د/شيماء محمد عطية الجوهرى

المديرالفنى لأكاديمية الطفل الخاص ورئيس قسم التأهيل التخاطبى

authentication required

               مشكلةالضعف القرائى مفهومه، وكيفيةعلاجه

مقدمة:                                              

لقد حظي تعليم القراءة والكتابة على المستوى العالمي باهتمام كبير ، واهتم كثير من العلماء بدراستها دراسة علمية تحليلية ، كما اهتموا بجوانب النجاح والفشل فيها ، وأقاموا برامج لدراسة حالات التأخر والضعف فيها ، وكانت حصيلة تلك الجهود رصيدا ضخما من المعلومات على قدرات القراءة والكتابة ، ومهاراتها وتعليمها وقياسها وتشخيص الضعف فيها وعلاجه ، وأصبح ميدان القراءة والكتابة يستند على أساس علمي رصين ، وقد ساعدت نتائج البحوث التربوية في إثراء هذا المجال .

برغم من الجهود التي يبذلها المسئولون عن العملية التربوية والمهتمون بتطوير التعليم لمواكبة عصر المعلومات والتكنولوجيا وتذليل الصعوبات التي تعترض هذه العملية إلا أنه ما زالت هناك مشكلات لم تجد طريقها إلى الحل النهائي ؛ وذلك لأنها متجددة ومن المشكلات التي باتت تؤرق المربين والآباء والتلاميذ على حد سواء ..مشكلة تدني التحصيل الدراسي والضعف القرائي والكتابي لدى بعض التلاميذ وهي من أهم المشكلات التي تقف عائقا أمام التعليم .

ونظرا لما تخلفه هذه المشكلة من آثار سلبية تعود على التلميذ نفسه والأسرة والمجتمع حيث أن مثل هؤلاء التلاميذ لو أبقيناهم على حالتهم دون علاج فإن ذلك يشكل عبئا على المؤسسات التربوية حيث أن هؤلاء التلاميذ إما ينقلون آليا فيصابون بالإحباط مستقبلا مع ازدياد المعلومات العلمية في المراحل المتقدمة ، و إما يبقون في مقاعدهم الدراسية مما يؤدي إلى ازدحام الفصول وتضخم إعداد التلاميذ وبالتالي يشكلون عبئا إضافيا على الخدمات التربوية
وتولد مشكلات عدم الانضباط وعدم الانتظام وخلق مشاكل مع المعلمين وزملائهم التلاميذ و ربما يولد سلوكيا عدوانيا لديه بسبب شعوره بالإحباط و في النهاية يؤدي إلى الانقطاع عن الدراسة ، مما يزيد من نسبة الفاقد التعليمي في المجتمع في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهدا كبيرا للارتقاء بنوعية التعليم و كمه.

ومن هذا المنطلق تبنينا هذه الدراسة والتي تُعنى بدراسة وعلاج الضعف القرائي والكتابي لدى كثير من تلاميذ صفوف الحلقة الثانية من التعليم الأساسي

مفهوم الضعف القرائي :
يعني الضعف القرائي : " القصور في تحقيق الأهداف المقصودة بالقراءة . ومن ثم فهو يشمل : القصور في فهم المقروء أو التعبير عنه ، أو البطء في القراءة ، أو التلفظ الخاطئ للكلمة ، أو الخطأ في ضبط الألفاظ وشكلها . . . إلى آخر ما يتصل بأهداف القراءة.

مظاهر الضعف في القراءة :
1- إضافة أصوات غير موجودة أساسًا ونطقها ( رأيت بدلاً من رأت ) .
2- انتقال العين بشكل خاطئ على السطر الواحد .
3- حذف بعض الأصوات من الكلمة ( فُتان بدلاً من فستان ) .
4- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات المتشابهة للحروف ( س ، ص ) ، ( ص ، ض ) .
5- عدم القدرة على التمييز بين الهاء والتاء المربوطة والتاء المفتوحة .
6- عدم القدرة على التمييز بين اللام الشمسية واللام القمرية .
7- استبدال كلمة بأخرى .
8- تكرار الكلمات بعد قراءتها لأول مرة ، سواءً بالطريقة الصحيحة أم الخاطئة .
9- إضافة كلمة أو أكثر في الجملة .
10- حذف كلمة أو أكثر من الجملة .
11- قراءة الجملة كلمةً كلمة .
12- عدم الالتزام بمتطلبات علامات الترقيم .
13- التوقف الخاطئ قبل نهاية الجملة .
14- الخطأ في نطق الحركات المتعلقة ببنية الكلمة .
15- الخطأ في الإعراب .
16- الضعف في فهم المقروء أو التعبير عنه .
17- البطء في القراءة.

أساليب تشخيص الضعف القرائي :
1- الملاحظة : وفيها تتم ملاحظة سلوك الطالب وعاداته أثناء القراءة .
2- المناقشة الشفوية : وفيها يتم تقدير مستوى الطالب في القراءة بمناقشته فيما يقرأ .
3- السجلات المدرسية : ويقصد بها السجلات بكافة أنواعها ، والتي تساعد على متابعة كل طالب واكتشاف الضعف لديه.
4- الاختبارات : فهنالك الاختبارات المقننة والخاصة بالقراءة الجهرية ويمكن من خلالها استكشاف مستوى الطالب في القراءة . وهناك أيضًا اختبارات التشخيص التقديرية ، وهي التي يقوم بها المعلم بين الحين والآخر لمعرفة مستوى طلبته في القراءة .
5- دراسة الحالة : ويقصد بها بحث كل حالة تخلُّف قرائي علة حدة من جميع النواحي .

حلول مقترحة لعلاج الضعف القرائي :
أ- حلول متعلقة بالطالب :


1- تشجيع الطالب على المشاركة في الأنشطة اللغوية غير الصفية .
2- تشجيع الطالب على القراءة الحرة بصفة مستمرة .
3- تصنيف الطلاب الضعاف قرائيًا ، ووضع خطط علاجية خاصة بهم .
4- استخدام أسلوب التعلم الفردي للتغلب على مشكلة كل طالب .
5- إجراء عمليات تقويم مستمرة للطلبة ؛ لتقويم مدى اكتسابهم لمهارات القراءة .
6- إجراء دراسات حالة لكل طالب ؛ للوقوف على طبيعة ظروف معيشته ، ومدى تأقلمه في أجواء المدرسة .
7- الاهتمام بالجانب الصحي والنفسي للطالب ، ومتابعة ظروفه لأولاً بأول .
8- تخصيص مرشد نفسي واجتماعي للطلبة داخل المدرسة ؛ للمساهمة في علاج مشكلات الطالب المؤثرة على تحصيله .

ب ـ حلول متعلقة بالكتاب المدرسي :
1- تكوين لجان تربوية متخصصة في إعداد كتب القراءة ، بحيث تنظَّم تنظيمًا يقبل الدراسة بواسطة التعلم الذاتي .
2- اختيار موضوعات قرائية تراعي اهتمامات الطالب وميوله .
3- الاهتمام بالجانب الفني للكتاب .
4- إشراك المتخصصين في علم النفس في تأليف كتب القراءة .
5- تطوير كتب القراءة باستمرار ، بالاستفادة من ملاحظات الميدان .
6- الإكثار من الأنشطة والتدريبات القرائية داخل الكتاب الواحد .
7- توفير الكتاب المدرسي لكل طالب منذ بداية العام الدراسي .

ج – حلول متعلقة بالمعلم :
1- إعداد التقويم التشخيصي للتلاميذ للتعرف على أوجه القصور لديهم .
2- تحديد المهارات المطلوب تقويتها ونوع الضعف المطلوب علاجه لكل تلميذ .
3- تدريب التلاميذ عليها قراءةً وكتابة .
4- الحرص على وجود مذكرة صغيرة خاصة بكل تلميذ يكتب فيها الصور الصحيحة للكلمات التي يخطئ فيها .
5- تدريب التلاميذ على ربط التحليل الصوتي للكلمة بالتحليل الكتابي في نفس الوقت .
6- الحرص على إعداد قوائم للكلمات المتماثلة وتدوينها في مجموعات بها سمة مشتركة مثل : التماثل السمعي ، أو البصري ، أو التجانس في الحروف ، أو الحروف الساكنة من المشتركة .
7- الحرص على وجود تدريبات إثرائية وعلاجية من خلال الواجبات الصفية والمنزلية .
8- الحرص على إعداد تقويمات أسبوعية لقياس مدى تحسن التلميذ في مهارات القراءة .
9- تعزيز مبادرات التلاميذ وتشجيعهم من خلال طابور الصباح والإذاعة المدرسية ، أو من خلال أساليب أخرى كإلصاق صور على كراسته أو وضع بطاقة تشجيعية له .
10- إنشاء ركن للتعلم داخل الصف ، يتم فيه التعلم على شكل مجموعات ، وتدريب التلميذ الضعيف على المهارات المطلوبة من خلال مهام وأنشطة تخدم المهارات المطلوبة .
11- توظيف السطر الإملائي بكراسة صغيرة يتم فيها إملاء التلاميذ مجموعة كلمات تخدم مهارة واحدة أو عدة مهارات أو كلمات تشتمل على نمط واحد .
12- الحرص على تصويب أخطاء التلميذ مباشرةً في حصص الإملاء .
13- الحرص على اشتراك التلميذ في عملية التصويب والبحث عن خطئه وعن الصورة الصحيحة للكلمة التي أخطأ فيها .
14- توظيف التسجيلات الصوتية في معالجة الضعف في القراءة بتسجيل صوت التلميذ أثناء القراءة في الصف أو المنزل لتشجيعه على القراءة وتعلُّمها .
15- الحرص على إثارة ميول التلاميذ وجذب اهتمامهم للقراءة بأساليب متنوعة .
16- الحرص على اختيار مواد تعليمية بسيطة تعين على التدريبات القرائية والكتابية المطلوبة .
17- تعزيز ثقة التلميذ بنفسه ، وتشجيعه باستمرار على إحراز النجاح في قراءة الكلمات وكتابتها.
18- البدء مبكرًا في معالجة الضعف ، مع تنويع أساليب المعالجة ( فردية وجماعية).

 د – حلول متعلقة بالبيئة المدرسية :
1- اختيار مشرفي اللغة العربية ضمن أسس ومعايير تكفل الدعم المهني للمعلم .
2- تعيين معلم متخصص في التربية الخاصة في كل مدرسة ، للمساعدة في علاج حالات الضعف القرائي .
3- تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات في دعم برامج معالجة الضعف القرائي .
4- تخصيص حصة للقراءة الحرة لكل صف .
5- تخصيص مكتبة خاصة بكل مدرسة .
6- إعادة النظر في نظام الترفيع الآلي .
7- تطوير أساليب التعلم الذاتي لدى الطالب ؛ للتغلب على الصعوبات القرائية التي يواجهها .
8- تنظيم العديد من الأنشطة اللغوية غير الصفية ، والتي تهتم بهذا الجانب .
9- توزيع الطلبة على الصفوف بحسب مستوياتهم ، تلافيًا لتجمُّع الضعاف قرائيًا فيصف واحد .
10- توفير الوسائل التعليمية التعلُّمية المختلفة ، والخاصة بتدريب الطالب على مهارات القراءة .

هـ حلول متعلقة بالأسرة والبيئة الاجتماعية :
1- انفتاح المدرسة على المجتمع المحلي ، وتعزيز سبل التعاون المثمر بينها وبين الأسرة .
2- إطلاع أولياء الأمور على نتائج أبنائهم باستمرار ، وإشراكهم في معالجة مشكلاتهم التحصيلية .
3- التنسيق المستمر مع وسائل الإعلام المختلفة ؛ لتوجيه الأسرة إلى تشجيع أبنائها على القراءة .
4- الاهتمام بمشكلات الطالب النفسية والصحية والاجتماعية ، والعمل على حلها بالتعاون مع الأسرة .
5- إعداد نشرات تربوية خاصة لتعريف الأسرة بأهمية القراءة ، وتوجيهها إلى الطرائق السليمة لتشجيع أبنائها عليها .
6- توجيه الآباء إلى ما يلي :
أ- عدم النقد والسخرية من الأطفال .
ب- عدم رفع سقف التوقعات من الأطفال فوق قدراتهم وإمكاناتهم .
ج- استخدام نظام المكافأة الفورية .
د- مدح سلوك الطفل بشكل مباشر وغير مباشر .
7- اتِّباع أساليب ترغيب الطفل للقراءة ، وتتمثل فيما يلي :
أ- القدوة القارئة .
ب- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل .
ج- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له .
د- التدرج مع الطفل في قراءته .
هـ مراعاة رغبات الطفل القرائية .
و- المكان الجيد للقراءة في البيت .
ز- خصص لطفلك وقتًا تقرأ له فيه .
ح- استغلال الفرص والمناسبات كالأعياد والمناسبات الدينية والوطنية والرحلات والزيارات والإجازة والسفر .
ط- استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة بتزويدهم بالكتب التي تتحدث عن هذه الهوايات .
ي- اقتناء جهاز تلفزيون واحد في البيت وعدم وضعه في غرفة نوم الطفل ، مما يقلل من فترة مشاهدته ويوفر وقتًا للقراءةك- العب مع أطفالك بعض الألعاب القرائية ( مثل عكس حروف الكلمة لإنتاج كلمة جديدة ) .
ل- تابع باستمرار كيف يتم تدريس القراءة لأطفالك في المدرسة ، وتعرَّف على معلم القراءة ، وتعاون معه .
م- إذا شارك زوده ببعض الكتب والقصص المشوقة لقراءتها إذا تسنى له الوقت الكافي .
ن- عوِّد طفلك على قراءة النشرة المرفقة مع أي دواء تشتريه من الصيدلية .

بعض البرامج والأساليب المشهورة لمعالجة الضعف القرائي :
أ- برنامج دستار للقراءة :
أعد هذا البرنامج أنجلمان دستار ، وهو برنامج قوي ومعدّ بطريقة جيدة لتوصيل مهارات القراءة تحت المتوسط للتلاميذ في الصف الثالث . وفيه يتم وضع التلاميذ في مجموعات بحيث لا يزيد عدد أفراد كل مجموعة عن خمسة تلاميذ ، وذلك طبقًا لقدراتهم .
ويعمل أول مستويين في البرنامج على تأكيد المهارات الأساسية للتلاميذ عن طريق الواجبات المنزلية والكتب العلمية ، التي تتضمن ما يلي :
- ألعاب لتعليم المهارات والوعي

- تركيب كلمات لتعليم التلاميذ الهجاء .
- تمارين الإيقاع ( الوزن ) لتعليم التلاميذ العلاقة بين الأصوات والكلمات .
أما المستوى الثالث من البرنامج فيركز على القطع المكتوبة والتصحيح لأخطاء التلاميذ ومراجعتها بطريقة منظمة .
ب- برنامج إدمارك للقراءة :
وقد نشرت هذا البرنامج جمعية إدمارك ، وهو مصمم لتدريب ( 150 ) كلمة للتلاميذ ذوي القدرات المحدودة بطريقة الترديد خلف المدرس ، ويشمل ( 277 ) درسًا من أربعة أنواع  دروس للتعرف على الكلمة ، وكل درس يشمل كلمتين فقط.
- دروس كُتُب الاتجاهات ، فكل تلميذ عليه أن يتتبَّع الخطوط والاتجاهات المطبوعة للوصول إلى الكلمة .
- دروس الصور التي تتوافق مع العبارات .
- دروس الكتب القصصية ، حيث يقرأ التلميذ ( 16 ) قصة .
وفي هذا البرنامج تقسَّم الدروس بطريقة مبسطة ، مع عمل مراجعات دورية ، وتسجَّل استجابات التلاميذ بطريقة
- طريقة ريبوس :
تُستخدم في هذه الطريقة صور الكلمات بدلاً من اللمكتوبفعندما ريد الطفل أن يتعلم كلمة ( أرنب ) مثلاً ، فتُرسَم له صورة أرنب . وتتضمن هذه الطريقة ثلاثة كُتُب ، كل كتاب يحتوي على ( 384 ) شكلاً ، يقوم التلميذ بتسمية هذه الأشكال بالقلم الرصاص ، ولا ينتقل التلميذ إلى الشكل التالي إلا بعد أن يجيب إجابة صحيحة .
وبعد الانتهاء من هذه الكتب يعطَى كتابًا رابعًا عبارة عن :
- قاموس من الكلمات المرسومة .
- قاموس من الكلمات المعقدة ورسمها .
- ( 17 ) قطعة للفهم القرائي .
ثم يدخل التلميذ بعد ذلك مرحلة التحول لقراءة الكلمات والهجاء الصحيح لها بدلاً من معرفتها عن طريق رسمها ، وفيها تُكتَب الكلمات بحروف كبيرة . ويدخل التلميذ بعد ذلك مرحلة القراءة المكتوبة للكلمات والجمل.

                                                 انتهى الموضوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 

 

drshimaaelgohry

د/ شيماء الجوهرى المدير الفنى لاكاديمية الطفل الخاص رئيس قسم التأهيل التخاطبى وعلاج عيوب النطق والكلام

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 13489 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2011 بواسطة drshimaaelgohry

ساحة النقاش

بوابة أكاديمية الطفل الخاص

drshimaaelgohry
بوابة أكاديمية الطفل الخاص هدفها بناء كيان راسخ لكل طفل لديه إعاقة أيا كانت وبذلك سوف تصبح بأذن الله كيانا جميلا: فلا تقل: من أين أبدأ؟ فأملك هو البداية لا تقل: أين طريقي؟ ففى تحقيق هدفك رفع راية لا تقل: لماذا تعليمى؟ فمستقبلك أمامك كفاية لا تقل: غدا ســأبدأ! فنجاحك »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

399,848