روعة محسن الدندن/سوريا
أبكي كلما قرأت عن حضارتنا وعراقة هذه الأرض والسلف الذي عاش عليها ليمنحنا هذه الحضارة وماذا فعلت الأجيال بهذه الحضارة وكم من الأجيال دمرنا وهل بعد هذا نهضة لنا أم أننا الشعب الذي سيدفن ويصبح مجرد ذكرى في أوراق التاريخ
وماذا سيكتب عنا ؟؟؟؟
يقول بكثال في إحدى قصصه القصيرة واصفا دمشق
"مدينة القلوب الدافئة وآداب السلوك الراقي
"سلاما لك يا دمشق الحب والياسمين والٱلفة والمحبة
أين ذهب هذا الدفء من القلوب والشرفات العريقة والسلوك الراقي التي جعلت من زوارك يرغبون بإعتناق الإسلام
هذه كانت رغبة بكثال عندما كان بدمشق ليصرفه شيخ الجامع الأموي عن رغبته في اعتناق الإسلام
ليدرك فيما بعد أن تلك الرغبة "كان الباعث عليها الغرام بالمشرق وروعته التي جذبته إليه"
ولنقرأ ما كتبه عن كتاب ألف ليلة وليلة بعد ثلاثين سنة من إهداء الكتاب له من قبل معلمه الخاص للغة العربية وهو مسيحي اسمه قسطنطين
"رأيت الحياة في دمشق والقدس وحلب والقاهرة كما وجدتها"
كما أقر بكثال في منتصف عمره بأنه ذهل برومانسية وسحر الشرق وهو لعله كان ليعترف على مضض بأنه موقف عاطفي ومع هذا فإن تجربته أذهبت شعوره بالإكتئاب ومنحته مخزونا عاطفيا
شاهد في سوريا مؤاخاة مع الإختلاف وابتهاجا في ظل الشدائد كانت نظرته ساذجة أحيانا ،لكن ذلك الحب وتلك الرغبة والتعاطف مع السوري العادي غير المثير وغير المحتفى به أصبح لاحقا منبع أعمال حياته التخيلية والتأملية
فهل خسرنا المؤاخاة بسبب فقدان الحب الذي كان يزهر كالياسمين على شرفات دمشق؟؟؟؟
ساحة النقاش