جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قال الدكتور مصطفى الفقي مرشح مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الرئيس السابق حسني مبارك هو من وضع نفسه في ورطة الحبس على ذمة التحقيقات في التهم الموجهة له.
وأضاف الفقي في حوار لجريدة الصباح التونسية نشرته الثلاثاء: ''مبارك كان يستطيع الهجرة، بل كان ينبغي عليه أن يهاجر، ولكنه توهم ـ مثل بن علي ـ أنه سوف يذهب الى شرم الشيخ لمدة أسبوع، وسيتولى آخرون ترتيب الأوضاع من جديد ثم يعود وكأنه في إجازة.. ولو أنه علم أن الأمور ستتطور على النحو الراهن، لكان قد رحل إلى السعودية أو الامارات أو لألمانيا للعلاج، ولكنه لم يفعل''.
ورد الفقي على سؤال حول شعور المصريين تجاه الرئيس السابق بقوله: ثمة شعور انتقامي حاد.. ويؤسفني أن أقول أننا لسنا في فترة انتقالية، بقدر ما نحن في مرحلة انتقامية.. لاشك أن هناك أقلية ترى أنه رجل عجوز ومريض وليترك لسبيله، وآخرون يقولون: ليعد إلينا المليارات المسروقة ويذهب إلى حاله.. والجزء الأكبر يقول لا، إنه قاتل، ولدينا 800 إلى 1000 شهيد في الأحداث، فلابد أن يدفع الثمن كأي مواطن آخر، ولابد من محاكمته على ذلك، ولو أدى الأمر إلى أقصى العقوبة.. فلا رحمة في هذا.
وحول تقييمه لموقف الثورة قال الفقي إن الثورة المصرية ما تزال في حالة المخاض والتغيير، وهناك بعض المظاهر الاحتجاجية، حيث أن الأمور لم تستقر بعد وربما هي لن تستقر قبل ان تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية ويأتي رئيس مدني، ويشكل لجنة لوضع دستور. قبل ذلك لا أتصور ان الامور ستهدأ على الاطلاق.
وتابع الفقي: لدينا بعض الإنفلاتات الامنية بسبب انهيار جهاز الشرطة خلال الثورة، والمصريون متيقنون بأن المستقبل سيكون أفضل على المدى البعيد، لكنهم يشعرون بأن الكثير من المشكلات ستواجههم على المدى القصير، مثلما يجري عندكم في تونس.. إنما الملاحظة أن شباب الثورة، شديد النقاء ويرفض كل ما يتصل بالماضي بشكل حاد للغاية، ربما ليس هذا المطلوب بالضبط، لأن الحياة فيها تواصل بالضرورة، فليس كل من عاش في الفترة السابقة للثورة كان فاسدا.
وفيما يخص رؤيته لمستقبل مصر، قال الفقي: أعتقد أنه خلال سنوات قليلة، في مصر كما في تونس، سوف يحدث تحسن اقتصادي ضخم، وسوف تتدفق الاستثمارات وتنشط السياحة، بحيث يشعر الآخر، باحترام للبلد، باعتباره بلدا فيه إرادة شعبية حقيقية، وتمكن من ضرب الفساد بشدة، واستطاع ان يواجه القمع، كل هذه المسائل تعطي نوعا من الاحساس بالإعجاب في الخارج، وعندما تستقر الأمور سنستفيد بشكل ملحوظ، لكنني أتصور أن تسبق ذلك بعض الاختناقات الاقتصادية والمشكلات التموينية وربما ظروفا اقتصادية صعبة.. المهم أننا مهيؤون لهذا في مصر.. ما يقلقنا فعلا، هو توقف عجلة التنمية، وهيمنة الرغبة في الانتقام ومحاولة هدم الماضي، دون أن يكون لدينا نفس الحماس لبناء المستقبل.
أستغفر الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
ساحة النقاش