الشعب المصرى لن يغفر للشرطة خيانتها العظمى
حامد عبد الحليم الأطير
جريدة شباب مصر
10-2-2011 6:16:48 AM
لن ينسى الشعب المصرى ابداً ما فعله جهازالشرطة المصرية بهم .. وسيسجل التاريخ وبحروف مكللة بالخزى والعار ان رجال هذا الجهاز القمعى الذى لطالما اذل الشعب المصرى وعذبه وقهره معنوياً واذاه بدنياً وسلب حريته وتعالى عليه وميز نفسه بادوات القوة والجبروت والاستبداد والذى صبر المصريون على انتهاكاته لفتره تزيد على الستين عاماً .. هذا الشعب الصابر لن ينسى انه حين ساءت الامور بمصر بعد مظاهرات جمعة الغضب 28 /1/2011 و حين انهارت الدولة بمؤسساتها الرسمية فى لمح البصر .. وحين احتاج الى حماية يكفلها له هذا الجهاز .. وجده قد ولى الادبار واختفى من الشوارع منذ عصر يوم الجمعة المذكور ومازال مختفيا حتى كتابة هذه السطور فجر يوم الأحد 30/1/2011.. ولقد تسبب هذا الإختفاء المريب والمدبر فى خروج عصابات السرقة والنهب من اوكارها بكافة مدن مصر .. وقيامها بالتعدى وسلب ونهب المنشات الحكومية والاهلية .. ولم يسلم المتحف المصرى الشهير منهم .. والأسوء قيام تلك العصابات بالسطو على منازل الأهالى وسرقتها .. كما روعوا الأهالى وارهبوهم باستخدام الاسلحة النارية والاسلحة البيضاء .. وكذلك قاموا بقطع الطرق عليهم واستوقفوا السيارات وسرقوا ركابها .. وقد نتج عن هروب رجال الشرطة نزول قوات من الحرس الجمهورى والجيش لتحل محلهم ولتحمى المنشات العامة والحيوية .. إلا ان عمليات السلب والنهب مازالت مستمرة .. والشئ اللافت للنظر ان تلك العصابات تتحرك بشكل منظم ومتشابه مما يدل على ان تحركاتهم هذه ليست عشوائية أوغوغائية .. انما يُشتم منها انها مدبرة وباحكام .. والكل يتسائل من وراء هذه العصابات ومن دبر لهم ومن يحركهم ؟ هل هم جماعة الاخوان المسلمون المحظور نشاطها من قبل النظام .. أم ان هناك خلافات بين الرئيس ووزير داخليتة وقياداته .. وعلى اثرها انسحب جهاز الشرطة من الشارع لتعم الفوضى ويسود التخبط .. ام ان هناك قصد وتعمد لهذا الانسحاب .. ليحدث ما حدث للشعب من نهب وسرقة ورعب .. وحتى يصرخ الشعب مطالباً بعودة الشرطة للإنتشار بالشوارع لكى تحميهم من اللصوص و العصابات .. وبصرخة الشعب هذه لعودة الشرطة يكون قد تم التغافر والتسامح مع الشرطة التى قتلت منهم واسالت دمهم يوم جمعة الغضب .. واياً كانت التفسيرات لهذا الهروب المخزى للشرطة .. فإن هذا الفعل الخسيس سيبقى فى ذاكرة اهل مصر لأجيال .. وسيظل التاريخ يذكره للاجيال التالية و لمئات السنين .. وسيذكر ايضاً بكل الفخر لهذا الشعب الذى تسكنه وتشع منه الحضارة والذى يظهر معدنه الأصيل فى الأزمات والملمات .. انه حمل لواء الدفاع عن نفسه بنفسه .. وكون مجموعات من الرجال والشباب كدروع بشرية صلبة قوية تزود عن ممتلكاتها ومنازلها وأولادها .. وسيسجل بحروف من نور وقوف تلك الدروع البشرية فى مواجهة عصابات السرقة والبلطجة والنهب .. كما سيسجل التاريخ ايضاً وبكل فخر واعزاز الموقف النبيل والعظيم للجيش والشعب المصري.. والذى تبادلا فيه الحب والإحترام .. وخاب ظن الظانين والمتشائمين الذين راهنوا على اصطدام الجيش بالشعب وحدوث شرخاً عميقاً لايمكن معالجته .. ولو حدث هذا الصدام لا قدر الله .. لزادت لائحة اتهام الشرطة .. لأنها ستكون من تسبب فى هذا بانسحابها وهروبها .. ويظل هناك بعض الامور التى حدثت واثارت الشكوك حول هذا الجهاز وحول انسحابه وهروبه المفضوح وتحتاج الى تفسير وتحليل .. ومن هذه الأمور ترك الشوارع خالية تماماً من التواجد الأمنى حتى من رجال المرور .. ومنها ايضاً الرحيل عن اقسام الشرطة وتركها لبعض الافراد ليستولوا على اسلحتها .. وكذلك ترك السجون بلا حراسة .. مما مكن السجناء من الهروب والخروج للشوارع وترويع الاهالى .. ومنها ايضاً قيام الأهالى بضبط بعض افراد الشرطة السريين وبعض جنود الشرطة وهم متلبسون بالسرقة .. هذا كله يدل على تخطيط محكم واسود به كثير من الإجرام فى حق هذا الشعب قام بتنفيذه جهاز الشرطة .. ان هذا الجهاز الذى تربى افراده وتعلموا وصٌرف عليهم من اموال هذا الشعب .. اصبح متهماً بالخيانة العظمى فى حق هذا الشعب العظيم الصابر عليهم .. لأن افراده تركوا ارض المعركة وولوا الادبار وتركوا الشعب تحت رحمة المجرمين .. كما انهم لم يكن لديهم ذرة وفاء واحدة .. ولم يكن لديهم أى حس أو احساس وطنى .. ولا حجة لهذا الجهاز بأنه لم يردها معركة بينه وبين الشعب يراق فيها الدم .. لان حجته هذه باطلة كل البطلان .. لان الشعب نفسه استصرخ وبكى وانتحب عبر وسائل الإعلام وناشد رجال الشرطة لكى تحميه.. ولكنهم صموا الآذان واغمضوا العيون واماتوا مشاعرهم وقلوبهم ولم يستجيبوا للصرخات ولا للإستغاثات الباكية المنتحبة وظلوا رابضين بجحورهم .
ولذا ومن خلال هذا المقال انقل مطالبات شعب مصر .. التى يصرون فيها على عزل كل افراد جهاز الشرطة من وظائفهم وتجريدهم من رتبهم على اختلافها .. باستثناء الشرفاء منهم وهم قليلون .. وتشكيل محكمة وطنية عسكرية لتحاكمهم جميعاً كمجرمي حرب وبتهمة الخيانة العظمى للشعب .. لأنهم اجرموا فى حقه .. ولأن حمايته هى الاساس وليس حماية نظام الحكم .. كما يطالبوا بنشر اسمائهم وصورهم جميعاً فى كتاب اسود أو فى نشرات وصفحات خاصة توزع على افراد الشعب .. ليحتفظ بها وليتوارثها ابنائهم حتى لا يصاهروا ولا يتزاوجوا من هؤلاء الخائنين ولا يتعاملوا معهم الى قيام الساعة .. وينادى ابناء مصر الموجوعين المتألمين .. بانه لا يجب عودتهم للخدمة مهما كانت الظروف ومهما كانت الأسباب ومهما كانت الاحتياجات الامنية للبلاد .. وأيا كان من سيحكم مصر .. فلا امان لخائن شعبه .. ولا عهد ولا وعد لجبان .
ساحة النقاش