يا برق قبل وصولنا لحميثرا *** بلغ سلام العاشقين معطرا
وأشرح لهم حالي وطول تلهفي *** ومدامعي تجري عقيقا أحمر
أن الأحبة في الفؤاد محلهم *** لكن عيني تشتهي أن تنظرا
يا ساكنين بمهجتي وديارهم *** شطت مزارا من صعيد حميثرا
منوا سريعا باللقاء وأسعفوا *** مضني الفؤاد فأنتم أهل القري
فلقد أضر بحاله طول النوي *** ولقد أهاج فؤاده طيف الكري
ومتي أبيت مع الحبيب بليلة *** يصفو الشراب بها يكون مطهرا
طلعت بأفق الغرب شمس هداية *** وتغيب نحو الشرق في أعلي الذري
لكن سنا ضوء لها لم يحتجب *** في كل يوم يستضئ بها الوري
سارت بأفلاك الولاية كلها *** واستوطنت بالقطب منها محورا
ودعت إلى الدين الحنيف وصيرت *** أعمي البَصٍيرة بالحقيقة مبصرا
بالشاذلي القدوة الكبرى فلذ *** برحابه تلقي العسير ميسرا
منه إلي طه النبي المصطفي *** حبل إتصال لا تحل له عري
سبحان من جعل الوقوف بقبره *** فوزًا برضوان الإله الأكبرا
يا كعبة الأسرار أكرم وافدًا *** متجردًا من أهله قد أقفرا
ترك الديار وأهله ووحيده *** وأتى إليكَ مبايعًا مستمطرا
يا شاذلي أدر كؤوسك وأسقني *** من خمرة الأنوار كأسًا أكبرا
لا تسقني الي قديم خموركم *** حتي تراني لا أحس ولا أري
إني أتيتك من بلادي محرمًا *** وأرى المحبة أن أطوف مكررا
وجعلت بيتك حجر إسماعيل لي *** صليت فيه ركعتين تشكرا
ودعوت أصحابي قفوا واستفتحوا *** بحطيم هذا البيت فتحا أكبرا
ورأيت زمزم في يديك عيونها *** تجري وكانت في المذاق الكوثرا
فتلاشت الأشباح في أنواركم *** وتعارفت روحي بروحك جوهرا
لبيك يا بحر الحقيقة ذاكرا *** لبيك يا علم الشريعة أزهرا
ألقي إليك مقالتي وحوائجي *** لا أبرح الأعتاب حتى أجبرا
وأدم صلاتك والسلام على الذي *** أعطي الشفاعة واللوا والكوثرا
نشرت فى 23 مايو 2017
بواسطة elmasryprint