أنواع غير مهددة أو خطر انقراض ضعيف جدا[1] |
|||
النطاق: | حقيقيَّات النوى | الأوراسي | النوع: |
المملكة: | الحيوانات | ||
الشعبة: | الحبليَّات | ||
الطائفة: | الطيور | ||
الرتبة: | صقريَّات الشكل (أو بازيَّات الشكل) |
||
الفصيلة: | البازية | ||
الجنس: | الباز | ||
Accipiter nisus كارولوس لينيوس، 1758 |
|||
زائرٌ صيفيٌ مُفرخ مُقيمٌ مُفرخ زائرٌ شتويٌ غير مُفرخ |
البَاشِق الأوراسيّ أو البَاشِق الشِّماليّ،[2] أو مجرَّد البَاشِق هو أحد أنواع الجوارح صغيرة الحجم المُنتمية لفصيلة البازية، وهو واسع الانتشار في القسم الأعظم من أوراسيا وفي شمال أفريقيا. تختلف الذكور والإناث عن بعضها من ناحية الهيئة الخارجيَّة، فالبوالغ من الذكور تتمتع بريشٍ رماديّ مُزرق ذو شرائط برتقاليَّة على القسم السفلي من جسدها؛ بينما الإناث والفراخ اليافعة بُنيَّة على القسم العلوي ومُخططة بخطوطٍ بُنيَّة على القسم السُفليّ. والأنثى أكبر حجمًا من الذكر بحوالي 25%، مما يجعل من فارق الحجم بين الجنسين أحد أعظم الفوارق عند أي نوعٍ آخر من الطيور. الباشق الأوراسي صيَّادٌ حُرجيّ بالمقام الأوَّل، يفتك بالطيور الحرجيَّة الصغيرة غالبًا، غير أنَّه يمكن العثور عليه في عدَّة أشكال من الموائل الطبيعيَّة والاصطناعيَّة بما فيها الحدائق العامَّة والحدائق المنزليَّة والقرى والمُدن، حيث يعيش على صيد الطيور قاطنتها. تميلُ الذكور إلى صيد الطيور الصغيرة من شاكلة القراقف والشراشير وعصافير الدوري؛ أمَّا الإناث فقادرة على الإمساك بطيورٍ أكبر حجمًا مثل السمنات والزرازير وأي نوعٍ آخر يصل وزنه إلى حوالي 500 غرام (18 أونصة) أو أكثر بقليل.
يُمكن العثور على الباشق الأوراسي في جميع أنحاء أقاليم العالم القديم المُعتدلة وشبه الاستوائيَّة؛ والطيور قاطنة المناطق الشماليَّة منها من القواطع، تُهاجر جنوبًا خلال فصول السنة الأكثر برودة، بالمقابل فإنَّ نظيرتها الجنوبيَّة مُقيمة في مواطنها طيلة العام، مع العلم أنَّ بعض الجمهرات منها تنزح داخليًّا إلى موائل أقل تطرفًا خلال الفصول القاسية، أو تقوم بهجرات قصيرة المسافة. تُفرخ البواشق الأوراسيَّة في أي نوعٍ من الأحراج، وتُنشأ عشًّا من الأغصان يصل عرضه إلى 60 سنتيمترًا (2.0 قدم) على إحدى فروع الأشجار. تضع الأنثى ما بين أربع إلى خمس بيضات زرقاء باهتة بُنيَّة الرُقط. يعتمد نجاح الشريكان في التفريخ على مقدرة الأنثى في الحفاظ على وزنها مرتفعًا والاعتماد على ما يُحضره لها الذكر من طعام. تفقس الفِراخ بعد 33 يومًا من الرخم، وتكتسي بالريش خلال فترة تمتد بين 24 إلى 28 يومًا من الفقس.
تتخطى حوالي 34% من الفراخ عامها الأوَّل، وحوالي 69% من البوالغ تبقى من عامٍ لآخر وتنفق بسبب تقدمها بالسن. نسبة النفوق بين الذكور اليافعة أعلى من تلك الخاصة بالإناث اليافعة، أمَّا أمد الحياة فيبلغ أربع سنوات في المعدَّل. عانت جمهرات الباشق الأوراسي خلال الحرب العالميَّة الثانية وتراجعت أعدادها بشكلٍ ملحوظ، لكنها عادت لترتفع بسرعة حتى أصبحت حاليًّا أكثر أنواع الجوارح شيوعًا في أوروبا. ويُعزى سبب تقهقر أعدادها سابقًا إلى استعمال مُبيدات الحشرات الكلوريديَّة العضويَّة قبل البِذار، فأخذت تلك السموم تتجمَّع في أجسام الطيور وتتركَّز وتفتك بالضعيفة والعاجزة منها، أمَّا الطيور المثصابة والتي تمكنت من البقاء فكانت تضع بيوضًا هشَّة القشرة سرعان ما تنكسر عندما ترخمها الأنثى. عادت الجمهرات لتتعافى بسرعة كبيرة بعد أن حُظر استخدام تلك المُبيدات في جميع أنحاء أوروبا نظرًا لما تنطوي عليه من مخاطر وأضرار، فأصبحت من بين أكثر الأنواع شيوعًا حتى صنَّفها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة على أنها غير مهددة على الإطلاق.
أدّى سلوك البواشق الأوراسيَّة وعاداتها في افتراس وقنص طيور الطرائد التي يستهويها الصيَّادون، والحمام الداجن بما فيه الزاجل الذي يُربّى بهدف التسابق، أدّى ذلك إلى تنازع مُربي الدواجن والطرائد معها على مدار قرون. كما يلوم البعض البواشق الأوراسيَّة في أنَّها السبب وراء تناقص أعداد العصفوريَّات في بعض المناطق؛ غير أنَّ البحوث العلميَّة لم تكشف أي صلة بين ازدياد أعداد هذه الكواسر وانتقاص أعداد الطيور قاطنة الأحراج والأراضي الزراعيَّة بعد انتهاء الحرب العالميَّة الثانية (أي بعد انتعاش جمهرة البواشق). كما أظهرت دراسات أخرى أن البواشق الأوراسيَّة مسؤولة عن نفوق أقل من 1% من الحمام الزاجل. دُجِّنت البواشق الأوراسيَّة من قِبل الصقَّارين الأوروبيين منذ القرن السادس عشر على الأقل، ومنذ ذلك الحين وهي تُستخدم في قنص الطرائد الصغيرة ومتوسطة الحجم، ويمتدحها الصقَّارون لشجاعتها وإقدامها، مع العلم أنَّه يُشتهر عنها صعوبتها في التعلّم والتدرّب. تظهر هذه الطيور في الميثولوجيا التيوتونيَّة، وقد ذكرها عدد من الكتَّاب والمؤلفين بمن فيهم: ويليام شكسپير وألفريد تنيسون وتيد هيوز.
ساحة النقاش