: إن الطبيعة البشرية تأبى الاستقرار والثبات وتسعى دائما وراء التجديد والتغيير. فالتغيير والتطور من طبيعة الإنسان والزمن والفن. ولعل مفهوم الاتجاهات الحداثية لا يخرج عن هذا الإطار. تعني كلمة الحداثة الاعتناء بالجديد ولكن حينما تطلق هذه الكلمة في سياق الحديث عن الأدب والشعر فإن لها معاني وسمات خاصة. إن الاتجاهات الحداثة في الشعر العربي الحديث ليست مذهباً من المذاهب الأدبية وإنما هي حركة تاريخية شاملة غير محصورة في شخصٍ محدد. ولم تكن الاتجاهات الحداثية في العالم العربي نتيجة طبيعية لتحول المجتمع من خلال إنتاجية محددة، وإنما هي نتيجة لتحول المجتمع الأوروبي. ولابد لذلك من أن يترك بصماته في سمات الأدب المعاصر خاصة في مجال الشعر. الحداثة حركة إبداع تتحرك مع الحياة في تغيرها الدائم. استقت هذه الحركة مضمونها الفكري والثورة على الماضي والحاضر في كل شيء والقضاء على كل قديم والتمرد على الأخلاق والقيم والمعتقدات من الوجودية وكذلك أخذت الغموض والابهام من الرمزية. دخلت الحداثة في الشعر العربي بعد الحرب العالمية الثانية عندما نشأت الدعوة إلى تطوير أوزان الشعر وقوافيه بما عرف بحركة الشعر الحر. ثم ظهرت حركة جديدة تدعو إلى فلسفة الشعر العربي ليجد له مكانا في صورة الشعر العلمية المتطورة. وفي هذا البحث سيحاول الباحث إلى ابراز الاتجاهات الحداثية في الشعر العربي وأثرها على الشعراء المحدثين استعراضا نتيجتها على الشعر العربي الحديث وكذلك ينكشف هذا البحث حركة الحداثة ودورها في تطوير الحياة الثقافة العربية.
mahmoud elfaramawy
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش