جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بعد 5 سنوات من إعدامه .. صدام يفوز على مبارك
رغم أن مبارك هو أول "فرعون" في تاريخ مصر يمثل للمحاكمة وأول حاكم عربي يقف في قفص الاتهام منذ تفجر ثورات 2011 ، إلا أن الأمر الذي يجمع عليه كثيرون أن مصيره سيتكرر مع رؤساء آخرين ولن يكون حالة فريدة من نوعها .
بل واللافت للانتباه أيضا أن هناك زعيما عربيا واجه قبل سنوات مصيرا لم يكن بحسبان أحد ألا وهو صدام حسين الذي أعدم وقتل نجلاه وحفيده بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 .
صحيح أنه توجد اختلافات كثيرة جدا بين حالتي مبارك وصدام إلا أن ما يجمع بينهما - بحسب البعض - هو الديكتاتورية والاستبداد وقمع الحريات وتجاهل نبض الجماهير وتحويل بلديهما إلى ملك شخصي لهما ولأقاربهما أو ما يشبه "الإقطاعية ".
وبالنظر إلى أنه مازالت توجد حالات مشابهة في دول عربية أخرى ، فإنه يتوقع أن تأتي الشهور المقبلة بمفاجآت لا حصر لها في هذا الصدد خاصة وأن العقيد الليبي معمر القذافي وعددا من أبنائه مطلوبون للمحكمة الجنائية الدولية ، كما أن الرئيس اليمني على عبد الله صالح تعرض لمحاولة اغتيال في 2 يونيو الماضي وهناك دعوات متصاعدة لمحاكمته هو وأبنائه وأقاربه ، هذا بالإضافة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد يواجهان اتهامات حقوقية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية .
مصير صدام أفضل
بل وهناك من ذهب إلى التأكيد أن مصير صدام كان أفضل بكثير مما انتهى إليه حال مبارك ومن العقاب الذي ينتظر القذافي وصالح والأسد .
فصدام رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبها وخاصة ما يتعلق منها باحتلال الكويت واستخدام الأساليب القمعية ضد معارضيه ودخوله في حرب لا طائل منها مع إيران ، إلا أنه في نظر كثيرين من العرب يعتبر "شهيدا" قاوم الاحتلال وأعوانه حتى آخر لحظة ولم يقدم على صفقة لإنقاذ نفسه وأبنائه في ذروة التهديدات الأمريكية بغزو العراق .
وبعد أن تم اعتقاله ، رفض صدام الاعتراف بالمحاكمة التي أجريت له في ظل الاحتلال ووقف شامخا خلف القضبان ، بل إن واشنطن سارعت لإصدار حكم بإعدامه حتى لا يكشف المستور حول دورها في تزويد نظامه بالأسلحة الكيميائية خلال حربه مع إيران ، كما أن نجلاه قصي وعدي وحفيده مصطفى قاوموا القوات الأمريكية وفضلوا الموت على الاستسلام لها بعد تحديد مكانهم .
وجاءت لحظة إعدام صدام صبيحة عيد الأضحى المبارك في مطلع 2006 لتكشف الوجه القبيح لأمريكا أكثر وأكثر خاصة وأنها لم تراع قدسية هذا اليوم عند المسلمين ، بل إن صدام اكتسب تعاطفا واسعا حتى من قبل بعض منتقديه لأنه استقبل الإعدام شنقا وهو شامخ يردد الشهادة .
وبصفة عامة ، فإن نهاية صدام الذي وضع العراق القوة العسكرية الرابعة في العالم وتحدى أمريكا علانية وهدد بضرب إسرائيل كانت مشرفة في نظر كثيرين لأنه مات هو وأبنائه وهم يدافعون عن كرامتهم ويقاومون الاحتلال .
وفي المقابل ، فإن مبارك ، الذي نصح صدام كثيرا بالتجاوب مع القرارات الدولية وترددت تقارير فيما بعد حول مباركته للاحتلال الأمريكي للإطاحة بنظامه ، فهو يواجه محاكمة وطنية عادلة على عكس الرئيس العراقي الراحل تماما ، إلا أنه رغم ذلك منبوذ هو وأبنائه في نظر كثيرين لأنهم متهمون بقتل متظاهرين أبرياء وليسوا معارضين سياسيين كما هربوا أموال مصر إلى الخارج وأوصلوا أرض الكنانة إلى أسوأ حالاتها داخليا وخارجيا ، كما أن مبارك ظهر على سرير خلال محاكمته على عكس لحظة إعدام صدام ، وهو الأمر الذي فسره البعض بأنه محاولة لكسب التعاطف ، خاصة وأن الأطباء أكدوا أن حالته الصحية مستقرة وجيدة وكان يمكن أن يظهر وهو جالس على كرسي .
بل وهناك من وصف آل مبارك بأنهم مسجونون دفاعا عن حسابهم الجاري في الخارج من السرقات وعمولات السلاح وبيع الغاز لإسرائيل وقتل الأبرياء بعكس آل صدام الذين ماتوا وهم يقاومون الاحتلال .
أستغفر الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
ساحة النقاش