<!--العنين 

توارى حين فاجأهم عامداً بزيارة ليلية ... سألهم عنه  فأنكروا وجوده ... كلماته القاتلة صكت أسماعه : أبداً لن يتزوج أبنتك من ضاجعت أمه مرات  ... رجع الى البيت عنيناً .

     براءة 

لم يملك ثمن هدية ذات لون احمر ؛ أسال بعضاً من دمه ورسم قلبه وسط كشكوله وقدمه لها أثناء الدرس . 

  وهم 

تلحف براية الوطن وتظلل بصورة الزعيم أطاع كل تعاليمه آمن بحكمته صدق وعوده ، جاع و تعرى من أجل بندقية تحمى الأرض و العرض ، بات يحلم بالعزة والقوة والرفاهة فصحى على أقدام الأعداء تدهسه ورصاصهم  يفقأ عيونه و يخترق جسده وشبكة جواسيسهم تخنق الوطن و بنادقهم مصوبة لصدره و الزعيم مُلقى على ظهره .

<!--توسلات جنين  

توسل لأمه أن يبقى برحمها قائلاً : كيف اخرج لوطن مدنه ملعونة إرتدت للبداوة والجاهلية تتقافز القرود والبهلوانات على روابيها الجرداء تربض نسورها بأجنحة مكسورة خيولها من خشب فرسانها من عجوة سيوفها من ورق تفلتت حملانها من بين أيديها ارتمت فى أحضان الأعداء ينخر فى اشجارها السوس يرعى فى جسدها الدود عشبها يابس وزهرها ذابل ثمارها معصوفة حقولها مزروعة بالمذلة والقهر مخزومة الأنف والشفاه حكامها أصنام مسبوكة وُعَّاظٌها مكانتهم تُقدر بطول اللحى وسلاطة اللسان وشدة التجهم أهلها عقولهم سوداء و قلوبهم غلف ينثرون فى دروبهم البغضاء والعداوة والفقر يبيعون مقدساتهم إرتدوا على أعقابهم يركضون نحو جب الهاوية يقرعون بلا كلل أبواب الخيبة ضاقت عليهم الأرض بما رحبت من الطرف للطرف تبغضهم و تلفظهم تضرعهم رياء صلواتهم باطلة لا يقبلها الله لأنها صلاة للأعداء.

<!--إفك 

أتت على سيرة جارتها بحديث إفك ... فى اليوم التالي استدعوها لتتسلم جثة أبنتها الشابة ... ألقت بنفسها من شرفة قسم الشرطة بعد ضبطها تضاجع ثلاثة رجال .

مسوخ   

حين عادا للبيت على غير موعد ألجمتهما الدهشة و علت صرختهما الموجوعة على تأوهات وطأ الأب لأبنته ... عندما هم أخيها بقتله  ... إذ بعويل الأم يزلزل أرجاء البيت : ليست ابنته ، إنها أبنتك أخي . 

    ·         زعيم

ببنادقهم أحاطوه فى صمت وهو فى بقعة واطئة معشوشبة يلفها سور منخفض ... صرخ قائدهم : تعال هنا يا كلب نزع الستينى ذو اللحية البيضاء عضوه من جسد ابنة الأربعة عشر خريفاً ... ولينجو بنفسه اخبرهم أنها خطيئته الأولى وأنه أحد زعماء المعارضة البارزين والبنت تصرخ بهستيريا أنه جدي . 

<!--مخادعون 

أمها من تجلس معه تلك المرة ... ابنتى حامل منك ... أعلم أنك لا تضاجعها كالأزواج لكنه قد يحدث بالاحتكاك والالتقاط ... سيجهضها الطبيب آخر الاسبوع ... لأول مرة يخترقها تلك الليلة وجدها بلا عذرية ؛ استمرت غزواته حتى أنهى دراسته و رحل .

<!--شياطين  

تصارعوا بإطالة اللحى تناطحوا بالفتاوى تبارزوا بالألسن تباهوا بالأتباع حمى الوطيس ... تنادوا تدارسوا اتفقوا وحدوا فتوتهم فسالت دماء الرعية .

<!--جاهل و مجهول 
نظر أليهم كث اللحية شزراً و كبراً وتجهماً بينما يتناقشون لحين تحرك الحافلة ... أقحم نفسه و عارضهم بأحاديث موضوعة و تفسير خاطئ للآيات ... حين رده أحدهم تلقى منه صفعة ولما هم للإمساك به عاجله برصاصة صرعته ... عندما حملوه جرده أحد اللصوص من أوراقه الثبوتية .

السجينة  
لم تعد تُطيق جهامته وفظاظة خُطبه ... تُغافله تتسلل تقفز الحواجز تتجول بين المروج تغتسل فى البحار تعرج على اﻷحبة تستبشر بالوجوه الضاحكة تنصت لكلمات الود تُسابق الريح تمتطي السحب تتجرع الضياء ... يعيدها عنوة لزنزانتها العفنة حين يستيقظ .

 ·         رؤية 

اختلس النظر وهو يتعثر على الصراط فرأى فى الجنة جارته التائبة تسبح فى انهارها و فى النار شاهدها معلقة من ثدييها والنار تحتها هى وصديقه ؛ فهوَى ... كانت زوجته .

<!--انتحار
متعته أن يصنع من دموعها بحراً لتسبح فيه سفن غروره ... توعدته ؛ أغرقته ونفسها فى بحار العار ... تحولت الى مومس .

<!--خوف  

منذ أن سكن هذا البيت لم يخلف له موعداً .. عند الرابعة فجر كل يوم يأتيه صدح هذا البلبل .. إلا هذا الفجر لم يأتيه تغريده .. لما سأل علِم  أن الهُدهُد أبلغه بالأمس أن الثوار على أبواب المدينة .

<!--تألم 

من أجل بضعة جُنيهات تذهب الى مرسمه مُجبرة ... تصدرت العديد من أعماله ... حين أراد رسم الألم على لوحته ، رسمه على وجهها وجسدها أولاً ... لما أنتهى صرخ منتشياً بفنه ... ولم يلتفت وهى تُسيل الوانها بكاء عليها .

<!--إهانة 

فى حفل مهيب لتأبين ضحايا الإرهابيين ... طلبوا من والده اختيار أحد المدارس أو المستشفيات أو الشوارع لإطلاق أسم ابنه عليها تكريماً له .. أجابهم الرجل بألم : إذاً فأنتم تهينوه ... كيف تقرنون أسمه بأحد الخرابات .

تحول 

استغاثوا ... هبوا اليهم بطائراتهم مصطحبين ضياء بلادهم ... ما لبثوا أن عادوا بإبل تُمتطى ولِحى تنسدل على الصدور وسواد بالعقول ورمال تملأ العيون وبراقع تحجب النور .

مثالية   

منحتها الدولة لقب الأم المثالية ؛ صعدت المسرح لتسلم الجائزة وشهادة التقدير ؛ بين الجلوس انتصبت قامة أبنائها الثلاثة ، ضجت القاعة بالتصفيق الحاد ، من الصف الأخير تلقت ابتسامة و قبلة طائرة من عشيقها .

الوان  

انتظرته على الباب بعد أن لمحته عائداً من سفره و حين رأته  فغرت فاهها و كست وجهها الدهشة ، و قبل أن يسألها أشارت الى حِذائه ؛ استغرق هو وزوجته فى نوبة ضحك هستيرية ، كانت إحدى الفردتين لونها بنى والأخرى سوداء . 

لهفة 

أمرها الطبيب بالبعد عنه فترة ، لكنها حين رأته اقبلت عليه بلهفة احتضنته يدها بقوة وهو مستسلم ، عصرته عصراً حتى أنزل ؛ و لم يتبق بفص الليمون قطرة 

جهاد 

ما إن وصلت عِيرهم من سفر مضنٍ زاد على الألف وأربعمائة عام أضاعوا خلاله عز ومجد تليد وقبل أن يحطوا عنها رحالهم ، إلا وعلا نفيرهم للقضاء على المبتدعين ؛ بعدما رأوا طائراتهم وسياراتهم ومصانعهم .

هانم 

هبطت من سيارتها الفارهة شدت اليها الأبصار والأنوف بملابسها الراقية وعطرها الباريسي وقطها المشمشي النادر ، إقترب منها عاجز يمشي على مقعدته وكفيه طمعاً فى صدقة ؛ أشاحت عنه ؛ لامس قدمها إلحاحاً ؛ ركلته ودلفت الى باب الملهى لتقدم رقصتها .

رجع  

ناءت السُحب بحمل ماء خطاياهم ؛ أسقطته قطراً عليهم فحرق الزرع و الضرع. 

إغتصاب  

مجهول وسط الملايين فقأت عينيه طلقات بندقية رش ؛  على إثرها  يظن أنه الأحق لأن يرى للشعب طريقه و يتحدث بلسانه .

الدجال  

فتنهم بأحياء ساكن القبر الملعون ، خرج بلسان يبخ نار وعقل ينثر الظلام ؛ غامت العقول و أحترقت الربوع .   

الغريب 

سافر خارج حدوده الخانقة ، عند عودته المشتاقة بكى على كتفيه بنى وطنه ؛ تمنوا الرجوع معه ، شهور قليلة و عاش غريباً ؛ بحث عن سفرِ جديد .

إنسحاق 

تذكر حكايات جدوده وجداته التى كانت تسعده ، منهم من كان يفتخر بجده الولي صاحب المقام أو بعمه المناضل ضد الإحتلال أو بخاله الوزير ومنهن من تتفاخر بعمها البيك أول من جلب ماكينة نور لبلدته أو بعمتها التى فتح العمدة الشارع المغلق لها ليمر موكبها عند زواجه بها أو بدوارهم الذى كان مقصد المحتاجين ، أما هو فبكى حين تذكر إنسحاقه و هوانه و هجرته بعد أن غشى الظلام  و سكن الأسافل قصورهم وأستولوا على أرضهم .

صانعي الأشباح 

صنعوا الفزاعات (خيالات المآتة ) لإخافة الطيور التى تسطو على غلتهم .. أيام قليلة و لزم أهل القرية بيوتهم رعباً من الأشباح .

سؤال الى الله 
كانت كطول مجرتنا تلك الخطوات بين باب شقتهم المتروكة وبين باب غرفته القديمة حين صكت أسماعه وملأته غضباً تلك الآهات والأنات الفرِحة السَكرى الشبقة المتلذذة ؛ توعد أخيه بأشد العقاب ، مادت به الأرض واختلطت بصدره صرخات الإنتقام والإنكسار حين رأى أمه عارية يعتليها جارهم ، همّ بقتلها بعد فرار عشيقها ؛ إرتج جسده بعنف واهتزت يده القابضة على سكين المطبخ و إمتلأ فراغ الشقة بصراخه الذليل المتسائل ، يا الله : هل لو قتلتها أكون عاق ؟ وهل لو تركتها أصير ديوث ؟

عراقة 
لم تمل التغنى بعراقة أصلها و بالجمال المتوارث جينياً فى عائلتها كى تجذب اليها الخُطاب ؛ فدُفنت عزباء كأخواتها .

إنفصام 

صديقاتها يحسدنها على أمها التى أحسنت توجيهها وتربيتها ، عادت من الجامعة مبكراً على غير عادتها ؛ إتجهت لغرفتها ، وقفت مذهولة ؛ شخص بصرها ، أمها عارية تتلمس أعضائها منتشية وجارهم الشاب فى مواجهتها يفعل نفس الشئ .

صياد  

خرج للصيد ، إنهمك فى جمع حطب يكفى شواء فَرَائسُه ؛ جن عليه الليل فرجع خالى الوفاض .

عطر
فضت هديته المغلفة بفخامة ؛ تجهمت حين وجدتها قنينة عطر فارغة ؛ التقم شفتيها قائلاً ما وجدت أطيب من نضح جسدك لتُملأ به ؛ فغشيته و أغرقت جسده طِيباً .

قضاء وقدر

توجا حب العمر بعقد قرانهما أثناء إجازته القصيرة ، عاد لغربته على وعد أن تلحق به لإتمام الزفاف ، كادت تمسك بالسماء حين أمسكت جواز سفرها وارتدت فستان زفافها ، طارت لحبيبها ، جالت ببصرها بين المستقبلين فلم تجده ؛ حزنت واستجمعت كل عبارات العتاب لتسمعها له عند رؤيته ، جاءها أحد مسئولى الجوازات واعتذر لها بأن هناك خطأ فى تأشيرتها ويجب إعادتها لمصر على نفس الرحلة ، إستقبلها أهلها بالبكاء ؛ أخبروها أن حبيبها لقى مصرعه فى حادث سيارة أثناء ذهابه لإنتظارها بالمطار وأن السفارة رتبت أمر عودتها .

الشباك 
دائماً ما كان يقف تحت الشباك إما جارة مستأنسة بالحديث أو كثير من السائلين لتنفحهم صدقاتها وصدقات أبنائها .. الآن كثر الجمع حتى ملأ الشارع كله .. تسابقوا للدخول أليها لتقبيل يدها و وجهها وحمل ماء غسلها ونعشها لتدفن بجوار ساقها .
جحود 
بعشق وفرح حملته بين أحشائها جنيناً ، ورعته حتى كبر ولما تزوج حملها الى إحدى دور المسنين لترعاها .

نكران    

لعن الغربة ، إشتاق لإخوته ؛ قفزت فى صدره صورهم ؛ فرد ذراعيه ليحتضنهم ، أشاحوا عنه بوجوههم ؛ تذكر نكرانهم .

شوق 

تبِعها منذ خرجت من بيت جيرانه ، رآه بعض الشباب فلحقوا به ؛ أرادوا النيل منه ظناً أنه يضايقها ؛ أقسم لهم أنه أرادفقط أن تكشف النقاب ليرى وجهها الذى أوحشه ؛ هموا بضربه ؛ إغرورقت بالدمع عينيه وأردف إنها أختى التى قاطعتنى بلا سبب .

رَحِمُ     

هرعوا اليه حين مرض ، ساعات ورحلوا ، رآهم أولاده ثانية بعد سنوات ، جاءوا ليحملوا نعش أخيهم الأكبر .

ظلام 

وولِد و ترعرع فى الظلام  ، و حين أطل على الدنيا مجبراً ؛ إخترق الضياء عيناه فلعن النور .

بنوة    
تحلق حولها أبنائها الفرقاء ، مزقوا ثيابها ؛ كشفوا عورتها ، إنغرست أنيابهم فى جسدها الضامر ، أجهزوا عليها ، لم يبقوا منها غير جمجمة بلا عقل وكبد ملأته السموم و قلب مرتجف يقطر ألماً .

تحدي 
تحداهم بعنف ؛ تزوج اللعوب متيقناً من تقويمها ؛ فولدت له أبناء من سِفاح .

وفاء 
استجمعت شجاعتها ولطمت صهرها بعد أن راودها عن نفسها ، فى المساء قصت عليه ما حدث ، انهمرت قبلاته على صفحة وجهها وجسدها العاري ... و ذابت فى احضان  عيشقها .

المستحيل
تمنى المستحيل ؛ ولما جاءه .. لم يعرف ماذا يفعل.

العطر
احتضن القبر .. عل عطر أمه يملأ صدره فيسعد .

موت  

لم يدفنوا أمهم فحسب ، دفنوا معها كل مودة بينهم.

الستر
ابتهلوا الى الله سنوات عدة لينير ليلهم البهيم ؛ اضاء سمائهم كوكب دري ، سويعات و تضرعوا الى الله ليغطش ليلهم ؛ حين رأوا سوءاتهم و سوء فِعالهم .

وداع 
إتجه من المطار الى غرفة العناية ، إبتسمت له ، إنفرجت أساريرها ، أضاء وجهها ، شدت على يده ، فى اليوم التالى جلس فى مواجهتها يناجيها ؛ يخبرها بما لم يستطع قوله بالأمس ؛ أفرغ ما فى صدره من حب و عشق لها منذ طفولته ؛ كانت مُنصتة و مبتسمة ؛ تملكته نوبة بكاء عنيفة هزت كيانه و رجت سيارة الإسعاف ، ربت المسعف على كتفه ، رحمها الله ؛ والدتك كانت عظيمة  .

السقوط  
بئرها جفت ، مائه بلا ضفاف ، صب مائه ببئرها ، إبتسم الشيطان  .

ذكرى

من صورها القديمة إحتضنته ،كرت من زوجها أيام كان حبيباً ، طوته راجفة على كلمات عشقه و أوراق رياحينة ، خافت إن رآه زوجها حزن وأن رآه الحب تألم .

صفقة 

بصرخته الموجوعة مزق صمت الليل ، من يبيعنى ساعة فرح لقاء عمري الآتي ، يقهقه الزمان ، خاسر من يشترى ، القادم من عمره هو الأسوء . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أعلى النموذج

 

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2014 بواسطة elatiar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,397