<!--
<!--<!--
عاد محمد ( 7 سنوات ) من المدرسة حزينا لا يتكلم لان طالبا في المرحلة الاعدادية ضربه علي مرأي ومسمع من التلاميذ في الملعب في حين وقف عاجزا ولم يعرف كيف يدافع عن نفسه / فأمه علمته ان يكون لطيفا ومهذبا مع الآخرين ....وهنا تخشي أمه أن يصبح طفلها ذا شخصية ضعيفة بسبب تنشئتها له ألا يستخدم الضرب كوسيلة للتعامل مع الآخرين ولاقتناعها أن أفضل وسيلة لتربية أبنائها /اللطف والتهذيب ، ولكن لم تتوقع ان يكون طفلها هو الضحية ولا يعرف كيف يدافع عن نفسه من الاعتداء بالضرب الذي قد يتعرض له من التلاميذ .
وهنا يوضح سامح عزت مدرب التنمية البشرية ومحاضر بجامعة عين شمس انه ليس هناك داع للانزعاج من ذلك ، ولابد ان تعلم الام ان مسالة دفاع الاطفال عن انفسهم يتعلمونها من خلال اللعب وايضا من خلال ما يحصل بينهم من مشاجرات ومشاحنات ، ولكن هذا الطفل بحاجة الي ان يكون الي جوار مجموعات من الاطفال دائما حتي يتعلم منهم كثيرا من هذه الاشياء ، واذا ضرب الطفل من طفل آخر فيجب ان نعلمه اولا ان يدافع عن نفسه وهنا يجب علي الام اذا لاحظت ان طفلها لا يعرف كيف يدافع عن نفسه ويخاف من مواجهة من يؤذونه ، فانه يجب عليه ان تقول له : ان الطفل الذي لا يحترمك ، ويعتدي عليك ، يجب ان تضع له حدا وتدافع عن نفسك بان تمسك يده وتقول له بصوت حازم وعال انك لا تقبل ذلك الاسلوب وتهدد نه اذا ضربك مرة ثانية سوف ترد له نفس الضربة مما يجعل هذا الطفل المعتدي عليك يخاف ويرجع عن موقفه العدواني تجاهك . ويلفت مدرب التنمية البشرية نظر الام بوجوب ان تبني في طفلها الثقة بالنفس بعيدا عن التوبيخ واللوم اذا اشتكي لها ان هناك احدا اعتدي عليه بالضرب ، وايضا ان تعطي قيمة لموهبته مهما كانت ، كان تشجعه علي ممارسة الرياضة الجماعية كالكرة اذا كان يحب ممارستها او تمدح رسما انجزه بالاضافة الي ان تشرح له ان الطفل حسن الاخلاق ليس من الضروري ان يمنح اصدقاءه كل ما لديه او يخضع لطلباتهم كلها لانهم يحبونه في كل الاحوال ، وكذلك لا يمكن تجاهل دور الاب المسؤل عن تعليم طفله كيف يدافع عن نفسه ، فهو النموذج الذكوري الاول الذي يتاثر به ، ولذا عندما ياتي الطفل الي والده ويشكو له احد زملائه ، علي الاب الا يقول له لماذا سمحت له او يلومه ، بل عليه ان يمنحه اساليب الدفاع عن نفسه ، كان يقترح عليه ان يعيد المشهد كما حدث باسلوب الدعابة ، ويقوم الاب بدور الولد اللطيف جدا والابن بدور الولد المعتدي ، ويستمع جيدا الي ما يقوله الابن ليفهم ما الذي يزعجه ، ثم يبدا الاب الدفاع عن نفسه بعبارات قوية ثم يسال طفله هل تشعر بالخوف من نظراته وعباراته ، ثم يوضح له بان زميله اذا ما تعامل معه بهذه الطريقة ثم يقوم بتغيير الادوار ، مما يساعد الطفل ان يفكر في الامر ويعايش الحدث مرتين ، ويضع حلولا له ، مما سيجزئه اكثر في الموقف الحقيقي .
كذلك يحذر سامح عزت الام من ان تمنح كل الحنان لطفلها عندما يتعرض لاهانة من اخوته او اقرانه فيعجب باسلوب - دور – الطفل المدلل عند امه ، وبالتالي يبدو في اللاوعي ، مرتاحا للعب دور الطفل الضعيف الذي لا يعرف كيف يدافع عن نفسه ، ويجب ان نتذكر دائما ان الاطفال كلهم غير مؤهلين للدفاع عن انفسهم ويرجع ذلك الي عومل كثيرة تختلف حسب نوعية التدريب الذي تلقاه الطفل تجاه علاقاته الاجتماعية ، وايضا حسب نضجه الانفعالي وقدرته علي خوض تجربة التفاعل مع اقرانه ، ودرجة الاستعداد لمواجهة الخلافات والي جانب الخوف من مقاطعة اصدقائه له التي تفسر سلبية بعض الاطفال من عدم دفاعه عن نفسه / خصوصا اذا كان تعلقه باللعب مع اصدقائه قويا .. واخيرا لا يمكن تجاهل ان الشجار مفيد ومن خلاله يتعلم الطفل الدفاع عن نفسه ومعرفه حقوقه وتعلم الروح الرياضية ويجب علي الاهل الا يتدخلوا عندما يتجاوز هذا العدوان حده ، فنرد المعتدي ويفضل اعطاء الطفل مسؤليات متنوعه كالمشاركة في الاعمال المنزلية ورعاية نفسه كالاكل واللبس والنظافة وكل ما يمكنه ان يقوم به بنفسه .
ساحة النقاش