مهمته تحويل المخلفات إلى تحفة فنية!

بقايا البلاستيك والحديد والنحاس التي يطلق عليها المصريون "الخردة" ولا يستفيد منها المجتمع في شىء، بل تصبح عبئاً ثقيلاً على البيئة تتحول على يديه إلى منحوتات إبداعية وأشكال متنوعة لحيوانات ودراجات نارية!

إنه "عزت حامد – 48 سنة" المتخصص في تدوير الخردة، التقيناه لنتعرف عن قرب على تجربته المختلفة مع هذا الفن.

في البداية يقول عزت: أنا من سكان شارع "محمد محمود" بوسط القاهرة، خريج معهد فني صناعي، قسم تركيبات ميكانيكية، أمتلك ورشة كهرباء سيارات ورثتها عن والدي.

قصتي بدأت مع الخردة عن طريق تلك الورشة، حيث وجدت المخلفات التي تخرج من الورشة يستهويني شكلها جداً وألوانها جذابة للغاية. كنت أجمعها في براميل وأبيعها بأسعار ضئيلة لكني بعد ذلك قررت أن أستغلها وأصنع منها شيئاً مفيداً.

بدأت أعمل في فن تدوير الخردة الحديد منذ عام تقريباً، أما القواقع فاشتغل عليها منذ أكثر من عشرين سنة ولا تنس أن لدي حساً فنياً منذ الصغر، فكنت أمارس هوايتي الرسم والنحت، كما أن "جينات" الفن منتشرة في عائلتي، حيث إن لي شقيقة معيدة بكلية التربية الفنية ووالدي كان يعزف على العود.

ومن شدة عشقى للدراجات النارية قررت أن أبدأ في عمل دراجة نارية من الخردة، وقمت بعمل عدة أشكال منها.

وعن قصته مع القنابل المسيلة للدموع يقول: تستهويني أي قطعة معدن شكلها مميز والقنابل المسيلة للدموع مصنوعة من معدن خامته جيدة، قررت أن أصنع من هذه الأداة التي استخدمها النظام السابق لقمع المتظاهرين عملاً فنياً يؤرخ لثورة يناير، التي شاركت في أحداثها بانتظام، وساعد على ذلك أن الشارع الذي أسكن به يطل على ميدان التحرير، وهناك كثيرون يعلمون موهبتي فكانوا يحضرون لي القنابل، بالإضافة إلى "فوارغ" طلقات الخرطوش!

كان الموضوع في بدايته مجرد هواية إلى أن قررت أن أشارك فى المعارض الفنية، وبدأ الأمر يتحول إلى ما يشبه الاحتراف!

ويضيف الفنان عزت حامد: تحويل أي قطعة خردة غير مستغلة مثل: البلاستيك والنحاس والحديد إلى عمل إبداعي هو نشاط منتشر للغاية في الغرب، وقد اطلعت على أبرز التجارب هناك عبر الإنترنت ووجدت أن الموضوع "كبير جداً"!

وعن الاختلاف بين ما يقوم به وما يتم عمله في الخارج، يقول: هم يقومون بعمل كل شىء على حدة، فمثلاً يتم العمل على مخلفات أجهزة الكمبيوتر بشكل منفصل، أما البلاستيك فيشتغل عليه آخرون، وكذلك الحديد على حدة...إلخ، أما أنا فأقوم بعمل مزج بين العديد من أنواع المخلفات ويخرج العمل الفني الواحد من تحت يدي وهو يجمع مختلف الخامات!

ويستطرد عزت، قائلاً: لا يهمني العائد المادي بقدر أن تصل الفكرة للناس علماً بأن هذا الفن يجذب الأطفال جداً، فأولادي أحبوه للغاية وبدأوا يقلدونني وهناك بعض الأهالي طلبوا مني تعليم أولادهم، وأنا أنوي فعلاً تعليم هذا الفن للنشء، حيث عملت مدرساً لمدة سنة لمادة المجال الصناعي وهي مادة كانت تُدَّرس للطلاب بدءاً من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي وتم إلغاؤها من مناهج الوزارة منذ أربع سنوات، رغم أنها كانت مادة مفيدة جداً، حيث كانت تعلم الطلبة كيفية إصلاح أشيائهم المختلفة مثل الغسالات والثلاجات والسباكة .

وعن الصعوبات التي يواجهها في هذا المجال يقول عزت: أبرز هذه الصعوبات تتمثل في إمكاناتي المحدودة ومشكلة التنقلات بسبب ثقل وزن معروضاتي، وكذلك عدم وجود ورشة خاصة بي لفن تدوير الخردة.

وبالمناسبة أعتبر نفسي أول متخصص في هذا الفن في مصر وأطمح إلى نشره على مستوى الجمهورية.

 

وأطالب الدولة بتوفير أماكن لتجميع الخردة وإعادة تدويرها، وكذلك من الممكن أن نقوم بعمل مدارس كبيرة متخصصة في هذا المجال!

المصدر: محمد خفاجي
eekn

شبكة المعرفة البيئية المصرية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 655 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2014 بواسطة eekn

ساحة النقاش

شبكة المعرفة البيئية المصرية

eekn
شبكة المعرفة البيئة المصريه هى احدى المواقع التابعه لوزارة البيئة وتهدف الى نشر الوعى والثقافه البيئية والعمل على جعل البيئة وموضوعاتها محور اهتمام من المواطن المصرى على وجه الخصوص والعربى بشكل عام سواء كان رجل او امرأة او طفل »

عدد زيارات الموقع

1,413,689

تسجيل الدخول

ابحث


جمهورية مصر العربية
وزارة البيئة
=================

MSEA ON TWITEER

اللقاءات والحوارات التليفزيونية


منوعات


Follow Egyptian Ministery of Environment's board Beautiful Egypt on Pinterest.