تطبيقات إلكترونية في الرياضيات

مدونة خاصة بعلم الرياضيات تغطي بعضا من المواضيع الحديثة وتسلط الضوء على بعض قضايا علم الرياضيات

لنبدأ على بركة الله تعالى بسؤال جوهري: كيف تستلهم الأفكار الإبداعية؟

من أين تأتي الأفكار عموما؟ من عقل المفكر طبعا..

 

طيب، على ما ذا تنبني؟ على أفكار مسبقة وربما خلفية فكرية وثقافية وأحيانا مهارات أو خبرات مكتسبة..

وأكاد أجزم قطعا بأن كل فكرة إبداعية (إنسانية) في تاريخ البشرية منذ بدء عملية التفكير، ومهما بلغت درجة تعقيدها وخروجها عن المألوف وإبداعيتها، فإنه يمكن في النهاية وبكل بساطة تفكيكها إلى أفكار جزئية موجودة مسبقا أو مستوحاة مما هو موجود مسبق، إما في الإنتاج البشري أو في الطبيعة المخلوقة.

 

والسؤال العملي الذي بدأنا به: كيف تستلهم هذه الأفكار؟

أنا لا أؤمن أبدا بأنه هناك ما يسمى إلهاما محضا، وأشك شكا منطقيا في وجوده أصلا، أرى أنه مثل الحظ: تفسير عامي ساذج لظواهر بالغة التعقيد ومستعصية الفهم، وأقترح بدلا منه مصطلح الإستلهام، وهو البحث عن الأفكار بدل انتظارها.

أحيانا يكون المرء في صدد بحث يائس عن فكرة ما، قد تكون إبداعا أو حلا لمشكلة مطروحة أو مشروعا ما، ويضيع في ذلك وقتا وجهدا كثيرين دون أن يصل إلى مبتغاه، فما السر في الأمر إذن؟

 

جئتكم اليوم بعد بحث وتمحيص وتفكير طويل بوصفة مجربة وناجحة لتوليد الأفكار:

 

  1. قم بصياغة ما تريده بالضبط، واستغرق وقتا كافيا لترسيخه في ذهنك: قد ينفع هنا أن يكتب المرء مراده على ورق، ويصوغه باختصار وسلاسة، ثم يقرؤه بصوت عال، حتى يترسخ في ذهنه، وهي خطوة مهمة، لأنه معظم ما يتوصل إليه المرء من أفكار إبداعية يأتي عن طريق ما يسمى “اللاوعي”، دع دماغك يفكر في الأمر وانصرف لأداء مهام أخرى.. كم مرة أدركت فجأة حل أحد أسئلة الإمتحان بمجرد خروجك من القاعة ودون التفكير فيه حتى مثلا، والتفسير أن الدماغ كان لا يزال يشتغل عليه.. وكم مرة جاءتك فكرة إبداعية وأنت نائم أو وأنت تمارس نشاطا رياضيا.
  2. الطريقة التقليدية لتوليد الأفكار والإبداع، تستدعي أن يجلس المرء فعليا ويصفي ذهنه ويركز تفكيره على مجال معين لأطول مدة ممكنة حتى يتوصل إلى مراده، قد تبدو صعبة جدا، وهي كذلك بالفعل لكن مع إضافة بسيطة ستبدو الطريقة أسهل وأكثر فاعلية. فحياة المرء تشوبها لحظات ملل وفراغ، حين تكون في الإنتظار مثلا أو جالسا في سفر، أو عند الحلاق، أو حين يكون المرء جالسا في الحديقة أو حين تكون ماشيا.. كل تلك اللحظات هي من أكثر الفرص مناسبة للتفكير والإبداع والأمر مجرب، فلطالما كان السفر والجلوس عند الحلاق أو في الإنتظار أو حتى أحيانا الجلوس في محاضرة مملة.. إحدى أكثر اللحظات مناسبة للإستلهام وتوليد الأفكار...
  3. الإستلهام من مصادره الأساسية: محاكاة إبداعات وأفكار سابقة.. حاول دائما أن تبحث باستمرار عن أفكار ملهمة في المجال الذي ترغب في الإبداع فيه، فإن كنت ترغب في التأليف الأدبي اقرأ أحسن ما كتب، واستلهم منه أفكارا تنفع كمادة حكائية جيدة، واستلهم من الحياة اليومية، لا تدع حوارا أو عبارة إبداعية تفوتك، سجل كل شيء تراه مناسبا لما تشتغل عليه.
  4. وفي حالة الإختراع، اطلع على آخر المستجدات باستمرار، وابحث عن الإختراعات الموجودة في المجال الذي ترغب في الإبداع بالضبط، والبحث الصوري في جوجل وسيلة مناسبة لذلك.

  5. التفكير الجماعي أو العصف الذهني الجماعي وسيلة فعالة في توليد الأفكار، إن تم بطريقة عملية ومنظمة، وهنا يقترح الخبير الأمريكي بول غراهام طريقة أسماها “الساندويتش: جماعيا – فرديا – جماعيا”

وتعني أن يتم العمل على التفكير في موضوع معين جماعة لمدة كافية حتى يصلوا إلى الملامح الأساسية للفكرة النهائية، ثم تتاح الفرصة لكل أن يفكر على حدة، ليلتقي الجميع بعد ذلك وفي جعبة كل منهم أفكار أحسن وأكثر إبداعية فينقحونها جماعة ليخرجوا بالفكرة أو الأفكار النهائية.

 

مصدر المقال:

http://www.khalidmarbou.com/Blog/الأفكار-الإبداعية-كيف-ومن-أين-تأتي؟

e-math

معاً...نحو مستقبل أفضل في تعليم وتعلم الرياضيات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2012 بواسطة e-math

ساحة النقاش

تطبيقات إلكترونية في الرياضيات

e-math
أُنشيء الموقع بهدف تسخيرالإمكانات لدعم العملية التعليمية وتسهيل التواصل التعليمي، مىن خلال التوظيف الأمثل لتقنيات المعلومات والتعليم الحديثة، ونشر ثقافة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، إسهامًا في بناء مجتمع معرفي . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

158,304