جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
** شهر رمضان فترة زمنية، يتمتع فيها المسلم بالصفاء الروحي، والتشبه بالملأ الأعلى، ويتجرد فيها أو يتخفف من مطالبه المادية، فهو يمسك عن الطعام والشراب والمباشرة الزوجية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ احتسابًا لوجه الله العظيم، قال عليه الصلاة والسلام في صحيح الحديث: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عزَّ وجلَّ: "إلا الصوم فإنه لي وأن أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي".وهذا التجرد أو التخفيف من الماديات، ومطالب الشهوة مطلب شرعي مقصود، وقد أقسم أبو القاسم عليه الصلاة والسلام على أن تغيير رائحة الفم بالنسبة للصائم؛ تكون نكهته في الآخرة أطيب من المسك فقال: "والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
وعلى هذا فإن المرأة المسلمة التي تدع ضروريات الحياة من مأكل وكشرب فترة زمنية؛ امتثالاً للأمر الإلهي لا تجد حرجًا أو ضيقًا نفسيًّا في أن تهجر المغالاة في التجميل أو استعمال المساحيق؛ مراعاة لأدب الصيام، وحرمة الوقت، واستشعارًا لجلال الفريضة.إلا أن التنبيه الذي يجب أن يكون معلومًا للجميع هو أن تجمل المرأة إنما يكون خاصًّا لزوجها وأمام المحارم فقط.فإن هي خالفت وأظهرت زينتها أمام الرجال الأجانب، فقد ارتكبت معصيةً ومخالفةًً لأمر الله؛ تتضاعف هذه المخالفة إذا كانت في شهر رمضان المعظم.ومن هنا نفهم حديثًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، فالزور قولاً وعملاً يشمل المعاصي كلها، والمسلم حريص على اغتنام الفرص والنفحات الإلهية؛ ليسعد في الأولى والآخرة، والله أعلم.
أستغفر الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
ساحة النقاش