أ.د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي Prof. S.A. El-Safty

كلية الزراعة جامعة عين شمس- موقع علمي متخصص في علوم الدواجن - مقالات علمية وثقافية Faculty of Agric

دجاج غينيا

Guinea Fowl

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

 المنشأ والانتشار الجغرافي Origin and Geographical spread

دجاج غينيا أو ما يُطلق عليه الدجاج الحبشي أو دجاج الوادي، هو دجاج موطنه غينيا وهي جزء من الساحل الغربي لأفريقيا، حيث انتشر فيها لبعض الفترات، ثم انتقل لجميع أنحاء العالم بعد ذلك، خصوصاً في جنوب أوروبا. يوجد هذا الدجاج بأعداد كبيرة في سهول السافانا في الساحل السوداني، حيث تعيش في مجموعات في حالتها البرية، أو شبه مستأنسة حول الأماكن الأهلة بالسكان، حيث تخلد إلى النوم فوق الأشجار وتبحث عن غذائها في الحقول. توجد أيضاً تلك الطيور في أوروبا على حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً في فرنسا، وفي بعض دول أوروبا الشرقية مثل المجر، وبولندا، وجنوب روسيا.      

 الأنواع Breeds

يوجد العديد من أنواع دجاج غينيا، فمنها الأبيض White، والأرجواني الفاتح Lavender، واللؤلئي Pearl، والأزرق الأرجواني Royal Purple، ولكن أمكن تصنيف نوعين على أساس لون الدلايات وهما:

1- دجاج غينيا ذو الدلايات الحمراء Red-wattled guinea fowl وهي السلالة المستأنسة من دجاج غينيا والأكثر أقلمة حول العالم.

 2- دجاج غينيا ذو الدلايات الزرقاء Blue-wattled guinea fowl وهو يحمل ريش على شكل حلقة حول الجزء الأعلى من الرقبة، وينتشر هذا النوع بشكل كبير في مدغشقر ورينيون، في حالتهما البرية والمستأنسة.

           النوع الشائع من دجاج غينيا يزن حوالي 2 كجم، وذو لون ريش رمادي مائل إلى الزرقة وعليه عديد من البقع البيضاء المستديرة في حجم حبة العدس، كما أن أرجله رمادية اللون. من أهم صفات دجاج غينيا هو أن الاختلاف بين الجنسين في وزن الجسم قليل جداً، حيث يصعب تمييز الذكر عن الأنثى عن طريق وزن الجسم، نظراً لتقاربهما في الوزن إلى حد بعيد. وتبدأ الأنثى في وضع البيض في فصل الربيع وتستمر في إنتاج البيض حتى دخول فصل الخريف، ولا تبدأ الإناث في وضع البيض بغض النظر عن طول النهار إلا عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 15°م.

صفات دجاج غينيا Characteristics of guinea fowl

السلوك Behavior

يجب عند تربية ورعاية دجاج غينيا أن يؤخذ في الاعتبار بعض صفاته السلوكية والتي من أهمها:

1- يعتبر دجاج غينيا من الطيور شديدة الخوف والتي تميل إلى العيش في جماعات مقارنة بالدجاج، حيث يؤدي تزاحمها نتيجة لهذا الخوف إلى انخفاض مُعدلات أوزانها بشكل كبير.

2- يمكن التقليل من خوف تلك الطيور عن طريق إظلام الحظائر نوعاً ما أو تقليل مُعدلات الإضاءة الصناعية، ووضع المجاثم Perches، والتي تأخذها الطيور كملاذ لها حيث يحتجبون وراءها عند شعورهم بالخوف أو الفزع.

3- يتصف دجاج غينيا بأنه طائر كثير الإزعاج لذا فإنه يُنصح عدم تربيته بالقرب من الأماكن السكنية. في حياته البرية تلعب نباتات الحقول دوراً هاماً في تغذيته، حيث يُسبب دائماً الكثير من الخراب للحقول وخصوصاً حقول الفول السوداني وحب العزيز.

4- لا يستخدم دجاج غينيا مخالب قدمه في بعثرة الغذاء أثناء تغذيته، بل يستخدم منقاره، مع تحرك رأسه بحركة سريعة، وهذا السلوك الغذائي يُسبب بعثرة وفقد كثير من العلف، خصوصاً إذا كان العلف من النوع الناعم.         

 الظروف البيئية Environmental conditions

          يتحمل دجاج غينيا ارتفاع درجات الحرارة البيئية مقارنة بالدجاج، بل يحتاج أثناء نموه لدرجات حرارة مرتفعة، كما لوحظ مقاومة دجاج غينيا للاختناق أثناء النقل من مكان لأخر بدرجة أفضل مقارنة بالدجاج. كما لوحظ أيضاً أن لدجاج غينيا القدرة على العيش في البيئات الرطبة، ولو أن أماكن انتشاره حول العالم تتسم بالحرارة والجفاف.

 الأداء الإنتاجي والتناسلي

Laying and reproductive performance

يبدأ إنتاج البيض في دجاج غينيا عند عُمر 31 أسبوع، وفي أفريقيا الاستوائية، فإن إنتاج البيض يكون في موسم المطر، ويمتد لأسابيع قليلة بعد ذلك. أما الأداء الإنتاجي في المزارع الإنتاجية المُكثفة لدجاج غينيا وتحت ظروف درجات الحرارة المعتدلة، فإن فترة إنتاج البيض تمتد لحوالي 40 أسبوع، وعند التربية في الأقفاص السلكية (البطاريات)، فإن كل دجاجة تُنتج حوالي 170-180 بيضة/سنة، يصل عدد البيض الصالح للتفريخ منه حوالي 150 بيضة، ويُنتج حوالي 110 كتكوت عند الفقس. بينما عند تربية دجاج غينيا تربية أرضية فإن الدجاجة الواحدة تُعطي حوالي 70-100 بيضة صالحة للتفريخ، لتُنتج حوالي 40-60 كتكوت عند الفقس. وتتراوح فترة التفريخ في دجاج غينيا بين 26- 28 يوم، وتتراوح درجة حرارة التفريخ في ماكينات التفريخ بين 99.5° إلى 99.7°ف والرطوبة النسبية 57- 58%.

 الاحتياجات الغذائية Nutritional requirements

مرحلة النمو..

تنخفض مُعدلات النمو في دجاج غينيا مقارنة بالدجاج العادي، حيث يتراوح مُعامل التحويل الغذائي تحت نظام التربية المُكثفة بين 3.1 إلى 3.5 حتى عُمر 12-13 أسبوع وهو عُمر الذبح، ويتراوح متوسط وزن الجسم الحي بين 1.2 إلى 1.3 كيلوجرام.

 مرحلة الإنتاج..    

          يبلغ متوسط استهلاك دجاجة غينيا من الغذاء خلال فترة حياتها حوالي 43 كيلوجرام، مُقسمة إلى 12 كجم خلال مرحلة النمو، 31 كجم خلال مرحلة الإنتاج. وبصفة عامة فإن مواصفات علائق دجاج غينيا تقترب إلى حد كبير من تلك المواصفات الموجودة في علائق الدجاج العادي، لكن يُراعى زيادة النسبة المئوية لكل من الليسين والميثايونين نوعاً ما في علائق النمو والإنتاج لدجاج غينيا مقارنة بمثيلتها في الدجاج. وبشكل عام فإنه يجب أن تحتوي علائق دجاج غينيا البياض على نسبة بروتين تتراوح بين 22- 24%.  

 صفات اللحم والبيض Characteristics of meat and eggs           

اللحم..

يُعطي دجاج غينيا كمية كبيرة من اللحم الصالح للطهي، بنسبة تصافي تصل إلى 80% مقارنة بنسبة التصافي في الدجاج والتي تصل إلى 65%، وترجع تلك الكمية الكبيرة من اللحم المُنتجة من دجاج غينيا للنحافة الشديدة في الهيكل العظمي لتلك الطيور (انخفاض نسبة العظم)، ويزيد لحم الصدر بنسبة تزيد عن 20 % على الأقل مقارنة بلحم الصدر في الدجاج أي أنه غني باللحم، وإن كان أقل حجما من الدجاج والرومي. كما يتميز اللحم المُنتج بقلة الشحم والمذاق الجيد والطراوة الأقل مقارنة بالدجاج. تبلغ نسبة البروتين في لحم دجاج غينيا 23% (في الدجاج 21%)، ونسبة الدهن 4% (في الدجاج 7%).

جودة البيض..

يضع دجاج غينيا بيض أقل وزناً من البيض المُنتج من الدجاج العادي حيث يتراوح وزنه بين 43 إلى 48 جرام، كما تتميز القشرة بأنها أكثر سُمكاً وأكثر مقاومة للكسر وتحتوي على عدد أقل من الثغور مقارنة ببيض الدجاج، حيث يصل سمك القشرة إلى 0.58 ملم (في الدجاج العادي يتراوح بين 0.33-0.38 ملم)، ويميل البيض إلى الشكل الكروي، ويتراوح متوسط عرض البيضة بين 3.5 – 4.2 سم، ومتوسط طولها بين 4.4 – 4.7 سم.

 طرق الرعاية Rearing methods

** المرعى الحُر أو الطليق..

          يُستخدم المرعى الحُر Free range في رعاية دجاج غينيا بشكل عام في القارة الإفريقية، فيما عدا بعض المزارع القليلة التي تستخدم النظام المغلق. قد يُستخدم الرعي الحُر في فترات النهار ثم تبيت الطيور ليلاً في الحظائر المغلقة، ولكن الشكل الأكثر شيوعاً هو بيات تلك الطيور على الأشجار ليلاً حول المنازل. تتبع تلك الطريقة بشكل كبير في جنوب فرنسا ويكون عدد القطعان قليل ويتراوح بين 100-200 طائر، ولكن في وسط القارة الأوروبية يتم تربية أعداد كبيرة من تلك الطيور تحت سيطرة عدد من المُربين. تُعتبر حظائر المرعى الحُر لدجاج غينيا مصدراً هاماً لجذب طيور الفازان في بعض الدول.

           لوحظ أن التحسين في تلك القطعان التي يتم تربيتها في المرعى الحُر ذو أهمية اقتصادية واجتماعية على حد سواء، وذلك لأن هذا التحسين سوف يشمل تحسين كل العشائر الحيوانية في القطاع الريفي، حيث يتضمن التحسين توفير المياه النظيفة أو المُعاملة بأحد المُعاملات التي تُحسن من أداء الطيور، وذلك بشكل مستمر في المرعى الحر لكافة أنواع الطيور الموجودة بالمرعى، وهذا يُصاحبه أيضاً تحسن في صحة ومناعة الطيور في المرعى.

 ** المرعى شبه الحُر..

رعاية دجاج غينيا لإنتاج اللحم.. 

          المرعى شبه الحُر Semi-free (Aviary) rearing، هو ذلك المرعى المُحاط بسياج من السلك الشبكي وذو سقف شبكي، حيث ظهر هذا الشكل من المرعى منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان في جنوب فرنسا وايطاليا.

          يحتاج عدد 1000 من دجاج غينيا لمساحة من الحظيرة قدرها 24 متر مربع خلال الثلاثة أسابيع الأولى من العُمر، تزداد مساحة الحظيرة بعد ذلك لتصل إلى 40 متر مربع مع وضع المجاثم، وتزود بحوش مساحته 200 متر مربع للتريض، مع ملاحظة أن تكون أرضية الحظيرة بها قدر من الميل لتسمح بصرف المياه. يمكن تسمين دجاج الوادي على علائق تسمين كتاكيت اللحم، ويعتبر شهري أكتوبر ونوفمبر موسمي التسمين لبدارى دجاج الوادي، على أن يُخصص متر مربع من أرضية المسكن لكل 10 طيور. فترة النمو اللازمة لإنتاج بدارى دجاج الوادي المُسمنة تكون حتى عُمر 12 أسبوع، ويمكن أتباع طريقة تزغيط  (تغذية إجبارية) دجاج الوادي يدويا وآليا وذلك للإسراع في عملية التسمين وتحسين صفات اللحم.

 رعاية قطيع التربية.. 

          يحتوي مسكن رعاية قطيع التربية في هذا النظام على المجاثم، على أن يكون المسكن فسيح ويُحاط بسياج من السلك على ارتفاع من 1.5-2 م. وتحت هذه الظروف من الرعاية، يتم إعداد الكتاكيت كي تُصبح قطيع أمهات عن طريق تقيد طيرانها بقص طرف الجناح. وتجدر الإشارة أن دجاج غينيا يضع بيضه في أي مكان يختاره، لذا لابد من إحكام السيطرة عليه كقطيع تربية بغرض إنتاج بيض التفريخ.

 ** رعاية دجاج غينيا في مساكن الدواجن..

          يُستخدم هذا النظام في أوروبا بديلاً عن النظام شبه الحُر، حيث لا ترعى الطيور خارج المسكن وتظل طوال فترة الرعاية والتربية داخل المسكن، وقد أمكن مع هذا النظام تحسين مُعدلات الأداء وتربية أعداد كبيرة.

 رعاية دجاج غينيا لإنتاج اللحم.. 

          يتم رعاية دجاج غينيا إما في المساكن المُضيئة (المفتوحة) أو المُظلمة (المُغلقة). عند الرعاية في المساكن المضيئة، لابد أن لا تزيد عدد الطيور عن 500 طائر في المسكن الواحد لتجنب الإصابات الناتجة عن الفزع والخوف، حيث يجب أن لا تزيد كثافة الطيور في المتر المربع الواحد عن 8-10 طائر. بينما عند الرعاية في المساكن المظلمة، فإن أعداد الطيور تزيد لتصل إلى عدة آلاف، وتزيد الكثافة في المتر المربع لأكثر من 12 طائر.

 رعاية قطيع التربية.. 

          يمكن رعاية قطيع التربية إما على الأرض أو في البطاريات السلكية، فعند التربية على الأرض تكون كثافة التربية 3-5 طائر في المتر المربع الواحد، مع وضع المجاثم داخل المسكن. بينما عند التربية في البطاريات السلكية وهو النظام الأحدث في تربية قطعان الأمهات، يتم استخدام نظام التلقيح الاصطناعي Artificial insemination لإنتاج بيض التفريخ. تم البدء في أستخدم التلقيح الاصطناعي عام 1977م، وذلك في حوالي 80% من عشائر دجاج غينيا بفرنسا، حيث تم استخدام حوالي 600 ألف طائر، ولاقى حينذاك نجاحات ومُعدلات أداء جيدة.  

 

المصدر: صصلاح الدين عبد الرحمن الصفتي (2012)- الدليل في إنتاج الدواجن الزراعية- جامعة سبها- ليبيا

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,112,488