محمد رفعت المحجوب - من كتاب اعلام ومشاهير دمياط - تأليف محمد عبد السلام - محمد عبد السلام - منسق برلمان دمياط

<!--

رئيس مجلس الشعب ... رفعت المحجوب

المولد والنشأة :

ولد في مدينة الزرقا في محافظة دمياط الساحلية شمال مصر حيث تلقي تعليمه، ثم حاز علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1948، والدراسات العليا في القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس بفرنسا عام 1950، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة باريس العام 1951 ودكتوراه الدولة في الاقتصاد من جامعة باريس العام 1953، عاد إلي إلي مصر عقب الثورة حيث تدرج في عدة وظائف في جامعة القاهرة ومنها عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية العام 1971

في عام 1972 اختير من قبل الرئيس محمد أنور السادات في منصب وزير برئاسة الجمهورية، وتلك كانت بداية عدة مناصب سياسية تقلدها. عين في عام 1975 في نائبًا لرئيس الوزراء برئاسة الجمهورية، كما أنتخب أمينا للاتحاد الاشتراكي العربي عام1975 .

وفي 23 يناير 1984 تولى رئاسة مجلس الشعب المصري التي ظل يتولاها حتي اغتياله بتاريخ 12 أكتوبر 1990 خلال عملية نفذها مسلحون إسلاميون في أعلى كوبري قصر النيل أثناء مرور موكبه أمام فندق سميراميس في القاهرة عندما أطلق علي الموكب وابل من الرصاص نتج عنه مصرعه فورًا، ثم هرب الجناة على دراجات بخارية في الاتجاه المعاكس.

ويصفه احد تلاميذه وهو الدكتور نصار محمد عبد الله قائلا " على مدى أربعة أعوام ما بين 1962 و1966ورفعت المحجوب يدرس لنا في كل عام مادة أو مادتين بدءا من مدخل إلى علم الاقتصاد الذي درسه لنا في الفرقة الأولى من خلال كتابه " الاقتصاد السياسي " ، وانتهاء إلى النظرية الكينزية التي درسها لنا في الفرقة الرابعة من خلال كتابه الرائع " الطلب الفعلي " .

على أية حال فقد كان لرفعت المحجوب طيلة تلك السنوات من المهابة ما لا أظن أن أستاذا آخر يتمتع به .. كان فارع القامة جهوري الصوت ، ناصع البيان ...عندما يجلس على المنصة ويبدأ المحاضرة تشرئب نحوه الأعناق وتتسمر الأعين حوله والآذان، وحين يصمت هنيهة يخيم الصمت حتى لتكاد تسمع دبيب النمل ، وكان يمتلك لغة عربية نقية صافية لم أسمع ما يدانيها فى نقائها وسلامتها أو ما يقترب منها لدى كبار المسئولين ، وكانت أفكاره تتسم بالوضوح والترتيب والقدرة على توصيل المعلومة الاقتصادية في أبسط صورة ممكنة مهما كانت درجة صعوبتها أو تعقيدها ... وفى نهاية المحاضرة كان يفتح الباب لتلقى أية أسئلة أو تعقيبات ، وكثيرا ما كانت أناوشه ببعض التساؤلات أو التعقيبات التي كان دائما يتلقاها بصدر رحب بل وكثيرا ما كان يعقبها بالثناء على السؤال والسائل، وكان هذا كله يكسبه عندي وعند أغلب زملائي مكانة لا يدانيه فيها إلا القليلون .

ورغم هذه الرحابة في الحوار في المحاضرة فقد كان فيما عدا هذا حريصا جدا على رسم الحدود الفاصلة والصارمة بين الأستاذ والتلميذ فلم يكن يتبسط مع أحد ولا يشجع أحدا على الحديث إلا في حدود المادة التي يدرسها" .

مؤلفاته وجوائزه :

من أهم مؤلفاته : السياسة المالية وتحديد سعر الفائدة بغرض تحقيق توازن التشغيل الكامل"، "الاقتصاد السياسي" ، "الطلب الفعلي مع دراسة خاصة بالبلاد الآخذة في النمو"، "إعادة توزيع الدخل القومي من خلال السياسة المالية"، "النظام الاشتراكي في الجمهورية العربية المتحدة"، "دراسات اقتصادية إسلامية"، والعديد من المقالات المنشورة في مجلة القانون والاقتصاد.

حصل المحجوب علي عدة جوائز وأوسمة رفيعة منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ١٩٦٣ من قبل الرئيس جمال عبد الناصر ، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى ١٩٧٥ من قبل الرئيس أنور السادات، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام ١٩٨٠.

اغتيال المحجوب :

تم اغتيال رفعت المحجوب في يوم 12 أكتوبر 1990 خلال عملية نفذها مسلحون في أعلى كوبري قصر النيل أثناء مرور موكبه أمام فندق سميراميس في القاهرة عندما أطلق علي الموكب وابل من الرصاص نتج عنه مصرعه فورًا، ثم هرب الجناة على دراجات بخارية في الاتجاه المعاكس.

واتهم في مقتل المحجوب جماعة الجهاد الإسلامية وتم محاكمتهم فيما عرف بمرافعة القرن أو محاكمة القرن وتسمى أيضاً محاكمة الغرباء حيث تمت في مصر 15 مايو 1993، وحكم على المتهمين بالإعدام، ولا زالت غامضة إلى الآن حيث الشكوك تشير إلى أن المتهمين براءة وتشير أصابع الاتهام حاليا إلى تورط الرئيس السابق " مبارك " في قتل المحجوب .

المصدر : كتاب اعلام ومشاهير دمياط - تأليف محمد عبد السلام منسق برلمان دمياط وباحث دكتوراه في الاداب