<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
الوراثة المناعية في الدواجن
Immunogenetics in poultry
د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
تعتمد القدرات المناعية للطيور على ثلاثة آليات أساسية هي: آلية إنتاج الأجسام المُضادة Antibodies production، والمناعة الخلوية الوسيطية Cell-mediated immunity، والقدرة الالتهامية Phagocytosis، وبشكل عام فإن مقاومة العائل للكائنات المُمرضة تشمل تلك الآليات مُجتمعة، مع التأكيد على أن الاستجابة المناعية الدموية تلعب الدور الرئيسي في المناعة المُضادة للبكتريا خارج الخلايا، بينما تلعب المناعة الخلوية الوسيطية الدور الرئيسي ضد البكتريا والفيروسات التي تغزو الخلايا.
أظهرت الجينات الوراثية ذات التأثير الرئيسي Major genes في الدجاج مثل جين عُري الرقبة Naked neck gene (Na)، وجين الريش المُجعد Frizzled gene (F) تأثيرات إيجابية ليست فقط على تحَمّل الطيور التي تحمل تلك الجينات لدرجات الحرارة البيئية المرتفعة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، بل أيضاً أظهرت تلك الطيور مقاومة عالية لعدوى بعض الأمراض مقارنة بالطيور طبيعية الترييش الخالية من تلك الجينات الوراثية.
تجدر الإشارة إلى أنه من الأهداف الرئيسية لبرامج تربية وتحسين الدواجن هو تحسين القدرات المناعية وصحة الطيور، وذلك من خلال تجارب الانتخاب والتهجين، والتي تهدف إلى تحسين أداء الجهاز المناعي بالجسم بآلياته الثلاثة سابقة الذكر، كما وجد أن التحكم الوراثي في تلك الآليات يسير في اتجاهات مستقلة كل منها عن الآخر، حيث تم إجراء تجارب الانتخاب لاختبار مستوى الأجسام المناعية الناتجة عند حقن الطيور بكرات الدم الحمراء الخاصة بالأغنام (SRBCs)، وأيضاً اختبار الأجسام المناعية الناتجة كاستجابة لعدوى ميكروب السالمونيلا بللورم، وبكتريا الشيريشيا كولاي والنيوكاسل، وفي نفس هذا الاتجاه فإنه تم اختبار المناعة الخلوية الوسيطية، وأظهرت جميع هذه الاختبارات تأثيراً واضحاً للمنشأ الوراثي للطائر (التركيب الوراثي) على تلك الآليات المناعية، كما أن آلية التهام المواد والميكروبات الغربية تعمل مباشرة عند أي غزو ميكروبي، بينما خلايا (تي) المناعية لابد من تنبيهها لكي تنشط وتتضاعف وتؤدي دورها المناعي ضد الميكروبات. أظهرت الدراسات البحثية الحديثة أن الانتخاب لسرعة النمو في سلالات التسمين أدى إلى تأثيرات عكسية على المناعة الدموية في الطائر، بينما تحسنت القدرات المناعية الخلوية.
مقاييس الاستجابة الوراثية المناعية:
1- استجابة الأجسام المناعية عند الحقن بخلايا الدم الحمراء للأغنام
Antibody response to sheep red blood cells (SRBCs)
تُستخدم طريقة حقن الطيور بخلايا الدم الحمراء للأغنام (SRBCs) كأحد الطرق للتعرف على الاستجابة المناعية الدموية Humoral immunity response واختبار خلايا (بي) الليمفاوية، وقد قام العديد من الباحثين باختبار بعض سلالات الدجاج المُنتخبة لإنتاج الأجسام المناعية ضد خلايا الدم الحمراء للأغنام، وذلك محاولة لدراسة القدرات المناعية لتلك السلالات على مقاومة الأمراض المُعدية، حيث لوحظ أن خطوط الدجاج المُنتخبة للإنتاج المرتفع للأجسام المناعية المُضادة لخلايا الدم الحمراء للخراف، كانت أكثر مُقاومة للطفيليات Parasites والفيروسات Viruses، ولكن لم تكن تُقاوم العدوى البكتيرية، وهذا عند مقارنة تلك السلالات بخطوط الدجاج الأخرى المُنتخبة للمستويات المُنخفضة من الأجسام المناعية ضد SRBCs.
2- الاستجابة المناعية الخلوية عند الحقن بمادة PHA-P
Blastogenic response to phytohemagglutinin-P (PHA-P)
تم استخلاص تلك المادة من نبات يُسمى Red kidney bean، حيث تعمل تلك المادة عند حقن الطيور بها على تنبيه وتضاعف خلايا (تي) المناعية، مع تأثيرات طفيفة على خلايا (بي). تُعتبر تلك الطريقة من الطرق البيولوجية الجيدة In vivo والتي يتم إجراؤها في المزرعة، وذلك لاختبار خلايا (تي) الليمفاوية، حيث يتم حقن الطيور في المنطقة الغشائية بين الأصابع، أو في الدلايات، ويتم قياس سُمك المنطقة المحقونة قبل الحقن وبعده على فترات مختلفة وتقدير الفرق في السُمك قبل الحقن وبعده، وقد لوحظ اختلاف وراثي في الاستجابة عند الحقن بتلك المادة في غشاء الأصابع بين كتاكيت اللحم والدجاج البياض، حيث تبين أن الدجاج المُنتخب للوزن العالي أظهر انخفاض في الاستجابة المناعية الخلوية بعد مرور 12 ساعة من الحقن، بينما الدجاج المُنتخب للوزن المُنخفض أبدى استجابة مناعية خلوية أعلى. كما لاحظ علماء الوراثة أن إجراء التهجين بين كلا الخطين (المرتفع والمنخفض الوزن) يُنتج خطاً جديداً به استجابة مناعية خلوية وسطاً بين خطي الأمهات، ورجح العلماء ذلك إلى وجود جينين وراثيين على الأقل يتحكمان في الاستجابة للحقن بمادة PHA-P في الطيور. وقد أظهرت بعض الدراسات الوراثية أن الانتخاب لصفة الوزن أثر إيجابياً على المناعة الخلوية الوسيطية، كأحد الاستجابات المناعية في الطيور. وعلى العكس من ذلك فقد لاحظ بعض الباحثين أن الرومي المُنتخب لزيادة وزن الجسم عند عُمر 16 أسبوع كانت استجابته المناعية الخلوية أقل من خط الرومي غير المُنتخب، وربما يُعزى ذلك للاختلافات الوراثية بين الدجاج والرومي.
أما عن استخدام العوامل الوراثية (الجينات) ذات التأثير الرئيسي في الدجاج وتأثيرها على الجهاز المناعي، فقد لاحظ عديد من الباحثين أن الطيور الحاملة للعامل الوراثي المسئول عن الريش المُجعد (F) في سلالات من الدجاج المحلي Native كانت أكثر استجابة خلوية عند الحقن بمادة PHA-P مقارنة بدجاج مستورد يحمل نفس العامل الوراثي، وهذا ربما يرجع إلى التأثير الأمي الإيجابي والقدرات المناعية الطبيعية (الفطرية) للسلالات المحلية المتأقلمة تحت الظروف المحلية مقارنة بالدجاج المستورد. وفي دراسة أخرى على الدجاج الفيومي والدنداراوي، وهما أشهر السلالات المحلية المصرية الأصيلة، لوحظ أن الاستجابة المناعية الخلوية الوسيطية للدجاج الدنداراوي الحامل للجين المسئول عن خصلة الريش أعلى الرأس Crest gene (Cr) كانت أعلى مقارنة بالدجاج الفيومي الذي يحمل نفس الجين، وربما يُفسر ذلك التأثير الإيجابي لهذا الجين على المناعة الخلوية الوسيطية. في دراسة أخرى أجريت على الدجاج البياض، فقد لوحظ أن الطيور الحاملة للعامل الوراثي عُري الرقبة (Na) كانت أكثر استجابة مناعية خلوية عند حقنها بمادة PHA-P مقارنة بالطيور طبيعية الترييش (na). وبناءاً على ذلك فقد أوصت العديد من الأبحاث والدراسات أن العوامل الوراثية ذات التأثير الرئيسي سالفة الذكر ربما يؤدي إدخالها في قطعان اللحم وإنتاج البيض التجاري إلى رفع الكفاءة المناعية لتلك القطعان خصوصاً تحت نُظم الإنتاج المُكثف لتلك القطعان والذي يُصاحبه زيادة مُعدلات العدوى، علاوة على انخفاض القدرات المناعية لتلك الطيور نتيجة لعمليات الانتخاب والتحسين المستمر في الصفات الإنتاجية والذي صاحبه تدهور القدرات المناعية لها وزيادة حساسيتها وقابليتها للعدوى.
3- النشاط الالتهامي للميكروبات Macrophages activity
تلعب خاصية التهام الميكروبات والأجسام الغريبة في الجسم دوراً هاماً في الأداء المناعي للطيور، حيث تقوم خلايا الدم البيضاء من النوع هيتروفيل Heterophils، والحامضية Eosinophils، بعمل تلك الآلية، وتُعتبر آلية النشاط الالتهامي للميكروبات والأجسام الغريبة هي خط الدفاع الأول الذي يحمي الطيور من غزو المُمرضات، حيث تحمي الطيور من العدوى البكتيرية والفيروسية والطفيلية.
4- وزن الأعضاء الليمفاوية Lymphoid organs weight
تُنتج الأعضاء الليمفاوية الأولية والثانوية الخلايا الليمفاوية بالجسم، والتي تلعب دوراً هاماً في مقاومة الكائنات المُمرضة، ويُعتبر كل من الطحال وغدة البرسا من أهم الأعضاء الليمفاوية في جسم الطائر، حيث يُنتجا كل من خلايا (تي)، و(بي) الليمفاوية، وقد لوحظ في أحد خطوط الرومي أن الوزن المُنخفض لغدة البرسا، والطحال إلى البرسا المرتفعة، ربما يعكس تأثير الانتخاب لصفة النمو على الأنسجة الليمفاوية، كما لوحظ أيضاً أن وزن غدة البرسا عند الفقس ارتبط ارتباطاً عكسياً مع وزن الجسم بعد الفقس في الدجاج والرومي. بشكل عام فقد لوحظ أنه لا يوجد تأثير لحجم غدة البرسا على مُعدلات إنتاج الأجسام المناعية. لوحظ في سلالات دجاج اللحم التجارية والمُنتخبة إلى مُعدلات الإنتاج العالية، انخفاض في مُعدل النمو النسبي لكل من الأعضاء الليمفاوية الأولية والثانوية، والذي أثر بدوره على المقدرة المناعية وصحة تلك الطيور.
أوضحت بعض الدراسات وجود تأثير للتداخل بين العلائق المُقدمة للطيور والتركيب الوراثي لها على الوزن النسبي لغدة البرسا، حيث لوحظ أن التركيب الوراثي للطيور ذات أوزان الجسم المُنخفضة صاحبه زيادة في الوزن النسبي لغدة البرسا عند عُمر التسويق (42 يوم)، وذلك عند التغذية على علائق مرتفعة نسبة البروتين. في دراسات حديثة على تأثير العوامل الوراثية على الأعضاء الليمفاوية، لوحظ أن الطيور طبيعية الترييش والطيور مُجعدة الريش الناتجة من أمهات محلية، ارتفع فيها الوزن النسبي لكل من غدة البرسا والطحال، مقارنة بنفس التراكيب الوراثية الناتجة من أمهات مستوردة، كما أظهرت دراسة أخرى نفس التأثير الإيجابي على كل من الوزن النسبي لغدتي البرسا والثيموسية في الدجاج الحامل لجين خصلة الريش أعلى الرأس (Cr) مقارنة بالدجاج الخالي من هذا الجين الوراثي، بينما صاحب هذا الجين تأثيراً سلبياً على الوزن النسبي للطحال.
المكافئ الوراثي والارتباط الوراثي لبعض الصفات المناعية
أظهرت تقديرات المكافئ الوراثي Heritability (h2) لصفة مستوى الأجسام المُضادة الناتجة عند الحقن بخلايا الدم الحمراء للأغنام في الدجاج، تباين في القيم المُتحصل عليها، إلا أنها تراوحت بين 0.05 إلى 0.40، ورُبما يُعزى ذلك إلى ظروف كل تجربة على حده. وفي نفس السياق فقد لوحظ أن المكافئ الوراثي المحسوب من مُكون التباين الأبوي لصفة الأجسام المناعية المُضادة لعدوى الباستيريلا مالتوسيدا، والميكوبلازما جاليسيبتيكم تراوحت قيمته بين 0.12، 0.53 أما عند حساب المكافئ الوراثي من طريقة انحدار الأبناء على الآباء فقد كانت القيم المُقدرة تتراوح بين -0.08، -0.16. أوضحت التقديرات على أساس مكون التباين الأبوي فقط، أن المكافئ الوراثي للاستجابة المناعية الدموية في الدجاج تراوحت قيمته بين قيم منخفضة إلى الميل إلى التقديرات المتوسطة، وهذا يُعزى إلى وجود قدر كافي من التباين الوراثي المُضيف (التجمعي) في صفة الاستجابة المناعية الدموية، وهذا رُبما يتم الاستفادة منه في تجارب الانتخاب والتهجين لتكوين السلالات، وفي دراسات أخرى فإن قيمة h2 المُتحصل عليها للمناعة الخلوية تراوحت بين التقديرات المتوسطة إلى المرتفعة، بينما كانت التقديرات لصفة بلعمة (التهام) الكائنات الغريبة مُنخفضة. أما عن الارتباط الوراثي، فقد لوحظ ارتباط وراثي موجب بين الإنتاج المرتفع للأجسام المناعية المُضادة لخلايا الدم الحمراء للأغنام ومقاومة بعض الأورام.
ساحة النقاش