authentication required
حامد الأطيرجريدة شباب مصر 1/12/2014

لا أعرف لماذا غضب الشعب المصري من حكم البراءة الصادر على مبارك وعصابته وقد تمت محاكمتهم جنائياً لا سياسياً ، ولم يكن متوقعاً غير هذا الحكم ؟ ودعونا نسأل: ماذا لو فرضنا أن مبارك وعصابته أدينوا أو حُكم عليهم حتى بالإعدام ؟ هل وقتها كان سيحصل الشعب على حريته التي سُجنت وكرامته التي دهست وثرواته التي نُهبت ووطنه الذي تخلف ؟
الحقيقة أقولها غير هازل: كان يجب محاكمة الشعب المصري !! نعم يجب محاكمة الشعب الذي سكت ، الشعب الذي صمت ، الشعب الذي تنازل عن حريته وباع إرادته مؤثراً السلامة ، الشعب الذي تسمم وأُمرض ولم يصرخ ، الشعب الذي رضى بالفقر وتسول دوائه ولقمته وأكل القمامة ولم يتأفف ، الشعب الذي سكن المقابر ولم يرجف ، الشعب الذي ضُرب على بطنه بلا رحمة ولم يتوجع ، الشعب الذي زورت إرادته وابتلع لسانه ، الشعب الذي ارتضى الهوان واستعذب الذل ولم يزأر ، الشعب الذي فرط في حقوقه وضيعها ولم يسأل ، الشعب الذي ترك بلاده تورث من مدلس لمدلس ولم يندم ، الشعب الذي أحب الكسل ونام في العسل ولم يجزع ، الشعب الذي لا يجيد إلا الكلام ونسج الأوهام والأحلام ولم يخجل ، الشعب الذي تاه بين الديكتاتوريين والمتطرفين ولم يتعلم.
أيها الشعب: هل تظن أن نزول بعض الآلاف بالميادين ليرفعوا عقيرتهم بضع ساعات سيمحو عنك عار سكوتك وخضوعك وخنوعك الطويل ، أيها الشعب: فسدت بفساد حكامك ، قمت بثورتين وتخلصت من حاكمين لكنك لم تثر على نفسك لم تثر على خيبتك لم تثر على سلبيتك لم تثر على خنوعك وخضوعك لم تثر على خوفك وجبنك لم تثر على قيمك العفنة لم تثر على كسلك وكرهك العمل لم تثر على وداعتك وبغضك للحرية ، أيها الشعب: لو قمت بألف ثورة فستظل على حالك من التردي طالما تنتظر غريباً يخلصك مما أنت فيه ومن تنتظره لن يأتي أبداً ، وستظل ترفل في أسمال العبيد طالما سلمت عقلك وأرادتك للديكتاتوريين تارة وللمتطرفين تارة أخرى.
يتبقى طلب أخير بعد تبرئة القضاء لمبارك وأعوانه و تبييض صفحته وتمجيد عصره وإبراء ذمته ، أقترح أن تُحرك النيابة العامة دعوى سب وقذف في حق الذات المباركية وفي حق أولاده وحواريه الأطهار ضد الشعب المصري وتطالب فيها أولاً:بوشم صورة مبارك وعصابته الإجلاء على وجه كل مصري وبتعويض مدني عما نالهم من ضرر وأذى جراء تلك المحاكمة الباطلة وذلك بمصادرة نصيب كل مصري في وطنه لصالحهم وبإسقاط الجنسية عن المصريين وبإيداع بعضهم مستشفيات الأمراض العقلية والبعض الآخر بالسجون وإلقاء الباقون في المياه الدولية ليخلو وجه مصر لمبارك وأبنائه وأعوانه وعصابته التي تضرب بجذورها في الأعماق.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 11 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2015 بواسطة elatiar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,367