بعيد وراء الجبال عند أحد الأركان
قط سائر في الظلام بكل أمان
ومن احد الشقوق خرج ثعبان
ودار بينهم حوار عن الأنسان
وبالرغم القط عدوا لثعبان
جلسوا كأنهم اصدقاء من زمان
وبينهم دار حوار يحير الأذهان
......قال القط :-
أيها الثعبان عجيب حال الأنسان
قال الثعبان :-
لما العجب ولما أنت حيران
قال القط :-
الناس ترفرف عليهم افراح واحزان
قال الثعبان :-
أخبرني عنهم قبل فوات الأوان
قال القط :-
واحد يكد وطول النهار عرقان
يرجع لبيته راضي وغير غضبان
يمر عليه اليوم وفي النهايه يشكر الرحمنيذهب لبيته تجده سعيد فرحان
وإذا سائل دق الباب وطلب احسان
يعطيه ويكرمه وبكل حنان
ولا يبخل يوم بالرغم انه غلبان
قال الثعبان :-
وما النوع الأخر فالوقت قد حان
قال القط :-
وواحد معه كل شيئ وتعبان
ومن الزمان خايف و  قلقان
ووحش خوفه ثائر كالبركان
معه الكثير وغير راضي وغضبان
يفكر في المال وبالليل سهران
وخايف من بكره وغدر الزمان
قال الثعبان
هل فيه اشياء اخري عن الأنسان ؟
قال القط :-
نعم ياصديقي الثعبان
قال الثعبان :
أخبرني عنها فالوقت حان
قال القط :
وواحد عايش بسهوله وغير تعبان
وناس ظالمه حتي الحيوان
وناس مظلومه وتدعي الرحمن
وناس لا ترضي وتقول لماذا فلان
وواحد في كل شيء طمعان
وواحد يقتل من اجل مال به سكران
وناس تفسد وتخون والكل عامل عميان
وواحد غلي سيره الناس سهران
يشعل فتيل الكلام ويرمي بالبهتان
ونسي انه كما يدين يدان
وفي النهايه يصبح هو الخسران
قال الثعبان
غريب حال الأنسان
ووقت الرحيل قد بان
وفي الطريق ظهر الانسان
قال القط :
لنا لقاء اخر ايها الثعبان
واختفي القط ودخل شقه الثعبان
وسرت متدبر للحديث الذي كان
وكلي اشتياق للقاء القط والثعبان