خطوة نحو تطوير التعليم المصري
والقضاء على الدروس الخصوصية
"الثروة المهدرة"
بقلم
محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري
هل هناك مشكلة في منظومة التعليم المصري؟
نعم، هناك حُزمة إشكاليات وأزمات يمر بها النظام التعليمي المصري، وإذا سألتَ أي إنسان: ما هو المنهج؟ فأكثر من 99% من الناس سيَقولون: المنهج هو الكتاب المدرسي، ولكن الصحيح أن للمنهج عدة أركان؛ منها: الكتاب الدراسي، بالإضافة إلى الطالب، والمعلم، والبيئة المدرسية، والوسائل التعليمية، والتقويم.
يُنفق المصريون ما يقرب من نصف دخلهم على الدروس الخصوصية، وهناك بعض الإحصائيات تتحدث عن 20 مليار جنيه لإنفاق أولياء الأمور على التعليم الموازي!
لن نقف كثيرًا أمام الرقم، ولكن بكل تأكيد إن ما يُدفع لعدد بسيط من المعلمين في المدارس الموازية أكثرُ مما تنفقه وزارة التربية والتعليم على العملية التعليمية الرسمية!
وبما أن مصر تمتلك حوالي 1.5 مليون معلم في وزارة التعليم والأزهر الشريف، فإن ذلك يعني أننا نملك شعباً كاملاً من المعلمين، يعد جيشًا يستطيع هزيمة الجهل والانتصار على التخلف، وتعد وزارة التربية والتعليم من أغنى الوزارات المصرية بما تمتلكه من مدارس ومنشآت وأبنية وتجهيزات تعليمية وتكنولوجية، وللأسف دون الاستفادة منها، أو استخدام الحد الأدنى منها! ويوجد أكثر من 16 مليون تلميذ وطالب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي؛ أي: من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي في كافة التخصصات!!
الدولة المصرية دشَّنت التليفزيون عام 1960م، والآن مصر في 2015م تمتلك أكبرَ مدينة للإنتاج الإعلامي في أفريقيا والشرق الأوسط، وأكثرَ من قمر صناعي للأغراض الإعلامية، ومئات القنوات الفضائية، وثلاثَ شبكات اتصالات لاسلكية حتى الآن، وعشرات من الجامعات التي تحتوي على كليات التربية والتعليم الأساسي ورياض الأطفال والتربية النوعية، بالإضافة إلى الحاسبات والمعلومات والهندسة، وقد أصبح في كل إدارة تعليمية على مستوى الجمهورية مركزٌ للتطوير التكنولوجي، وفي كل مدرسة قسمٌ للحاسب الآلي، ومعلمون لتكنولوجيا التعليم، وتم توصيل خطوط للإنترنت في معظم مدارس مصر الحكومية.
في المقابل فإن نسبة 100% تقريبًا من البيوت المصرية تمتلك (التليفزيون والرسيفر) لاستقبال القنوات الفضائية، فلم يعد هناك تقريبُا قنواتٌ أرضية، وأكثر من 90% من الأسر تمتلك (كمبيوتر) أو أكثر داخل نفس البيت، سواء (كمبيوتر) مكتبي أو لوحي أو (لاب توب)... إلخ، وإذا وُجد الكمبيوتر توافر الإنترنت.
إذًا فالحل في القضاء أو التقليل من أعراض فيروس الدروس الخصوصية والنهوض بالعمَلية التعليمية، وكذلك تعظيم الاستفادة مما هو متاح، دون إضافة أي أعباء مادية أو مجهود على الحكومة؛ ممثلةً في وزارتي التربية والتعليم والإعلام، وكذلك الأسر المصرية وأولياء الأمور والطلاب، ويمكن تلخيصُ ما هو متاحٌ في النقاط التالية:
<!--القيام بتصوير المعلم/ة داخل الفصل الدراسي، بواسطة أي كاميرا رقمية جيدة، تركب على حامل للكاميرا، يقوم بتصوير جميع الدروس لجميع الصفوف من قبل معلمي وأخصائيي تكنولوجيا التعليم والحاسب الآلي.
<!--تدريب من يقومون بالتصوير في المدارس على برامج المونتاج والإخراج التليفزيوني.
<!--إنشاء صفحة على الفيسبوك لكل مدرسة، وكذلك إنشاء قناة على اليوتيوب لكل مدرسة، وأيضًا لكل إدارة تعليمية.
<!--تقوم كل إدارة تعليمية - ومن ثَم كل مديرية للتربية والتعليم في كل محافظة - باختيار أفضل عشرة معلمين أو أكثر في كل مادة دراسية من حيث الأداءُ في الشرح النظري والعملي تم تصويرهم، ونشر تلك الحلقات وهذه الحصص، على قناة باسم المادة - الصف الدراسي على اليوتيوب.
<!--تستفيد القنوات التعليمية المتخصصة على (النيل سات) بإذاعة تلك الحلقات التي تم تصويرها من أرض الواقع ومن داخل الفصول.
<!--على أن تَصرف وزارة التربية والتعليم مكافأة مجزية للمعلمين المتميزين، وللأخصائيين التكنولوجيين المميزين في التصوير والإخراج والمونتاج.
<!--الاستفادة من مسرحة المناهج، وغناء المناهج، التي يتميز بها العديد من المعلمين؛ كإستراتيجية وطريقة من طرق التدريس الحديثة، وكذلك التعلم النشط والتعلم الفعال.
<!--أعتقد أنه - في خلال عام دراسي واحد - سوف يكون لدينا مادة فيلمية مصورة ومعدة للإذاعة والمشاهدة والتداول بين الناس وبين المدارس وبين الإدارات التعليمية والمحافظات، ويتم تصديرها للعالم العربي؛ أي: بنك تعليمي مصور ليس له مثل في العالم.
ساحة النقاش