الجهاز التناسلي في الدواجن
Reproductive System in Poultry
د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
تختلف فسيولوجيا التناسل بشكل كبير في الدواجن عند مقارنتها بالثدييات، ولعل من أهم هذه الاختلافات، امتلاك معظم الطيور لمبيض واحد وقناة بيض واحدة (مبيض أيسر وقناة بيض يسرى) حيث المبيض الأيمن وقناة البيض اليُمنى أثريان، بينما قي الثدييات فيوجد مبيضين وقناتي بيض، كما أن عملية إخصاب البويضة في الطيور تكون في منطقة القمع (البوق) من قناة البيض، وأن البويضة (صفار البيضة ويعلوه الخلية الأنثية) هي مصدر الغذاء للجنين في مراحل نموه الجنيني، وتحاط البيضة بقشرة كلسية، وتُفرز أنثى الطيور البيضة خارج الجسم ويكتمل النمو الجنيني خارج جسم الطائر حتى الفقس، بينما في الثدييات فإن البويضة المُخصبة تظل داخل رحم الأنثى في فترة الحمل حتى الولادة ويعتمد الجنين في تغذيته خلال هذه الفترة على الأم، كما أنه من الاختلافات الواضحة بين الطيور والثدييات، هو أن الطيور لا يوجد بها عضو سفاد (جِماع) مُتطور كما في الثدييات، حيث يُعتبر أثرياً في الدجاج وكبير نسبياً وملتوي بشكل حلزوني وقابل للانتصاب في البط والإوز، وكبير بشكل واضح في النعام، والخصية في الطيور توجد داخل التجويف البطني أمام الكليتين، بينما في الثدييات فهي خارج جسم الذكور محاطة بكيس رقيق يسمى كيس الصفن.
1- الجهاز التناسلي في الذكر Male Reproductive System
يتميز الجهاز التناسلي الذكري في الطيور بالبساطة في التركيب، حيث يتكون من خصيتين Testes تقع في التجويف البطني أعلى الكليتين على جانبي العمود الفقري، كل خصية تصب في بربخ Epididmis ووعاء ناقل Vas deferens ينتهي إلى عضو الجماع Copulatory organ.
الخصية بيضاوية الشكل ذات لون أبيض مصفر، يحيط بها نسيج ضام، ويتراوح وزن الخصية في الذكور البالغة في الأنواع الخفيفة من الدجاج 10-15 جم، وفي الأنواع الثقيلة 30-40 جم. ويلتصق بالخصية زوج من الأكياس الهوائية تلعب دوراً هاماً في خفض حرارة الخصية بمُعدل 4 °م أقل من حرارة جسم الطائر، وهذا يؤدي إلى رفع كفاءة الخصيتين في تكوين وإنتاج الحيوانات المنوية.
توجد بالخصية مجموعة كبيرة من الأنابيب المنوية الدقيقة والتي يتم فيها تكوين الحيوانات المنوية نتيجة لانقسام جدران هذه الأنابيب، وتتكون جدران هذه الأنابيب من نوعين من الخلايا: خلايا جرثومية Germ cells، وخلايا سيرتوليSertoli cells. كما توجد بالخصية الخلايا البينية Enterstitial cells وتسمى أيضاً خلايا ليدج Leydig cells، حيث تُفرز هذه الخلايا هرمون التستوسترون Testosterone المسئول عن إظهار صفات الجنس الرئيسية في الذكور. وتصب شبكة الأنابيب المنوية الدقيقة في البربخ والذي يصب بدوره في الوعاء الناقل الذي ينتهي بالقناة القاذفة Papillae في منطقة المجمع. وأعضاء الجِماع في كل من الدجاج والرومي عبارة عن زوج من الحلمات تنتهي بعضو جِماع آثري عند فتحة الإخراج.
يتم إجراء عملية الخصي Caponizing للديوك الصغيرة بغرض تسمين تلك الديوك والحصول على لحوم ذات جودة عالية، وتعتبر من العمليات الصعبة الإجراء نظراً لتواجد الخصي داخل جسم الطائر، لذلك تُجرى بشكل جراحي، وبشكل عام فإن عملية خصي الديوك بغرض التسمين تُعتبر إجراءاً غير عملي، خصوصاً بعد قصر فترات تسمين هُجن الدجاج التجاري الحالي والتي تصل الآن لأقل من 40 يوم.
يختلف شكل الحيوان المنوي في الطيور إلى حد ما عنه في الثدييات، حيث يتميز شكله في الطيور بالرأس الأسطوانية ذات قمة مُستدقة وذيل طويل، ونظراً لعدم وجود أوعية منوية أو غدة البروستاتا في الدجاج، فإن حجم السائل المنوي قليل جداً، كما لا يحتوي السائل المنوي في الديوك على كل من الفركتوز، سيترات إينوسيتول، والكولين المُفسفر، أو مركبات الكولين والجليسرول المفسفرة وهي جميعاً مكونات توجد في السائل المنوي للثدييات. وتُنتج ديوك الدجاج في القذفة الواحدة حوالي 1 مل سائل منوي أبيض اللون، بينما يُنتج ديوك الرومي في القذفة حوالي 0.5 مل سائل منوي أصفر أو بني اللون، وعلى الرغم من أن حجم القذفة في السائل المنوي الناتج من الرومي نصف الحجم المُنتج من الدجاج، فإن تركيز الحيوانات المنوية في السائل المنوي للرومي (6-7 مليون/مل) يُعادل ضعف التركيز الموجود في السائل المنوي للدجاج (3.5 مليون/مل).
2- الجهاز التناسلي في الأنثى Female Reproductive System
يؤدي الجهاز التناسلي في أنثى الدجاج وظيفتين أساسيتين وهما: التناسل (إنتاج البيض المُخصب المحتوي على أجنة)، أو إنتاج البيض غير المُخصب والذي يُستخدم كبيض مائدة. ويتكون الجهاز التناسلي في الدجاجة من المبيض وقناة المبيض.
أ- المبيض Ovary
يزن المبيض في الكتكوت حديث الفقس حوالي 30 مليجرام، بينما يصل في الدجاج عُمر 150 يوم لحوالي 7 جرام، ثم ينمو بشكل سريع ليصل عند عُمر 170 يوم (عُمر النضج) إلى 40 جرام، وفي المتوسط فإن وزن المبيض في الدجاجة البياضة يصل لحوالي 50 جرام. وتحتوي أنثى الدجاج على مبيض أيسر وقناة بيض يُسرى فقط رغم تكون كل من المبيض الأيمن وقناة البيض اليُمنى خلال المراحل الجنينية، لكنهما يضمحلا ويصبحا أثريان بعد ذلك، إلا أن هناك بعض الأنواع القليلة من الدواجن بها مبيضين وقناتي بيض تامة التكوين. يوجد المبيض في التجويف البطني في الجانب الأيسر قريباً من العمود الفقري وبجوار الجزء الأمامي للكلية مُعلقاً بجدار البطن برباط مبيضي وسطي يُسمى Mesovarian ligament، ويتكون المبيض من قشرة خارجية Outer cortex ونخاع داخلي Inner cortex.
يحتوي الكتكوت الأنثى عند الفقس على حوالي من 3600 إلى 4000 بويضة دقيقة، والتي تنمو وتتطور عندما تصل الدجاجة للنضج، وتتراوح قطر البويضات من 1-35 ملليمتر حسب درجة نضجها، كما أن عدد البويضات التي يمكن رؤيتها بالعين المُجردة على المبيض يتراوح بين 1000-3000 بويضة تُكون ما يُعرف بعنقود البيض، يصل منها للنضج حوالي من 300-400 بويضة فقط.
كل بويضة (صفار البيضة) تُحاط بكيس رقيق يُسمى حويصلة Follicle والتي ترتبط بالمبيض عن طريق ساق Stalk، يُحيط بهذا الكيس شبكة من الأوعية الدموية لإمداد البويضة باحتياجاتها، وتوجد على قمة البويضة الخلية التناسلية الأنثوية والمُسماة بالقرص الجرثومي Germinal disc وهي التي يتم إخصابها بالحيوان المنوي لتسمى بعد الإخصاب بلاستودرم Blastoderm. وعند وصول الدجاجة Pullet للنضج الجنسي وإنتاج البيض، تنمو وتتطور بعض البويضات لتكون بويضات ناضجة، وعند نضج البويضة (يصل قطرها حوالي 3.5 سم) تنفجر الحويصلة المحيطة بالبويضة عند خط معين على الكيس الحويصلي يسمى ستيجما Stigma لتنطلق البويضة ويلتقطها القمع أو البوق وهو أول أجزاء قناة المبيض.
ب- قناة البيض Oviduct
وهي أنبوب لولبي غُدي مُلتف يتراوح طوله أثناء إنتاج البيض من 50-75 سم وقطره من 1-7 سم، وتحتل قناة البيض جزءاً كبيراً من الناحية اليُسرى للتجويف البطني، وتقسم إلى خمسة أجزاء، يلعب كل جزء منها دوراً خاصاً في عملية تكوين البيضة. وتحتاج الدجاجة الطبيعية لأكثر قليلاً من 24 ساعة لتكملة تكوين البيضة في صورتها النهائية، وبعد وضع البيضة وفي غضون نصف ساعة يقوم المبيض بإفراز بويضة جديدة لكي تُصبح بيضة اليوم التالي وهكذا. وسوف نوضح بشيء من التفصيل الدور الذي يلعبه كل جزء من أجزاء قناة البيض خلال رحلة البويضة داخله كما يلي:
1- القمع أو البوق Infundibulum (Funnel)
هو أول أجزاء قناة البيض، وهو قمعي الشكل يُمثل حوالي 10 % من طول قناة البيض بطول حوالي 8 سم، وظيفته هو التقاط البويضة المُفرزة من المبيض لحظة التبويض Ovulation، وتمكُث فيه البويضة حوالي 15 دقيقة، كما أن القمع هو المكان الذي يتم فيه إخصاب البويضة إذا تواجد حيوان منوي حي فيه. في بعض الأحوال يفقد القمع المقدرة على التقاط البويضات المُفرزة من المبيض، وتسقط في التجويف ألبطني للدجاجة وتمتص في غضون أيام قليلة، ولكن إذا تكررت هذه الظاهرة في الدجاجة لأسباب وراثية، فيؤدي ذلك إلى تراكم كميات كبيرة من البويضات في بطن الدجاجة وتتضخم وتسير في وضع رأسي ويطلق في هذه الحالة على الدجاجة أنها دجاجة بياضة داخلياً Internal Layer ويطلق على هذه الظاهرة Internal Laying ويُنصح التخلص من هذه الدجاجات.
2- المعظم Magnum
وهو أطول أجزاء قناة البيض وهو الجزء الذي يلي القمع مباشرة، ويُمثل حوالي 50 % من طول قناة البيض بطول حوالي 35 سم، وتمكُث فيه البويضة حوالي 3 ساعات، وظيفته هو تكوين طبقات البياض الأربعة (بياض سميك، خفيف داخلي وخارجي، كلازا) حول البويضة (الصفار)، ويتميز المعظم باحتوائه على نوعين من الغدد، غدد انبوبية تُفرز البياض الخفيف، وأخرى غدد وحيدة الخلية تُفرز البياض السميك.
3- البرزخ Isthmus
وهو الجزء الذي يلي المعظم، ويُمثل حوالي 15 % من طول قناة البيض بطول حوالي 12 سم، وتمكُث فيه البويضة حوالي ساعة وربع الساعة، وظيفته هو تكوين غشائي القشرة الداخلي والخارجي حول البياض وإضافة بعض من الماء والأملاح المعدنية، كما أن هذين الغشائين يعطيان بعض من الحماية للمحتويات الداخلية للبيضة من التلوث. وينفصل غشائي القشرة الخارجي والداخلي عن بعضهما عند الطرف العريض من البيضة ليكونا الغرفة الهوائية للبيضة.
4- الرحم أو الغدة القشرية Uterus (Shell gland)
وهو الجزء الذي يلي البرزخ مباشرة وهو جزء عضلي سميك غني بالغدد الإفرازية، يُمثل حوالي 15 % من طول قناة البيض، بطول حوالي 12 سم، وتمكُث فيه البويضة حوالي 21 ساعة، وظيفته إضافة الماء والأملاح لتكملة الحجم النهائي للبياض، وإفراز القشرة الكلسية المغلفة لمحتويات البيضة الداخلية، وإفراز الصبغات الملونة للقشرة، وإفراز طبقة الكيوتيكل الشمعية على القشرة.
5- المهبل Vagina
وهو الجزء الأخير من قناة البيض، حيث هو الجزء الموصل بين الرحم وفتحة المجمع، ويُمثل حوالي 10 % من طول قناة المبيض، بطول حوالي 8 سم. وليست للمهبل وظيفة في تكوين مُكونات البيضة، لكن يوجد به بعض الغدد تُفرز مواد مُخاطية تُسهل من انزلاق البيضة أثناء عملية وضع البيضة Oviposition، حيث تأخذ البيضة حوالي 5 دقائق حتى المرور من خلال المهبل، كما أنه قبل وضع البيضة مباشرة تدور البيضة حول محورها 180 درجة لتخرج من فتحة المجمع وطرفها العريض للخارج وهذا لأسباب غير معروفة، والذي ربما لتنشيط العضلات الدائرية في فتحة المجمع، وفي هذه الأثناء تُبدي الدجاجة علامات قلق وحركة وتصدر أصواتاً عالية تصاحب عملية وضع البيضة.
ساحة النقاش