بعد ما واجهته مصر من انفلات أمني وأخلاقي على كافة الأصعدة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن ، وبعد الإفصاح المطلق لجماعة إخوان الشياطين وفروعها وأذرعها المسلحة على اختلاف مسمياتها عن كرهها وعدائها للشعب المصري وبعد إعلانها الحرب عليه وقتاله بشراسة في الداخل والخارج وبعد محاولاتها المستمرة والمستميتة لبث الرعب في النفوس والنيل من أجهزة ومؤسسات الدولة باستخدامها كل السبل الإجرامية القذرة وغير الأخلاقية ، وعدم تورعها عن سفك دماء الشعب وحرق وتفجير أتوبيسات وسيارات الشعب وسكك حديد الشعب ومحطات وأبراج كهرباء الشعب وتلغيم شوارع وطرقات الشعب وقتال الجيش ابن الشعب وحامي الشعب ومحاربة الشرطة وهي من نسيج الشعب وتحمي الشعب ، ثم تدلس وتبرر عدائها وإجرامها بأنها تحارب الانقلاب !!! الحقيقة أن الإخوان لا يحاربون ولا ينتقمون إلا من المصريين عقاباً لهم على خروجهم ضدهم وثورتهم عليهم وانقلابهم على فاشيتهم وديكتاتوريتهم في 30/6 ، فالثورة أو الانقلاب كما يحلو لإخوان الشياطين تسميته كان انقلابا شعبياً والملايين التي ملئت الشوارع لم تكن من الجيش ، والجيش الذي حمى وساند ثورة 25 يناير هو نفسه الذي حمى وساند ثورة 30/6 ، لأنه كان على علم تام بكل خيانات وخطط هذا التنظيم الإرهابي ضد مصر ، الذي سعى منذ بدء ثورة 25 يناير الى استدراج وجر الجيش إلى الداخل ليهمل حدودنا الخارجية ليتسنى دخول جحافل القتلة والسفاحين المأجورين من أمريكا وأعوانها وليتمكن إخوان الشياطين من الوقيعة بينه وبين الشعب بتدبير الفتن والمكائد التي يجيدونها بهدف إشعال حرب أهلية تسفر عن تفكك الجيش واستبداله بمليشياتهم المسلحة وتقسيم مصر حسب المخطط الأمريكي ، كما أنهم كانوا ولا زالوا حريصين على إلهاء الشرطة وصرفها عن أداء مهمتها الأساسية في حفظ الأمن والحفاظ على سلامة المجتمع والجبهة الداخلية ، فواظبوا على قتل جنودها وضباطها وارتكاب التفجيرات والتخريب والتدمير شبه اليومي .
الإخوان تنظيم أبليسي وفرع أصيل من الماسونية العالمية التي ابتدعتها الصهيونية العالمية لتخدم أهدافها في السيطرة على العالم بأسره ، يستخدمون الكتالوج الماسوني بحذافيره ، نفس الفكر والطريقة والأدوات والوسائل من مكر وغش وخداع ووقيعة وانتهازية ، وفكرهم الصهيوني يظهر جلياً في احتقارهم وتعاليهم على باقي المسلمين من خارج جماعتهم الشيطانية لدرجة أنهم يعتبرونهم كفاراً ، تماماً كما يعتقد ويعتنق اليهود مبدأ أنهم شعب الله المختار وأن الأغيار أي باقي العالم إنما خلقوا ليكونوا عبيداً لهم فينظرون أليهم بازدراء واحتقار ، وإخوان الشياطين يبيحون كذلك لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم من أجل تحقيق أهدافهم فيحلون لأنفسهم الكذب على الآخرين وخداعهم وتضليلهم وإيذائهم باعتبارهم أعداء ويتلونون ويتحالفون مع كل الأطراف وخاصة من في السلطة حتى لو كانوا أبالسة ، وتلك شرعة اليهود ومنهاجهم .
إن ما شهدته مصر في السنوات الأخيرة من جدل وانقسام بين بعض طوائف الشعب لهو نتاج التخطيط الماكر للقوى الاستعمارية القديمة والتي تكمله أمريكا وريثة بريطانيا العظمى والتي تنفذه تلك الجماعة الماسونية التي ظلت تعمق جذورها فى المجتمع المصري على مدار 85 عاماً منذ وضع الصهاينة فكرتها وبذرتها ونشأتها الأبليسية بالتعاون مع الانجليز والفرنسيين في العام 1928م ، وقبل مولدها بعدة سنوات كان الصهاينة قد مهدوا وهيئوا لها الظروف حين استجلبوا غرسها الأول "جد" حسن البنا اليهودي من المغرب إلى مصر ، ليتبرعم ويتفرع ويورق ويثمر عن حسن البنا رأس الحربة اليهودية المتخفية والمستترة برداء الإسلام الموجهة والمسلطة إلى مصر قلب العروبة والإسلام النابض وسيفها الباتر ودرعها الواقي.
لقد أصبح لزاما علينا أن نتحرك وألا نقف متفرجين على جرم وجرائم وفجر وعهر وخيانة تلك الجماعة وما تفرع عنها من جماعات تكفيرية سفاحة ، خاصة بعد حربها الشعواء على مصر والمصريين وبعد استصراخها أمريكا والغرب لاحتلال مصر وبعد استمرار تحريضها لحربنا ومحاصرتنا وتجويعنا وتركيعنا ، مطلوب منا على وجه السرعة تكوين فرق "حماية شعبية" أو "حماية وطنية" في مواجهة شرها وشرورها ، والشرطة يجب أن تجد منا كل الدعم والمعاونة والمساعدة ، وإن لم نهب للدفاع عن أنفسنا سنكونن من الخاسرين ومن المسرورين بإرهاب تلك الجماعة الشيطانية ومن الراضين بجرائمها ومن الممتنين والسعداء بتدميرها اقتصادنا ووقف حالنا ، ونكون شركاء للإخوان في طغيانهم الذي يمارسونه من أجل كرسي حكم يجلسون عليه فيحكمون علينا بالحرق وقطع الرؤوس.
فليخرج المصريون من حيرتهم وليتيقنوا أن تلك الجماعة لا علاقة لها بالدين ولا حق لها مطلقاً فيما ترتكبه من جرائم بشعة ضدهم وليتيقنوا أنها مجرد عصابة تقاتل من أجل حكم ، وليطمئنوا إلى أنه لا يمكن لجماعة مهما علت أن تفلح أو تربح في مواجهة دولة وشعب ، وعلى الدولة والشعب تكوين فرق "حماية شعبية" في المدن والقرى والنجوع وعلى مستوى الحارة والشارع والحي وإدارة مشرفة على مستوى المدينة والمحافظة وكذلك فرقة حماية في كل هيئة ومؤسسة ، وتكون مهمة كل الفرق الوطنية رصد أي عنصر يخرب بفكره المتطرف أو بدعوته للعنف أو بأفعاله المُجرّمة كذلك رصد أي تصرفات مريبة من قِبل أي فرد أو جماعة ورصد أي أغراب يسكنون الحي أو الشارع والتأكد من هويتهم ، كما يجب أن تعمل الداخلية بشكل أكثر فعالية وأن تنشر رجالها السريين وأن تزودهم بسلاح فعال ودرجات بخارية لسرعة التحرك وتثبت أنظمة مراقبة "كاميرات" في الشوارع الرئيسية والميادين والأماكن الحيوية.
وهذه ليست دعوة لأن يتجسس المصريون على بعضهم البعض ، بل دعوة للإمساك بكل متآمر عليهم ، ولا ننسى أن كل الدول الغربية التي هي قلاع للحرية والديمقراطية تحمي نفسها ومجتمعاتها ولا تسمح بتكوين أو تأسيس أي جماعة تدعو للتمييز على أساس ديني أو عرقي أو طائفي ولا تسمح لأي كائن بالنيل منها أومن شعوبها ، كما أن الشعوب الغربية تساعد وتحمي نفسها أيضاً ولا يترددون في إبلاغ الأجهزة المختصة فورا عن أي شخص أو شئ غريب قد يثير شكهم أو ريبتهم أو عن أي تصرف مشبوه سواء من فرد أو جماعة .
فهل آن الأوان أن نفعل مثلهم ونتعاون لنحمي أنفسنا ودولتنا ؟ وهل تتحرك الدولة - التي لا نعفيها من القصور الرهيب في مواجهة كل من هدد المصريين - وتبدأ في تنفيذ خطة استراتيجية متكاملة يكون هدفها القضاء على الفكر الديني المتطرف والمتطرفين ، ويكون قوامها الشعب والأجهزة الأمنية والمؤسسة الدينية والمؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية والشباب والرياضة وذلك لرأب الصدع وتنمية الحس الوطني وتصحيح المفاهيم المغلوطة وشرح صحيح الدين وكشف الضالين المضلين وتطهير المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية والأمنية من ذيول ذلك التنظيم الشيطاني ، الذي حكم مصر لمدة عام واستولى خلاله على الكثير من أسرار الدولة وأصبح لديه قاعدة بيانات غاية في الخطورة يستخدمها في حربه ضدنا .
حامد الأطيرجريدة شباب مصر 14/2/2015
نشرت فى 21 سبتمبر 2015
بواسطة elatiar
عدد زيارات الموقع
11,393
ساحة النقاش