بالفعل مازال قاصراً!!
ناقش الكاتب المصري د.ميشيل حنا في مقاله – علموا أولادكم تشريح الضفادع!- المنشورة في مجلة العربي العدد 627 فبراير 2011، ذكرني هذا العنوان بمقولة "علموا أولادكم الرماية و السباحة وركوب الخيل"، وتناول كيف أن الغرب يعلمون تلاميذ المرحلة الابتدائية تشريح الضفادع؟، بينما نحن لا نعلمها إلا لطلاب الكليات العلمية، فهناك تدني في ثقافتنا الطبية والسبب سوء نظمنا التعليمية، مما أدى إلى خداع الناس والنصب عليهم بإعلان في قناة فضائية أو على صفحات الجرائد، بل وموت الكثير في حوادث الطرق كان يمكن أن يتم إنقاذهم بسبب عدم معرفة الحد الأدنى من الثقافة الطبية، فيرد عليّ قائلاً: هل تكفر قدر الله وقدره، فهؤلاء نصيبهم الموت؟ّ!، فأرد عليهم: معك حق ولكن ندع من قضى نحبه ونتحدث عن من يصابوا في تلك الحوادث ويظلوا على قيد الحياة ولكن لسوء الإسعافات الأولية أو تأخر وصول سيارة الإسعاف لعدم حتى الدارية برقم تليفون الإسعاف؟!، فالتعليم مفتاح الحياة والتقدم، وكما قال نيلسون مانديلا – الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق: "التعليم هو أقوى الأسلحة التي يمكن بها أن نغير العالم" .
بالفعل مازال تعليم في بلادنا العربية في مرحلة الطفولة المبكرة ولم ينتقل إلى مرحلة حتى الطفولة المتأخرة أو المراهقة أو البلوغ وبالتالي لن تصل إلى النضج إلا بثورة تعليمية كاملة.
دائما نسمع من أمهاتنا مقولة "أملأ بطنك بالطعام حتى يسند قلبك"، لم أفكر في معناها التشريحي، إلا بعد أن تخرجت من كليتي العلمية وأثناء تواجدي داخل غرفة كشف طبيب قلب برفقة أحد الأصدقاء، وهو يحكي عن السيدات المصابين بأمراض القلب وهم يردوا عليه عندما يوجه إليهم تعليمات ونصائح شديدة اللهجة بعدم أكل الطعام المالح كالجبن القديم والمخلل (الطرشي)، بقولهم "فماذا نأكل يا دكتور فما يسند قلبنا؟!" وهو يشير بكفة يديه ناحية اليسار ما بين القلب والمعدة، صحيح أن أعرف أن القلب في الجهة اليسرى من الجسم، وأعلم أيضا أن المعدة يسار الجسم، ولكني لم أربط أن المعدة أسفل القلب إلا عندما أشار هذا الطبيب بيديه وهي يحكي عن ماذا يأكل مرضي القلب وحتى الأصحاء، فإذا امتلأت تقترب من القلب، وبالتالي ملأها كالبالون تملأ التجويف البطني يضغط على القلب برفعه!!.
بقلم
محمود سلامة الهايشة
ساحة النقاش