الدواجن في سطور
د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
يوجد ما يقرب من 600 ألف نوع حيواني مُنتشر حول العالم، تُمثل الطيور منها حوالي 10 ألاف نوع، ولكن ليس كل ما يطير بجناحيه يُعَرَّف على أنه طائر داجن، بل أن الطيور الداجنة هي تلك الطيور التي استئناسها الإنسان بغرض الانتفاع بمُنتجاتها من لحوم وبيض وريش وجلد وسماد (زرق)، كما أنها تُستخدم أيضاً في التسلية والزينة والبحث العلمي، وفي هذا السياق فإن الاستئناس Domestication ما هو إلا اصطلاح يُعبر عن إمكانية التحكم في تكاثر ونمو ومعيشة الحيوان في كنف الإنسان للاستفادة من مُنتجاته المختلفة. وتجدر الإشارة هنا إلى اصطلاح أخر وهو الألفة Tameness حيث تُعرف الألفة على أنها استئصال نزعة الحيوان الهرب من الإنسان والابتعاد عنه، وهنا نقول أنه ليست كل الطيور التي تم استئناسها أليفة، بل ما زالت كثير من الطيور المستأنسة تهاب وتهرب من الإنسان عند الاقتراب منها. ويوضح الجدول التالي تاريخ الاستئناس والموطن الأصلي لبعض الحيوانات والطيور.
تاريخ استئناس وموطن بعض الحيوانات والطيور.
أسم النوع الحيواني |
تاريخ الاستئناس |
الموطن |
الكلب Dog |
15 ألف سنة قبل الميلاد |
شرق أسيا |
الخراف Sheep |
بين 9- 11 ألف سنة قبل الميلاد |
جنوب غرب أسيا |
الماعز Goat |
10 ألاف سنة قبل الميلاد |
إيران |
الخنزير Pig |
9 ألاف سنة قبل الميلاد |
الشرق الأدنى والصين |
البقر Cow |
8 ألاف سنة قبل الميلاد |
الهند والشرق الأوسط وأفريقيا |
القط Cat |
7500 سنة قبل الميلاد |
الشرق الأدنى |
الدجاج Chicken |
6 ألاف سنة قبل الميلاد |
الهند وجنوب شرق أسيا |
الحمار Donkey |
5 ألاف سنة قبل الميلاد |
مصر |
البط المستأنس Domesticated Duck |
4 ألاف سنة قبل الميلاد |
الصين |
الجاموس المائي Water Buffalo |
4 ألاف سنة قبل الميلاد |
الهند والصين |
الحصان Horse |
4 ألاف سنة قبل الميلاد |
وسط أسيا |
الجمل ذو السنام الواحد Dromedary |
4 ألاف سنة قبل الميلاد |
العرب |
دودة القز (الحرير) Silkworm |
3 ألاف سنة قبل الميلاد |
الصين |
حمام الروك Rock pigeon |
3 ألاف سنة قبل الميلاد |
حوض البحر الأبيض المتوسط |
الإوز Goose |
3 ألاف سنة قبل الميلاد |
مصر |
البط المسكوفي Muscovy duck |
غير معروف |
أمريكا الجنوبية |
دجاج غينيا Guinea fowl |
غير معروف |
أفريقيا |
الرومي المُستأنس Domesticated turkey |
500 سنة قبل الميلاد |
المكسيك |
الأرنب الأوربي European Rabbit |
عام 1600 ميلادي |
أوربا |
الطاووس الهندي Indian Peafowl |
500 سنة قبل الميلاد |
الهند |
اليمام الجارح Barbary Dove |
500 سنة قبل الميلاد |
شمال أفريقيا |
السمان الياباني Japanese Quail |
الفترة بين 1100-1900 ميلادي |
اليابان |
موسوعة ويكيبيديا Wikipedia- استئناس الحيوانات.
تقع الطيور تبعا للتقسيم العلمي في المملكة الحيوانية Animalia، تحت مملكة الحيوانات عديدة الخلايا Metazoa، شعبة الحبليات Chordata، تحت شعبة الفقاريات Vertebrata، قسم الطيور Aves. ومُصطلح دواجن Poultry يُعبر عن أنواع عديدة من الطيور والحيوانات الزراعية الصغيرة الحجم المُستأنسة، وعموماً تضم الطيور الداجنة المستأنسة كل من الدجاج والرومي والبط والإوز ودجاج غينيا والإوز العراقي والحمام والسمان والنعام، ويعتبر الدجاج أهم الطيور الداجنة من الناحية الاقتصادية حيث يعتبر النمط الأكثر شيوعاً في التربية المنزلية والمزرعية، يليه في الأهمية الرومي ثم البط والإوز والحمام والسمان والنعام على الترتيب. أما الأرانب فهو حيوان داجن زراعي من فصيلة القوارض، يتبع طائفة الثدييات، حيث أنها حيوانات تحمل وتلد وتُرضع صغارها، ونظراً للحجم الصغير للأرانب وطبيعة معيشتها وتركيب جهازها الهضمي، فإنه يتم دراستها ضمن الدواجن الزراعية.
من أهم خصائص الطيور الداجنة هي: الجسم المغطى بالريش والأرجل المغطاة بالحراشيف، تحور الأطراف الأمامية إلى أجنحة، المنقار بارز ذو غطاء قرني ولا يوجد به أسنان، يتكون الجسم من أربعة مناطق هي: الرأس والعنق والجذع والذيل، الجلد رقيق خالي من الغدد العرقية، وتوجد غدة زيتية عند قاعدة الذيل، الهيكل العظمي كامل التعظم، وتُعتبر الطيور الداجنة من الكائنات ذات الدم الحار (ثابتة الحرارة) أي لا تتأثر درجة حرارة أجسامها بالوسط الخارجي المحيط بها.
يُعتقد أن أصل الطيور يرجع للطائر القديم الذي يُسمى الاركيوبتركس Archaepteryx والذي وجد له حفريات يصل عمرها إلى ما يقرب من 180 مليون سنة، وقد اكتشف تلك الحفريات عامل يعمل بأحد محاجر الحجر الجيري بمقاطعة بافاريا بألمانيا سنة 1861م، حيث يجمع هذا الطائر في صفاته بين الزواحف والطيور، حيث الحراشيف والكروموسومات الجنسية المتشابهة والقلش (الانسلاخ) ووسيلة التكاثر الواحدة عن طريق البيض، وهذا ما يُدعم بشكل كبير أن الطيور نشأت وتطورت من الزواحف. ومع مرور السنين تطورت تربية الدواجن من التربية المنزلية البدائية الصغيرة في مجموعات إلى إتباع نُظم التربية والرعاية المُكثفة واستخدام أحدث تكنولوجيا الإنتاج وذلك ليتمشى مع الزيادة المضطردة في أعداد السكان حول العالم، حيث يُستخدم الآن في نظم الرعاية والتربية المساكن الاوتوماتيكية (الآلية) جاهزة التأسيس والمُتحكم فيها بيئياً بشكل كامل، والتي أدت إلى سهولة عمليات الرعاية والإنتاج ومعظمة العائد من العملية الإنتاجية، ومع استخدام هذه التقنيات عالية الكفاءة في مشاريع الدواجن المختلفة، أصبح يطلق على قطاع الإنتاج الداجني اصطلاح صناعة الدواجن Poultry Industry، حيث تقوم تلك الصناعة حالياً على تضافر جهود علوم كثيرة مثل علم تربية وتحسين الدواجن، علم تغذية الدواجن، علم فسيولوجيا الدواجن، علم أمراض الدواجن، علم مناعة الدواجن، علم إدارة ورعاية الدواجن، علم تسويق مُنتجات الدواجن، علم تكنولوجيا الدواجن، علم اقتصاديات إنتاج الدواجن.
تتميز مُنتجات الدواجن بأهميتها الاقتصادية الكبيرة، لما لها من دور كبير في إمداد الإنسان باحتياجاته من البروتين الحيواني، حيث تعتبر لحوم الدواجن البديل الكفء للحوم الحمراء في حالة ارتفاع أسعارها أو ندرتها في بعض الأوقات، بل أنها أصبحت النمط الأكثر تفضيلاً للملايين من سكان العالم للحصول على احتياجاتهم من البروتين الحيواني. وتُقسم مُنتجات الدواجن الزراعية إلى مُنتجات أساسية مثل البيض واللحم والحوائج (الكبد والقلب والقونصة)، ومُنتجات ثانوية مثل السماد العضوي (الزرق)، مُخلفات المذابح، كالريش والجلد. يعتبر بيض الدجاج مُنتجاً وافراً بقيمته الغذائية، حيث يحتوي على البروتين (حوالي 12%) والدهن وكل الفيتامينات عدا فيتامين (ج) والأملاح المعدنية (13 عنصر معدني). والبيضة ذات الحجم الكبير تحتوي في المتوسط على حوالي 80 كالورى (سعر حراري)، كما أنها تحتوي علي كمية بروتين أكثر لكل كالورى مقارنة بأغلب أنواع اللحوم ومُنتجاتها، علاوة على قيمة البيض الغذائية فأنه يدخل أيضاً في العديد من الصناعات مثل صناعة الأغذية والأدوية. أما لحوم الدواجن تعتبر من أهم مصادر اللحوم البيضاء في العالم، وتلعب دوراً كبيراً في سد احتياجات الإنسان من البروتين الحيواني رخيص الثمن، كما يمتاز لحوم الدواجن بأنها سهلة الهضم وتحتوي على معظم العناصر الغذائية الهامة في بناء وتكوين جسم الإنسان. أما بالنسبة لمُنتجات الدواجن الثانوية، فإن زرق الدواجن يتميز بارتفاع محتواه من النيتروجين والفوسفور إضافة إلى أنه سريع التحلل في التربة الزراعية، لذا فهو يُستخدم في تسميد مزارع الفاكهة والخضروات بكفاءة عالية. كما تتضمن مُنتجات الدواجن الثانوية مُخلفات المجازر (المذابح) والتي تشمل الدم، الريش، الأمعاء، الإقدام والرأس، وتُستخدم هذه المُخلفات بعد تجفيفها وطحنها كإضافات علفية لعلائق الدواجن، كما أن الريش يُستخدم في عمل الوسائد وأدوات التنظيف، ويُستخدم الجلد في عمل المصنوعات الجلدية المختلفة من ملابس وأحذية.
تميزت تربية الطيور الداجنة بالعديد من الخصائص والمميزات مقارنة بتربية الحيوانات الكبيرة، من حيث استخدام مساحات أقل في التربية، والكفاءة التحويلية العالية للغذاء، وسرعة دورة رأس المال نظراً لقصر فترة الجيل، قلة حجم رأس المال اللازم للمشروع، والدخل اليومي من عائدات كل من اللحم والبيض والكتاكيت. ومن هذه المميزات سالفة الذكر، احتل هذا القطاع الزراعي الهام مكانة كبيرة في الاستثمارات الزراعية في معظم دول العالم، وأصبح يُشكل قطاعاً استثمارياً ضخماً لدول كثيرة.
ساحة النقاش