بعد أسابيع قليلة تحتفل البلاد بمرور 3 سنوات من عمر ثورة 25 يناير ومازالت سمة عدم الاستقرار هي الغالبة علي الساحة السياسية والاقتصاد المصري انتقل من مرحلة الخطر إلي مرحلة الميوعة بسبب عدم إدراك البعض ضرورة وأهمية العودة إلي الاستقرار لتعود عجلة الإنتاج إلي سابق عهدها.. تحاول الحكومة الحالية فرض الانضباط علي الشارع المصري من خلال تنظيم حق التظاهر. وإذا بالبعض ممن ساهموا في القيام بالثورة يحاول أن يأخذ لنفسه بعض المميزات من خلال عدم احترام القانون الجديد ومعارضته. وهو بذلك قد جانبه الصواب لأن تطبيق القانون علي فئة دون أخري هو إجهاض للقانون قبل أن يطبق. وكان يجب المحافظة علي وحدة الثوار بدلاً من الانشقاق وتوجيه البلاد إلي مرحلة الفوضي.
إن الاحتفال بالثورة يجب أن يتحقق بسرعة إصدار الدستور وقيام البرلمان وباقي مؤسسات الدولة التي تهدمت مع قيام الثورة بسبب الإهمال أو الفساد أو المحسوبية والتوريث وغلبة المال علي السياسة. ليتم وضع البلاد في المكانة اللائقة بعد تأخرها في الترتيب الدولي إلي مستويات دنيا بسبب عدم الاستقرار.
يكون الاحتفال بالثورة بأن يتم الالتفاف حول علم واحد بدلاً من قيام فئة برفع علم "رابعة" وجعله رمزاً لعدم الوحدة والاختلاف والتفرقة والشعوبية التي نهي عنها الإسلام. وأن يتم الكف عن سفك دماء المسلمين بأيدي المسلمين.
يكون الاحتفال بأن يتفرغ أبناء الوطن في الجامعات لتلقي العلم والتعلم من أجل رفعة هذا الوطن بدلاً من الانغماس في الفتن وتشجيع فريق ضد الآخر. خاصة الأبناء الذين يتلقون العلم في الجامعات الحكومية من أبناء الطبقة الوسطي وعلي نفقة الدولة.
يكون الاحتفال بالثورة بأن يتم الإعلان عن توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب وعودة النشاط السياحي ليتم توفير موارد حقيقية لإنعاش الاقتصاد بدلاً من الاعتماد علي المنح والهبات. وأن يتم الإعلان عن مولد عشرات المشروعات من المشروعات القومية وباكتتاب من جمهور المواطنين. بشرط عدم التفريط في هذه الأسهم للأجانب.
إن عودة مصر لمكانتها العالمية كدولة محورية لا يتحقق بحسن النوايا. ولكن بالتوحد وإنكار الذات والاتفاق علي كلمة سواء. بعد أن تجرأت دول عظمي وأخري إسلامية وبعض الدول الصغيرة الأفريقية.
يكون الاحتفال بالثورة من خلال ضمان حق الأجيال القادمة في مياه النيل وفي ثروات مصر المعدنية التي تصدر بثمن بخس. وأن يطرح مشروع تنمية محور قناة السويس للشعب بنظام الاكتتاب العام حتي لا يقع محور قناة السويس في أيدي المغامرين وضعاف النفوس.
إن قيام بعض فصائل الثورة بمحاولة جر البلاد إلي مستنقع من الفوضي والاقتتال والهمجية سوف يحسب ضد الثورة التي شهد لها العالم ب"الثورة العظيمة". وأن مد عمر الثورة سوف يزيد الأوضاع سوءاً وتدخل البلاد في مرحلة تردي الدخول ونقص الوقود وزيادة الفقر والمرض والعوز.
إن بعض الوزارات بدأت في جذب المستثمرين.. هل استعدت لهم جيداً بمنح مزيد من التيسيرات وتعديل قوانين الاستثمار أم أنها مجرد محاولة لم تكتمل وجهد ضائع في الفراغ؟!.. إن العالم ينظر الآن إلي الثورة والطريقة التي تدار بها ليستلهم منها العبر والدروس.. فهل اختار المعارضون للثورة موقعهم من التاريخ الذي يسجل لحظات هذه الثورة؟!