<!-- End table content boxes --><!-- Here begins the contentbox. -->
<!-- This should be fixed -->
الذكاء هو القدرة على التحصيل والاسترجاع، ثم المهارات الحركية والمهارات الخاصة، وهي صفات يمكن تنميتها. والذكاء من الأمور التي تشغل بال كل ام تجاه طفلها لانها تريده ان يصير من المتفوقين، ولكنها تجهل ان البيئة التي تحيط بالطفل لها دور كبير في تنمية ذكائه او تثبيطه، وعدا البيئة.. ما الأمور الاخرى التي يمكن ان تؤثر في الذكاء، وكيف يمكن تنمية ذكاء الطفل واستثماره؟
ان للوراثة دورا كبيرا ومهما في تحديد ذكاء الطفل منذ لحظة التقاء البويضة بالحيوان المنوي، وتتحكم في هذه العملية الكروموزومات او الجينات الخاصة بالأم أو الأب او اتحادهما معا، لانها تشير الى ان الطفل سيكون حاد الذكاء أو منخفضه، فهي تحدد كل شيء في مستقبل الطفل بعد ذلك.
فاذا كان الوالدان على نسبة ذكاء عالية، يرث الابناء هذه الصفة بطبيعة الحال الا في حالة وجود خلل عضوي لدى الطفل، والعكس صحيح، حيث ان 90% من مخ الطفل ينمو في السنة االأولى من عمره والنسبة الباقية في نهاية السنة الثانية التي تنمو من البيئة المحيطة به، لان الظروف البيئية من أهم الوسائل التي تساعد على نمو تثبيط ذكاء الطفل.
اما عن كيفية قياس معدل ذكاء الطفل قبل عمر اربع سنوات فيكون من خلال ما يسمى 'نصبات أميال التطور' وهي معلومات يجب ان تعرفها الأم مثل: متى يضحك الطفل متى يتعرف على والدته، متى يجلس، متى يتكلم.. فالطفل يضحك مثلا من عمر شهرين الى اربعة اشهر، ويجلس ما بين 6-9 أشهر وهكذا.
أما بعد 4 سنوات فهناك عدة مقاييس للذكاء، ولكن بصفة عامة اذا كان معدل الذكاء أقل من 25% فهذا الطفل معاق ولا يستطيع الاعتماد على نفسه في حاجاته اليومية من طعام وشراب وقضاء حاجة، ومن 25% إلى40% يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه من دون القدرة على تعلم أي نوع من أنواع التعليم التقليدي. ومن 40 إلى 65% يبدأ في تعلم بعض الحركات المهارية مثل القيام ببعض الحركات الميكانيكية من دون القدرة على مهارة الذكاء.
ومن 65% إلى85% يمكنه التعلم في مدارس خاصة بالمعاقين ذهنيا ومن 85% إلى 95% يصير الذكاء عاديا ومن 95 إلى 115% فهو قمة التفوق والابتكار.
الرضاعة الطبيعية: وفي هذا الشأن تبرز أهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة إلى الطفل، فهي تتحكم في مستوى الذكاء لديه، فلبن الام يحتوي على احماض امينية معينة غير متوافرة في اللبن البقري او الجاموسي فهو يساعد على نشاط الموصلات العصبية التي تحمل الاشارات العصبية من المخ الى مختلف انحاء الجسم وعن طريق تفاعلات معقدة تكون الاستجابة الذهنية والحركية، لذلك فهي ضرورية لنقل الاوامر للمخ، وخللها يؤدي الى خلل في توصيل الاوامر.
كما ان الرضاعة ايضا توفر للطفل الاحساس بالدفء والحنان اللذين لا يمكن اكتسابهما من اي البان اخرى وعلى الرغم من ان هذه الاحماض الامينية تضاف الى بعض الالبان الصناعية لكنها لا تضاهي لبن الام وما يمنحه من فوائد للطفل.
واخيرا فالغذاء المتوازن الذي يقدم للطفل مطلوب وهو الذي يحتوي على مجموعة من البروتينات والدهون والسكريات والفيتامينات والمعادن وجدير بالذكر ان الغذاء الذي لا يحتوي على كميات كافية من مادة 'الايودين' يؤدي الى انجاب طفل متأخر ذهنيا خاصة في السنتين الاوليين من عمره وينتشر ذلك في المناطق الصحراوية ولهذا السبب اوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة ان يضاف الايودين الى ملح الطعام.
كما ان الطفل الذي يعاني من نقص شديد في الوزن يؤدي بطبيعة الحال الى نقص في نسبة ذكائه.
العلاقة الرحمية: يجري الحكم على قدرات الطفل السليم من خلال التعرف على نموه العقلي والجسماني، فالنمو العقلي يشتمل على عمر الطفل الذكائي ثم تعامله مع الاخرين من خلال الاسرة والمدرسة.
ولكي ينمو الطفل نموا سليما لابد ان تعتني به الام منذ فترة الحمل من خلال احساس الجنين بحبها وحنانها وهو في احشائها، لان ذلك يساعد على نموه الطبيعي داخل الرحم عن طريق الجهاز العصبي السمبثاوي والبارا سمبثاوي المشترك بين الام والجنين، كذلك اذا كانت الام مدخنة يؤدي ذلك الى ولادة طفل بعيوب خلقية وبالتالي متأخر في درجة ذكائه ولذلك يجب على كل أم ان تلاحظ نمو طفلها العقلي والجسماني منذ لحظة ولادته من خلال الاتصال البصري.
هل هو منتبه اليها عند مناغاته ام لا، هل يلفت نظره بعض الاشياء ام لا يعيرها اي اهتمام، وعند ذلك يجب استشارة الطبيب لمعرفة مدى قدرة ذكاء الطفل وتوجيه الأم الى الطريق الصحيح.
كما ان للمدرسة دورا مهما في تنمية ذكاء الطفل، ليس من خلال التحصيل الدراسي فقط، بل يجب على المدرس ان ينمي في الطفل صفة الانتباه والتركيز، والأنشطة المدرسية أيضا تنمي لديه مهارات وترفع من نسبة الذكاء.
اما عن الوسائل التي تساعد على تنمية الذكاء لدى الطفل فهي عديدة منها توفير الحب والحنان، فقد أوضحت الدراسات ومن خلال تصوير مخي لخلايا الفص الصدغي للطفل ان هذه الخلايا تصبح أكثر تألقا لدى الطفل الذي نشأ في بيئة يتوافر بين افرادها الحب والحنان عن الطفل المحروم منها.
وحفظ القرآن منذ الصغر عامل مهم جدا لتنشيط الذاكرة لدى الطفل وتنمية قدراته، لانه يدعونا الى التفكير والتأمل.
ثم القراءة، لأنها تطور ملكاته وتكشف البيئة من حوله. كما ان سرد الحكايات مؤشر ضروري لنمو الذكاء. وقد أثبتت الدراسات الحديثة ان اطفال الأمهات الثرثارات يكونون أكثر ذكاء من اقرانهم، حيث تبين زيادة حصيلة الكلمات والمفردات لديهم مقارنة باطفال لأمهات أقل كلاما امام اطفالهن.
واما التربية الجسمانية فتنشط الذكاء وترتقي بالمستوى الذهني، وكذلك ممارسة الألعاب الشعبية لانها تنمي الخيال لديه، فالأطفال الذين يحبون هذه الألعاب يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والتفوق.
ومن الأهمية التشجيع لتنمية ذكاء الطفل، فهو يذبل ويموت اذا امتنع التشجيع عن الطفل، فاذا استخدمت الأسرة مع الطفل اسلوب العقاب على ممارسته لهذه الوسائل السابقة فسيعمل على ارضائهما وتجنب غضبهما بالابتعاد عنها، وبذلك سيمتنع عن الكثير من الاشياء اللازمة لنموه العقلي، فيتأثر ذكاؤه، اما اذا وجد تشجيعا مستمرا فسيقابل ذلك بالاستمرار في فعل ما يرغبه واظهار ما لديه من ابتكار وابداع.
وفى النهاية أؤكد على كل أم تعرفى على ذكاء طفلك بنفسك وإكتشفيهه وعامليه على إنه عبقرى وإستثمريه فى الأشياء التى على التطور وليس الرجوع إلى الوراء فطفلك أمانة بين يديك فحافظى على تلك الأمانة التى حباكى الله إيها.
|
|
|
ساحة النقاش