض وإصابة آلاف المواطنين بالأمراض.

كانت محافظة المنيا قد شهدت مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بسبب النقص الحاد فى مياه الشرب إضافة الى اختلاط مياه الشرب بالسموم نتيجة إستمرار العديد من المصانع فى صرف مخلفاتها الصناعية فى مياه النيل بما يقدر بـ40 ألف متر مكعب من مخلفات الصرف الصحى الخاص بمصنع سكر أبوقرقاص ومصنع حليج الأقطان بالمنيا الذى يصرف مخلفات الصرف الصحى وبشكل مباشر فى نهر النيل بالإضافة لآلاف القرى التى ما زالت تصرف مخلفاتها فى محيط الرى بسمالوط ونهر النيل.

 

الأقفاص السمكية حولت المصب إلي الأسوأ في التلوث فى دمياط

كان لوقوع محافظة دمياط فى نهاية مصب نهر النيل السبب الرئيسى فى اتخاذ المسئولين عن شركة مياه الشرب الإجراءات المشددة والمكثفة من أجل تقديم كوب مياه نظيف للمواطنين حيث تزداد نسبة المعادن الثقيلة والملوثات المقبلة من المحافظات التى يمر بها النهر إلا أن هذا الموقع قد أثر تأثيرا بالغا على جودة التربة الزراعية وذلك طبقا للأبحاث التى أجراها الخبراء فى هذا المجال وبحسب تصريحات الدكتورمحمود سالم أستاذ العلوم البيئية بكلية العلوم بدمياط الذى قال فيها إن موقع المحافظة يجعلها أكثر المحافظات عرضة للتلوث حيث يحتوى على ملوثات مثل المعادن الثقيلة والمركبات غير العضوية والتى لا تتحلل بسهولة وفترة عمرها طويلة فضلا عن وجود ملوث آخر أكثر خطورة تم وضعه بطريقة عشوائية ودون تقنين وقد قمنا بعمل عدد من الأبحاث أثبتت زيادة نسبة التلوث بالمياه الثقيلة والمبيدات والأفات الزراعية المختلفة بعد ثورة25 يناير وما أتبعها من انفلات أمنى عادت تلك الأقفاص السمكية بصورة عشوائية مما ادى إلى ارتفاع التلوث وسوء جودة المياه حيث ارتفعت نسب بعض المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزنك والحديد وأدت إلى ارتفاع بعض المبيدات المكلورة والفسفورية وهو ما أدى إلى انخفاض جودة مياه النهرعن الحدود المسموح بها عالميا وأيضا إلى تحمل محطات مياه الشرب العبء الأكبر فى التخلص من تلك الملوثات.

 

نفوق250 طنا من الأسماك يكشف كارثة رشيد فى البحيرة

كشفت واقعة النفوق الجماعى لأكثر من250 طن أسماك فى فرع النيل بالبحيرة النقاب عن كم التلوث الهائل الذى تعرض له شريان النيل بالبحيرة حتى المصب عند البحر المتوسط عندما استيقظ أهالى البحيرة على ظاهرة نفوق الأسماك الكبيرة التى تطفو فوق مياه النيل وتراكمت مسببة روائح كريهة وغيرت طعم ورائحة مياه الشرب وشكلت كارثة بيئية كما زادت الظاهرة من انتباه الجهات المعنية والسلطات التنفيذية بسبب حدوث الظاهرة بشكل جماعى فى أكثر من مكان وبالأخص أماكن الأقفاص السمكية المنتشرة على طول النهر حتى المصب ودفعت الجهات المعنية كالرى والزراعة والبيئة والجامعة والصحة والطب البيطرى كل فى اختصاصه إلى البحث واتضح كم التلوث الذى تعرض له النهر فى هذه المسافة.

وأرجعت معامل محافظة البحيرة الظاهرة إلى ارتفاع نسبة الأمونيا والقلويات على الحد المسموح به وذلك بسبب قيام أصحاب الأقفاص السمكية بإلقاء كميات كبيرة من الأعلاف المجهولة المصدر والطيور النافقة ومخلفات المجازر فى النهر كأعلاف للأسماك وهناك كارثة بيئية وصحية بفرع النيل أمام مدينة كفر الزيات أكدت ارتفاع نسبة المعادن الثقيلة الكادميوم والرصاص فى الألبان ومنتجاتها نتيجة تلوث مياه النهر التى تشربها الماشية.

 

مصدر خطر

يرى الدكتور الدكتور حلمى الزنفلى أستاذ تلوث المياه بالمركز القومى للبحوث أن تفاقم مشكلة تلوث المياه تعد من أخطر المشاكل والأزمات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن خاصة فى ظل فشل الجهود فى منع بناء سد النهضة الإثيوبى مشيرا إلى أنه يحول دون الاستفادة من مساحات واسعة من المياه بسبب تلوثها وذلك نظرا لخطورة مصادر تلوثها والتى تتمثل فى إلقاء مخلفات المصانع خاصة مصانع الحديد والصلب مشيرا إلى أن هذا النوع من المخلفات بجانب أنه يلوث المياه ويجعلها غير صالحة ليس للشرب فقط وإنما لمجرد الاستخدام فإنه أيضا يغير من معدلات تركيز وتركيب المياه وهو ما يتسبب فى إهدار كميات كبيرة من المياه مشيرا إلى أن مساحات المياه الملوثة تتجاوز مليون متر مكعب.

غياب ثقافة الترشيد

 وأضاف الزنفلى أن حجم خطورة تلوث المياه لا يقل عن أى خطر خارجى يهدد الأمن المائى المصرى خاصة فى ظل ثبات حصة مصر من المياه ونصيب الفرد منها والتى تتأثر بالزيادة المطردة فى أعداد السكان خاصة فى ظل غياب ثقافة الترشيد حيث إن ما يهدر من مياه يضاعف حجم الاحتياجات الفعلية سواء ما يتعلق بالهدر فى المجال الزراعى وكذلك الأنشطة الصناعية المختلفة أو ما يهدف الى الممارسات اليومية من سوء الاستهلاك والعشوائية فى الاستخدام خاصة فى ظل الخطورة التى تحدق بمصر بعد مؤامرة اثيوبيا على مصر.

 

بدائل تعويض

 واعتبرالزنفلى أن تلوث المياه من المشكلات التى لا تقبل التباطؤ فى حلها نظرا لخطورتها على الجانبين الصحى والأمن المائى مشيرا إلى أن المرحلة الراهنة تستوجب البحث عن بدائل تعوض ما سيتم نقصه وليس زيادة فى الهدر والتى يمثل التلوث أحد أبرز صوره.

وأكد أن هناك موارد مائية متعددة من الممكن أن تكون بدائل جيدة وتسهم فى التقليل من خطر نقص الماء ولكنها غير مستغلة حيث توجد منابع متعددة للمياه الجوفية أبرزها الحجر الرملى النوبى ووادى الفارغ بطريق مصر الإسكندرية الصحرواى ولكن لا يوجد اهتمام حقيقى بهم على الرغم ما تحتويه من كميات كبيرة من المياه.

 

 

3مليارات جنيه خسائر مصر سنويا بسبب تلوث المياه

واضاف الدكتور نادر نور الدين أستاذ المياه بجامعة القاهرة إن مصر تخسر سنويا 3 مليارات جنيه بسبب تلوث المياه بالإضافة إلى إصابة الملايين من المواطنين بالأمراض الوبائية والخطرة فضلا عن ضياع كميات هائلة من المياه يمكن استخدامها فى الزراعة.

وأشار إلى أن نصيب الفرد فى مصر من المياه انخفض من 2800 إلى 660 مترا مكعبا وفى مقابل ارتفاع عدد السكان إلى 160 مليون نسمة بحلول عام 2050 لينخفض نصيب الفرد إلى 370 مترا مكعبا.

270طنا حجم الملوثات الصناعية و13الف مصدرتلوث يصب فى النيل

الدكتورمغاورى شحاته خبيرالمياه قال إن الملوثات الصناعية المنصرفة بالمجارى المائية تصل إلى 270 طنا يوميا مشيرا الى وجود13ألف مصدر تلوث يصب فى النيل مصانع كيماويات ومصانع وتعتبرخطورة التلوث الصناعى فى المعادن الثقيلة التى تنزل مع المياه الناتجة عن العمليات الصناعية هو أخطر ما يمكن ووزير الرى قال فى عشرين ألف حالة تعدى على النيل وهو عاجز ووزارته عن عمل أى شئ لها.

مشيرا الى أن هناك ما يزيد عن 47 مبيدا ساما توجد فى الصرف الزراعى وأن هناك 300 فندق عائم ما بين الأقصر وأسوان تلوث جميعها مياه النيل فى ظل عدم كفاءة وحدات المعالجة به مضيفا أن الحكومة تخسر 3 مليار جنيه سنويا نتيجة للملوثات الصناعية والزراعية والطبية التى تلقى فى نهر النيل بالإضافة إلى المخلفات الصلبة التى تلقى أيضا ويبلغ حجمها 14 مليون متر مكعب سنوياوطالب شحاته الحكومة المصرية بضرورة وضع خطة وطنية لحماية نهر النيل من التلوث ومعالجة التلوث الحالى حماية لحياة الشعب المصرى .

الفنادق العائمة

واضاف شحاته ان الفنادق العائمة تلقى بفضلاتها و صرفها الصحى بدون معالجة الى النيل ولذلك تشكل الفنادق فى الوقت الحاضر عاملا من عوامل تلوث مياه النيل ويضاف اليها كذلك سائر وسائل النقل النهرى وكلا تلقى بمفضلاتها إلى النيل والطبيعى أن يزيد عددا لفنادق العائمة فى النيل عاما بعد عام وتقبل الشركات الفندقية العالمية على تشغيل هذه الفنادق العائمة باعتبارها من اهم عوامل الجذب السياحى وتساعدهذه الفنادق على سد النقص فى الطاقات الفندقية فى مواسم الذروة ويقدر عدد السائحين الذين يستخدمونها بنسبة10% من مجموع السائحين الوافدين الى مصر وللأسف فان قانون حماية نهرالنيل من التلوث ولائحتة التنفيذية على الفنادق العائمة وغيرها من الوحدات النيلية لا يطبق حتى الان .

 

التلوث عامل رئيسى لضياع الثروة السمكية

 الدكتور محمد فتحى عثمان رئيس هيئة الثروة السمكية السابق قال ان هناك ملايين الاسماك فى بحيرة بالقرب من البحر الابيض المتوسط نفقت نتيجة ضخ مواد كيميائية سامة من مصانع بترول مجاورة مؤكدا ان هناك تقرير اعدته لجنة خاصة ان ما لا يقل عن مليونى سمكة نفقت فى بحيرة مريوط بالقرب من مدنية الإسكندرية‏ فى وقت تعانى منه مصر من قلة المخزون السمكى فى البحار والبحيرات وانخفاض نصيب الفرد مشيرا الى ان هناك لجنة زارت البحيرة واكتشفت نفوقا جماعيا فى مناطق البحيرة للاسماك من جميع الاحجام والانواع وعلى مساحات شاسعة من البحيرة التى تشكل مصدرا مهما للصيد فى مصر واشارت اللجنة فى تقريرها الى ان شركتى بترول بالقرب من المنطقة تقومان برمى مخلفاتهما الكيميائية فى البحيرة ما تتسبب فى قتل الأسماك وتدمير البيئة المائية بالكامل‏ اضافة الى ان هناك 33 نوع أسماك انقرضت من النيل بسبب التلوث وهناك ثلاثين نوعا مهددة بالانقراض وقال عثمان انه كان هناك مشروع  لتنقية بحيرة مريوط تكلف  ثمانية مليون دولار من مرفق البيئة العالمى لتنقية بحيرة مريوط ولكن الغريب جدا أن الاجزاء التى كان يتم ردمها كان يبنى عليه مشروعات سياحية واقتصادية.

 

القانون يتحدى

وحول الالتزام القانونى والمعايير الدولية لمكافحة التلوث البيئى فى المجال البحرى والنهرى أكد الدكتور سعيد الدقاق أستاذ القانون بجامعة الإسكندرية أن مكافحة تلوث المياه تقتضى تعاونا دوليا للقضاء على هذه الظاهرة بل إن مكافحة التلوث حق أساسى من حقوق الإنسان لأن المشرع الدستورى نص على أن الحفاظ على البيئة هو واجب وطنى ولكن يجب علينا خلق ثقافة عامة ورأى عام من أجل هذه القضية.

ويرى الدقاق أن الحكومة وحدها لن تستطيع خلق هذه الثقافة فهناك العديد من التشريعات التى تحد وتجرم هذه الظاهرة إلا أنها غير مفعلة ولا ينفذها أحد ولو تم إنشاء العديد من القوانين والقواعد لتجريم التلوث فإن ذلك لن يكفى قائلا الأمم المتحدة جعلت التلوث الجسيم جريمة دولية ولكن عدم وجود تعريف محدد للتلوث الجسيم جعل المشاكل تزداد.

 

 

تقارير مفزعة

 

9ملايين مصرى مصابون بالالتهاب الكبدى الوبائى ومائة الف بالسرطان بسبب تلوث المياه

اعلنت وزارة الصحة نتائج المسح الصحى والتى اثبتت أن تسعة ملايين مصرى مصابون بالالتهاب الكبدى الوبائى C أى ما يقرب من 15% من سكان مصر وأربعين ألف حالة فشل كلوى ومائة ألف إصابة بمرض السرطان تظهر سنويا فى مصر وأن أكثر من ثلاثة آلاف طفل يدخلون مستشفيات الأطفال لعلاج مشكلات تغيير الأعضاء التناسلية ومرض سرطان الثدى وغيرها من الأمراض الأخرى وان المشكلة الأساسية التى نعانى منها ان الأمراض الناتجة عن الماكروبات التى تكون فى الصرف الصحى وهى الفشل الكلوى والكبدى وهى امراض مصاب بها أكبر قدر من الناس فى مصر.

 

 83 مليون شخص يشربون مياه ملوثة و17 ألف طفل مصرى يموتون سنويا بالنزلات المعوية بسبب تلوث مياه النيل

كشف تقرير سابق للمركز المصرى لحقوق الإنسان أن حوالى 83 مليون شخص يشربون مياه ملوثة وأن الملوثات الصناعية غير المعالجة أو المعالجة جزئيا والتى ترمى فى المياه تقدر بنحو 5.4 مليون طن سنويا وكشفت دراسة اخرى أن 17 ألف طفل مصرى يموتون سنويا بالنزلات المعوية بسبب تلوث مياه النيل وأن معدلات الإصابة بالفشل الكلوى ترتفع بمعدل أربعة أضعاف عن المعدل العالمى نتيجة تلوث المياه إذ تصل إلى 13 ألف حالة فشل كلوى بينما تقدر الإصابات بسرطان مثانة ب 60 ألف حالة بسبب التلوث.

 

 

 

حوار

حوار الدكتور طارق قطب مساعد وزيرالرى السابق

مصادرالمياه فى مصرمقالب زبالة

فضيحة كبرى وجريمة أكبر ترتكب فى حق الشعب المصرى منذ ما يقرب من ثلاثين عاما ألا وهى رى مئات الآلاف من الأفدنة التى تزرع بالخضروات والفواكه بمياه الصرف الصحى هو الذى أدى إلى تضاعف أعداد المصابين بأمراض الفشل الكلوى والكبدى وأمراض السرطان المختلفة فى مصر وجعل معدلاتها هى الأعلى فى العالم لأن المصريين باختصار كانوا ولا زالوا يأكلون السموم ويشربونها من خلال تلويث مصادر المياه وعلى رأسها نهر النيل الذى تصب فيه المصانع والمنشآت المختلفة عشرات الآلاف من الأطنان من المخلفات شديدة الخطورة كما أدى هذا أيضا إلى تلوث البحيرات وجعل رئيس جهاز الثروة السمكية يعلن أن الأسماك فى بعض هذه البحيرات لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمى وهذا يعنى أن تسعين مليون مصرى يعيشون كارثة حقيقية

مع الدكتور طارق قطب مساعد وزيرالرى السابق سالناه

فى اعتراف به شئ من الجرأة والصراحة وزير الرى الدكتور محمد عبدالمطلب قال فى حوار سابق إن استخدام المجارى فى الزراعة سمم مصر كلها ماذا بعد هذا التصريح من وزير الرى؟

هى جريمة فعلا والمفروض أن يحاسب المسؤول عنها ويحاسب  وزير الرى الذى قال إن الترع والمصارف أصبحت مقالب زبالة للدولة ومستودعا للصرف الصحى والصناعى نأكل منها ونشرب والجميع مستمر حتى تحدث مصيبة والمصارف أصبحت مزابلا واستوطنت الأمراض فى الترع والمصارف وأصبحت المجارى المائية بؤرة لإقامة مزارع الأسماك وتحولت المياه الجوفية إلى مصدر رئيسى يخدم المنتجعات واضاف ان شركة الفيوم لصناعة السكر تزرع البنجر من أراضى الصف المروية بالمجارى وهذا يعنى ان السكر الذى  ياكله المصريون مليئا بالمجارى والأعلاف التى تأكلها المواشى فيها سموم من المجارى الحليب الذى يتناوله الأطفال والكبار والصغار فيه سموم لأنه منتج  بما يعنى اننا أمام كارثة مركبة.

 

فى وجهة نظرك من المسئول عن تلك الكارثة؟

احد وزراء الرى فى عهد مبارك اتهم الفلاحين وقال إن الفلاحين الذين يسممون الشعب برى المزروعات بمياه المجارى يجب أن يتم تصويرهم فى وسائل الإعلام كمجرمين سمموا الشعب وليسوا ضحايا للنظام أو الحكومة الحكومة فى كل العصور فى مصر علمت الإنسان المصر ى أنها هى ولى أمره فإحنا بنحاسبها على أنها ولى أمر فأنا أحاسب الفلاح بناء على إيه من اين ياتى بالمياه الحكومة وصلتها له  ليروى بها.

 

ماهودور الحكومة فى وقف هذا التلوث؟

 مسؤولية الدولة ممثلة فى الوزارات المعنية وزارة الرى ووزارة البيئة والزارعة كل هذه الوزارات مسئولة تماما عن الكارثة ويجب أن يكون هناك برنامج واضح ومحدد تعلنه الدولة للقضاء على مشكلة تلوث المياه .

________________________

اعتراف حكومى

90مليون مصري يشربون مياها ملوثة

مشكلة تلوث المياه لم تعد تقتصر على محافظة دون أخرى بل أنها شملت كل محافظات مصر باعتراف وزيرة البيئة  الدكتورة ليلى إسكندر حيث قالت إن كل مياه مصر ملوثة وأن أبسط حقوق المصرى فى شرب مياه نظيفة غير متوافرة حاليا معلنة عن أن السبب الرئيسى وراء ذلك هو تفاقم حالات نفوق آلاف الأطنان من الأسماك بمياه النيل فى محافظتى الغربية وكفر الشيخ.

واعترف ايضا الدكتور محمد عبد المطلب وزير الرى والموراد المائية بوجود تلوث فى مياه الرى بالعديد من المناطق بسبب وجود الصرف الصناعى بمياه نهر النيل وعدم معالجته وأنه تم خلال الفترة الماضية إغلاق 4 مصانع بالمنطقة الصناعية بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية بسبب الصرف الصناعى الذى يلقى مباشرة فى نهر النيل.

وصرح عبد المطلب أنه سيتم إقامة عدد كبير من محطات المعالجة للقضاء على التلوث فى مياه نهر النيل وعدم السماح بصرف أى مياه ملوثه به وإزالة الأقفاص السمكية الملوثة له حيث يجرى دراسة العديد من المشاكل الخاصة بتلوث المياه بالصرف الصحى والصرف الصناعى والقضاء على أسباب هذا التلوث بصفة نهائية.

 

23 تريليون دولار فاتورة خسائرالتلوث البحرى فى العالم سنويا

يسبب التلوث البحرى اثارا مدمرة على المواطن ويعتبرنسبة 90% من التلوث البحرى مصدرها حاليا الأنشطة البرية لكن يمكن لبعض الصناعات الناشئة على غرار التعدين فى قاع البحار أن تتسبب بتلوث أعالى البحار ويزداد عدد الحوادث الكبرى الناجمة عن استخدام المعدات النفطية فى مياه البحار والمحيطات سجل ما لا يقل عن حادث واحد سنويا فى الأعوام الأخيرة وقد تتفاقم هذه النزعة مع وصول صناعة النفط والغاز إلى أماكن أعمق وأكثر هشاشة وصعوبة مثل القطب الشمالى فضلا عن ذلك يتطور تعريف المجتمع الدولى للتلوث ليشمل مسائل على غرار الضجيج فى المحيطات وتحمض مياه البحار والمحيطات.

ومن اهم مصادر التلوث البحرى التلوث الناتج عن التسرب البترولى الذى ينجم من إنفجار بعض ابار النفط فى قاع البحر أو المحيط وايضا التلوث بتأثير المدن الساحلية و ما يتخلف عنها من نفايات صناعية أو مياه الصرف المنزلى أو المياه الحارة بسبب أدوات إدارة المصانع و محطات توليد القوى المقامة على السواحل أو عمليات تموين السفن خاصة فى المدن و الموانئ والتلوث بفعل الحوادث الناجمة عن غرق ناقلات النفط أو بالتسرب منها اضافة الى التلوث عن طريق دفن النفايات الذرية أو التجارب النووية فى المحيطات والتلوث بفعل عوادم السفن التى تجوب البحار و المحيطات خاصة السفن العملاقة الاخذة فى الإنتشار.

 

التلوث الاشعاعي البحري

تتلوث البحار بملوثات اشعاعية غاية فى الخطورة والتلوث الاشعاعى البحرى يؤثر فى الناس والأحياء المائية لذلك أصبحت البحار والخلجان والأنهار من أكثر الأماكن عرضة للتلوث بالاشعاع وأكثر حساسية أيضا لدى الدول المطلة على البحار والأنهار وتحرص الدول على تجنب أى تلوث بحرى بالمخلفات النووية ومصادر الاشعاع النووى أو ملوثات ناتجة عن العمليات العسكرية النووية فى البحار أو تلك المخلفات النووية الصادرة من السفن والمحطات النووية المقامة على السواحل.

وتعتبرابرز مصادر التلوث تلوث السفن المجارى المائية والمحيطات بعدة طرق مثل انسكاب النفط والمواد الكيميائية من الناقلات وتصريف المخلفات من ناقلات البضائع التى أن تلوث الموانئ والمجارى المائية والمحيطات والمياه الموازنةعندما تفرغ السفن الكبيرة مثل سفن نقل الحاويات أو ناقلات للنفط الحمولة يتم ضخ مياه البحر المحصورة فى البدن فإن التخلص من مياه الموازنة يمثل فقط نسبة صغيرة من التلوث النفطى فى البيئة البحرية.

 التلوث البحرى يهدد السياحة

الدكتورمحمد كامل خبير تلوث المياه بمصراكدانه لابدمن صرخة احتجاج حضارية من أجل وضع حلول جذرية لمواجهة هذه المشكلة حيث أن خليج السويس الذى يبلغ 175 ميلا وعرضه 10 إلى 25 ميلا بحريا يعتبر من المناطق البحرية المنتجة للبترول على المستوى الإستراتيجى إلا أنه مكان رئيسى للتلوث البحرى نتيجة مرور السفن والناقلات البترولية العملاقة داخله حيث يحدث تسريب دائم من سفن البترول وغيرها والكارثة الأهم والأخطر قد تحدث عند وقوع تصادم بين حفار ومركب وقد حدث ذلك بالفعل منذ 15 سنة وظلت آثاره سنوات عديدة فقضية تلوث مياه البحار فى مصر أصبحت مشكلة يشعر بها المواطن العادى الذى يحب الصيد أو يريد الاستمتاع بالسباحة فى الشواطئ الخلابة التى تتمتع بها مصر إلا أن هذه الشواطئ تعانى من سوء المعاملة حتى أنه وصلت هناك تحذيرات للسائح الأوروبى بألا يستحم داخل الشواطئ المصرية خوفا من الإصابة بالأمراض.

حوادث بحرية تسببت فى التلوث

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 344 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2014 بواسطة elredy

جريدة صوت الوطن

elredy
جريدة صوت الوطن صحيفة نبض المواطن المصرى تهتم بمشاكله وتكون همزة الوصل بينه وبين المسئول »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,538