د/شيماء محمد عطية الجوهرى

المديرالفنى لأكاديمية الطفل الخاص ورئيس قسم التأهيل التخاطبى

authentication required

 

إذا أردت لطفلك نمواً في قدراته وذكائه فهناك أنشطة تؤدي بشكل رئيسي إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على الابتكار

 فهناك عدد من العناصر الفعالة التي تساعد على التفوق العقلي من خلال ذاكرة قوية وقابلة للنمو باستمرار - وهي:

 الانتباه:

الذي يحتل موقعا مهما في منهج تنمية وتطوير الذاكرة.. ويعمل الانتباه بطريقة الانتقاء بالنسبة للموضوعات والأشياء التي ترغب في أن تتذكرها، فهو يتجه بشدة وفاعلية نحوه ويحلو لك أن تعيش معها، ويلفت نظرك إليها ويثير اهتمامك بها.
وكل إنسان يحتاج إلى أن يكون منتبها لوقت ما، ويحتاج إلى عقل شديد الحساسية في ظروف معينة - ومن المعروف أن العقل يكون في حالة انتباه كامل بالنسبة للأشياء التي نحبها، ومن هنا يمكن لأي إنسان أن يرفع درجة الإحساس والانتباه في العقل إذا تعلم كيف يحب الأشياء التي يريد أن يحفظها، إما لذاتها أو لأنها ترتبط معه بشيء يحبه ويميل إليه - وعلى النقيض من ذلك، يستطيع الإنسان أن يتذكر بدقة ما يفزعه ويثير الخوف في داخله - ويدرك ذلك جيدا هؤلاء الذين شاركوا في - أو شاهدوا - حادثة معينة.
 الإدراك
يرتبط الإدراك بالحواس التي يتمتع بها الإنسان، وبأعضاء هذه الحواس مثل: العين - والأذن - والأنف - والجلد.. فإذا نظرت إلى شيء ما، فإن حاسة البصر تنشط - ويمكنك أن تجعلها تتحول إلى عملية ملاحظة إذا وجهت إليها درجة أكبر من التركيز والانتباه.. ويحدث الشيء نفسه بالنسبة لحاسة السمع، حيث يمكن أن تتحول عملية الاستماع إلى عملية إنصات عميق إذا وجهت إليه انتباهك الكامل وتركيزك الشديد.. وهكذا يمكن أن تتعلم كيفية الملاحظة والإنصات على تنشيط الإحساس المرهف حتى تستطيع تحقيق ذلك - والتدريب هنا سهل ميسور؛ لأنه ينبع من الطبيعة نفسها.
قوة التركيز
حاول أن تنصت لجميع الأصوات التي استيقظت معك مبكرا، صوتا.. صوتا.. وستجد مفاجأة!! أنك تعيش في المكان نفسه منذ عدة سنوات - وعلى الرغم من ذلك، لم تكتشف هذه الأصوات - زقزقة العصافير.. أصوات الباعة.. أو الجيران - وكأنك تسمعها لأول مرة .. فقط؛ عليك أن تتعلم الإنصات.. وسوف تسمع أصواتا كثيرة من الممكن ألا تكون قد سمعتها من قبل.. حاول أن تجعل انتباهك مرهفا.. وملاحظتك جيدة وحادة.. ويوما بعد يوم.. ستصبح ذاكرتك أفضل بفضل هذا الإدراك النابع من الحواس.
 الإدراك والإحساس
وهناك من العلماء من يقول: إن الإدراك أكثر تعقيدا من الإحساس؛ فهو يتعدى حدود التمييز بالحواس؛ ليشمل ظواهر متآلفة وخبرات حسية مركبة تؤدي إلى فهم الأشياء بدقة.. وعلى هذا فإن الإدراك يتناول الوظائف الأكثر تركيبا، مثل: إدراك الأشكال والعلاقات بينها - كما يتناول وظائف وعمليات معرفية، تساعد الإنسان على استقبال المعلومات، سواء كانت هذه المعلومات ثابتة أو متغيرة، وذلك باستخدام جميع الحواس .

وتعتبر قدرات الذاكرة من أهم القدرات العقلية التي تساعد الإنسان على النجاح وتحقيق الإنجازات الخارقة، وهي من أهم القدرات العقلية التي تحتاج إلى تمارين وتدريبات جادة للتمتع بقدرات عالية في
التذكر، فهي مثل الرياضي يحتاج إلى تدريب مستمر ومنظم ليحافظ على لياقته البدنية، لأن كلما دربت العضلات أصبحت أكثر مرونة وتحملاً.
وفي هذه الأيام ترى أكثر الناس يهتم ويخصص أوقاتاً طويلة لتنمية قدراتهم الجسمية والمعنوية والروحية وكذلك النفسية، على الرغم من أن القدرات العقلية ومنها التذكر إحدى الوسائل المفيدة لتطوير الشخصية ورقيها ونجاح الإنسان في حياته العامة والخاصة.
وقد تبين أن عمليات التذكر ليس لها علاقة بالذكاء، فقد وجد الكثيرين من الأذكياء ضعفاء في الذاكرة والعكس صحيح، وكذلك ليس لها علاقة بالمستوى الدراسي، أو الشهادة الجامعية.
كلنا يمتلك قدرات تذكر أحداث ماضية، أو معلومات حفظها، أو قرأها ولكنها تختلف من شخص إلى آخر، ومن ظرف إلى آخر، وكذلك العوامل التي بموجبها شوهد الحدث، أو أخذت المعلومة.
يقول العلماء أن نسبة استخدام العقل لدى الإنسان صغير بالنسبة إلى الحجم الغير المستخدم، وأن الغير مستخدم يتوقف ويتراجع إلى الوراء، ولهذا يكون النسيان لأن الحجم المستخدم في العقل غير كاف للاستيعاب. وكلما استخدم العقل في عمليات التفكير والتذكر كلما زاد عمره، ويقولون أيضا ً أن العقل لا يصيبه الشيخوخة لأن عمره قد يصل إلى حوالي (275 سنة) إذا استعمل في عمليات التفكير والتذكر بشكل صحيح.

العوامل المساعدة على تنمية القدرات العقلية:
1) القوة الذهنية: وتعني مقدرة الإنسان على التركيز على أحد الأفعال الذهنية الصعبة أو الجديدة والتي تحتاج إلى قوة ذهنية، مثل العمليات الرياضية والحسابية وحل الألغاز أو عند اتخاذ قرار صعب أمام المشكلات؛ وأحيانا ً يحتاج التركيز الجاد إلى صبر وتحمل.
2)المرونة الذهنية: وتعني قدرة الفرد على الابتكار والإبداع في مجالات مختلفة، والانتقال من مهمة ذهنية إلى مهمة ذهنية أخرى.
3)التحمل الذهني: وتعني دوام مواصلة التركيز والقدرة على تشتت الأفكار العارضة للحفاظ على مستوى عال من المقدرة عند تنفيذ مهمة أو عمل ذهني إلى النهاية، لا تركها في نصف الطريق.

4)التنسيق الذهني: وتعني إمكانية القيام بأكثر من مهمة ذهنية في آن واحد، وتعني أيضا ً التعلم أثناء العمل مع إيجاد حلول جديدة.


أنواع الذاكرة:
1) ذاكرة وقتية (قصيرة المدى): وهي تقوم بتذكر الخبرات والمعلومات بعد أن مرّ عليها لحظات.
2) ذاكرة دائمية (طويلة المدى) : وهي تقوم بتذكر الخبرات والمعلومات بعد أن مضى عليها وقت طويل.
وهناك من يقسم الذاكرة بحسب الحواس فهناك:
3) ذاكرة سمعية: تذكر الأصوات المختلفة.
4) ذاكرة بصرية: تذكر الرسوم والأشكال والصور.
5) ذاكرة حركية: تذكر الحركات المختلفة.
وهناك من يقسم بحسب التخصص :
1) ذاكرة للأرقام والأعداد.

 2) ذاكرة للأشياء.

3) ذاكره للوجوه والصور
2)ذاكرة للكلمات والألفاظ والجمل.

خطوات تنمية الذاكرة:
أولا: المعرفة :

 هو أن تعرف:
أ‌- قدراتك الحقيقية والكامنة في داخلك التي وهبها الله تعالى لك، وأن تعرف متى تكون في أوج قوتك الذهنية، ومتى تستطيع أداء الأفعال بشكل متميز، وقد ثبت أن الذين يقدرون أنفسهم فوق مستوياتهم العقلية الحقيقية يبوءون بالفشل، وأن الذين يضعون أنفسهم في مستوى أقل من قدراتهم الحقيقية يتحولون تدريجيا إلى شخصية كسولة وخاملة لا تستفيد من طاقاتها.
ب‌- المادة والموضوع التي يراد لها أن تذاكر إما لأجل اختبار أو لمنفعة أخرى، فيجب معرفة نقاط الضعف والقوة والجوانب المهمة والغير مهمة فيها، وكذلك معرفة مدى صعوبة وسهولة المادة، مع ملاحظة ربط الموضوع مع بعضها أو أخذها بشكل منفصل.
ثانيا: الإدراك:

 هو أن تعلم لماذا نفعل ما نفعل؟ وأن تعرف ما الذي يدفعك إلى تشغيل قدراتك واكتشاف طاقاتك ومواهبك،وان تدرك ماهية وحقيقة المادة والموضوع ودرجات القوة والضعف فيها، مع مدى الفهم والتركيز على جزء أو أجزاء معينة من المادة وكيفية الاستيعاب وخزن المعلومات.
ثالثا: الحفظ :

من المهارات المهمة للحفظ الجيد والمتقن هو الاعتماد على الحفظ إلى جانب الفهم وخاصة إذا كانت المادة صعبة. ويجب مراعاة ما يلي عند الحفظ:
أ‌ - تسميع ما حفظت (سأستمع إلى نفسي).
ب‌- افهم ثم أحفظ لأن الكلام المفهوم أسرع وأسهل في الحفظ.
ت‌- تقسيم الموضوع إلى وحدات صغيرة لأنها تزيد القدرة على الاستدلال وسهولة استرجاعها وحمايتها من الضياع والنسيان.
ث‌- وزع الحفظ على فترات زمنية، لأنها تقلل من الملل والكآبة ويمنع التشتت ويحصر الانتباه ويؤدي إلى استقرار المعاني والألفاظ في الذاكرة.
ج‌- كرر ما حفظت لأن التكرار يمنع المادة من الفرار.
ح‌- استخدم أكثر من حاسة عند الحفظ، دلت الدراسات أن الإنسان يتذكر في نهاية الشهر: 13% من المعلومات عن طريق السمع، و75% عن طريق السمع والبصر، و95% عن طريق المشاركة في المناقشة والممارسة والكتابة. ودلت دراسة أخرى على أن الإنسان يتذكر بنسبة 10% مما يقرأ و20% مما يسمع و30% مما يراه و50% مما يراه ويسمعه في آن واحد و80% مما يقوله و90% مما يقوله ويفعله في آن واحد.
رابعا: التذكر: هو تذكر ما عرفته وفهمته وحفظته (ويمكن تطبيق الفقرات الأربعة على كل فقرة) إما تذكيرا صامتا بدون إخراج صوت، أو بالتسميع وهو الأفضل وقد دلت التجارب على أن الإنسان يتذكر 55% مما تعلمه في الخطوات الثلاث السابقة و30% بعد مرور يوم و20% بعد مرور أسبوع و15% بعد مرور أسبوعين و10% بعد مرور شهر. أما الذين يستخدمون التسميع بعد الحفظ فإنه يتذكر بعد أسبوع حوالي 60% من المادة.
خامسا: الاسترجاع : بعد العمليات الأربعة يأتي دور استرجاع المادة والتقييم، وهو أن تلخص الموضوع بعد كل فقرة أو بعد نهاية الموضوع ككل، وأحسن طرق الاسترجاع هو أن تكتب الملخص.

تقوية الذاكرة:

يمكن تقوية الذاكرة بما يلي:

1.      قراءة  القرآن الكريم بشكل منظم.

2.      أذكار الصباح والمساء وأذكار المناسبات

3.      تركيز الانتباه فيما تريد تذكره.

4.      الاسترخاء والنوم الكافي والراحة التامة

5.      الربط بين الأفكار والمعاني

6.      التخلص من الإيحاءات السلبية والمثبطة

7.      استخدام أسلوب التدريب والتمرين

8.      التمارين الرياضية والاعتناء بالجسم

9.      استغلال فترات التوقد الذهني والنشاط العقلي
 
معوقات عملية التذكر:
1 ) انشغال العقل بأمور كثيرة في آن واحد.

2)الحالة المزاجية للشخص.
3)الحالة الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية والنفسية.
4)الخوف والقلق والتعب الشديد والانفعالات.
4)عدم الثقة بالنفس لسيطرة الإيحاءات السلبية.

مقاييس واختبارات تدريبية لتقوية الذاكرة
يمكن القيام بهذه الاختبارات مع مجموعة من الأصدقاء، أو منفردا ً) :
أولا : اختبار تذكر الجمل والكلمات بعد سماعها أو بعد كتابتها وقراءتها عدة مرات، ثم إعادة قراءتها وكتابتها وخير مثال لذلك آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول عليه السلام، ثم الأقوال المأثورة من حكم وأشعار.
ثانيا: اختبار تذكر الأرقام وخير مثال لذلك تذكر أرقام تلفونات الأصدقاء وخاصة الموبايل، قم مثلا ً بحفظ مجموعة أرقام ثم حاول تكرارها عدة مرات ولعدة أيام فإنها تحفظ في ذاكرتك وتكون بمثابة بداية لحفظ أكبر عدد من الأرقام.
ثالثا: اختبار تذكر الصور والأشكال بعد النظر إليها لفترة محدودة، ثم تذكر ما فيها من ملامح واختلافات وألوان.
رابعا:اختبار تذكر ما رآه الشخص أثناء حركته وتجواله في مكان ما بالتسلسل.
خامسا: اختبار تميز المتشابه والمختلف في عدة صور أو أشكال هندسية.
سادسا: اختبار فك الألغاز.
سابعا :اختبار حل الكلمات المتقاطعة وجداول كلمات السر.
ثامنا : قراءة قصة أو موضوع نثري ثم إعادة النص على آخر وآخر على آخر.
تاسعا : اختبار سماع أصوات معينة ثم نسب تلك الأصوات إلى مصدرها.
عاشرا:اختبار شم الروائح العطرة بعد خلط مجموعة منها ثم طلب التمييز بينها.
إحدى عشر:اختبار ذكر صفات شخص دون ذكر اسمه ثم طلب معرفة اسمه

وعن دعوة القرآن الكريم للتفكير والتدبر واستخدام العقل والفكر لمعرفة الله حق المعرفة،بمعرفة قدرته العظيمة،ومعرفة الكون الذي نعيش فيه حق المعرفة،ونستعرض فيما يلي بعضاً من هذه الآيات القرآنية التي تحث على طلب العلم والتفكر في مخلوقات الله وفي الكون الفسيح.

1( قول الحق (أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا).سبأ الآية 46 وهي دعوة للتفكير في الوحدة وفي الجماعة أيضاً
- وقوله عز وجل(كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون).البقرة الآية 219 وهي دعوة للتفكير في كل آيات وخلق الله عز وجل.
2) وفي هذا السياق يقول الحق جل وعلا (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون).البقرة الآية 266
3) وقوله عز وجل (كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون).يونس الآية 24
4) و أيضا ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الرعد الآية 3
5) وقوله سبحانه وتعالى(إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) النحل11
ويفرق الله بين المتفكرين والمستخدمين عقولهم ،وبين غيرهم ممن لا يستخدمون تلك النعم.
6) ويقول الحق سبحانه وتعالى(أولم يتفكروا في أنفسهم) الروم 8
وهي دعوة مفتوحة للتفكير في النفس والمستقبل .
7) وهناك دعوة أخرى للتفكير في خلق السموات والأرض،وفي كل حال عليه الإنسان ،فيقول المولى عز وجل (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فيخلق السموات والأرض).آل عمران 191
8( بل هناك دعوة لنتفكر في قصص الله وهو القصص الحق،لتشويق المسلم صغيراً وكبيراً ،يقول الحق

(فاقصص القصص لعلهم يتفكرون). الأعراف

فكل هذه الأيات تدعو الأم بأن تصبح جليس ممتع تدعو طفلها دائما للتعرف والأبتكار واإكتشاف أعطيه الفرصة كى يصبح متخذا للقرار لا منفذا لقرارك

 

drshimaaelgohry

د/ شيماء الجوهرى المدير الفنى لاكاديمية الطفل الخاص رئيس قسم التأهيل التخاطبى وعلاج عيوب النطق والكلام

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1329 مشاهدة
نشرت فى 14 مارس 2012 بواسطة drshimaaelgohry

ساحة النقاش

بوابة أكاديمية الطفل الخاص

drshimaaelgohry
بوابة أكاديمية الطفل الخاص هدفها بناء كيان راسخ لكل طفل لديه إعاقة أيا كانت وبذلك سوف تصبح بأذن الله كيانا جميلا: فلا تقل: من أين أبدأ؟ فأملك هو البداية لا تقل: أين طريقي؟ ففى تحقيق هدفك رفع راية لا تقل: لماذا تعليمى؟ فمستقبلك أمامك كفاية لا تقل: غدا ســأبدأ! فنجاحك »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

399,844