<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
التغذية المناعية في الدواجن
Immunonutrition in poultry
د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
تلعب التغذية دوراً هاماً وفعالاً في الكثير من الظروف لمساعدة الطيور في مقاومة الكثير من الميكروبات المُمرضة التي تُصيبها وتُسبب لها الكثير من الخسائر، وسوف نعرض فيما يلي الدور الهام الذي تلعبه العناصر الغذائية مثل البروتينات ومشتقاتها والدهون ومشتقاتها، وبعض المعادن والفيتامينات والتي تُساهم في تحفيز ودعم الجهاز المناعي في الطيور للقيام بوظيفته، وهي الحفاظ على حياة الطائر في حالة صحية سليمة وبالتالي ارتفاع مُعدلات إنتاجيته ومعظمة ربح العملية الإنتاجية. تجدر الإشارة أن بعض الدراسات البحثية أظهرت أن المُعدلات الموصى بها والموضحة في NRC (1994) تُعتبر أقل من تلك التي أشارت بها كثير من الأبحاث، والتي أكدت على احتياج الجهاز المناعي للطائر لمستويات أعلى مما هو مدون بمرجع NRC (1994) وذلك لكي يؤدي هذا الجهاز دوره المناعي بكفاءة. وسوف نعرض فيما يلي أهم العناصر الغذائية ذات التأثير الرئيسي والهام على الأداء المناعي في الدواجن.
1- البروتينات والأحماض الأمينية
Proteins and amino acids
عند تعرض الجهاز المناعي لأحد الصور الحادة من العدوى، فإنه في تلك الحالة يتم إفراز ما يُسمى ببروتينات الحالة الحرجة Acute phase proteins بواسطة خلايا الكبد والعضلات، لهذا فإنه من الضروري إضافة المزيد من المصادر البروتينية والأحماض الأمينية في علائق الطيور لمقابلة هذه الاحتياجات، وقد لوحظ أن إضافة الأحماض الأمينية يلعب دوراً هاماً في تكوين الجلوبيولينات المناعية، وأن النقص في أحد الأحماض الأمينية، ربما يلعب دوراً سلبياً في قدرة وأداء الجهاز المناعي، حيث وجد أن الحمض الأميني أرجينين، يُعتبر باديء هام في تكوين خلايا البلعمة (الالتهام)، كما أوضحت الدراسات أن مستويات الأرجينين تؤثر بدرجة كبيرة على نمو الأعضاء الليمفاوية للطائر، وكان ذلك أكثر وضوحاً في كل من الغدة الثيموسية والطحال مقارنة بغدة البرسا.
أظهرت دراسة أخرى أن كل من الأحماض الأمينية الأيسوليوسين والليوسين والفالين يلعب دوراً هاماً في توجيه الاستجابة المناعية في الدجاج، كما لوحظ أن الاحتياج للحامض الأميني الميثايونين يكون ضرورياً لرفع كفاءة كل من المناعة الدموية والخلوية، أكثر من احتياجه لعمليات النمو وزيادة الوزن، كما لوحظ أيضاً أن إضافة الميثايونين للعلائق أدى إلى زيادة الأجسام المُضادة الكلية في الدم، خصوصاً الجلوبيولين المناعي من النوع (ج) Ig-G، وهذا ربما يؤكد فكرة أن الحمض الأميني يُعتبر هاماً لزيادة أجسام مُضادة مُعينة دون غيرها، وقد يرتبط هذا بوظيفة خلايا (تي) المُساعدة.
2- الدهون والأحماض الدهنية Fats and fatty acids
تلعب الأحماض الدهنية عديدة عدم التشبع Polyunsaturated fatty acids دوراً هاماً في التأثير على الجهاز المناعي بالجسم من خلال التأثير على عمليات الاتصال بين الخلايا، وسوائل الأغشية الخلوية، إلى جانب دورها في عمليات نقل الرسائل الخلوية، وقد لوحظ أن آلية عمل الخلايا الأكولة (البلعمية) تتأثر بمصادر دهن العلائق، حيث أن نشاط تلك الخلايا قد ارتفع بدرجة معنوية ضد بعض الميكروبات مثل ميكروبات استافيلوكوكس أيرس عند تغذية كتاكيت اللحم على علائق يرتفع محتواها من الأحماض الدهنية من النوع (n-6) مقارنة بتلك التي تغذت على أحماض دهنية من النوع (n-3)، كما يلعب كل من الحمضين الدهنيين اللينولييك، والأراكيدونيك دوراً أساسياً في تكوين الأغشية الخلوية. تجدر الإشارة إلى أن كل من الذرة والزيوت النباتية ودهن الدواجن من المصادر الغنية بالأحماض الدهنية من النوع (n-6)، بينما مسحوق السمك وزيت الكتان من المصادر الغنية بالأحماض الدهنية من النوع (n-3).
يُعتبر كل من الدهن والشحم الحيواني من المصادر الفقيرة في الأحماض الدهنية الهامة في عمليات التنظيم المناعي بالجسم، حيث أظهرت بعض الدراسات أن تغذية كتاكيت اللحم على علائق غنية بالأحماض الدهنية عديدة عدم التشبع من النوع (n-3) أدى إلى تقليل الأجسام المُضادة للسموم، أما عند التغذية على الزيوت المُستخلصة من الحيوانات البحرية والغنية بالأحماض الدهنية من النوع أوميجا (3)، فقد لوحظ تأثيرات إيجابية على الوظائف المناعية بالجسم، لكن يجب أن لا يزيد مُستوى تلك الزيوت بالعليقة عن 6- 8%، وذلك لتأثير الأوميجا (3) على مستوى وتركيب ووظيفة البروستاجلندين وبعض المركبات الأخرى الهامة في الوظائف المناعية. أظهرت دراسات أخرى أهمية محتوى العليقة من الحمض الدهني لينولييك على الاستجابة المناعية الدموية، بينما لوحظ عكس هذا التأثير بالنسبة للحمض الدهني لينولينك. بشكل عام يمكن القول أن الأحماض الدهنية عديدة عدم التشبع تؤثر على الأداء المناعي في الطيور من خلال تأثيرها على مُعدلات نمو كل من الغدة الثيموسية والطحال وغدة البرسا، حيث تأثرت مُعدلات نمو هذه الأعضاء الحيوية بكمية تلك الأحماض الدهنية بالعليقة.
3- المعادن Minerals
3-1- النحاس Copper
يؤثر نقص النحاس على العديد من أعضاء وأنسجة الجسم، والتي من أهمها الدم والقلب والجهاز العصبي، كما أن عنصر النحاس يدخل في تركيب العديد من الإنزيمات Metalloenzymes، والتي يُسبب نقص النحاس خلل في عملية تكوينها، مما ينشأ عنه بعض المظاهر المرضية. يلعب عنصر النحاس أيضاً دوراً رئيساً في الآليات المناعية المُتخصصة (المناعة الدموية والخلوية) وغير المُتخصصة (خاصية البلعمة)، كما أظهرت بعض الدراسات أن إضافة النحاس أدت إلى زيادة معنوية للوزن النسبي للأعضاء المؤثرة على النظام المناعي بالجسم مثل الكبد والطحال والقلب والبنكرياس.
3-2- السلينيوم Selenium
يعمل عنصر السلينيوم في كل من الخنازير والدواجن والمُجترات كمُنشط (مُنبه) مناعي Immunostimulant، ويُضاف السلينيوم مع فيتامين (هـ) في أغلب الأحوال، حيث يلعبا معاً دوراً هاماً في الوظائف الفسيولوجية بالجسم. أظهرت الدراسات أن عدم إضافة السلينيوم إلى العليقة يؤدي إلى تلف خلايا (تي) المناعية، كما أظهرت دراسات أخرى أن إضافة السلينيوم إلى العلائق بمستويات أعلى من الموصى بها يؤدي إلى تحسين كل من المناعة الدموية والخلوية. إن إضافة السلينيوم بمستوى يتراوح بين 0.1 و 1.2 ملجم/كجم عليقة يؤدي إلى زيادة مستوى الأجسام المُضادة لخلايا الدم الحمراء للأغنام من 2.2 إلى 3.9 عيارية، كما لوحظ أيضاً زيادة معنوية في الوزن النسبي لكل من الطحال والغدة الثيموسية عند إضافة عنصر السلينيوم للعلائق.
3-3- الزنك Zinc
أظهرت بعض الدراسات التي توضح تأثير إضافة الزنك على الأداء المناعي للطائر، أن مستوى الأجسام المُضادة عند الحقن بخلايا الدم الحمراء للأغنام في الكتاكيت الناتجة من أمهات تغذت على علائق تحتوي على عنصر الزنك بمستوى يتراوح بين 10- 20 جزء في المليون، قد ارتفعت مقارنة بالكتاكيت الناتجة من أمهات لم تتغذى على علائق الزنك، بينما المستويات المرتفعة من الزنك (150 جزء في المليون) أدت إلى انخفاض القدرات المناعية في الكتاكيت. كما أوضحت الدراسات أن نقص عنصر الزنك في العلائق يؤدي إلى تدهور كل من المناعة الدموية والخلوية في الطيور. يلعب الزنك دوراً هاماً في إنزيم واحد على الأقل من الأقسام الإنزيمية الستة المعروفة (مثل إنزيمات الترانسفيراز، الهيدرولييز، واللييز..الخ)، لذا فإنه يدخل في كثير من العمليات الحيوية بالجسم، إضافة إلى دوره في عمليات النمو وتطور عظام الجسم وتحسين قدرة الكبد على التخلص من السموم، وقد لوحظ تحسُن القدرة الالتهامية (البلعمة) في التهام ميكروبات السالمونيلا (من نوع انتريديس، أريزونا)، وميكروب الشيرشيا كولاي عند إضافة الزنك ميثايونين Zinc-Methionine في العليقة، هذا إلى جانب تحسن المناعة الخلوية، وذلك في كتاكيت الرومي النامية. في دراسة أخرى توضح أهمية إضافة عنصر الزنك في علائق الدواجن، فقد لوحظ دوراً هاماً لهذا العنصر أثناء عملية تخليق الأحماض النووية (DNA& RNA)، علاوة على دوره في تنشيط كل من الغدة الثيموسية وكرات الدم البيضاء في أدائهما لوظائفهما بالجسم.
3-4- الكوبالت Cobalt
يُمثل عنصر الكوبالت الجزء المعدني من فيتامين (ب12)، حيث يحتوي فيتامين (ب12) على حوالي 4% كوبالت، كما يلعب دوراً هاماً في تكوين كرات الدم الحمراء، بالإضافة إلى الحفاظ على الأنسجة العصبية بالجسم. يعمل الكوبالت على تنبيه نمو الغدة الدرقية Thyroid gland، والتي تعمل على تنشيط إنتاج خلايا الدم الحمراء بالجسم، والذي يؤدي بالتبعية إلى تحسين الصحة العامة للطيور وزيادة مقاومتها للكثير من الأمراض.
4- الفيتامينات Vitamins
4-1- فيتامين (أ) Vitamin A
فيتامين (أ) أو الرتينول Retinol من الفيتامينات الهامة والضرورية للحيوانات والدواجن، وذلك لدوره الهام في عمليات النمو وتحسين الصحة العامة، حيث لفيتامين (أ) خصائص معينة تعمل على تنبيه الجهاز المناعي وتدعيم القدرات الدفاعية للعائل، فقد لوحظ أن نقص فيتامين (أ) يُسبب انخفاض الاستجابة المناعية الدموية والخلوية، نتيجة لنقص الخلايا الليمفاوية، كما ينخفض وزن كل من غدتي البرسا والثيموسية، علاوة على تلف النسيج الطلائي المُخاطي والذي يعمل كحاجز دفاعي ضد الغزو الميكروبي، كما يلعب فيتامين (أ) دوراً هاماً في تنظيم عمل المُستقبلات على خلايا الدم البيضاء، علاوة على تأثيره المُباشر على جينات الاستجابة المناعية.
4-2- فيتامين (هـ) Vitamin E
هو اصطلاح لوصف نوعين من المركبات هما: توكوفيرول Tocopherol، توكوترينول Tocotrienol، ولفيتامين (هـ) العديد من الوظائف، حيث يعمل كمُضاد للأكسدة، وذلك من خلال حمايته للروابط غير المُشبعة للفسفوليبيدات الموجودة في الأغشية الخلوية من الأكسدة بفعل الشقوق (الشوارد) الحرة Free radical، حيث تعمل تلك الشقوق الحرة على تلف التكوين الخلوي للأنسجة، كما لوحظ أيضاً أن فيتامين (هـ) ربما يلعب دوراً في عملية تحول الحمض الدهني أراكيدونيك إلى مركبات البروستاجلندين، والتي تلعب دوراً هاماً في الاستجابة المناعية بالجسم، وقد تبين أن إضافة 300 ملجم/كجم من الفيتامين إلى العليقة يؤدي إلى تقليل مستويات البروستاجلندين في الأعضاء المناعية، بينما حسَّن من الاستجابة المناعية الدموية لعدوى بكتريا القولون والكوكسيديا والنيوكاسل، وأدى إلى انخفاض مُعدلات النفوق، بالإضافة إلى زيادة مُعدلات أوزان الجسم في الطيور المُختبرة، وفي نفس السياق فإن بعض الدراسات أوضحت أن فيتامين (هـ) ربما يُزيد من كفاءة عملية البلعمة من خلال تأثيره على تنظيم عملية تخليق البروستاجلندين، والتي تؤثر بدورها على عمليات تضاعف الخلايا المناعية المختلفة مثل الخلايا الليمفاوية من النوعين (تي، بي)، والخلايا الأكولة، والخلايا البلازمية.
4-3- فيتامين (ج) Vitamin C
فيتامين (ج) أو حمض الأسكوربيك Ascorbic acid، هو أحد الفيتامينات التي تذوب في الماء، بالإضافة لما يتمتع به هذا الفيتامين من نشاط مُضاد للأكسدة، لذا فهو ضروري لحماية أنسجة وخلايا الجسم من الشقوق الحرة. إضافة فيتامين (ج) للطيور يؤدي إلى تحسين مقاومتها للعدوى الفيروسية أو البكتيرية وبالتالي إلى تقليل مُعدلات النفوق بالقطيع، كما أظهرت الدراسات أن فيتامين (ج) يعمل على زيادة نشاط كرات الدم البيضاء ويُحسن من وظائفها، والتي تشمل بلعمة (التهام) وقتل الميكروبات، كما أن إضافة فيتامين (ج) أدى إلى زيادة الوزن النسبي لغدتي البرسا والثيموسية، والذي صاحبه زيادة النشاط المناعي لهما.
4-4- فيتامين (ب6) Vitamin B6
فيتامين (ب6) أو بيردوكسين Pyridoxine هو أحد فيتامينات مجموعة (ب) المركب الذائبة في الماء، ولقد أظهرت الدراسات أن النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى انخفاض الاستجابة المناعية في الطيور، وارتفاع نسب النفوق وانخفاض مُعدلات النمو والاستهلاك الغذائي، وزيادة مُعدلات حدوث مشاكل الأرجل، كما أن البيردوكسين يُعتبر أساسياً في الحفاظ على الأنسجة الليمفاوية ومستويات الأجسام المناعية بالجسم، حيث صاحب نقص البيردوكسين نقص في نمو الأعضاء الليمفاوية وضمور في الطحال وغدتي البرسا والثيموسية، كما لوحظ انخفاض معنوي في مستويات الأجسام المُضادة لخلايا الدم الحمراء للأغنام عند حقن الطيور بها، وخصوصاً الجلوبيولين المناعي من النوع (Ig-M& Ig-G).
ساحة النقاش