سيادة رئيس مصر: يخدعك من يقول أن الغالبية العظمى من الشعب المصري يمكن أن تتحمل الدوس على ما تبقى لها من أعصاب ، لأن المصريين عانوا الأمرين طوال العقود الماضية ، وزادت معاناتهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، لذا عليكم الحرص والحذر فيما تصدرونه من قرارات ، وعليكم العمل بشكل فوري على إزالة كل الأسباب وحل المشكلات التي تؤدي لإثارة حنق الناس وتعكير صفوهم وتؤثر عليهم بشكل مباشر ، ولا يخفى عليكم أن مشكلة الكهرباء أصبحت عبثية ، فالكهرباء هى شبكة الأعصاب لمصر ، وتؤثر مباشرة في جموع الشعب ، فلا يوجد بيت ولا مصنع ولا مؤسسة إلا ويستخدمون الكهرباء ، ولا يوجد أحد في مصر يقبل أن ينقلب بيته إلى فرن يُشوى فيه ، ولا يوجد صاحب مصنع يقبل بوقف حاله وتوقف إنتاجه ، ولا توجد مؤسسة تستخدم الحاسبات تقبل بتوقف أعمالها وصرف موظفيها ، ناهيك عن المستشفيات والمرضى .
سيادة الرئيس إن تكرار انقطاع الكهرباء يولد السخط الداخلي في النفوس بمرور الوقت ، حتى لو تحمل البعض هذا الانقطاع لقليل من الوقت ، فلن يتحمله كل الوقت ، ولن تتحمله الغالبية .
سيادة الرئيس: انتبه لما قد يثير الغضب في النفوس ، ولتعلم أن مسألة ترشيد الاستهلاك والتصرف بحكمة مع الكهرباء قد يساهم في حل جزء من المشكلة ، لكنه لن يحل المشكلة كلها .
مشكلة مصر ليست فى نقص محطات التوليد ، ولكن في نقص وقود تشغيلها ، لذا فالعلاج والحل في يدك سيادة الرئيس ، ونأمل إصدار قراراتكم الفورية بتوفير المحروقات اللازمة لتشغيل المحطات ، فمصر وحسب تصريحات وزير الكهرباء تستطيع إنتاج ما يلزمها من كهرباء بالمحطات القائمة الآن ، والتي تنتج طاقة كهربائية إجمالية بمقدار 30 الف ميجا وات ، واستهلاكنا من الكهرباء فى الشتاء يقدر بـ 22 ألف ميجا وات ، وفى الصيف 28 ألف ميجا وات ، أي أن طاقة المحطات تزيد عن احتياجنا من الكهرباء ، وحسب تصريحات وزير الكهرباء ، أنه إذا توفر الوقود اللازم ، فلن تنقطع الكهرباء في مصر ، مما يعني وبوضوح تام أن مشكلتنا مع الكهرباء هي مشكلة عدم توفر الغاز والمازوت اللازمين لتشغيل محطاتنا ، وقد أفاض الوزير بمعلومات توضح وتشرح وضع الكهرباء فقال: محطات التوليد عالية الإتاحة ، أي ذات الحالة التشغيلية الجيدة ، نصيبها من الإنتاج يبلغ 600,24 ألف ميجا وات ، أما بقية الـ 30 الف ميجا ومقدارها 400,5 ألف ميجا وات فتنتجها محطات غير عالية الإتاحة ، أى محطات معرضة للتوقف بين الحين والآخر بسبب الأعطال ، وقد ارتفعت الإتاحة العالية بعد دخول ثلاث محطات حيز التشغيل ( منها محطة شمال الجيزة ومحطة بنها ومحطة ابو قير ) التي وفرت ما يقرب من 2400 ميجا وات ، أي أصبحت الإتاحة العالية 27 الف ميجا وات .
أناشدك صادقاً سيادة الرئيس أن تعمل على توفير الوقود اللازم لإنارة مصر لتجنب المقارنة بين ظلام مرسي وبين ما يحدث الآن ، وأعتقد أن زيارتك للجزائر كانت خطوة على طريق حل المشكلة ، بمحاولة الحصول على الغاز الجزائري.
كما لا يفوتني أن أتوجه أليكم ناصحاً بالاحتراس عند تطبيق قرارات رفع أسعار الطاقة والكهرباء ، لتجنب تحميلها للفئات الفقيرة ، فلا يكفي إصدار القرارات ، بل مراقبة تنفيذها هو الأهم ، وكلنا يعلم أن المُنتج وتاجر الجملة وتاجر التجزئة وغيرهم ينقلون ويلقون فوراً بالعبء والزيادة على كاهل المواطن البسيط باعتباره المستهلك النهائي ، وهنا يكمن دور الدولة ، التي يجب أن تعمل على تحميل هذه الزيادات على الفئات المقصودة دون غيرها ، وإذا لم يحدث هذا فإن تلك القرارت ستثير حنق المواطن البسيط الذي طُحن طحناً فيما سبق ، وينتظر شيئاً من الإنصاف وتخفيفاً لهمومه ، لا زيادتها ، أبحثوا عن المليونيرات وارفعوا عنهم دعم الطاقة ، ابحثوا عن المصانع التى تستهلك الطاقة بشراهة وتحصل عليها بسعر مدعم ، ثم تبيعنا منتجاتها بالأسعار العالمية ، ولنا فى مصانع الاسمنت عبرة ، تبيعنا طن الأسمنت بـ (800) جنيه رغم أن تكلفة الطن لا تزيد عن (200) جنية أو حتى (300) جنيه ، فهذه المصانع الملوثة للبيئة ، يجب أن تحصل على الطاقة بتكلفتها الحقيقية وتبيعنا إنتاجها بهامش ربح لا يتعدى 25% وكفى أننا نتحمل تلوثها وعوادمها .
كما لا يفوتني أن أوصيك صادقاً بأن تطهر مصر تطهيراً نهائياً وجذرياً من كل الجماعات الإرهابية والتكفيرية ، بإجراءات حاسمة وباترة وبموجب القانون ، خاصة رأس الأفعى وأم هذه الجماعات وراعيتها "جماعة الإخوان" ، فلم يعد مقبولاً تركهم يروعون و يفجرون ويقتلون الآمنين وينهكون الدولة وأجهزتها ، ويجعلونها نموذج من افغانستان أو سوريا أو العراق ، كما يجب عدم التحسب كثيراً لموقف أمريكا وأتباعها الأوربيين عندما يتعلق الأمر بحماية مصر والمصريين ، فأمريكا وأذنابها لا يريدون لنا خيراً ولا يبغون سوى تفتيت مصر وانهيارها ، وعلينا أن نسألهم في المقابل: ما هي إجراءاتكم وتصرفاتكم إذا ما كان هؤلاء الإرهابيون وتلك الجماعات المتطرفة التي تحض على العنف والكراهية وتدمر المجتمع وتحطم الدولة - موجودة فى بلادهم ؟
حامد الأطيرجريدة شباب مصر 5/7/2014
المصدر: http://www.shbabmisr.com/t~75602
نشرت فى 21 سبتمبر 2015
بواسطة elatiar
عدد زيارات الموقع
11,366
ساحة النقاش